بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى وغفر له في شرح رياض الصالحين لقوله سبحانه وتعالى :
قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾ [سـبأ:46]
التفكر: هو أن الإنسان يُعملُ فكره في الأمر، حتى يصل فيه إلى نتيجة، وقد أمرَ الله تعالى به أي بالتفكر وحثَّ عليه في كتابه، لما يتوصّل إليه الإنسان به من المطَالب العالية والإيمان واليقين.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ﴾ قل يا محمد للناس جميعا: ما أُعِظُكُم إلا بواحدة: ما أقدِّم لكم موعظة إلا بواحدة فقط، إذا قمتم بها أدركتم المطلوب، ونجوتم من المرهوب، وهي: ﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾ .
﴿تَقُومُوا لِلَّهِ﴾ أي: مخلصين له، فتقومون بطاعة الله -عز وجل- على الوجه الذي أُمرتم به، مخلصين له، ثم بعد ذلك تتفكَّروا، فإذا فعلتم ذلك فهذه موعظة، وأيُّ موعِظة.
و في هذه الآية إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان إذا قام لله يعمل، أن يتفكَّر ماذا فعل في هذا العمل: هل قام به على الوجه المطلوب، وهل قصَّر، وهل زَادَ وماذا حصل له من هذا العمل من طهارة القلب، وزكاة النفس، وغير ذلك.
لا يكن كالذي يُؤدي أعماله الصالحة وكأنها عادات يفعلها كل يوم، بل تُفَكِّر، ماذا حصل لك من هذه العبادة، وماذا أثَّرَتْ على قلبك وعلى استقامتك.
ولنضرب لهذا مثلا بالصلاة، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ﴾ [البقرة:45]، وقال: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾[العنكبوت:45] ، فلنفكِّر ، هل نحن إذا صلَّينا زِدْنا طاقة وقوة ونشاطا على الأعمال الصالحة، حتى تكون الصلاة مُعِينَةً لنا؟ الواقع أن هذا لا يكون إلا نادرا باعتبار أفراد الناس، فانظر ماذا حدث لك من الصلاة، هل صارت مُعينةً لك على طاعة الله تعالى، وعلى المصائب وعلى غيرها.
كما يذكر عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: ((أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة))(341) أي: إذا أهمَّه وأغمَّه فَزِعَ إلى الصلاة.
كذلك قال الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت:45]، فانظر في صلاتك، هل أنت إذا صلَّيت وجدت في نفسك كراهة للفحشاء، وكراهة للمنكر، وكراهة المعاصي، أو أن الصلاة لا تفيدك في هذا؟
إذا عرفتَ هذه الأمور، عرفت نتائج هذه الأعمال الصالحة، و كنت مُتَّعِظًا بما وَعَظَك به النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثال آخر في الزكاة وهي: المال الواجب في الأموال الزكويَّة، يصرفه الإنسان في الجهات التي أمر الله بها، وقد بيَّن الله فوائدها، وقد قال الله لرسوله: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة:103]، فإذا أدَّيت الزكاة فانظر هل طهَّرتك هذه الزكاة من الأخلاق الرَّذيلة، هل طهرتك من الذنوب، وهل زكَّت مالك؟ هل زكَّت نفسك؟ !
كثير من الناس يُؤدِّي الزكاة و كأنها غُرمٌ، يُؤدِّيه وهو كَارِهٌ - نسأل الله العافية- يؤديها وهو لا يشعر بأنها تُزكِّي نفسه، وعلى هذا بقية الأعمال، قم لله ثم تفكر ماذا حصل.
فهذه موعظة عظيمة إذا اتَّعَظ الإنسان بها، نفعته وصلحت أحواله، نسأل الله أن يُصلح لنا الأعمال والأحوال.
موقع العلامة العثيمين رحمه الله
قال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى وغفر له في شرح رياض الصالحين لقوله سبحانه وتعالى :
قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾ [سـبأ:46]
التفكر: هو أن الإنسان يُعملُ فكره في الأمر، حتى يصل فيه إلى نتيجة، وقد أمرَ الله تعالى به أي بالتفكر وحثَّ عليه في كتابه، لما يتوصّل إليه الإنسان به من المطَالب العالية والإيمان واليقين.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ﴾ قل يا محمد للناس جميعا: ما أُعِظُكُم إلا بواحدة: ما أقدِّم لكم موعظة إلا بواحدة فقط، إذا قمتم بها أدركتم المطلوب، ونجوتم من المرهوب، وهي: ﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾ .
﴿تَقُومُوا لِلَّهِ﴾ أي: مخلصين له، فتقومون بطاعة الله -عز وجل- على الوجه الذي أُمرتم به، مخلصين له، ثم بعد ذلك تتفكَّروا، فإذا فعلتم ذلك فهذه موعظة، وأيُّ موعِظة.
و في هذه الآية إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان إذا قام لله يعمل، أن يتفكَّر ماذا فعل في هذا العمل: هل قام به على الوجه المطلوب، وهل قصَّر، وهل زَادَ وماذا حصل له من هذا العمل من طهارة القلب، وزكاة النفس، وغير ذلك.
لا يكن كالذي يُؤدي أعماله الصالحة وكأنها عادات يفعلها كل يوم، بل تُفَكِّر، ماذا حصل لك من هذه العبادة، وماذا أثَّرَتْ على قلبك وعلى استقامتك.
ولنضرب لهذا مثلا بالصلاة، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ﴾ [البقرة:45]، وقال: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾[العنكبوت:45] ، فلنفكِّر ، هل نحن إذا صلَّينا زِدْنا طاقة وقوة ونشاطا على الأعمال الصالحة، حتى تكون الصلاة مُعِينَةً لنا؟ الواقع أن هذا لا يكون إلا نادرا باعتبار أفراد الناس، فانظر ماذا حدث لك من الصلاة، هل صارت مُعينةً لك على طاعة الله تعالى، وعلى المصائب وعلى غيرها.
كما يذكر عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: ((أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة))(341) أي: إذا أهمَّه وأغمَّه فَزِعَ إلى الصلاة.
كذلك قال الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت:45]، فانظر في صلاتك، هل أنت إذا صلَّيت وجدت في نفسك كراهة للفحشاء، وكراهة للمنكر، وكراهة المعاصي، أو أن الصلاة لا تفيدك في هذا؟
إذا عرفتَ هذه الأمور، عرفت نتائج هذه الأعمال الصالحة، و كنت مُتَّعِظًا بما وَعَظَك به النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثال آخر في الزكاة وهي: المال الواجب في الأموال الزكويَّة، يصرفه الإنسان في الجهات التي أمر الله بها، وقد بيَّن الله فوائدها، وقد قال الله لرسوله: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة:103]، فإذا أدَّيت الزكاة فانظر هل طهَّرتك هذه الزكاة من الأخلاق الرَّذيلة، هل طهرتك من الذنوب، وهل زكَّت مالك؟ هل زكَّت نفسك؟ !
كثير من الناس يُؤدِّي الزكاة و كأنها غُرمٌ، يُؤدِّيه وهو كَارِهٌ - نسأل الله العافية- يؤديها وهو لا يشعر بأنها تُزكِّي نفسه، وعلى هذا بقية الأعمال، قم لله ثم تفكر ماذا حصل.
فهذه موعظة عظيمة إذا اتَّعَظ الإنسان بها، نفعته وصلحت أحواله، نسأل الله أن يُصلح لنا الأعمال والأحوال.
موقع العلامة العثيمين رحمه الله