إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الفتاوى الشرعية فى مايخص الرقية الشرعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفتاوى الشرعية فى مايخص الرقية الشرعية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    الفتاوى الشرعية فى مايخص الرقية الشرعية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    بعض الناس عندهم جهل بالقراءة ويستعينون بالجان ويقولون‏‏ هذا جني مسلم ويسألونه عن مكان السحر‏‏ هل من كلمة بهذا الموضوع‏؟‏

    لا يستعان بالجان وإن كان يقول‏‏ إنه مسلم ، فإنه يقول‏‏ إنه مسلم وهو كذاب من أجل أن يتدجّل على الإنس فيغلق هذا الباب من أصله‏‏ ، ولا يجوز الاستعانة بالجن ؛ لأن هذا يفتح باب الشر ، والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيًّا أو غير جني ، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم ، فالاستعانة بالغائب لا تجوز إنما يستعان بالجن الحاضر الذي يقدر على الإعانة كما قال الله تعالى عن موسى:‏‏ ‏( ‏فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) ‏[‏القصص : 15‏]‏ هذا حاضر ويقدر على الإغاثة فلا مانع من هذا في الأمور العادية‏‏ .

    المصدر/ موقع الشيخ صالح الفوزان

    ....................

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله:

    ما هو الفرق بين السحر والعين ؟ وهل العين تقع في الدين ولها حكم؟ وما هو العلاج للطرفين العاين والمعيون إن كان ذلك صحيحاً ؟

    الـجــواب : السحر في اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه وفي اصطلاح السحر عزائم ورقى ومنه ما يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه ، قال تعالى : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ ) { البقرة 102} . وأما العين فهي مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه والعين حق كما ورد في الحديث الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :" العين حق ولو كان شئ سابق القدر لسبقته العين إذا استغسلتم فاغسلوا " وحكمها أنها محرمه كالسحر . وأما العلاج للعائن فإذا رأى ما يعجبه فيذكر الله وليبرك كما جاء في الحديث " هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت " فيقول ماشاء الله تبارك الله أحسن الخالقين وأما المعيون فيحصن نفسه بالإيمان بالله والتوكل عليه وقراءة ورد من القرآن والأدعية المأثورة . وإذا علم المعيون من أصابه بعينه فإنه يؤخذ وضوءه ويصب على رأس المعيون .


    .........................
    ما أقسام علم النجوم

    ‏(‏261‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن أقسام علم النجوم‏؟‏

    فأجاب بقوله ‏:‏ علم النجوم ينقسم إلى قسمين ‏:‏

    القسم الأول ‏:‏ علم يستدل به على الحوادث الأرضية ، فهذا محرم ، فيستدل مثلاً باقتران النجم الفلاني بالنجم الفلاني على أنه سيحدث كذا وكذا ، ويستدل بولادة إنسان في هذا النجم أنه سيكون سعيداً ، وفي هذا النجم الآخر بأنه سيكون شقياً ، فيستدلون باختلاف أحوال النجوم على اختلاف الحوادث الأرضية ، والحوادث الأرضية ليس للنجوم بها علاقة ولهذا في حديث زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - قال ‏:‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة على أثر سماء من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال ‏:‏ ‏(‏هل تدرون ماذا قال ربكم‏)‏ ‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم ‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏ قال ‏:‏ أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فمن قال ‏:‏ مطرنا بنوء كذا وكذا - والباء للسببية - فإنه كافر بي مؤمن بالكوكب ، ومن قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب‏)‏ ‏.‏ فالنجوم لا تأتي بالمطر ولا الرياح ، ومنه نعرف خطأ الذين يقولون‏:‏ إذا طلع النجم الفلاني ازداد هبوب الرياح لأن النجوم لا صلة لها بالرياح‏.‏

