بسم الله الرحمن الرحيم
وردت " كان " في الإخبار عن ذاتِ اللهِ وصفاتهِ بالقرآنِ كثيراً وقد اختلفَ النُحاة وغيرهم في أنها تدلُّ على الانقطاعِ، على مذاهب :
أ- أنها تُفيد الانقطاعَ لأنها فِعلٌ يُشعرُ بالتجديدِ ..
ب – لا تُفيدهُ ، بل تقتضي الدوامَ والاستمرارية ..
ج – إنه عبارةٌ عن وجودِ شئٍ في زمانٍ ماضٍ على سبيلِ الإبهامِ وليس فيه دليلٌ على عدم سابق، ولا على انقطاع طارئ، ومنه قوله تعالى " وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً " قاله الزمخشري في قولهِ تعالى " كُنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس " عند تفسيره للآيةِ في " الكشَّاف ".
وذكر ابن عطية في سورةِ الفتحِ أنها حيث وقعت في صفات الله فهي مسلوبة الدلالة على الزمان ..
والصوابُ من هذهِ المقالات مقالة الزمخشري، وأنها تُفيد اقتران معنى الجملة التي تليها بالزمن الماضي لا غير، ولا دلالة لها نفسها على انقطاع ذلك المعنى ولا بقائه، بل إن أفاد الكلام شيئاً من ذلك كان لدليلٍ آخر..
وقد تتبع أبو بكر الرازي استعمال " كان " في القرآنِ، واستنبطَ وجوهَ استعمالها فقال :
كان في القرآن على خمسةِ أوجه :
* بمعنى " الأزل والأبد " كقوله تعالى ( وكان اللهُ عليماً حكيماً ).
*وبمعنى " المعنى المُنقطع " كقوله تعالى ( وكان في المدينةِ تسعةُ رهطٍ ) وهو الأصل في معاني " كان " كما تقول : كان زيد صالحاً أو فقيراً أو مريضاً أو نحوه ..
*بمعنى " الحال" كقوله تعالى ( كنتم خيرَ أمة ) وقوله ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتاً ).
*بمعنى " الاستقبال " كقوله تعالى ( ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً ).
*وبمعنى "صار" كقوله تعالى ( وكان من الكافرين ).
وتأتي كان في النفي ويكون المُراد بها نفي صحة الخبر لا نفي وقوعه، ولذا تؤول بمعنى " ما صح وما استقام " كقوله تعالى ( ما كان للنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض ) وقوله تعالى ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله ).
فائدة من كتاب " مباحث في علوم القرآن "
وردت " كان " في الإخبار عن ذاتِ اللهِ وصفاتهِ بالقرآنِ كثيراً وقد اختلفَ النُحاة وغيرهم في أنها تدلُّ على الانقطاعِ، على مذاهب :
أ- أنها تُفيد الانقطاعَ لأنها فِعلٌ يُشعرُ بالتجديدِ ..
ب – لا تُفيدهُ ، بل تقتضي الدوامَ والاستمرارية ..
ج – إنه عبارةٌ عن وجودِ شئٍ في زمانٍ ماضٍ على سبيلِ الإبهامِ وليس فيه دليلٌ على عدم سابق، ولا على انقطاع طارئ، ومنه قوله تعالى " وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً " قاله الزمخشري في قولهِ تعالى " كُنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس " عند تفسيره للآيةِ في " الكشَّاف ".
وذكر ابن عطية في سورةِ الفتحِ أنها حيث وقعت في صفات الله فهي مسلوبة الدلالة على الزمان ..
والصوابُ من هذهِ المقالات مقالة الزمخشري، وأنها تُفيد اقتران معنى الجملة التي تليها بالزمن الماضي لا غير، ولا دلالة لها نفسها على انقطاع ذلك المعنى ولا بقائه، بل إن أفاد الكلام شيئاً من ذلك كان لدليلٍ آخر..
وقد تتبع أبو بكر الرازي استعمال " كان " في القرآنِ، واستنبطَ وجوهَ استعمالها فقال :
كان في القرآن على خمسةِ أوجه :
* بمعنى " الأزل والأبد " كقوله تعالى ( وكان اللهُ عليماً حكيماً ).
*وبمعنى " المعنى المُنقطع " كقوله تعالى ( وكان في المدينةِ تسعةُ رهطٍ ) وهو الأصل في معاني " كان " كما تقول : كان زيد صالحاً أو فقيراً أو مريضاً أو نحوه ..
*بمعنى " الحال" كقوله تعالى ( كنتم خيرَ أمة ) وقوله ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتاً ).
*بمعنى " الاستقبال " كقوله تعالى ( ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً ).
*وبمعنى "صار" كقوله تعالى ( وكان من الكافرين ).
وتأتي كان في النفي ويكون المُراد بها نفي صحة الخبر لا نفي وقوعه، ولذا تؤول بمعنى " ما صح وما استقام " كقوله تعالى ( ما كان للنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض ) وقوله تعالى ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله ).
فائدة من كتاب " مباحث في علوم القرآن "