بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
فإن التجسس خلق ذميم وخسيس ووضيع لايفعله إلا ضعاف الإيمان وهو من أخلاق اليهود والنصارى والمنافقين وليس من سمات الصالحين
والتجسس: هو تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون. وإما بالاطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفونه عن أعين الناس دون إذن منهم والله المستعان
قال السيوطي في الدر المنثور في معنى التجسس ج 7ص 567 هو أن تتبع عين أخيك فتطلع على سره
وقد وردت نصوص كثيرة تحرم التجسس وتتبع عورات المسلمين
قال تعالى في سورة الحجرات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}
قال الإمام السعدي رحمه الله :قوله تعالى ( ولا تجسسوا )أي لا تفتشوا عن عورات المسلمين , ولا تتبعوها واتركوا المسلم على حاله واستعملوا التغافل عن أحواله وزلاته التي إذا فتشت ظهر منها ما لا ينبغي وقال الإمام ابن كثير رحمه الله :قوله تعالى ( ولا تجسسوا )أي:على بعضكم بعضا والتجسس غالبا يطلق في الشر ومنه الجاسوس وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا
قال الأوزاعي رحمه الله : التجسس البحث عن الشيء ,والتحسس الإستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون أو يتسمع على أبوابهم , والتدابر الصرم رواه ابن أبي حاتم
قال أبو حاتم البستي -رحمه الله-: (التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه وينفرد بهمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه)روضة العقلاء (ص 212)
وللتجسس أضرار دينية ودنيوية ذكرها علماءنا ومنها ما يلي :
1 التجسس دليل على ضعف الإيمان وفساد الخلق
2 دليل دناءة النفس وخستها
3 يوغر الصدور ويورث الفجور
4 يؤدي إلى فساد الحياة وكشف العورات
وأختم هذا المقال بكلام العلامة إبن عثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين ج 2 ص 1667 تحت باب النهي عن التجسس والتسمع لكلام من يكره استماعه
قال رحمه الله : التجسس هو: أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته سواء كان ذلك عن طريق مباشر , بأن يذهب هو بنفسه يتجسس لعله يجد عسرة أو عورة , أو كان عن طريق الألآت المستخدمة في حفظ الصوت ,أو كان عن طريق الهاتف ,فكل شيء يوصل الإنسان الى عورات أخيه المسلم ومسالبه ,فإن ذلك من التجسس وهو محرم لأن الله سبحانه وتعالى قال ولا تجسسوا فنهى سبحانه وتعالى عن التجسس
وقال رحمه الله والتجسس أذية ,يتأذى به المتجسس عليه ,ويؤدي الى البغضاء والعداوة ,ويؤدي الى تكليف الإنسان نفسه ما لم يلزمه ,فإنك تجد المتجسس والعياذ بالله , مرة هنا , ومرة هنا, ومرة هنا, ومرة ,ينظر إلى هذا ومرة ينظر إلى هذا فقد تعب نفسه في أذية عباد الله , نسأل الله العافية إنتهى كلامه رحمه الله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
فإن التجسس خلق ذميم وخسيس ووضيع لايفعله إلا ضعاف الإيمان وهو من أخلاق اليهود والنصارى والمنافقين وليس من سمات الصالحين
والتجسس: هو تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون. وإما بالاطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفونه عن أعين الناس دون إذن منهم والله المستعان
قال السيوطي في الدر المنثور في معنى التجسس ج 7ص 567 هو أن تتبع عين أخيك فتطلع على سره
وقد وردت نصوص كثيرة تحرم التجسس وتتبع عورات المسلمين
قال تعالى في سورة الحجرات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}
قال الإمام السعدي رحمه الله :قوله تعالى ( ولا تجسسوا )أي لا تفتشوا عن عورات المسلمين , ولا تتبعوها واتركوا المسلم على حاله واستعملوا التغافل عن أحواله وزلاته التي إذا فتشت ظهر منها ما لا ينبغي وقال الإمام ابن كثير رحمه الله :قوله تعالى ( ولا تجسسوا )أي:على بعضكم بعضا والتجسس غالبا يطلق في الشر ومنه الجاسوس وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا
قال الأوزاعي رحمه الله : التجسس البحث عن الشيء ,والتحسس الإستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون أو يتسمع على أبوابهم , والتدابر الصرم رواه ابن أبي حاتم
قال أبو حاتم البستي -رحمه الله-: (التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه وينفرد بهمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه)روضة العقلاء (ص 212)
وللتجسس أضرار دينية ودنيوية ذكرها علماءنا ومنها ما يلي :
1 التجسس دليل على ضعف الإيمان وفساد الخلق
2 دليل دناءة النفس وخستها
3 يوغر الصدور ويورث الفجور
4 يؤدي إلى فساد الحياة وكشف العورات
وأختم هذا المقال بكلام العلامة إبن عثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين ج 2 ص 1667 تحت باب النهي عن التجسس والتسمع لكلام من يكره استماعه
قال رحمه الله : التجسس هو: أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته سواء كان ذلك عن طريق مباشر , بأن يذهب هو بنفسه يتجسس لعله يجد عسرة أو عورة , أو كان عن طريق الألآت المستخدمة في حفظ الصوت ,أو كان عن طريق الهاتف ,فكل شيء يوصل الإنسان الى عورات أخيه المسلم ومسالبه ,فإن ذلك من التجسس وهو محرم لأن الله سبحانه وتعالى قال ولا تجسسوا فنهى سبحانه وتعالى عن التجسس
وقال رحمه الله والتجسس أذية ,يتأذى به المتجسس عليه ,ويؤدي الى البغضاء والعداوة ,ويؤدي الى تكليف الإنسان نفسه ما لم يلزمه ,فإنك تجد المتجسس والعياذ بالله , مرة هنا , ومرة هنا, ومرة هنا, ومرة ,ينظر إلى هذا ومرة ينظر إلى هذا فقد تعب نفسه في أذية عباد الله , نسأل الله العافية إنتهى كلامه رحمه الله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين