(وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَكُمْ تَتَقُون)
.... وفي ضمن هذا الخطاب ما هو كالجواب لسؤال مقدر, أن إعدام هذه البنية الشريفة وإيلام هذه النفس وإعدامها في مقابلة إعدام المقتول تكثير لمفسدة القتل, فلأية حكمة صدر هذا ممن وسعت رحمته كل شيء, وبهرت حكمته العقول؟؟؟
فتضمن الخطاب جواب قوله تعالى: { وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ}, وذلك لأن القاتل إذا توهم أنه يقتل قصاصا, كف عن القتل وارتدع, وآثر حب حياته ونفسه, فكان فيه حياة له ولمن أراد قتله
ومن وجه آخر وهو:
أنهم كانوا إذا قتل الرجل من عشيرتهم وقبيلتهم, قتلوا به كل من وجدوه من عشيرة القاتل وحيه وقبيلته, وكان في ذلك من الفساد والهلاك ما يعم ضرره وتشتد مؤنته, فشرع الله تعالى القصاص, وأن لا يقتل بالمقتول غير قاتله, ففي ذلك حياة عشيرته وحيه وأقاربه, ولم تكن الحياة في القصاص من حيث أنه قتل بل من حيث كونه قصاصا يؤخذ القاتل وحده بالمقتول لا غيره, فتضمن القصاص الحياة في الوجهين.
من كتاب
تنقيح الإفادة من مفتاح دار السعادة
صفحة 622
للعلامة الرباني شيخ الإسلام الثاني
أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر
بقلم
أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي