[خواطر] الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدُه و رسولُه
﴿يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون﴾[ آل عمران:102]
﴿بِسْمِ اللّهِ الرّحْمٰنِ الرّحِيمِ يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً ۚ واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام ۚ إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا﴾[ النساء:1]
﴿يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا(70)يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ۗ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمًا﴾[ الأحزاب:70-71]


أما بعد :
مما طالته يدي في معرض الكتاب بالقاهرة العام الماضي كتاب (الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب)، جمعًا ودراسة، تأليف: سلطان بن فهد بن علي الصُطامي

قدم له مؤلفه حفظه الله، بمقدمات نافعة، منها:
1 - إطلاقات الأصل عند المفسرين.
2 - أشهر من أطلق هذا المصطلح من المفسرين.
3 - تعريف المفسر والآية والأصل والباب.
4 - ملامح حول الأصل:
- الأصل وأثره في الترجيح وفي النسخ وعدمه بين الآيات.
- أوجه الاتفاق والاختلاف بين الأصل في القرآن والأصل في السنة.
- ضوابط كون الآية أصلًا.
- الأصل بين الاتفاق والاختلاف عند المفسرين.
ثم بدأ في الدراسة التطبيقية، فبدأها بالآيات التي هي الأصل في باب: العقيدة، ثم التي هي الأصل في باب: الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم عند المفسرين، ثم التي هي أصل في باب: العبادات، ثم التي هي أصل في المعاملات، ثم التي هي أصل في القواعد الشرعية، ثم في تهذيب الأخلاق، ثم ختمها بالتي هي أصل في باب: الفنون والعلوم عند المفسرين.

منقول بتصرف

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

أولًا:

الآيات التي هي الأصل في باب:(العقيدة):

المطلب الأول: أصلٌ في الوعد والوعيد:

قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء:48]

قال ابن الفراس الأندلسي: (هذه الآية أصل في الوعد والوعيد). انظر: أحكام القرآن (2/ 214).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الثاني:

أصلٌ في تكفير من استهزأ بالشريعة:

قال تعالى:

(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ)

[المائدة: 58]

قال السيوطي:

(الآية أصل في تكفير المستهزئ بشيء من الشريعة).

انظر:

محاسن التأويل: (4/ 179).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الثالث :

أصل فى تكفير من صدر منه تنقص فى جناب البارى

قال تعالى :

( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ... )

[المائدة: 58]

قال السيوطى :

( هذه الآية أصل فى تكفير من صدر منه فى جناب البارى تعالى ما يؤذن بنقص )

انظر:

الإكليل فى استنباط التنزيل ص 113

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الرابع :

أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور :

قال تعالى :

{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } أي: أشده ألما وأعظمه نكالا . وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } .
تفسير ابن كثير 7 / 146

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الرابع:

حسب ترتيب صاحب الكتاب:

أصل من أصول الدين:

(علمه سبحانه بالغيب والشهادة):

قوله تعالى:

( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) الأنعام: 59

قال ابن العربي:

(هذه الآية أصل من أصول عقائد المسلمين، وركن من قواعد الدين).

أحكام القرآن لابن العربي:

(3/ 426).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الخامس:

(أصل في بيان أولياء الله تعالى):

قال تعالى:

(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)

يونس: 62 - 63

قال جمال الدين القاسمي:

(هذه الآية الكريمة: أصل في بيان أولياء الله)

محاسن التأويل:

(6/ 3.

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب السادس:

(أصل في عذاب القبر):

قال تعالى:

( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)

غافر: 45 - 46

قال ابن كثير:

(الآية أصل من أصول عقائد المسلمين على عذاب البرزخ في القبور).

تفسير ابن كثير:

(7/ 132).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب السابع:

(أصل في تنزيه الله سبحانه عما لا يليق به):

قال تعالى:

(فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)

فاطر: 11

قال الطاهر ابن عاشور:

(الآية أصل في تنزيه الله تعالى عن الجوارح والحواس والأعضاء عند أهل التأويل).

التحرير والتنوير:

(25/ 47).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الثامن: (أصل في التوحيد):

قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) العلق: 1

قال الطاهر بن عاشور: (هذه الآية أصل للتوحيد في الإسلام). التحرير والتنوير: (30/ 437).

يليه إن شاء الله تعالى:

المبحث الثاني: (الآيات التي هي أصل في الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم عند المفسرين).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المبحث الثاني:

(الآيات التي هي أصل في الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم عند المفسرين).

توطئة:

قال المصنف:

هذا المبحث جمعتُ فيه الآيات التي اختصَّت بأحوال النبي

صلى الله عليه وسلم

من سلامة الوحي وحفظه من الزيادة والنقصان، وكذلك الواجب تجاه النبي

صلى الله عليه وسلم

من الاتباع والتأسِّي بسنَّته، والبُعد عّمَّنْ خالفها، مما قال عنه المفسرون أنها أصل في بابها.

المطلب الأول:

(أصلٌ في براءة النبي

صلى الله عليه وسلم

مما نسب إليه من السُّوء):

قال تعالى:

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)

الحج: 52

قال ابن العربي:

(هذه الآية نصٌ في غرضنا، دليل على صحة مذهبنا، أصل في براءة النبي

صلى الله عليه وسلم

مما نسب إليه).

أحكام القرآن لابن العربي: (5/ 440).

وتابعه على هذا القول

القرطبي

في كتابه:

(الجامع لأحكام القرآن): (12/ 83).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الثاني:

(أصلٌ في التسليم لأوامره عليه الصلاة والسلام):

قال تعالى:

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)

الأحزاب: 36

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الثالث: (أصلٌ في الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وفي التأسي به):

وتحته موضعان:

الموضوع الأول: (أصل في الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم):

قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) الحجرات: 1

قال ابن العربي: (أصل في ترك التعرض لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وإيجاب اتباعه، والاقتداء به). أحكام القرآن لابن العربي: (4/ 145).
وتابعه القرطبي في كتابه: (الجامع لأحكام القرآن): (14/ 187).

الموضع الثاني: (أصل في التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم) :

قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب: 21

قال ابن كثير: (هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله). تفسير ابن كثير: (6/ 350).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الرابع:

(أصلٌ في بشرية الأنبياء عليه السلام):

قال تعالى:

(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا

(20) الفرقان: 20


قال القرطبي:

(هذه الآية أصل في تناول الأسباب وطلب المعاش بالتجارة والصناعة وغير ذلك).

الجامع لأحكام القرآن: (13/ 14).

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

رد: الآيات التي قال عنها المفسرون هي الأصل في الباب

المطلب الخامس:

(أصلٌ في نفي أهل البدع):

قال تعالى:

(قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّه ُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)

طه: 97

قال القرطبي:

(هذه الآية أصل في نفي أهل البدع والمعاصي وهجرانهم وألا يخالطوا).

الجامع لأحكام القرآن: (11/ 241).

يليه: المبحث الثالث:

(الآيات التي هي أصل في باب العبادات عند المفسرين).