بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ ، وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّـنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه أجمعينَ ، وبعدُ :فهذا موضُوعٌ أنشأهُ بعضُ الإخوةِ ـ جزاهُ اللهُ خيرًا ـ في مُنتدًى منْ منتدياتِ العربيَّـةِ رأيْتُ فيه نَفْعًا وفائدةً ؛ فأحببتُ نقلَه بِحُرُوفِه ، والعُنوانُ لَه كذلِكَ :
إِتحافُ الحفَّاظِ
بضَبطِ آياتٍ مُشْتبِهَةٍ مُتشابِهةٍ في الألفاظِ
الحمدُ لله ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله ، وعلَى آلِه وصَحبهِ ومَن والاه ، وبَعدُ :
فهَذا حَديثٌ مُوجَّه لجلسائِنا الكِرامِ ، أَخصُّ مِنهُم مَن أكرَمه الله تعالى بحِفظِ القُرآنِ الكَريمِ ، وكذَلِك مَن يَنوِي حِفظَه – يسَّر الله تعالى لهُ ذلِكَ –
وسَأعرِضُ فيهِ ما يتيسَّرُ لي – بإذن الله تعالى - مِن المواضِعِ المتشابهةِ الألفاظِ الَّتي تَشتبِهُ على كَثيرٍ مِن الحفَّاظِ ، و أذكرُ بَعضَ القِواعدِ الَّتي تُيسِّر علَيهِم ضَبطِ تِلكَ المواضعِ المشتَبِهةِ ، إمَّا عَن طريقِ ذِكرِ بَعضِ الرَّوابِطِ الذِّهنِـيَّـةِ ، أو عَن طَريقِ الحصرِ والتَّنبِيه على الأقلِّ المتَّفِق ، ليُعلَم مِن خِلاله حُكمُ الأكثَرِ المختَلِف .
وكلُّ ذلك على سَبيلِ النَّظمِ إذْ هُو أَسهَلُ في الحِفظِ والِاستِظهارِ ، وقَد أُتبِـعُ ذلك بتَعليقٍ مَنثورٍ يُوضِّح ما حَواهُ المنظومُ .
ولَستُ أَلتَزِمُ في ذَلك تَرتيبًا مُعيَّـنًا ، وإنَّما أَذكُر ما يَسنَحُ لي ويتيسَّرُ - بإذن الله تعالى - ، ولعلِّي إن انتهيتُ مِن ذِكرِ ما أَردتُ ، أعودُ فأرتِّبُه بما يُناسِب .
ورَجائِي مِن كُلِّ قارئٍ لهذا الحديثِ أن لَّا يَبخلَ عليَّ بمُلاحظاتِه وتَنبيهاتِه ، بِالتَّصويبِ إن وَقفَ علَى خَطأٍ ، أو بِالاستِدراكِ إن لَاحظَ نَقصًا .
ومَن أرادَ مِن الجلساءِ أن يُكرِمَنا بِالمشاركَة في هذا الحديثِ ، فلْيكُن ذلكَ مَنْظومًا مِن مَقولِه لَا مِن مَنقُولِه ، ومِن راسِه لا مِن كُرَّاسِه ! فإنَّ هذا الموضوعَ تطرَّق إليه أهلُ العلمِ مِن قَديمٍ ، وألَّفوا فيهِ مُؤلفاتٍ مَنثورةً ومَنظومةً ، والوُصولُ إليها صارَ – بفَضلِ الله تعالَى - سَهلًا مُيسَّرًا ، مَن أرادَ مِن ذلك شيئًا وجدَه على الشَّبكةِ ، فلا حاجةَ إلى تَـكرارِها ، بل المقصودُ ذِكرُ ما لـم يُذكَر ، وتَيسيرُ فَهمِ ما تعسَّر ، وكم تَركَ مَن تَقدَّمَ لمن تَأخَّر !
هَذا ، وَالله تعالَى الموفِّقُ والهادي إلى سَواءِ السَّبيلِ ، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصَحبِه أَجمعينَ .
...................
( 1 )
﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ ﴾ ــ ﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ ﴾
[ الرَّجز ]
( 1 )
﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ ﴾ ــ ﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ ﴾
[ الرَّجز ]
جَاءَتْ ﴿ وَلَا بِـالــيَــومِ ﴾ مَــرَّتَـــينِ ......... و دُونَ ( لَا ) أَتَـــتْ بِــغَـــيرِ تَـــــينِ
فِـي آيـةِ ( الــرِّئَـاءِ ) فِـي ( الـنِّـسـاءِ ) ......... و آيـةِ ( الــجِــزْيَــةِ ) فِــي ( بَـــراءِ )
أي : أنَّ قَولَهُ تعالَى : ﴿وَلَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ ﴾ بزيادةِ ( لَا ) لَـم يأتِ إلَّا في مَوضِعَين مِن القُرآنِ :فِـي آيـةِ ( الــرِّئَـاءِ ) فِـي ( الـنِّـسـاءِ ) ......... و آيـةِ ( الــجِــزْيَــةِ ) فِــي ( بَـــراءِ )
* فالأَوَّلُ : في سُورةِ النِّساءِ في قَولِه تعالَى : ﴿وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَ ٰلَـهُمْ رِئَآءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَـٰنُ لَهُ قَرِينًا فَسَآءَ قَرِينًا ﴾ .
* والثَّاني في سُورَةِ بَراءَة ( التَّوبَة ) في قَولِه تعالى : ﴿ قَـٰتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ وَ لَا يُـحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ وَ لَا يَدِينُونَ دِينَ الحَـقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَـٰبَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَـٰغِرُونَ ﴾ .
وما سِوى هَذَينِ الموضِعَينِ فجاءَ دُونَ تَكرارِ ( لَا ) :
* كقَولِه تعالى في سُورَةِ البَقرةِ : ﴿ يَـٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَـٰتِكُمْ بِالـمَنِّ وَالأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ و رِئَـآءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ ﴾ .
* وكقَولِه تعالى في سُورَةِ التَّوبةِ : ﴿ إِنَّمَـا يَسْتَـئْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ .
وغيرِ ذَلِكَ مِن الآياتِ .
.. وللحديثِ صِلةٌ ..
تعليق