قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري فى قوله تعالى { لهم مايشاؤون فيها ولدينا مزيد}
قوله: {لهم ما يشاؤون فيها} يقول: لهؤلاء المتقين ما يريدون في هذه الجنه التي أزلفت لهم من كل ما تشتهيه نفوسهم، وتلذه عيونهم.
وقوله: {ولدينا مزيد} يقول: وعندنا لهم على ما أعطيناهم من هذه الكرامة التي وصف جل ثناؤة صفتها مزيد يزيدهم إياه.
وقيل: إن ذلك المزيد: النظر إلي الله جل ئناؤة.
ـ ذكر من قال ذلك : حدثني أحمد بن سهيل الواسطي، قال: ثنا قرة بن عيسى، قال: ثنا النضر بن عربي جده، عن أنس،" إن الله عز وجل إذا أسكن أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، هبط إلى مرج من الجنة أفيح، فمد بينه وبين خلقه حجبا من لؤلؤ، وحجبا من نور ثم وضعت منابر النور وسرر النور وكراسي النور، ثم أذن لرجل على الله عز وجل بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا المجعول بيده، والمعلم الأسماء، والذي أمرت الملائكة فسجدت له، والذي له أبيحت الجنة، آدم عليه السلام، قد أذن له على الله تعالى.
قال: ثم يؤذن لرجل آخر بين يديه أمثال الجبال من النور، يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم؛ فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا الذي اتخذه الله خليلا، وجعل عليه النار بردا وسلاما، إبراهيم قد أذن له على الله.
قال: ثم أذن لرجل آخر على الله، بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم؛ فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا الذي اصطفاه الله برسالته وقربه نجيا، وكلمه [كلاما] موسى عليه السلام، قد أذن له على الله. قال: ثم يؤذن لرجل آخر معه مثل جميع مواكب التبيين قبله، بين يديه أمثال الجبال، [من النور] يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم؛ فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا أول شافع، وأول مشفع، وأكثر الناس واردة، وسيد ولد آدم؛ وأول من تنشق عن ذؤابتيه الأرض، وصاحب لواء الحمد، أحمد صلى الله عليه وسلم ، قد أذن له على الله.
قال: فجلس النبيون على منابر النور، [والصديقون على سرر النور؛ والشهداء على كراسي النور] وجلس سائر الناس على كثبان المسك الأذفر الأبيض، ثم ناداهم الرب تعالى من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي.
يا ملائكتي، انهضوا إلى عبادي، فأطعموهم. قال: فقربت إليهم من لحوم طير، كأنها البخت لا ريش لها ولا عظم، فأكلوا، قال: ثم ناداهم الرب من وراء الحجاب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكلوا اسقوهم.
قال: فنهض إليهم غلمان كأنهم اللؤلؤ المكنون بأباريق الذهب والفضة بأشربة مختلفة لذيذة، لذة آخرها كلذة أولها، لا يصدعون عنها ولا ينزفون؛ ثم ناداهم الرب من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكلوا وشربوا، فكهوهم.
قال: فيقرب إليهم على أطباق مكللة بالياقوت والمرجان؛ ومن الرطب الذي سمي الله، أشد بياضا من اللبن، وأطيب عذوبة من العسل. قال: فأكلوا ثم ناداهم الرب من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وحيراني ووفدي، أكلوا وشربوا، وفكهوا؛ اكسوهم؛ قال ففتحت لهم ثمار الجنة بحلل مصقولة بنور الرحمن فألبسوها.
قال: ثم ناداهم الرب تبارك وتعالى من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي؛ أكلوا؛ وشربوا؛ وفكهوا؛ وكسوا طيبوهم.
قال: فهاجت عليهم ريح يقال لها المثيرة، بأباريق المسك [الأبيض] الأذفر، فنفحت على وجوههم من غير غبار ولا قتام. قال: ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكلوا وشربوا وفكهوا، وكسوا وطيبوا، وعزتي لأتجلين لهم حتى ينظروا إلي قال: فذلك انتهاء العطاء وفضل المزيد؛ قال: فتجلى لهم الرب عز وجل، ثم قال: السلام عليكم عبادي، انظروا إلي فقد رضيت عنكم. قال: فتداعت قصور الجنة وشجرها، سبحانك أربع مرات، وخر القوم سجدا؛ قال: فناداهم الرب تبارك وتعالى: عبادي ارفعوا رؤوسكم فإنها ليست بدار عمل، ولا دار نصب إنما هي دار جزاء وثواب، وعزتي وجلالي ما خلقتها إلا من أجلكم، وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا، إلا ذكرتكم فوق عرشي.
