فائدة نحوية من قول الله تعالى {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} [الحج 35]
الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
أما بعد، فقد قال الله تعالى في سورة الحج {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35)}.
قال القرطبي رحمه الله تعالى في الجامع لأحكام القرآن (6/3426) : "قرأ الجمهور {الصَّلَاةِ} بالخفض على الإضافة، و قرأ أبو عمرو {الصَّلَاةَ} بالنصب على توهم النون، و أن حذفها للتخفيف لطول الاسم، و أنشد سيبويه :
الحافظو عورةَ العشيرة لا --- يأتيهم من ورانا تطف".
و قال العلامة الشوكاني رحمه الله في فتح القدير (3/617) : "ثم وصفهم بإقامة {الصَّلَاةِ} أي : الإتيان بها في أوقاتها على وجه الكمال، قرأ الجمهور {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} بالجر على ما هو ظاهر، و قرأ أبو عمرو بالنصب على توهم بقاء النون، و أنشد سيبويه على ذلك قول الشاعر :
الحافظو عورةَ العشيرة...
البيت، بنصب العورة. و قيل لم يقرأ بهذه القراءة أبو عمرو، و قرأ ابن محيصين {وَالْمُقِيمِينَ} بإثبات النون على الأصل، و رويت هذه القراءة عن ابن مسعود".
و قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/641) : "{وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} قرأ الجمهور بالإضافة، السبعة و بقية العشرة أيضا. و قرأ ابن السميفع {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} بالنصب و عن الحسن البصري {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةَ} و حذفت النون ههنا تخفيفا، و لو حذفت للإضافة لوجب خفض الصلاة و لكن على سبيل التخفيف، فنصبت، أي : المؤدين حق الله فيما أوجب عليهم من أداء فرائضه".
و صلى الله و سلم على رسوله و على آله و صحبه.
يوسف صفصاف
07 شعبان 1436
26 ماي 2015