قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى تفسير قوله تعالى : {بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم فى أمر مريج}.
بل هنا للإضراب الانتقالي، وليست للإضراب الإبطالي؛ لأن الأول ثابت والثاني زائد عليه،
وهذا هو الفرق بين (بل) التي للإضراب الإبطالي، وبين (بل) التي للإضراب الانتقالي، فصارت بل للإضراب دائمة لكن إن كانت تبطل الأول سموها إضراب إبطال، وإن كانت لا تبطله فهو إضراب انتقالي، كأنه انتقل من موضوع إلى آخر
{بل كذبوا بالحق لما جاءهم } ولكن قلوبهم موقنة إلا أن ألسنتهم تكذب، كما قال الله تعالى عن آل فرعون: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً } , {لما جاءهم } لما هنا بمعنى حين، فهي ظرف وليست حرفاً،
{فهم في أمر مريج} الفاء هنا للتعقيب والسببية، والمعنى فهم لما كذبوا بالحق في أمر مريج، أي: مختلط إختلط عليهم الأمر - والعياذ بالله - وهو كقوله تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصـرهم كما لم يؤمنوا به أول مرة } يعني لأنهم لم يؤمنوا به أول مرة وظلوا في طغيانهم يعمهون، هؤلاء لما كذبوا صاروا في أمر مريج، إلتبس عليهم الأمر، وترددوا في أمرهم، وهكذا كل إنسان يرد الحق أول مرة، فليعلم أنه سيبتلى بالشك والريب في قبول الحق في المستقبل، ولهذا يجب علينا من حين أن نسمع أن هذا الشيء حق أن نقول: سمعنا وأطعنا، خلافاً لبعض الناس الآن، تقول: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا؟
فيقول: الأمر للوجوب أم للاستحباب؟
سبحان الله، افعل ما أمرك به سواء على الوجوب أو على الاستحباب، لأن معنى قوله: هل هو للوجوب أو للاستحباب؟ معناه إذا كان للاستحباب فأنا في حل منه، وإذا كان للوجوب فعلته، وهذا خطأ،
ولكن قل: سمعنا وأطعنا، ثم إذا وقعت المخالفة فحينئذ ربما يكون السؤال عنه: هل هو واجب أو مستحب؟ ربما يكون وجيهاً، أما قبل فلا.
قد يقول قائل: أنا أسأل هل هو واجب أو مستحب؟ لأن هناك فرقاً بين الواجب والمستحب، والواجب أحب إلى الله، فأنا أفعله من أجل إذا اعتقدت أنه واجب أُثاب عليه ثواب واجب، وإذا اعتقدت أنه سنة أُثاب عليه ثواب سنة.
قلنا: نعم، هذا طيب، لكن ثواب انقيادك للحق لأول مرة وبكل سهولة وبدون سؤال أفضل من كونك تعتقده واجباً أو مستحبًّا، وإذا كان الله قد أوجبه عليك أثابك ثواب الواجب، وإن كنت لا تدري، فالانقياد وتمام الانقياد أفضل بكثير من كون أعتقد هذا واجباً أو مستحبّاً.
بل هنا للإضراب الانتقالي، وليست للإضراب الإبطالي؛ لأن الأول ثابت والثاني زائد عليه،
وهذا هو الفرق بين (بل) التي للإضراب الإبطالي، وبين (بل) التي للإضراب الانتقالي، فصارت بل للإضراب دائمة لكن إن كانت تبطل الأول سموها إضراب إبطال، وإن كانت لا تبطله فهو إضراب انتقالي، كأنه انتقل من موضوع إلى آخر
{بل كذبوا بالحق لما جاءهم } ولكن قلوبهم موقنة إلا أن ألسنتهم تكذب، كما قال الله تعالى عن آل فرعون: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً } , {لما جاءهم } لما هنا بمعنى حين، فهي ظرف وليست حرفاً،
{فهم في أمر مريج} الفاء هنا للتعقيب والسببية، والمعنى فهم لما كذبوا بالحق في أمر مريج، أي: مختلط إختلط عليهم الأمر - والعياذ بالله - وهو كقوله تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصـرهم كما لم يؤمنوا به أول مرة } يعني لأنهم لم يؤمنوا به أول مرة وظلوا في طغيانهم يعمهون، هؤلاء لما كذبوا صاروا في أمر مريج، إلتبس عليهم الأمر، وترددوا في أمرهم، وهكذا كل إنسان يرد الحق أول مرة، فليعلم أنه سيبتلى بالشك والريب في قبول الحق في المستقبل، ولهذا يجب علينا من حين أن نسمع أن هذا الشيء حق أن نقول: سمعنا وأطعنا، خلافاً لبعض الناس الآن، تقول: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا؟
فيقول: الأمر للوجوب أم للاستحباب؟
سبحان الله، افعل ما أمرك به سواء على الوجوب أو على الاستحباب، لأن معنى قوله: هل هو للوجوب أو للاستحباب؟ معناه إذا كان للاستحباب فأنا في حل منه، وإذا كان للوجوب فعلته، وهذا خطأ،
ولكن قل: سمعنا وأطعنا، ثم إذا وقعت المخالفة فحينئذ ربما يكون السؤال عنه: هل هو واجب أو مستحب؟ ربما يكون وجيهاً، أما قبل فلا.
قد يقول قائل: أنا أسأل هل هو واجب أو مستحب؟ لأن هناك فرقاً بين الواجب والمستحب، والواجب أحب إلى الله، فأنا أفعله من أجل إذا اعتقدت أنه واجب أُثاب عليه ثواب واجب، وإذا اعتقدت أنه سنة أُثاب عليه ثواب سنة.
قلنا: نعم، هذا طيب، لكن ثواب انقيادك للحق لأول مرة وبكل سهولة وبدون سؤال أفضل من كونك تعتقده واجباً أو مستحبًّا، وإذا كان الله قد أوجبه عليك أثابك ثواب الواجب، وإن كنت لا تدري، فالانقياد وتمام الانقياد أفضل بكثير من كون أعتقد هذا واجباً أو مستحبّاً.