بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فهذه فائدة لطيفة، أنزلتها ضمن موضوع "تدبر القرآن..مسائل ووسائل مستفادة من كتاب الله والسنة وآثار السلف"، وأحببت إفرادها لجليل قدرها.. سائلة الله الكريم الفتاح أن يفتح علينا من أنوار القرآن ما يحيينا ويجعل لنا به نورا نمشي به في الناس.. آمين.
*****
أدلة المناجاة
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "(صحيح البخاري ج6/ص2743 (7105 ) ، صحيح مسلم ج1/ص545 (792 ) ) ، ومعنى أذن : أي استمع
2- وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شيء ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "(تعظيم قدر الصلاة : 1-92 )
3- وعن البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر ما يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"(مسند الإمام أحمد : 4-344 ، وصححه أحمد شاكر )
4- قال ابن القيم: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم "(الفوائد: 1 )
5- وقال قتادة: "ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن"(فضائل أبي عبيد 55 ، التذكار 108 )
6- وقال أبو مالك: إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم قال : فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن"(فضائل القرآن لأبي عبيد 55 ، الدر المنثور ج1/ص278 ، تفسير القرطبي ج1/ص27 ، وانظر : سنن ابن ماجه ج1/ص106 ) .
كيفية تطبيق هذا المقصد
تذكَّر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس أمور: أن الله يراك ، ويسمعك، ويحب عملك ، ويمدحك، وسيكرمك.
فاستحضر هذه المعاني حين القراءة ولا تدعها تفوت عليك .
فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذه المعاني جميعا حين قراءته للقرآن لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين.
إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
فالقارئ يستشعر أن الله يخاطبه مباشرة ، وأن الله تعالى يسمع قراءته ، فإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد على عمل أو صفة استعاذ، وإذا مر بسؤال أو بصفات عباد الرحمن سأل الله من فضله.
عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة( قوله : " يصلي بها في ركعة " أراد بالركعة الصلاة كاملة والمعنى : يصلي بها في تسليمة ) فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ"(صحيح مسلم ج1/ص536 (772 ) ، سنن النسائي (المجتبى) ج3/ص225 (1664) ) .
هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولماذا يقرأ ؟ ومن يخاطب بقراءته ؟ وماذا يحتاج منه ؟ وما يجب له نحوه من التعظيم والتقديس.
إن تربية النفس على هذه المقاصد حين تلاوة القرآن الكريم يقوي فيها مراقبة الله تعالى فيكون حافظا لها عند الفتن.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فهذه فائدة لطيفة، أنزلتها ضمن موضوع "تدبر القرآن..مسائل ووسائل مستفادة من كتاب الله والسنة وآثار السلف"، وأحببت إفرادها لجليل قدرها.. سائلة الله الكريم الفتاح أن يفتح علينا من أنوار القرآن ما يحيينا ويجعل لنا به نورا نمشي به في الناس.. آمين.
*****
أدلة المناجاة
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "(صحيح البخاري ج6/ص2743 (7105 ) ، صحيح مسلم ج1/ص545 (792 ) ) ، ومعنى أذن : أي استمع
2- وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شيء ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "(تعظيم قدر الصلاة : 1-92 )
3- وعن البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر ما يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"(مسند الإمام أحمد : 4-344 ، وصححه أحمد شاكر )
4- قال ابن القيم: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم "(الفوائد: 1 )
5- وقال قتادة: "ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن"(فضائل أبي عبيد 55 ، التذكار 108 )
6- وقال أبو مالك: إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم قال : فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن"(فضائل القرآن لأبي عبيد 55 ، الدر المنثور ج1/ص278 ، تفسير القرطبي ج1/ص27 ، وانظر : سنن ابن ماجه ج1/ص106 ) .
كيفية تطبيق هذا المقصد
تذكَّر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس أمور: أن الله يراك ، ويسمعك، ويحب عملك ، ويمدحك، وسيكرمك.
فاستحضر هذه المعاني حين القراءة ولا تدعها تفوت عليك .
فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذه المعاني جميعا حين قراءته للقرآن لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين.
إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
فالقارئ يستشعر أن الله يخاطبه مباشرة ، وأن الله تعالى يسمع قراءته ، فإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد على عمل أو صفة استعاذ، وإذا مر بسؤال أو بصفات عباد الرحمن سأل الله من فضله.
عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة( قوله : " يصلي بها في ركعة " أراد بالركعة الصلاة كاملة والمعنى : يصلي بها في تسليمة ) فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ"(صحيح مسلم ج1/ص536 (772 ) ، سنن النسائي (المجتبى) ج3/ص225 (1664) ) .
هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولماذا يقرأ ؟ ومن يخاطب بقراءته ؟ وماذا يحتاج منه ؟ وما يجب له نحوه من التعظيم والتقديس.
إن تربية النفس على هذه المقاصد حين تلاوة القرآن الكريم يقوي فيها مراقبة الله تعالى فيكون حافظا لها عند الفتن.
تعليق