وقد قال الإمام أحمد:حدثنا يزيد، حدثنا عبد الملك بن قُدَامة الجُمَحي،
عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. عن أبيه،
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« إن للمنافقين علامات يعرفون بها:
تحيتهم لعنة، وطعامهم نُهبَة، وغنيمتهم غلول،
ولا يقربون المساجد إلا هُجْرا ولا يأتون الصلاة إلا دُبْرا،
مستكبرين لا يألَفون ولا يُؤلَفون،
خُشُبٌ بالليل، صُخُب بالنهار » .
وقال يزيد مَرةً:سُخُبٌ بالنهار (1).
.................................................. ....................................
(1): المسند (7913)،
وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله-:
(إسناده حسن -ثم قال-: النهبة -بضم النون وسكون الهاء: اسم الانتهاب، كالنهبى، بألالف المقصورة،
وقوله: (لا يقربون المساجد إلا هجراً) هو بفتح الهاء من (هجراً) والهجر: الترك والإعراض عن الشئ. يعنى أنهم لا يقربون المساجد، بل يهجرونها.
وقوله: (ولا يأتون الصلاة إلا دبراً): هو بفتح الدال المهملة وسكون الموحدة، أى آخراً، حين كاد الإمام أن يفرغ.
(( خشب بالليل)): أى ينامون الليل لا يصلون. وشبههم فى تمددهم نياماً بالخشب المطرَحة.
قال ابن الأثير: ((تضم الشين، وتسكن تخفيفاً)). ((صخب بالنهار)): بضم الصاد المهملة والخاء المعجمة.
و فى الرواية الأخرى ليزيد فى الحديث ((سخب)) بالسين المهملة. والسخب والصخب : الضجة واضطراب الأصوات للخصام.
وقال الزمخشرى فى الفائق: 345 (( والأصل السين ... والصاد بدل. والذى أبدلت له وقوع الخاء، بعدها، كقولهم: ((صخر)) فى ((سخر)).
والغين والقاف والطاء أخوات الخاء فى ذلك... والمراد رفع أصواتهم وضجيجهم فى المجادلات والخصومات وغير ذلك)).
وقال ابن الأثير: (( أى إذا جن عليهم الليل سقطوا نياماً، كأنهم خشب، فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحاً وحرصاً)).
من تفسير سورة المنافقين - عمدة التفسير للعلامة أحمد شاكر -رحمه الله-.
.................................................. .........................
نسأل الله العافية