بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن للإجازةِ القرآنيةِ المكتوبةِ صيغةٌ متَدَاوَلَةٌ بين شيوخ الإقراء في زماننا, وهذه الصيغة تتضمن أمورًا أساسيةً يَذْكُرُها الجميعُ, وأمورًا هي مِن المكمِّلات –إن صح التعبير- مِنهم مَن يذْكُرُها ومنهم من لا يذكُرُها.
وقد اجتهدتُ في تلخيصِ الشكلِ العامِّ والهيكل العامّ لهذه الصيغة, معتمدًا في ذلك على ما يلي:
1- ما استفدتُه مِن بعض الشيوخ الذين التقيتُ بهم.
2- ما قرأتُه في الكتب التي تطَرَّقَت للحديث عن هذا الموضوع.
3- ما رأيتُه وما أحتفِظُ بِهِ مِن صورٍ لإجازاتِ عددٍ مِن شيوخِ الإقراء.
والشكل العام للإجازةِ يكون على النحو الآتي(1):
يكتُبُ الشيخُ في أعلى الإجازةِ أو في الورقةِ الأولى مِنها –إن كانت في أكثر مِن ورقةٍ- عنوانَ الإجازةِ, والبعضُ يزيدُ على ذلك ذِكرَ اسمِه واسمِ التلميذ.
ثم يبدأ الإجازةَ بالبسملة, والحمدلة, والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-, والبعضُ يكتُبُ بعدَ البسملةِ خُطبَةَ الحاجة.
ثم يكتب: "أما بعد".
والبعضُ يُقَدِّمُ بَعْدَ ذلكَ بمقدِّمَةٍ موجَزَةٍ مناسبةٍ للمقام.
ثم بعد ذلك يكتب الشيخُ اسمَه كاملًا؛ بحيثُ يَذكر كنيتَه, واسمَه واسمَ أبيه وجده أو أكثر-مع مراعاةِ الفصل بين الأسماء بـ(ابن)؛ وذلك لتمييز الأسماء المركَّبة-, ولقبَه.
ثم يذكُرُ أن الطالبَ فلان (ويذكر اسمَ الطالب كاملًا –على النحو المذكور آنفًا-) قرأ عليه كذا وكذا مِن القرآن الكريم (يعيِّنُ ما قَرَأ عليهِ بالتحديد), ويذكر الكيفية التي قرأ بها (غيبًا أو من المصحف), ويذكر القراءةَ أو الرواية التي قرأ عليه بها, ومِن أيِّ طريقٍ, وأيضًا يذكُر طريقةَ الجمع في حالة تعدُّد الروايات أو القراءات أو الطرق.
وبعضهم يزيد على ذلك ذِكْرَ مكان القراءةِ وتاريخَ بدايتِها ونهايتِها.
ثم يذكُرُ لفظَ الإجازة (أجزتُه, أجزتُ له... ونحوِهِما), ونوعَها (إجازة قراءةٍ وإقراءٍ, إجازة قراءةٍ فقط).
وإن كان ثمة ملاحظاتٌ على الطالب فإنه يذكُرُها؛ وذلك كأن يكون في المجازِ عيبٌ خِلْقيُّ في حرفٍ معيَّنٍ, أو نحو ذلك.
والبعضُ يَذْكُر صفات وميزات الطالب ومؤهلاته العلمية التي خَوَّلَتْهُ استحقاقَ هذه الشهادةِ.
ثم يذكر الشيخُ شيوخَه الذين قرأ عليهم (والبعضُ يزيدُ فيذكُرُ إلى جانب ذلك مؤهلاتِه العلمية أو شيئًا مِن سيرتِه العلمية وأسفارِه ونحوِ ذلك), ويذكُرُ أسانيدَه التي أدَّتْ إليهِ القراءةَ أو الروايةَ التي أجازَ بها الطالب (والبعض يكتفي بذِكْرِ إسنادٍ واحدٍ أو بعضِ أسانيدِه), والأفضل أن تكون أسماءُ الرواةِ مشكولةً.
