فائدةٌ بديعةٌ في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾ [مريم: ٦٩]
«قوله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾: فالشيعة الفرقة التي شايع بعضُها بعضًا أي: تابعه، ومنه الأشياع أي: الأتباع، فالفَرْق بين الشيعة والأشياع أنَّ الأشياع هم التبع والشيعة القوم الذين شايعوا أي: تَبِعَ بعضُهم بعضًا، وغالبُ ما يُستعمل في الذمِّ، ولعلَّه لم يَرِدْ في القرآن إلَّا كذلك كهذه الآية وكقوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ وقوله: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ﴾، وذلك ـ والله أعلم ـ لِما في لفظ الشيعة من الشياع والإشاعة التي هي ضدُّ الائتلاف والاجتماع، ولهذا لا يُطلق لفظ الشِّيَع إلَّا على فِرَق الضلال لتفرُّقهم واختلافهم، والمعنى: «لننزعنَّ من كلِّ فرقةٍ أشدَّهم عُتُوًّا على الله وأعظمَهم فسادًا فنلقيهم في النار»، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ العذاب يتوجَّه إلى السادات أوَّلًا ثمَّ تكون الأتباع تبعًا لهم فيه كما كانوا تبعًا لهم في الدنيا».
«قوله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾: فالشيعة الفرقة التي شايع بعضُها بعضًا أي: تابعه، ومنه الأشياع أي: الأتباع، فالفَرْق بين الشيعة والأشياع أنَّ الأشياع هم التبع والشيعة القوم الذين شايعوا أي: تَبِعَ بعضُهم بعضًا، وغالبُ ما يُستعمل في الذمِّ، ولعلَّه لم يَرِدْ في القرآن إلَّا كذلك كهذه الآية وكقوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ وقوله: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ﴾، وذلك ـ والله أعلم ـ لِما في لفظ الشيعة من الشياع والإشاعة التي هي ضدُّ الائتلاف والاجتماع، ولهذا لا يُطلق لفظ الشِّيَع إلَّا على فِرَق الضلال لتفرُّقهم واختلافهم، والمعنى: «لننزعنَّ من كلِّ فرقةٍ أشدَّهم عُتُوًّا على الله وأعظمَهم فسادًا فنلقيهم في النار»، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ العذاب يتوجَّه إلى السادات أوَّلًا ثمَّ تكون الأتباع تبعًا لهم فيه كما كانوا تبعًا لهم في الدنيا».
[«بدائع الفوائد» لابن القيِّم (١/ ١٥٥)]