قوله: {لهم ما يشاؤون فيها} يقول: لهؤلاء المتقين ما يريدون في هذه الجنه التي أزلفت لهم من كل ما تشتهيه نفوسهم، وتلذه عيونهم.
وقوله: {ولدينا مزيد} يقول: وعندنا لهم على ما أعطيناهم من هذه الكرامة التي وصف جل ثناؤة صفتها مزيد يزيدهم إياه.
وقيل: إن ذلك المزيد: النظر إلي الله جل ئناؤة.
ـ ذكر من قال ذلك : حدثني أحمد بن سهيل الواسطي، قال: ثنا قرة بن عيسى، قال: ثنا النضر بن عربي جده، عن أنس،" إن الله عز وجل إذا أسكن أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، هبط إلى مرج من الجنة أفيح، فمد بينه وبين خلقه حجبا من لؤلؤ، وحجبا من نور ثم وضعت منابر النور وسرر النور وكراسي النور، ثم أذن لرجل على الله عز وجل بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا المجعول بيده، والمعلم الأسماء، والذي أمرت الملائكة فسجدت له، والذي له أبيحت الجنة، آدم عليه السلام، قد أذن له على الله تعالى.
قال: ثم يؤذن لرجل آخر بين يديه أمثال الجبال من النور، يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم؛ فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا الذي اتخذه الله خليلا، وجعل عليه النار بردا وسلاما، إبراهيم قد أذن له على الله.
قال: ثم أذن لرجل آخر على الله، بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم؛ فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا الذي اصطفاه الله برسالته وقربه نجيا، وكلمه [كلاما] موسى عليه السلام، قد أذن له على الله. قال: ثم يؤذن لرجل آخر معه مثل جميع مواكب التبيين قبله، بين يديه أمثال الجبال، [من النور] يسمع دوي تسبيح الملائكة معه، وصفق أجنحتهم؛ فمد أهل الجنة أعناقهم، فقيل: من هذا الذي قد أذن له على الله؟ فقيل: هذا أول شافع، وأول مشفع، وأكثر الناس واردة، وسيد ولد آدم؛ وأول من تنشق عن ذؤابتيه الأرض، وصاحب لواء الحمد، أحمد صلى الله عليه وسلم ، قد أذن له على الله.
قال: فجلس النبيون على منابر النور، [والصديقون على سرر النور؛ والشهداء على كراسي النور] وجلس سائر الناس على كثبان المسك الأذفر الأبيض، ثم ناداهم الرب تعالى من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي.
يا ملائكتي، انهضوا إلى عبادي، فأطعموهم. قال: فقربت إليهم من لحوم طير، كأنها البخت لا ريش لها ولا عظم، فأكلوا، قال: ثم ناداهم الرب من وراء الحجاب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكلوا اسقوهم.
قال: فنهض إليهم غلمان كأنهم اللؤلؤ المكنون بأباريق الذهب والفضة بأشربة مختلفة لذيذة، لذة آخرها كلذة أولها، لا يصدعون عنها ولا ينزفون؛ ثم ناداهم الرب من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكلوا وشربوا، فكهوهم.
قال: فيقرب إليهم على أطباق مكللة بالياقوت والمرجان؛ ومن الرطب الذي سمي الله، أشد بياضا من اللبن، وأطيب عذوبة من العسل. قال: فأكلوا ثم ناداهم الرب من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وحيراني ووفدي، أكلوا وشربوا، وفكهوا؛ اكسوهم؛ قال ففتحت لهم ثمار الجنة بحلل مصقولة بنور الرحمن فألبسوها.
قال: ثم ناداهم الرب تبارك وتعالى من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي؛ أكلوا؛ وشربوا؛ وفكهوا؛ وكسوا طيبوهم.
قال: فهاجت عليهم ريح يقال لها المثيرة، بأباريق المسك [الأبيض] الأذفر، فنفحت على وجوههم من غير غبار ولا قتام. قال: ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكلوا وشربوا وفكهوا، وكسوا وطيبوا، وعزتي لأتجلين لهم حتى ينظروا إلي قال: فذلك انتهاء العطاء وفضل المزيد؛ قال: فتجلى لهم الرب عز وجل، ثم قال: السلام عليكم عبادي، انظروا إلي فقد رضيت عنكم. قال: فتداعت قصور الجنة وشجرها، سبحانك أربع مرات، وخر القوم سجدا؛ قال: فناداهم الرب تبارك وتعالى: عبادي ارفعوا رؤوسكم فإنها ليست بدار عمل، ولا دار نصب إنما هي دار جزاء وثواب، وعزتي وجلالي ما خلقتها إلا من أجلكم، وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا، إلا ذكرتكم فوق عرشي.