رد: فوائد من تفسير ابن كثير
وقد وقع في الموطأ للإمام مالك بن أنس، ما ينبغي التنبيه عليه، فإنه رواه مالك عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي: أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبرهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب، وهو يصلي في المسجد، فلما فرغ من صلاته لحقه، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على يدي، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد، ثم قال: " إني لأرجو ألا تخرج من باب المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها " . قال أبيّ: فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول الله، ما السورة التي وعدتني؟ قال: " كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال: فقرأت عليه: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } حتى أتيت على آخرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي هذه السورة، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت " .فأبو سعيد هذا ليس بأبي سعيد بن المُعَلّى، كما اعتقده ابن الأثير في جامع الأصول ومن تبعه 1 ، فإن ابن المعلى صحابي أنصاري، وهذا تابعي من موالي خزاعة، وذاك الحديث متصل صحيح، وهذا ظاهره أنه منقطع، إن لم يكن سمعه أبو سعيد هذا من أبيّ بن كعب، فإن كان قد سمعه منه فهو على شرط مسلم 2 ، والله أعلم.
------------------------------
1 - منهم أيضا الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (29/1) والحافظ في الفتح .
2 - شرط البخاري أو مسلم أو شرطهما معا ليس مجرد أن يكون الرجال من دون ذلك الترتيب فمثلا البخاري أو مسلم
يروي لزيد عن عمر عن عبد الله
ويروي لبكر عن جابر عن عبد الله
فهنا كل من زيد وعمر وعبد الله وبكر وجابر من رجال البخاري مثلا
فمن العلماء ومنهم الحاكم رحمة الله عليه صاحب المستدرك إذا رأى سندا فيه :
زيد عن جابر عن عبد الله
وإن كان البخاري رحمه الله لم يخرج مثل هذا السند مع أن كل الرجال المذكورين في السند هم من رجال البخاري يقول أنه على شرط البخاري ورجاله رجال الصحيح .
والصحيح الذي عليه المحققون منهم الحافظ ابن حجر وهو من أعرف الناس بصحيح البخاري أ أنه يجب مراعاة الترجمة
وهنا لو سمعه أبو سعيد مولى عامر من أبي بن كعب لم يكن على شرط مسلم لأنه لم يخر هذه الترجمة إنما روى حديثا واحدا لأبي سعيد هذا ولكن عن أبي هريرة . والله أعلى وأعلم
-------------------------
أ - أتذكر قصة كلما ذكرت هذه الجملة وهو أن الحافظ من أعرف الناس بصحيح البخاري أنه أحد المرات سمعت شخصا يقول والله أعلم من هو أن الحافظ أعلم من البخاري في صحيح البخاري .
فسبحان الله كيف وصل التعصب والجهل إلى حد هذا الـ ....
وقد وقع في الموطأ للإمام مالك بن أنس، ما ينبغي التنبيه عليه، فإنه رواه مالك عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي: أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبرهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب، وهو يصلي في المسجد، فلما فرغ من صلاته لحقه، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على يدي، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد، ثم قال: " إني لأرجو ألا تخرج من باب المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها " . قال أبيّ: فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول الله، ما السورة التي وعدتني؟ قال: " كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال: فقرأت عليه: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } حتى أتيت على آخرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي هذه السورة، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت " .فأبو سعيد هذا ليس بأبي سعيد بن المُعَلّى، كما اعتقده ابن الأثير في جامع الأصول ومن تبعه 1 ، فإن ابن المعلى صحابي أنصاري، وهذا تابعي من موالي خزاعة، وذاك الحديث متصل صحيح، وهذا ظاهره أنه منقطع، إن لم يكن سمعه أبو سعيد هذا من أبيّ بن كعب، فإن كان قد سمعه منه فهو على شرط مسلم 2 ، والله أعلم.
------------------------------
1 - منهم أيضا الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (29/1) والحافظ في الفتح .
2 - شرط البخاري أو مسلم أو شرطهما معا ليس مجرد أن يكون الرجال من دون ذلك الترتيب فمثلا البخاري أو مسلم
يروي لزيد عن عمر عن عبد الله
ويروي لبكر عن جابر عن عبد الله
فهنا كل من زيد وعمر وعبد الله وبكر وجابر من رجال البخاري مثلا
فمن العلماء ومنهم الحاكم رحمة الله عليه صاحب المستدرك إذا رأى سندا فيه :
زيد عن جابر عن عبد الله
وإن كان البخاري رحمه الله لم يخرج مثل هذا السند مع أن كل الرجال المذكورين في السند هم من رجال البخاري يقول أنه على شرط البخاري ورجاله رجال الصحيح .
والصحيح الذي عليه المحققون منهم الحافظ ابن حجر وهو من أعرف الناس بصحيح البخاري أ أنه يجب مراعاة الترجمة
وهنا لو سمعه أبو سعيد مولى عامر من أبي بن كعب لم يكن على شرط مسلم لأنه لم يخر هذه الترجمة إنما روى حديثا واحدا لأبي سعيد هذا ولكن عن أبي هريرة . والله أعلى وأعلم
-------------------------
أ - أتذكر قصة كلما ذكرت هذه الجملة وهو أن الحافظ من أعرف الناس بصحيح البخاري أنه أحد المرات سمعت شخصا يقول والله أعلم من هو أن الحافظ أعلم من البخاري في صحيح البخاري .
فسبحان الله كيف وصل التعصب والجهل إلى حد هذا الـ ....
تعليق