بسم الله الرحمن الرحيم
معنى الآية كما فسرها العلماء.
تفسير قول الله تعالى : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)
قال الخطيب البغدادي : أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرقي ، قال : أنا ابو بكر احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي ، ثنا أحمد بن علي الأبَّار ، ثنا يحي بن أيوب ، ثنا عمار بن محمد أبو القطان عن منصور، عن مجاهد في قوله تعالى : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا) [ القصص : 77]، قال : عُمُرُكَ أنْ تَعْملَ فِيه لآخِرتِكَ .[3]
قال الشوكاني : '' قال جمهور المفسرين : وهو أن يعمل في دنياه لآخرته ، ونصيبُ الإنسان : عمرهُ وعملُه الصالح . قال الزجاج : معناه : لا تنس أن تعمل لآخرتك ، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا الذي يعمل به لآخرته "[4]
قال مجاهد أيضا : '' لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب ، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة'' [5] .
وقال عون بن عبد الله : إن قوما يضعونها على غير موضعها (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا) : تعمل فيها بطاعة الله [6].
وقال الطبري يقول : ولا تترك نصيبك وحظك من الدنيا ، أن تأخذ فيها بنصيبك من الآخرة ، فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله .[7]
وقال القرطبي : "اختلف فيه ؛ فقال ابن عباس والجمهور : لا تضيع عمرك في ألا تعمل عملا صالحا في دنياك ؛ إذ الآخرة إنما يعمل لها ، فنصيبُ الإنسان : عمره وعمله الصالح فيها ، فالكلام على هذا التأويل شدة في الموعظة .
وقال الحسن وقتادة : معناه : لا تضيع حظك من دنياك في تمتعك بالحلال وطلبك إياه ، ونظرك لعاقبة دنياك . فالكلام على هذا التأويل فيه بعض الرفق به وإصلاح الأمر الذي يشتهيه"[8]
قلت : و الإختلاف الذي ذكره القرطبي أنه الآية قد فسرت على غير الذي ذكرناه منها ما قاله الإمام مَالِكٌ رحمه الله عَنْ هذه الآية : '' أَنْ يَعِيشَ وَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ غَيْرَ مُضَيِّقٍ عَلَيْهِ فِي رَأْيٍ'' [9]
ولا منافاة بين القولين فالمؤمن لا ينسى نصيبه من الدنيا بل يتمتع بها تمتعاً مباحاً لا يشوبه الحرام ، ويستعين بهذا المباح على طاعة الله تعالى ، فإن لربك عليك حقًّا ، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقا[10]
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
جمعه بلال الجزائري
[1]: صحيح البخاري( 4015).
[2]:من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله منقول من شبكة سحاب بعنوان الناس حينما اشتغلوا بما خلق لهم عمّا خلقوا له ، انتكسوا.
[3]: اقتضاء العلم و العمل للخطيب البغدادي تحقيق العلامة الألباني رحمه الله (ص: 95).و انظر تفسير ابن أبى حاتم (9 / 3010) .
[4]:فتح القدير (4/266).
[5]:تفسير البغوي (6 / 221).
[6]:تفسير الطبري (19 / 524) .
[7]:تفسير الطبري (19 / 524) .
[8]:الجامع لأحكام القرآن (13 / 314).
[9]:المنتقى (4 / 302) .
[10]:تفسير ابن كثير (6/253).
معنى الآية كما فسرها العلماء.
تفسير قول الله تعالى : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)
قال الخطيب البغدادي : أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرقي ، قال : أنا ابو بكر احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي ، ثنا أحمد بن علي الأبَّار ، ثنا يحي بن أيوب ، ثنا عمار بن محمد أبو القطان عن منصور، عن مجاهد في قوله تعالى : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا) [ القصص : 77]، قال : عُمُرُكَ أنْ تَعْملَ فِيه لآخِرتِكَ .[3]
قال الشوكاني : '' قال جمهور المفسرين : وهو أن يعمل في دنياه لآخرته ، ونصيبُ الإنسان : عمرهُ وعملُه الصالح . قال الزجاج : معناه : لا تنس أن تعمل لآخرتك ، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا الذي يعمل به لآخرته "[4]
قال مجاهد أيضا : '' لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب ، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة'' [5] .
وقال عون بن عبد الله : إن قوما يضعونها على غير موضعها (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا) : تعمل فيها بطاعة الله [6].
وقال الطبري يقول : ولا تترك نصيبك وحظك من الدنيا ، أن تأخذ فيها بنصيبك من الآخرة ، فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله .[7]
وقال القرطبي : "اختلف فيه ؛ فقال ابن عباس والجمهور : لا تضيع عمرك في ألا تعمل عملا صالحا في دنياك ؛ إذ الآخرة إنما يعمل لها ، فنصيبُ الإنسان : عمره وعمله الصالح فيها ، فالكلام على هذا التأويل شدة في الموعظة .
وقال الحسن وقتادة : معناه : لا تضيع حظك من دنياك في تمتعك بالحلال وطلبك إياه ، ونظرك لعاقبة دنياك . فالكلام على هذا التأويل فيه بعض الرفق به وإصلاح الأمر الذي يشتهيه"[8]
قلت : و الإختلاف الذي ذكره القرطبي أنه الآية قد فسرت على غير الذي ذكرناه منها ما قاله الإمام مَالِكٌ رحمه الله عَنْ هذه الآية : '' أَنْ يَعِيشَ وَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ غَيْرَ مُضَيِّقٍ عَلَيْهِ فِي رَأْيٍ'' [9]
ولا منافاة بين القولين فالمؤمن لا ينسى نصيبه من الدنيا بل يتمتع بها تمتعاً مباحاً لا يشوبه الحرام ، ويستعين بهذا المباح على طاعة الله تعالى ، فإن لربك عليك حقًّا ، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقا[10]
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
جمعه بلال الجزائري
[1]: صحيح البخاري( 4015).
[2]:من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله منقول من شبكة سحاب بعنوان الناس حينما اشتغلوا بما خلق لهم عمّا خلقوا له ، انتكسوا.
[3]: اقتضاء العلم و العمل للخطيب البغدادي تحقيق العلامة الألباني رحمه الله (ص: 95).و انظر تفسير ابن أبى حاتم (9 / 3010) .
[4]:فتح القدير (4/266).
[5]:تفسير البغوي (6 / 221).
[6]:تفسير الطبري (19 / 524) .
[7]:تفسير الطبري (19 / 524) .
[8]:الجامع لأحكام القرآن (13 / 314).
[9]:المنتقى (4 / 302) .
[10]:تفسير ابن كثير (6/253).