إنتقاءات من كتب متعلقة بالقرآن الكريم [ فوائد: فقهية عقدية آداب بدع ...]

[أبو عبدالله أحمد التويجري]

جزاك الله خيرا و بارك فيك

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

جزاك الله خيرا و بارك فيك

اللهم آمين
وفيك بارك الله
أخي الحبيب الغالي

شكر الله لك المرور والمتابعة

[أبو عبد المهيمن سمير البليدي]

علم القراءات: هو علمٌ يعنَى بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم واختلافها، معزوا إلى ناقله¹.
فيتناول ألفاظ القرآن الكريم من تخفيف وتشديد، ومد وقصر، وتسهيل في الهمزات وتحقيق، وما شابه من مظاهر أصول التلاوة القرآنية.
وقول: "معزُوّاً إلى ناقله"، بمعنى أنه يُعزَى إلى من قرأ به، فيقال: قراءة نافع، وقراءة عاصم، وقراءة ابن كثير، ورواية حفص، ورواية شعبة، ونحو ذلك مما يُرفَعُ وينسَبُ إلى من قرأ هذه القراءة أو الرواية التي أُسندت إليه.
أما من حيثُ مصدر القراءات القرآنية : فالقراءات المتواترة التي بين أيدينا اليوم عشرةٌ، وهي جملة ما بقي من الأحرف السبعة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، ومصدرها الوحيد هو الوحي، فهي أبعاض القرآن؛ فقد نزل بها جبريل الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم، ونُقلت إلينا بطريق النقل المتواتر المستفيض، فقد قال الله سبحانه وتعالى:{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْى يُوحَى (4) عَلَمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [سورة النجم: 3-5].
فالقراءاتُ ليست مأخوذةً من خط العرب، أو هي قُرئت وفق لغات العرب ولهجاتهم، أو هي اجتهاد الصحابة أو التابعين، فلا مجال للرأي والاجتهاد في تحديد القرآنية بالنسبة للقراءة.
وهذه النسبة التي ذُكرت في الشطر الثاني من تعريف القراءات: "معزُوّاً إلى ناقله"، هي بالنسبة إلى ما اشتهر به القُرَّاء من دوامهم على هذه القراءات ولزومهم إياها، واشتهارهم بتعليمها وتدريسها، والتفرغ لها وإخلاء الأعمار والأوقات في تعليمها وتحفيظها، فهذه النسبة تعود إلى هذه الأمور التي اعتنى بها قراء القرآن الكريم، لا نسبة اختراع من هؤلاء القُرَّاء، أو أنهم رأوها بآرائهم واجتهاداتهم، إنما هي كما يقول الإمام الداني: "إضافة اختيار ودوام ولزوم"²؛ أي: أنهم اختاروها عما سواها، وداوموا عليها ولزموها، فنسبت إليهم دون غيرهم لشهرتهم بها.
ونجد أن طائفةً كبيرةً من الصحابة ومن التابعين أطلقوا شعاراً مهماً في باب القراءة، يشير إلى منهجهم في تلقي القراءاتِ وقبولها، فقالوا: "القراءةُ سُنَّةٌ متبعة، يأخذها الآخر الأول"³ .
وقال الشَّعبي: "القراءةُ سُنَّةٌ، فاقرؤوا كما قرأ أَوَّلُوكُم"⁴.
وقال عروة بن الزبير: "قراءة القرآن سُنَّةٌ من السنن، فاقرؤوا كما علمتُموه"⁵.
فهذه المقالة كانت منهجاً لهم في قبول القراءات وفي تلقيها، فكيف يستند بعد ذلك القرَّاءُ إلى آرائهم واجتهاداتهم في نقل القراءات، مع علمهم بأنَّ هذا الأمر دين، وأن هذا النقل لا يمكن أن يكون إلا في نطاق ما روي
وما نُقِل؟
وبهذا المفهوم نطقَ كثير من أئمة القراءة عندما سئلوا عن بعض جزئيات ومفردات القراءة:
فهذا أبو عمرو بن العلاء -أحد القراء السبعة- عندما سأله تلميذه أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري، فقال: قلت لأبي عمرو : أَكُلُّ ما أخذته وقرأتَ به سمعته؟، قال: "لو لم أسمعه من الثقات لم أقرأ به؛ لأنَّ القراءةَ سُنَّة"⁶.
وقال تلميذه الآخرُ الأصمعي عبد الملك بن قُـرَيب: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: "لو لا أنه ليس لي إلا أن أقرأ بما قد قُرِئ به، لقرأتُ حرف كذا كذا، وحرف كذا كذا"⁷؛ بمعنى: أنه لو كان لي من الأمر شيء وأردت أن أُعمِلَ رأيي واجتهادي وَفْقَ قواعد اللغة والعربية، لقرأتُ بعض القراءات على نحو آخر غيرَ ما أعلِّمكم إياه.
ثم إنَّ هذا الموقفَ موقفٌ مشتهرٌ عن كثير من القراء، ومثل هذه الأقوال حكِيت عنهم، لذلك قال مَكِّيُّ بن أبي طالب القيسي: "والقراءاتُ الثابتة كلُّها من السُّنَّةِ التي لا مَدفَعَ فيها لأحد"⁸؛ أي: ثابتة بالنقل، ثابتة بالأثر، ثابتة بالرواية.
وتفرق الصحابة في الأقاليم التي دخلها الإسلام، وكَثُر الآخذون عنهم مع تعدد الوجوه واللغات التي يحويها نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، فكان كل منهم يقرأ ويقرى بما عُلِّم.
ومضت المئة الأولى من الهجرة والناس يقرؤون بما في المصاحف، على ما أقرأهم الصحابة والتابعون وتابعوهم؛ ولكثرة الرواة عن الأئمة من القراء بعد ذلك في القرنين الثاني والثالث الهجريين، نظر الناس إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل، وحُسْن الدِّين، وكمال العلم، وأجمع عليه أهل بلده، ولم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فاختاروا من كل مصر -وَجَّه إليه عثمان رضي الله عنه مصحفاً- إماماً هذه صفته⁹.
فلما كانت المئة الثالثة من الهجرة تصدَّى بعض الأئمة لضبط ما رواه من القراءات، فكان أوّل إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي^* (ت: 224)، وجعلهم خمسة وعشرين قارئاً مع القراء السبعة المعروفين، واحتوى كتابه أيضاً على تعليل وجوه القراءات كما ذكر أبو عمرو الداني¹⁰.
ثم ألف ابن مجاهد: أبو بكر أحمد بن موسى البغدادي (ت: 324) كتابه الموسوم بـ "السبعة"^**، وهو أول من اقتصر على القراء السبعة المعروفين، وهم:
1 - نافع بن عبد الرحمن الليثي المدني (ت: 169).
2 - عبد الله بن عبد الله بن كثير الداري المكي (ت: 120).
3 - زبان بن العلاء، أبو عمرو المازني البصري (ت: 154).
4 - عبد الله بن عامر اليَحْصُبي الشامي (ت: 11.
5 - عاصم بن أبي النَّجُود الأسدي الكوفي (ت: 12.
6 - حمزة بن حبيب الزيَّات الكوفي (ت: 156).
7 - علي بن حمزة النحوي المعروف بالكسائي (ت: 189) .
وظهرت موسوعية في تآليف بعض أهل العلم في القراءات، كما في کتاب "الكامل" في القراءات الخمسين لأبي القاسم الهذلي (ت: 465) وهو مطبوع، وعند أبي معشر الطبري المكي (ت: 47 في كتابه "سَوْق العروس"^***، الذي تضمن ألفاً وخمسمئة وخمسين رواية وطريقاً، وهو مخطوط.
وانحصرت القراءات المتواترة بالقراءات العشر المعروفة، وتحدد نقلها في إطارين : القراءات العشر الكبرى والعشر الصغرى، وصار ما زاد عليها شاذاً لا تصح القراءة به؛ لذا قال الحافظ ابن الجزري: "وقول من قال: إن القراءات المتواترة لا حدَّ لها، إن أراد في زماننا القرن الثامن؛ فغير صحيح؛ لأنه لم يوجد اليوم قراءة متواترة وراء العشرة وإن إراد في الصدر الأول فمحتمل"¹¹.

