بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
فهذه بعض أقوال المفسرين للآية الكريمة: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
1.ابن كثير رحمه الله:
قوله تعالى { ولا يغتب بعضكم بعضا}فيه نهي عن الغيبة وقد فسرها الشارع كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال : صلى الله عليه وسلم { ذكرك أخاك بما يكره }قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم{ إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته } ورواه الترمذي عن قتيبة عن الدراوردي به وقال حسن صحيح.
2.الطبري رحمه الله:
قوله : { ولا يغتب بعضكم بعضا } يقول : ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره المقول فيه ذلك أن يقال له في وجهه
3.القرطبي رحمه الله:
نهى عز وجل عن الغيبة , وهي أن تذكر الرجل بما فيه , فإن ذكرته بما ليس فيه فهو البهتان . ثبت معناه في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أتدرون ما الغيبة } ؟ قالوا : الله ورسول أعلم . قال : { ذكرك أخاك بما يكره} قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته }. يقال : اغتابه اغتيابا إذا وقع فيه , والاسم الغيبة , وهي ذكر العيب بظهر الغيب .
قال الحسن : الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله تعالى : الغيبة والإفك والبهتان . فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه . وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه . وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه .
4.الدر المنثور للسيوطي رحمه الله:
قوله تعالى : ولا يغتب بعضكم بعضا الآية
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله : ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال : حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولا يغتب بعضكم بعضا قال : ذكر لنا أن الغيبة أن تذكر أخاك بما يشينه وتعيبه بما فيه فإن أنت كذبت عليه فذاك البهتان يقول كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة أن تأكل منها فكذلك فأكره لحمها وهو حي
5.البغوي رحمه الله:
{ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} يقول: لا يتناول بعضكم بعضًا بظهر الغيب بما يسوءه مما هو فيه.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي, أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني, أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهري, حدثنا أحمد بن علي الكشميهني, حدثنا علي بن حجر, حدثنا إسماعيل بن جعفر, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبيه, عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ذِكْرُكَ أخاك بما يكره, قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة, أخبرنا أبو الطاهر الحارثي, أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي, أخبرنا عبد الله بن محمود, أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال, أخبرنا عبد الله بن المبارك, عن المثنى بن الصباح, عن عمرو بن شعيب, عن أبيه, عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يرحل حتى يُرحّل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتبتموه" فقالوا: إنما حَدَّثْنَا بما فيه, قال: "حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه"
6. السعدي رحمه الله:
{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} والغيبة، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيهّ.
7.فتح القدير للشوكاني رحمه الله:
"ولا يغتب بعضكم بعضاً" أي لا يتناول بعضكم بعضاً بظهر الغيب بما يسوءه، والغيبة: أن تذكر الرجل بما يكرهه، كما في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، فقيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته"
8.قول النووي رحمه الله في الغيبة:
قال: " فأما الغيبة : فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره ، سواء كان في بدنه ، أو دينه ، أو دنياه ، أو نفسه ، أو خَلقه ، أو خُلقه ، أو ماله ، أو ولده ، أو والده ، أو زوجه ، أو خادمه ، أو مملوكه ، أو عمامته ، أو ثوبه ، أو مشيته ، وحركته وبشاشته وخلاعته ، وعبوسه ، وطلاقته ، أو غير ذلك مما يتعلق به ، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك ، أو رمزت ، أو أشرت إليه بعينك ، أو يدك ، أو رأسك أو نحو ذلك .
أما البدن ، فكقولك : أعمى ، أعرج ، أعمش ، أقرع ، قصير ، طويل ، أسود ، أصفر .
وأما الدين ، فكقولك : فاسق ، سارق ، خائن ، ظالم ، متهاون بالصلاة ، متساهل في النجاسات ، ليس بارا بوالده ، لا يضع الزكاة مواضعها ، لا يجتنب الغيبة .
وأما الدنيا : فقليل الأدب ، يتهاون بالناس ، لا يرى لأحد عليه حقا ، كثير الكلام ، كثير الأكل أو النوم ، ينام في غير وقته ، يجلس في غير موضعه .
وأما المتعلق بوالده ، فكقوله : أبوه فاسق ، أو هندي ، أو زنجي ، نجار ، حداد .
وأما الخُلُق ، فكقوله : سيئ الخلق ، متكبر ، مراء ، عجول ، جبار ، عاجز ، ضعيف القلب ، متهور ، عبوس ، خليع ، ونحوه .
وأما الثوب : فواسع الكم ، طويل الذيل ، وسخ الثوب ونحو ذلك ، ويقاس الباقي بما ذكرناه.
وضابطه : ذكره بما يكره { انتهى من "الأذكار" ص 336 }.
ومن وسائل ترك الغيبة ماذ كره الامام الذهبي رحمه الله حيث قال :قال ابن أبي حاتم:
حدثنا أبي حدثنا حرملة، سمعت ابن وهب يقول:
«نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني فكنت أغتاب، وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة».
