[سؤال] ما التوفيق بين هذين النصين؟

[أبو فراس سامي الأردني]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما التوفيق بين قول الله تعالى :((وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون)) الزخرف

وبين قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) : ((لن يُنجِّيَ أحدًا منكم عملُه . قالوا : ولا أنت يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ولا أنا ، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ برحمةٍ ، سدِّدوا وقارِبوا ، واغدوا وروحوا ، وشيءٌ من الدُّلجةِ ، والقصدَ القصدَ تبلُغوا)) وراه البخاري

وجزاكم الله خيراً

[أبو عبدالله أحمد التويجري]

رد: ما التوفيق بين هذين النصين؟

هل هي من نصوص الوعد و الوعيد تمر كما جاءت؟ ارجوا ان نجد فائدة

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

رد: ما التوفيق بين هذين النصين؟

هل هي من نصوص الوعد و الوعيد تمر كما جاءت؟ ارجوا ان نجد فائدة

جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله، هذا أحد مسالك أهل العلم في هذه المسألة

وهناك قول آخر في الجمع بين هذه النصوص وتوجيهها كالتالي:
أن الباء تأتي ويراد بها الباء السببية، وتأتي ويراد بها باء العوض
- فمن الأول: قوله تعالى: " أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون " معناه بسبب ما كنتم تعملون.
- ومن الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: " لن ينجو أحد منكم بعمله .." معناه نفي المعاوضة بين الجنة والأعمال.

الخلاصة: دخول الجنة يكون بفضل الله (لا عن عوض) + سبب الأعمال الصالحة.

وللفائدة يرجى الرجوع للسؤال 136 و137 من أسئلة أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة للشيخ حافظ الحكمي.

والله أعلم

[أبو عاصم محمد الفاضل الجزائري]

رد: ما التوفيق بين هذين النصين؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد أجاب بعضُ أهل العلم على ما يُشكِلُ أخي أبا فراس، ومنهم الشَّيخ العلاَّمة المُحدِّث الفقيه الإمام الألبانيّ رحمه الله في بعض أحد مجالسه العلميَّة وهو مُسجَّلٌ في أحد الأشرطة.
أيضا له تعليق نفيس في السِّلسلة الصَّحيحة على هذا الحديث الَّذي ورد عن جمعِ مِن الصَّحابة رضي اللهُ عنهم وهو برقم 2602 ص[195ـ200] مِن المُجلَّد السَّادس/ القسم الأوَّل، انظر فقهَهُ على الحديث ص[198ـ200]

[أم أمامة بنت عمر]

رد: ما التوفيق بين هذين النصين؟

جاء في كتاب الزهد لهناد السري بَابُ : الصِّرَاطِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ )): تَجُوزُونَ الصِّرَاطَ بِعَفْوِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَتَقْتَسِمُونَ الْمَنَازِلَ بِأَعْمَالِكُمْ))حديث موقوف

قال ابن كثير – رحمه الله - :أي : أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم ، فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة ، ولكن بفضل من الله ورحمته . [ ص: 240 ] وإنما الدرجات تفاوتها بحسب عمل الصالحات

قال العلامة الألباني – رحمه الله - في السلسلة الصحيحة:

و اعلم أن هذا الحديث قد يشكل على بعض الناس ، و يتوهم أنه مخالف لقوله تعالى : (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) و نحوها من الآيات و الأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل ، وقد أجيب بأجوبة أقربها إلى الصواب : أن الباء في قوله في الحديث : " بعمله " هي باء الثمنية ، و الباء في الآية باء السببية ، أي أن العمل الصالح سبب لابد منه لدخول الجنة ، و لكنه ليس ثمنًا لدخول الجنة ، و ما فيها من النعيم المقيم و الدرجات

قال العلامة العثيمين – رحمه الله - :فكيف يُجمَع بين الآية وبين هذا الحديث ؟ والجواب عن ذلك: أن يقال: يُجمع بينهما بأن المنفيَّ دخول الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة، أما المثْبتُ: فهو أن العمل سبب وليس عوضا. فالعمل _ لا شكَّ_ أنه سَبَب لدخول الجنة والنجاة من النار، لكنه ليس هو العوض، وليس وحده الذي يدخل به الإنسان الجنة، ولكن فضل الله ورحمته هما السَّبب في دخول الجنة وهما اللذان يوصلان الإنسان إلى الجنة وينجيانه من النار.
وفي هذا الحديث من الفوائد: أن الإنسان لا يعجب بعمله، مهما عملت من الأعمال الصالحة لا تُعْجَبْ بعملك، فعملُكَ قليل بالنسبة لحق الله عليك. وفيه أيضا من الفوائد: أنه ينبغي على الإنسان أن يُكثر من ذكر الله دائما،ومن السؤال بأن يتغمَّده الله برحمته ،فأكثر من ذلك ،وقل دائما : ((اللَّهم تغمدني برحمة منك وفضل)) لأن عملك لن يوصلك إلى مرضاة الله، إلا برحمة الله عز وجل. وفيه دليل على حرص الصحابة_ رضي الله عنهم _ على العلم؛ ولهذا لما قال: ((لَنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه)) استفصلوا، هل هذا العموم شامل له أم لا؟ فبَيَّنَ لهم صلى الله عليه وسلم أنَّه شامل له.اهـ

الباء التي في الحديث ثمنية " لن ينجو أحد بـــــعمله" أي ثمنًا لعمله ومقابل له
الباء التي بالآية سببية ((وتلك الجنة التي أورثتموهابــــما كنتم تعملون))أي بسبب أعمالكم ، و الذي نفاه النبي- صلى الله عليه وسلم - في الحديث " باء الثمن والمقابلة"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -:"الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ، و محو الأسباب أن تكون سببا نقص في العقل ، و الإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ، و مجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب "

[أبو عاصم محمد الفاضل الجزائري]

رد: ما التوفيق بين هذين النصين؟

يُرجع أيضا إلى ما قاله المقريزي في رسالة "تجريد التَّوحيد المُفيد" ص 95 بتحقيق ياسين العدنيّ ، يُنظر في هذا الرَّابط على المُنتدى.

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

رد: ما التوفيق بين هذين النصين؟

ذكرت شيئا آخر
وهو أن الشيخ صالح الفوزان في أحد دروسه سئل عن مسألة مشابهة وكيفية الجمع بين النصوص
فقال:
يحمل الدليل الأول على أن الله استعمل فضله
والدليل الثاني على أن الله استعمل عدله
وقد يصلح هذا الجمع في مسألتنا هذه والله أعلى أعلم

[أبو فراس سامي الأردني]

رد: ما التوفيق بين هذين النصين؟

جزاكم الله خيراً جميعاً على تلكم الفوائد القيمة والدرر الثمينة.