وقد صنفت عدة مصنفات في القراءات السبع ككتاب: "التيسير في القراءات السبع"^**** لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444)، وفي القراءات الثمان؛ ككتاب "التذكرة" لأبي الحسن طاهر بن غلبون^***** (ت: 399)، وفي العشر؛ ككتاب "إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي^******" لأبي العز محمد بن الحسين القَلَانِسي (ت: 521)، وكتاب "النشر في القراءات العشر" للحافظ أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت: 833)، وغيرها.

-----------------
1 - انظر: منجد المقرئين (49).
2 - جامع البيان في القراءات السبع (130/1).
3 - انظر : السبعة في القراءات (47-52)، وجامع البيان (37/1 -42)، والنشر (35/1) .
4 - السبعة في القراءات (51).
5 - فضائل القرآن لأبي عبيد (361)، والسبعة (52).
6 - جامع البيان (148/1).
7 - السبعة (4.
8 - التبصرة في القراءات السبع (230).
9 - انظر: الإبانة لمكي (63).
10 - الأرجوزة المنبهة (161).
11 - منجد المقرئين (16).

* كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام مفقود إلى الآن يسر الله من يجده ومن يحققه على أحسن وجه، وقد كانت هنالك محاولة في بناء هذا الكتاب المفقود وقد أسماه:
كتاب القراءات
لأبي عبيد القاسم بن سلام
جمع ودراسة
جاسم الحاج جاسم محمد الديلمي
طباعة مركز البحوث والدراسات الإسلامية - ديوان الوقف السني - مركز البحوث والدراسات الإسلامية
عدد الصفحات 420

والكتاب عبارة عن أطروحة لنيل درجة الدكتوراه من الجامعة المستنصرية.

وقد رفعت لكم الكتاب في المرفقات.


وهنالك دراسة جيدة أسماها:

جهود الإمام أبي عبيدة القاسم بن سلام
في
علوم القراءات
وتحقيق اختياره في القراءة
كتبه
أحمد بن فارس السلوم
طباعة دار ابن حزم
عدد الصفحات 356


** كتاب السبعة له عدة طبعات أحسنها:
طبعة مركز تفسير:

كتاب السبعة
لابن مجاهد
أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي 324
دراسة وتحقيق
خلف حسين صالح الجبوري
طباعة مركز تفسير للدراسات القرآنية
عدد الصفحات 1015
والكتاب لم يرفع بعد على النت لحداثة طباعته


وهذه دراسة جيدة على الكتاب:
كتاب السبعة
لابن مجاهد
عرضا ودراسة
تأليف أحمد بن سعد بن حسين المطيري
طباعة كرسي القرآن الكريم وعلومه
عدد الصفحات 341


*** طبع الكتاب مؤخرا بدار اللؤلؤة في 5 مجلدات:




كما حقق رسائل علمية تم إرفاقها في المرفقات.
للكتاب عدة طبعات لكن أحسنها رسالة علمية



***** أحسن طبعة بتحقيق أيمن رشدي سويد



****** إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي