السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"مذهب الامام مالك رحمه الله هو تقديم القياس على خبر الآحاد"
هذه الشبهة كثيرا ما يرددها الأشاعرة والمتصوقة في بلدان المفرب خصوصا نقلا عن متأخري المالكية لما فيها من نصرة لمذهبهم في الاعتقاد , وهذه فائدة وجدتها في "نثر الورود" للعلامة محمد الأمين الشنقيطي تبين لك ماهو مذهب الامام مالك في ذلك :
قال الناظم في كتاب القياس من "مراقي السعود":
والحامل المطلق والمقيد *** وهو قبلَ ما رواه الواحد
قال الشنقيطي في الشرح :
" وقوله وهو قبل ما رواه الواحد , يعني أن القياس مقدم عند مالك على خبر الواحد * , وقال القرافي في التنقيح ان هذا مذهب مالك ووجهه بأن الخبر انما ورد لتحصيل الحكم , والقياس متضمن للحكمة فيقدم على الخبر.
قلت : التحقيق بخلاف ماذهب اليه المؤلف والقرافي والرواية الصحيحة عن مالك رواية المدنيين أن خبر الواحد مقدم على القياس , وقال القاضي عياض مشهور مذهبه أن الخبر مقدم قاله المقَري وهو رواية المدنيين , ومسائل مذهبه تدل على ذلك كمسألة المصراة , ومسألة النضح , ومسألة غسل اليدين لمن أحدث في أثناء الوضوء , وما زعمه بعضهم من أنه قدم القياس على النص في مسألة ولوغ الكلب غير صحيح لأنه لم يترك فيها الخبر للقياس , وانما حمل الأمر على الندب للجمع بين الأدلة لأن الله تعالى يقول فكلوا مما أمسكن عليكم ولم يأمر بغسل ما مسه لعاب الكلب فدل على أنه غير نجس واعتضد ذلك بقاعدة هي أن الحياة علة الطهارة".
"نثر الورود"ج2/ص443
------------------------
* انظر التنقيح مع شرحه ص 387. وقال في الشرح : " حكى القاضي عياض في التنبيهات وابن رشد في المقدمات في مذهب مالك في تقديم القياس على خبر الواحد قولين وعند الحنفية قولان أيضا ".