وبعضُ الشيوخ يسرد السندَ إلى رب العالمين –جل وعلا-, وبعضهم إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-, وبعضهم إلى أبي عمرٍو الداني ثم يحيل في معرفةِ بقية السند على كتابه: "التيسير", وبعضهم إلى ابن الجزري ثم يحيل إلى كتابه: "النشر", ونحو ذلك. إلا أن الأفضل –في نظري- هو ذِكْرُ السلسلةِ كاملةً إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- أو إلى رب العالمين(2) -تبارك وتعالى-.
ثم يذكُرُ الشيخ بعضَ الوصايا للطالب, وشروطَه التي اشترطَها عليه.
ثم يدعو للطالبِ, والبعضُ يزيد الدعاءَ لنفسه وللمسلمين.
ثم يختم بالصلاة والسلام على النبي –صلى الله عليه وسلم- والحمدِ لله –سبحانه وتعالى-.
ثم يكتُبُ تاريخ الإجازة, ويوقّع عليها, ويختمها بخاتمِه.
ثُم يُشهِدُ الطالبُ على الشيخِ مَن شاءَ (والأفضل أن يُشهِدَ أقرانَه النجباء من القراء المنتهين؛ لأنه أنفع له حالَ كِبَرِهِ), وغالبُ الشهود يُوَقِّعون على الإجازة ولا يكتفون بالوقوف على الإجازة. وأمرُ الشهادةِ يتعلق بالطالب, يُشهِدُ على الشيخِ مَن يختارُ.
هذا هو الشكل العام للإجازة. والبعضُ يذكُرُها بالترتيب المذكور, والبعضُ يُقدِّمُ بعضَ الأشياء على بعضٍ.
_______________________
(1) ذَكَرْتُ الأمورَ الأساسيةَ والأمورَ المستحسنَةَ جميعًا كِلَيْهِما مِن غيرِ تمييزٍ لإحداهما مِن الأخرى.
(2) البعضُ يُكمِلُ السلسلة إلى رب العالمين –مع أن ذلك أمر معروف- للتنبيه على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- تلقى القرآن عن جبريل عن الله –سبحانه وتعالى-, وليس كما يزعُمُ المبتدِعةُ مِن أنه تلقاه عن جبريل عن اللوح المحفوظ.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن للإجازةِ القرآنيةِ المكتوبةِ صيغةٌ متَدَاوَلَةٌ بين شيوخ الإقراء في زماننا, وهذه الصيغة تتضمن أمورًا أساسيةً يَذْكُرُها الجميعُ, وأمورًا هي مِن المكمِّلات –إن صح التعبير- مِنهم مَن يذْكُرُها ومنهم من لا يذكُرُها.
وقد اجتهدتُ في تلخيصِ الشكلِ العامِّ والهيكل العامّ لهذه الصيغة, معتمدًا في ذلك على ما يلي:
1- ما استفدتُه مِن بعض الشيوخ الذين التقيتُ بهم.
2- ما قرأتُه في الكتب التي تطَرَّقَت للحديث عن هذا الموضوع.
3- ما رأيتُه وما أحتفِظُ بِهِ مِن صورٍ لإجازاتِ عددٍ مِن شيوخِ الإقراء.
والشكل العام للإجازةِ يكون على النحو الآتي(1):
يكتُبُ الشيخُ في أعلى الإجازةِ أو في الورقةِ الأولى مِنها –إن كانت في أكثر مِن ورقةٍ- عنوانَ الإجازةِ, والبعضُ يزيدُ على ذلك ذِكرَ اسمِه واسمِ التلميذ.
ثم يبدأ الإجازةَ بالبسملة, والحمدلة, والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-, والبعضُ يكتُبُ بعدَ البسملةِ خُطبَةَ الحاجة.
ثم يكتب: "أما بعد".
والبعضُ يُقَدِّمُ بَعْدَ ذلكَ بمقدِّمَةٍ موجَزَةٍ مناسبةٍ للمقام.
ثم بعد ذلك يكتب الشيخُ اسمَه كاملًا؛ بحيثُ يَذكر كنيتَه, واسمَه واسمَ أبيه وجده أو أكثر-مع مراعاةِ الفصل بين الأسماء بـ(ابن)؛ وذلك لتمييز الأسماء المركَّبة-, ولقبَه.