قلت ـ الذهبي ـ: هكذا والله كان العلماء؛ وهذا هو ثمرة العلم النافع
هذا ما تيسر جمعه والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد:
فهذه بعض أقوال المفسرين للآية الكريمة: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
1.ابن كثير رحمه الله:
قوله تعالى { ولا يغتب بعضكم بعضا}فيه نهي عن الغيبة وقد فسرها الشارع كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال : صلى الله عليه وسلم { ذكرك أخاك بما يكره }قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم{ إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته } ورواه الترمذي عن قتيبة عن الدراوردي به وقال حسن صحيح.
2.الطبري رحمه الله:
قوله : { ولا يغتب بعضكم بعضا } يقول : ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره المقول فيه ذلك أن يقال له في وجهه
3.القرطبي رحمه الله:
نهى عز وجل عن الغيبة , وهي أن تذكر الرجل بما فيه , فإن ذكرته بما ليس فيه فهو البهتان . ثبت معناه في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أتدرون ما الغيبة } ؟ قالوا : الله ورسول أعلم . قال : { ذكرك أخاك بما يكره} قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته }. يقال : اغتابه اغتيابا إذا وقع فيه , والاسم الغيبة , وهي ذكر العيب بظهر الغيب .
قال الحسن : الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله تعالى : الغيبة والإفك والبهتان . فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه . وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه . وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه .
4.الدر المنثور للسيوطي رحمه الله:
قوله تعالى : ولا يغتب بعضكم بعضا الآية
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله : ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال : حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولا يغتب بعضكم بعضا قال : ذكر لنا أن الغيبة أن تذكر أخاك بما يشينه وتعيبه بما فيه فإن أنت كذبت عليه فذاك البهتان يقول كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة أن تأكل منها فكذلك فأكره لحمها وهو حي
5.البغوي رحمه الله:
{ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} يقول: لا يتناول بعضكم بعضًا بظهر الغيب بما يسوءه مما هو فيه.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي, أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني, أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهري, حدثنا أحمد بن علي الكشميهني, حدثنا علي بن حجر, حدثنا إسماعيل بن جعفر, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبيه, عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ذِكْرُكَ أخاك بما يكره, قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة, أخبرنا أبو الطاهر الحارثي, أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي, أخبرنا عبد الله بن محمود, أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال, أخبرنا عبد الله بن المبارك, عن المثنى بن الصباح, عن عمرو بن شعيب, عن أبيه, عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يرحل حتى يُرحّل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتبتموه" فقالوا: إنما حَدَّثْنَا بما فيه, قال: "حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه"
6. السعدي رحمه الله:
{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} والغيبة، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيهّ.
7.فتح القدير للشوكاني رحمه الله:
"ولا يغتب بعضكم بعضاً" أي لا يتناول بعضكم بعضاً بظهر الغيب بما يسوءه، والغيبة: أن تذكر الرجل بما يكرهه، كما في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، فقيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته"
8.قول النووي رحمه الله في الغيبة:
قال: " فأما الغيبة : فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره ، سواء كان في بدنه ، أو دينه ، أو دنياه ، أو نفسه ، أو خَلقه ، أو خُلقه ، أو ماله ، أو ولده ، أو والده ، أو زوجه ، أو خادمه ، أو مملوكه ، أو عمامته ، أو ثوبه ، أو مشيته ، وحركته وبشاشته وخلاعته ، وعبوسه ، وطلاقته ، أو غير ذلك مما يتعلق به ، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك ، أو رمزت ، أو أشرت إليه بعينك ، أو يدك ، أو رأسك أو نحو ذلك .
أما البدن ، فكقولك : أعمى ، أعرج ، أعمش ، أقرع ، قصير ، طويل ، أسود ، أصفر .
وأما الدين ، فكقولك : فاسق ، سارق ، خائن ، ظالم ، متهاون بالصلاة ، متساهل في النجاسات ، ليس بارا بوالده ، لا يضع الزكاة مواضعها ، لا يجتنب الغيبة .
وأما الدنيا : فقليل الأدب ، يتهاون بالناس ، لا يرى لأحد عليه حقا ، كثير الكلام ، كثير الأكل أو النوم ، ينام في غير وقته ، يجلس في غير موضعه .
وأما المتعلق بوالده ، فكقوله : أبوه فاسق ، أو هندي ، أو زنجي ، نجار ، حداد .
وأما الخُلُق ، فكقوله : سيئ الخلق ، متكبر ، مراء ، عجول ، جبار ، عاجز ، ضعيف القلب ، متهور ، عبوس ، خليع ، ونحوه .
وأما الثوب : فواسع الكم ، طويل الذيل ، وسخ الثوب ونحو ذلك ، ويقاس الباقي بما ذكرناه.
وضابطه : ذكره بما يكره { انتهى من "الأذكار" ص 336 }.
ومن وسائل ترك الغيبة ماذ كره الامام الذهبي رحمه الله حيث قال :قال ابن أبي حاتم:
حدثنا أبي حدثنا حرملة، سمعت ابن وهب يقول:
«نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني فكنت أغتاب، وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة».
قلت ـ الذهبي ـ: هكذا والله كان العلماء؛ وهذا هو ثمرة العلم النافع
هذا ما تيسر جمعه والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم