بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عزوجل في سورة الشعراء:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} واقصص على الكافرين ـ أيها الرسول ـ خبر إبراهيم حين قال لأبيه وقومه:
أي شيء تعبدونه؟
{قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} قالوا: نعبد أصنامًا، فنَعْكُف على عبادتها.
{قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} قال إبراهيم منبهًا على فساد مذهبهم: هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم, أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم، أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟
{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} قالوا: لا يكون منهم شيء من ذلك، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم،
فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.
{قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}
قال إبراهيم: أفأبصرتم بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر، أنتم وآباؤكم الأقدمون من قبلكم؟ فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي، لكن رب العالمين ومالك أمرهم هو وحده الذي أعبده. هو الذي خلقني في أحسن صورة فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب، وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه، وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي, ثم يحييني يوم القيامة, لا يقدر على ذلك أحد سواه, والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} قال إبراهيم داعيًا ربه: ربِّ امنحني العلم والفهم، وألحقني بالصالحين، واجمع بيني وبينهم في الجنة.
{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلًا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.
{وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} واجعلني من عبادك الذين تورثهم نعيم الجنة.
{وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} واصفح لأبي عن شركه بك، ولا تعاقبه عليه, إنه كان ممن ضل عن سبيل الهدى فكفر بك. وهذا قبل أن يتبين لإبراهيم أن أباه عدو لله, فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرأ منه.
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
ولا تُلْحق بي الذل، يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء، يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد، إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة.
أم لبـابة السلفية
من: «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان»
"بتصرف يسير"
قال الله عزوجل في سورة الشعراء:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} واقصص على الكافرين ـ أيها الرسول ـ خبر إبراهيم حين قال لأبيه وقومه:
أي شيء تعبدونه؟
{قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} قالوا: نعبد أصنامًا، فنَعْكُف على عبادتها.
{قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} قال إبراهيم منبهًا على فساد مذهبهم: هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم, أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم، أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟
{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} قالوا: لا يكون منهم شيء من ذلك، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم،
فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.
{قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}
قال إبراهيم: أفأبصرتم بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر، أنتم وآباؤكم الأقدمون من قبلكم؟ فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي، لكن رب العالمين ومالك أمرهم هو وحده الذي أعبده. هو الذي خلقني في أحسن صورة فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب، وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه، وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي, ثم يحييني يوم القيامة, لا يقدر على ذلك أحد سواه, والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} قال إبراهيم داعيًا ربه: ربِّ امنحني العلم والفهم، وألحقني بالصالحين، واجمع بيني وبينهم في الجنة.
{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلًا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.
{وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} واجعلني من عبادك الذين تورثهم نعيم الجنة.
{وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} واصفح لأبي عن شركه بك، ولا تعاقبه عليه, إنه كان ممن ضل عن سبيل الهدى فكفر بك. وهذا قبل أن يتبين لإبراهيم أن أباه عدو لله, فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرأ منه.
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
ولا تُلْحق بي الذل، يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء، يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد، إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة.
أم لبـابة السلفية
من: «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان»
"بتصرف يسير"
تعليق