ثم يذكُرُ أن الطالبَ فلان (ويذكر اسمَ الطالب كاملًا –على النحو المذكور آنفًا-) قرأ عليه كذا وكذا مِن القرآن الكريم (يعيِّنُ ما قَرَأ عليهِ بالتحديد), ويذكر الكيفية التي قرأ بها (غيبًا أو من المصحف), ويذكر القراءةَ أو الرواية التي قرأ عليه بها, ومِن أيِّ طريقٍ, وأيضًا يذكُر طريقةَ الجمع في حالة تعدُّد الروايات أو القراءات أو الطرق.
وبعضهم يزيد على ذلك ذِكْرَ مكان القراءةِ وتاريخَ بدايتِها ونهايتِها.
ثم يذكُرُ لفظَ الإجازة (أجزتُه, أجزتُ له... ونحوِهِما), ونوعَها (إجازة قراءةٍ وإقراءٍ, إجازة قراءةٍ فقط).
وإن كان ثمة ملاحظاتٌ على الطالب فإنه يذكُرُها؛ وذلك كأن يكون في المجازِ عيبٌ خِلْقيُّ في حرفٍ معيَّنٍ, أو نحو ذلك.
والبعضُ يَذْكُر صفات وميزات الطالب ومؤهلاته العلمية التي خَوَّلَتْهُ استحقاقَ هذه الشهادةِ.
ثم يذكر الشيخُ شيوخَه الذين قرأ عليهم (والبعضُ يزيدُ فيذكُرُ إلى جانب ذلك مؤهلاتِه العلمية أو شيئًا مِن سيرتِه العلمية وأسفارِه ونحوِ ذلك), ويذكُرُ أسانيدَه التي أدَّتْ إليهِ القراءةَ أو الروايةَ التي أجازَ بها الطالب (والبعض يكتفي بذِكْرِ إسنادٍ واحدٍ أو بعضِ أسانيدِه), والأفضل أن تكون أسماءُ الرواةِ مشكولةً.
وبعضُ الشيوخ يسرد السندَ إلى رب العالمين –جل وعلا-, وبعضهم إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-, وبعضهم إلى أبي عمرٍو الداني ثم يحيل في معرفةِ بقية السند على كتابه: "التيسير", وبعضهم إلى ابن الجزري ثم يحيل إلى كتابه: "النشر", ونحو ذلك. إلا أن الأفضل –في نظري- هو ذِكْرُ السلسلةِ كاملةً إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- أو إلى رب العالمين(2) -تبارك وتعالى-.
ثم يذكُرُ الشيخ بعضَ الوصايا للطالب, وشروطَه التي اشترطَها عليه.
ثم يدعو للطالبِ, والبعضُ يزيد الدعاءَ لنفسه وللمسلمين.
ثم يختم بالصلاة والسلام على النبي –صلى الله عليه وسلم- والحمدِ لله –سبحانه وتعالى-.
ثم يكتُبُ تاريخ الإجازة, ويوقّع عليها, ويختمها بخاتمِه.
ثُم يُشهِدُ الطالبُ على الشيخِ مَن شاءَ (والأفضل أن يُشهِدَ أقرانَه النجباء من القراء المنتهين؛ لأنه أنفع له حالَ كِبَرِهِ), وغالبُ الشهود يُوَقِّعون على الإجازة ولا يكتفون بالوقوف على الإجازة. وأمرُ الشهادةِ يتعلق بالطالب, يُشهِدُ على الشيخِ مَن يختارُ.
هذا هو الشكل العام للإجازة. والبعضُ يذكُرُها بالترتيب المذكور, والبعضُ يُقدِّمُ بعضَ الأشياء على بعضٍ.
_______________________
(1) ذَكَرْتُ الأمورَ الأساسيةَ والأمورَ المستحسنَةَ جميعًا كِلَيْهِما مِن غيرِ تمييزٍ لإحداهما مِن الأخرى.
(2) البعضُ يُكمِلُ السلسلة إلى رب العالمين –مع أن ذلك أمر معروف- للتنبيه على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- تلقى القرآن عن جبريل عن الله –سبحانه وتعالى-, وليس كما يزعُمُ المبتدِعةُ مِن أنه تلقاه عن جبريل عن اللوح المحفوظ.
تعليق