قال الشيخ علي رضا المدني - حفظه الله -:
"اتصل بي [ذات يوم] رجل يقول بأنه يريد متخصصاً في علم القراءات وأنه من مدينة شقرا ويسكن حالياً في الرياض ؛ وقال : القراءات بدعة !!
والشيخ ابن باز وابن عثيمين لا يريان وجوب التجويد !
قلت له : هل تريد العلم أم التقليد ؟
قال : ما الدليل على أن الصحابة قرؤوا بالقراءات وبالتجويد ؟
قلت له : تكفيك آية من كتاب الله تعالى - وأنت الذي تريد - فقط - قال الله قال الرسول - ألا وهي قوله تعالى :
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) .
ألا تخشى أن تندرج تحت عموم هذه الآية ؟
فقال لي : أحمد أنكر الإدغام - يقصد الجاهل قراءة حمزة - !
فقلت له : والله ! إن الحديث مع أمثالك من الجهلة المتعصبين لمضيعة للوقت !
ذلك ؛ لأنه - كما قال الذهبي - : قد انعقد الإجماع بعد أحمد على صحة قراءة حمزة ؛ وعلى الإنكار على من أنكرها !
ولقد صدق ابن الجزري حينما أطال في الرد على أبي شامة وغيره من منكري تواتر أصول القراءات كالمدود والإمالات بما يقطع بأن هذا العلم - القراءات وما يتبعه - قد أصبح علماً نادراً بين كثير من السلفيين الذين تركوه جملة وتفصيلاً ؛ فأصبحوا لا يفقهون فيه شيئاً ؛ بل وينكرون على المشتغلين به ؛ بل ويعدونهم مبتدعة كهذا الجهول من شقرا !
وقال ابن الجزري- معقباً - كلامه الطويل القيم في الرد على أبي شامة : ( وأنا من فرط اعتقادي فيه أكاد أجزم بأنه ليس من كلامه في شيء ؛ ربما يكون بعض الجهلة المتعصبين ألحقه بكتابه أو أنه ألف هذا الكتاب أول أمره كما يقع لكثير من المصنفين ؛ وإلا فهو في غيره من مصنفاته كشرحه على الشاطبية بالغ في الانتصار والتوجيه لقراءة حمزة والأرحام بالخفض والفصل بين المتضايفين ) .
ووالله ! إن القلب ليتفطر حينما يرى هذا العلم قد أصبح عند غير السلفيين من المتصوفة والأشاعرة ؛ وصار نسياً منسياً عند كثير من السلفيين !
اللهم ! ثبتنا على طريقة السلف وعدم مخالفة سبيل المؤمنين أبداً حتى نلقاك" .
المصدر
"اتصل بي [ذات يوم] رجل يقول بأنه يريد متخصصاً في علم القراءات وأنه من مدينة شقرا ويسكن حالياً في الرياض ؛ وقال : القراءات بدعة !!
والشيخ ابن باز وابن عثيمين لا يريان وجوب التجويد !
قلت له : هل تريد العلم أم التقليد ؟
قال : ما الدليل على أن الصحابة قرؤوا بالقراءات وبالتجويد ؟
قلت له : تكفيك آية من كتاب الله تعالى - وأنت الذي تريد - فقط - قال الله قال الرسول - ألا وهي قوله تعالى :
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) .
ألا تخشى أن تندرج تحت عموم هذه الآية ؟
فقال لي : أحمد أنكر الإدغام - يقصد الجاهل قراءة حمزة - !
فقلت له : والله ! إن الحديث مع أمثالك من الجهلة المتعصبين لمضيعة للوقت !
ذلك ؛ لأنه - كما قال الذهبي - : قد انعقد الإجماع بعد أحمد على صحة قراءة حمزة ؛ وعلى الإنكار على من أنكرها !
ولقد صدق ابن الجزري حينما أطال في الرد على أبي شامة وغيره من منكري تواتر أصول القراءات كالمدود والإمالات بما يقطع بأن هذا العلم - القراءات وما يتبعه - قد أصبح علماً نادراً بين كثير من السلفيين الذين تركوه جملة وتفصيلاً ؛ فأصبحوا لا يفقهون فيه شيئاً ؛ بل وينكرون على المشتغلين به ؛ بل ويعدونهم مبتدعة كهذا الجهول من شقرا !
وقال ابن الجزري- معقباً - كلامه الطويل القيم في الرد على أبي شامة : ( وأنا من فرط اعتقادي فيه أكاد أجزم بأنه ليس من كلامه في شيء ؛ ربما يكون بعض الجهلة المتعصبين ألحقه بكتابه أو أنه ألف هذا الكتاب أول أمره كما يقع لكثير من المصنفين ؛ وإلا فهو في غيره من مصنفاته كشرحه على الشاطبية بالغ في الانتصار والتوجيه لقراءة حمزة والأرحام بالخفض والفصل بين المتضايفين ) .
ووالله ! إن القلب ليتفطر حينما يرى هذا العلم قد أصبح عند غير السلفيين من المتصوفة والأشاعرة ؛ وصار نسياً منسياً عند كثير من السلفيين !
اللهم ! ثبتنا على طريقة السلف وعدم مخالفة سبيل المؤمنين أبداً حتى نلقاك" .
المصدر