بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أما بعد :
ففي أثناء مطالعتي لكتاب المعيار المعرب للإمام الونشريسي ـ رحمه الله ـ ، وقع بصري على فتوى نافعة جدا فيها ردّ على المبتدعة الذين يتمسّكون بالإمام مالك ـ رحمه الله ـ أو بفقهاء المالكية الكبار وهم مخالفون لهم في الاعتقاد وفي المنهج بعامة، وهذه الفتوى المليحة متعلّقة ببدعة القراءة الجماعية للقرآن الكريم أو ما تسمّى عندنا بـ : الحزب الراتب ، فقد كان الإمام مالك ـ رحمه الله ـ من أكثر الأئمة إنكارا على هذه البدعة ومثيلاتها ، وإليكم نصّ هذه الفتوى كما في المعيار 11/112 :" وسُل أبو إسحاق الشاطبي عن قراءة الحزب بالجمع هل يتناوله قوله عليه السلام :" ما اجتمع قوم في بيت ..." الحديث ، كما وقع لبعض الناس أو هو بدعة ؟
فأجاب : إنّ مالكا سُئل عن ذلك فكرهه وقال : هذا لم يكن من عمل النّاس .
وفي العتبية : سُئل عن القراءة في المسجد ـ يعني على وجه مخصوص كالحزب ونحوه ـ فقال : لم يكن بالأمر القديم ، وإنّما هو شيء أُحدث ـ يعني انّه لم يكن في زمان الصحابة والتابعين ـ قال : ولن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أوّلها ، وقال في موضع آخر : أترى النّاس اليوم أرغب في الخير ممّن مضى ـ يعني أنّه لو كان في ذلك خير لكان السّلف أسبق إليه يدلّ على أنّه ليس بداخل تحت معنى الحديث ـ " انتهى
فهذا الكلام المؤصّل والتعليل البديع لحرمة الحزب الراتب يضاف إليه كلام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ (وقد نشره الشيخ الفاضل أبو عبد الرحمن محمود في مجلة الإصلاح العدد السابع ص 76 ) وفيه قوله :" وأما تلاوة القرآن بالاجتماع كما يفعل النّاس اليوم فقد كرهها مالك، لأنّها ليست من فعل السّلف، ولأنّها تضيّع على القارئ تدبّر القرآن وهو الحكمة العليا من نزول القرآن والثمرة المقصودة من تلاوته ، ومن فعل ذلك تعبّدا بتلاوة القرآن فقد خالف السّنّة في الكيفية ، ومن فعله لإتقان الحفظ فقد راعى المصلحة دون العبادة "
والله المستعان وعليه التّكلان .
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أما بعد :
ففي أثناء مطالعتي لكتاب المعيار المعرب للإمام الونشريسي ـ رحمه الله ـ ، وقع بصري على فتوى نافعة جدا فيها ردّ على المبتدعة الذين يتمسّكون بالإمام مالك ـ رحمه الله ـ أو بفقهاء المالكية الكبار وهم مخالفون لهم في الاعتقاد وفي المنهج بعامة، وهذه الفتوى المليحة متعلّقة ببدعة القراءة الجماعية للقرآن الكريم أو ما تسمّى عندنا بـ : الحزب الراتب ، فقد كان الإمام مالك ـ رحمه الله ـ من أكثر الأئمة إنكارا على هذه البدعة ومثيلاتها ، وإليكم نصّ هذه الفتوى كما في المعيار 11/112 :" وسُل أبو إسحاق الشاطبي عن قراءة الحزب بالجمع هل يتناوله قوله عليه السلام :" ما اجتمع قوم في بيت ..." الحديث ، كما وقع لبعض الناس أو هو بدعة ؟
فأجاب : إنّ مالكا سُئل عن ذلك فكرهه وقال : هذا لم يكن من عمل النّاس .
وفي العتبية : سُئل عن القراءة في المسجد ـ يعني على وجه مخصوص كالحزب ونحوه ـ فقال : لم يكن بالأمر القديم ، وإنّما هو شيء أُحدث ـ يعني انّه لم يكن في زمان الصحابة والتابعين ـ قال : ولن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أوّلها ، وقال في موضع آخر : أترى النّاس اليوم أرغب في الخير ممّن مضى ـ يعني أنّه لو كان في ذلك خير لكان السّلف أسبق إليه يدلّ على أنّه ليس بداخل تحت معنى الحديث ـ " انتهى
فهذا الكلام المؤصّل والتعليل البديع لحرمة الحزب الراتب يضاف إليه كلام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ (وقد نشره الشيخ الفاضل أبو عبد الرحمن محمود في مجلة الإصلاح العدد السابع ص 76 ) وفيه قوله :" وأما تلاوة القرآن بالاجتماع كما يفعل النّاس اليوم فقد كرهها مالك، لأنّها ليست من فعل السّلف، ولأنّها تضيّع على القارئ تدبّر القرآن وهو الحكمة العليا من نزول القرآن والثمرة المقصودة من تلاوته ، ومن فعل ذلك تعبّدا بتلاوة القرآن فقد خالف السّنّة في الكيفية ، ومن فعله لإتقان الحفظ فقد راعى المصلحة دون العبادة "
والله المستعان وعليه التّكلان .