بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فمن الأخطاء الشائعة بين كثير من حفّاظ القرآن افي ليبيا: أن ضبط الخراز يختص بعلم الرسم, وأن المصاحف التي على كُتبت على رواية حفص هي على رسم الخراز, وأن المصحف المشتهر باسم "مصحف الجماهيرية" مضبوط على ضبط الداني.
كلماتٌ دَرَجَت على ألسنة كثيرين لا سنام لها ولا خطام, ومن بين أولئك الكثيرين أناس أصحاب شهادات ويقيّمون الحفّاظ على مستوى ليبيا -مع الأسف-! وإليكم هذا المثال: (شهادة صادرة من الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم!)
وسبب هذه الأخطاء هو عدم التفريق بين علم الرسم وعلم الضبط من جهة, وعدم معرفة بالمصادر العلمية من جهة أخرى.
اعلم -وفقك الله- أن علم الرسم يختص بجسم الحرف فقط, دون النقط والحركات والرموز, وأن علم الضبط يختص بالنقط والحركات والرموز. وكل منهما عِلْمٌ برأسِه.
والمصحف المسمى "مصحف الجماهيرية" التزموا فيه اختيارات الإمام الداني في الرسم التزاما تاما. قالت اللجنة التي قامت بإصداره: "آثرْنا أن نرسم هذا المصحف الشريف بالوجه الذي اختاره [الإمام الداني] ونُسِب إليه ويُعرَف به" اهـ.
بينما "مصحف المدينة النبوية" قالت اللجنةُ القائمة عليه: "أُخِذَ هجاؤه عن المصاحف [العثمانية] والمصاحف المستنسَخة منها. وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان: أبو عمرو الداني, وأبو داود سليمان بن نجاح, مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبًا, وقد يؤخذ بقول غيرهما" اهـ.
وأما ما يتعلق بالخراز؛ فهناك كتاب اسمه: "الطراز على ضبط الخراز" للإمام التَّنَسِي؛ هذا الكتاب اعتمدت عليه كلتا اللجنتين فيما يخص الضبط؛
قالت اللجنة القائمة على "مصحف الجماهيرية": اعتُمد في صحة ضبط المصحف الشريف على التالي:
... ب- "المُحكم" للإمام الداني".
ج- "الطراز على ضبط الخراز" للشيخ التنسي.
د- "دليل الحيران على الخراز" للشيخ المارغني" اهـ.
وقالت اللجنة القائمة على "مصحف المدينة": "أُخذت طريقة ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب: "الطراز على ضبط الخراز" للإمام التنسي, وغيرِه من الكتب, مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعِه من المشارقة غالبا بدلا من علامات الأندلسيين والمغاربة" اهـ.
وهناك مصحف آخر معروف عند هؤلاء الناس بـ"مصحف الخراز", ولكن لم أستطع الحصول على نسخة منه حتى أنقل منها ما يتعلق بما نحن بصدد الكلام عليه.
فيُرجى أن تصحَّح هذه العبارات, وأن لا يتكلم أحدُنا إلا بعلم.
والله الموفق.
كتبه
علي بن أمير المالكي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فمن الأخطاء الشائعة بين كثير من حفّاظ القرآن افي ليبيا: أن ضبط الخراز يختص بعلم الرسم, وأن المصاحف التي على كُتبت على رواية حفص هي على رسم الخراز, وأن المصحف المشتهر باسم "مصحف الجماهيرية" مضبوط على ضبط الداني.
كلماتٌ دَرَجَت على ألسنة كثيرين لا سنام لها ولا خطام, ومن بين أولئك الكثيرين أناس أصحاب شهادات ويقيّمون الحفّاظ على مستوى ليبيا -مع الأسف-! وإليكم هذا المثال: (شهادة صادرة من الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم!)
وسبب هذه الأخطاء هو عدم التفريق بين علم الرسم وعلم الضبط من جهة, وعدم معرفة بالمصادر العلمية من جهة أخرى.
اعلم -وفقك الله- أن علم الرسم يختص بجسم الحرف فقط, دون النقط والحركات والرموز, وأن علم الضبط يختص بالنقط والحركات والرموز. وكل منهما عِلْمٌ برأسِه.
والمصحف المسمى "مصحف الجماهيرية" التزموا فيه اختيارات الإمام الداني في الرسم التزاما تاما. قالت اللجنة التي قامت بإصداره: "آثرْنا أن نرسم هذا المصحف الشريف بالوجه الذي اختاره [الإمام الداني] ونُسِب إليه ويُعرَف به" اهـ.
بينما "مصحف المدينة النبوية" قالت اللجنةُ القائمة عليه: "أُخِذَ هجاؤه عن المصاحف [العثمانية] والمصاحف المستنسَخة منها. وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان: أبو عمرو الداني, وأبو داود سليمان بن نجاح, مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبًا, وقد يؤخذ بقول غيرهما" اهـ.
وأما ما يتعلق بالخراز؛ فهناك كتاب اسمه: "الطراز على ضبط الخراز" للإمام التَّنَسِي؛ هذا الكتاب اعتمدت عليه كلتا اللجنتين فيما يخص الضبط؛
قالت اللجنة القائمة على "مصحف الجماهيرية": اعتُمد في صحة ضبط المصحف الشريف على التالي:
... ب- "المُحكم" للإمام الداني".
ج- "الطراز على ضبط الخراز" للشيخ التنسي.
د- "دليل الحيران على الخراز" للشيخ المارغني" اهـ.
وقالت اللجنة القائمة على "مصحف المدينة": "أُخذت طريقة ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب: "الطراز على ضبط الخراز" للإمام التنسي, وغيرِه من الكتب, مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعِه من المشارقة غالبا بدلا من علامات الأندلسيين والمغاربة" اهـ.
وهناك مصحف آخر معروف عند هؤلاء الناس بـ"مصحف الخراز", ولكن لم أستطع الحصول على نسخة منه حتى أنقل منها ما يتعلق بما نحن بصدد الكلام عليه.
فيُرجى أن تصحَّح هذه العبارات, وأن لا يتكلم أحدُنا إلا بعلم.
والله الموفق.
كتبه
علي بن أمير المالكي
تعليق