    القسم الثاني‏:‏ علم يستدل به على الجهات والأوقات ، فهذا جائز وقد يكون واجباً كما قال الفقهاء ‏:‏ ‏"‏إذا دخل وقت الصلاة يجب على الإنسان أن يتعلم علامات القبلة من النجوم ، والشمس ، والقمر ‏"‏ ‏.‏ قال الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون‏}‏ ‏.‏ فلما ذكر الله - عز وجل - العلامات الأرضية انتقل إلى العلامات الأفقية فقال - تعالى -‏:‏ ‏{‏وعلامات وبالنجم هم يهتدون‏}‏ ‏.‏ فالاستدلال بهذه النجوم على الأزمنة والأمكنة لا بأس به ، مثل أن يقال ‏:‏ إذا طلع النجم الفلاني دخل وقت المطر ، أو وقت الربيع، والعرب في الجاهلية يتشاءمون بالأنواء ويتفاءلون بها ، فبعض النجوم يقولون ‏:‏ هذا نجم نحس لا خير فيه ، وبعضها بالعكس يقولون ‏:‏ هذا نجم سعود وخير ، ولهذا إذا أمطروا قالوا ‏:‏ مطرنا بنوء كذا ، ولا يقولون ‏:‏ مطرنا بفضل الله ورحمته ، مع أن النجم ليس سبباً للمطر‏.‏ ألسنا نجد هذا النوء بعينه سنة يكون فيه مطر وفي سنة أخرى لا يكون فيه مطر‏؟‏‏!‏ ونجد السنوات تمر بدون مطر مع وجود النجوم الموسمية التي كانت كثيراً ما يكون في زمنها الأمطار، فالنوء لا تأثير له فقولنا ‏:‏ طلع هذا النجم كقولنا ‏:‏ طلعت الشمس فليس له إلا طلوع وغروب ، والنوء وقت تقدير وهو يدل على دخول الفصول فقط ‏.‏

    حكم تعلم علم النجوم‏؟‏ وما الحكمة من خلقها‏؟‏

    ‏(‏262‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن حكم تعلم علم النجوم‏؟‏ وما الحكمة من خلقها‏؟‏

    فأجاب - حفظه الله - بقوله ‏:‏ علم النجوم على نوعين ‏:‏

    النوع الأول ‏:‏ علم التأثير وهذا النوع ينقسم إلى ثلاثة أقسام ‏:‏

    القسم الأول ‏:‏ أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة ، بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث فهذا شرك مخرج عن الملة؛ لأنه جعل المخلوق خالقاً فادعى أن مع الله خالقاً آخر‏.‏

    القسم الثاني ‏:‏ أن يستدل بحركاتها وتنقلاتها على ما يحدث في المستقبل مثل أن يعتقد أن فلاناً ستكون حياته شقاء ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني ، ونحو ذلك فهذا قد ادعى علم الغيب ودعوى علم الغيب كفر مخرج من الملة لأنه تكذيب لقوله- تعالى - ‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله‏}‏ وهذا من أقوى أنواع الحصر لأنه بالنفي والاستثناء ، فإذا ادعى علم الغيب فقد كذب القرآن‏.‏

    القسم الثالث‏:‏ أن يعتقد أنها سبب لحدوث الخير والشر أي إنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم ، ولاينسب إلى النجوم شيئاً إلا بعد وقوعه فهذا شرك أصغر لأنه أضاف الحوادث إلى ما ليس سبباً لها شرعاً ولا حساً ‏.‏ فإن قيل ‏:‏ ينتقض هذا بما ثبت عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ‏(‏إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده‏)‏ فمعنى ذلك أنهما علامة إنذار‏.‏

    فالجواب ‏:‏

    أن هذا لا يدل على أن للكسوف تأثيراً في الحوادث من الجدب والقحط والحروب ولذلك قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته‏)‏ ‏.‏ لا في ما مضى ، ولا في المستقبل ، وإنما يخوف الله بهما العباد لعلهم يرجعون‏.‏

    النوع الثاني ‏:‏ علم التسيير بأن يستدل بسيرها على شيء ما فهذا على قسمين ‏:‏

    القسم الأول ‏:‏ أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية فهذا مطلوب ، وإذا كان على مصالح دينية واجبة كان ذلك واجباً ، كما لو أراد أن يستدل بالنجوم على جهة القبلة ، فالنجم الفلاني يكون ثلث الليل قبلة ، والنجم الفلاني يكون ربع الليل قبلة فهذا فيه فائدة عظيمة‏.‏

    القسم الثاني‏:‏ أن يستدل بها على المصالح الدنيوية وهذا لا بأس به وهو نوعان ‏:‏

    النوع الأول‏:‏أن يستدل بها على الجهات،كمعرفة أن القطب يقع شمالاً، والجدي وهو قريب منه يدور حوله شمالاً وهكذا ، فهذا جائز قال - تعالى -‏:‏ ‏{‏وعلامات وبالنجم هم يهتدون‏}‏

    النوع الثاني‏:‏ أن يستدل بها على الفصول؛ وهو ما يعرف بتعلم منازل القمر، فهذا كرهه بعض السلف، و أباحه آخرون، والذين كرهوه قالوا‏:‏ يخشى إذا قيل طلع النجم الفلاني فهو وقت الشتاء ، أن بعض العامة يعتقد أنه هو الذي يأتي بالبرد، أو بالحر، أو بالرياح ‏.‏ والصحيح عدم الكراهة‏.‏

    أما الحكمة من خلقها فالله - عز وجل- قد خلق هذه النجوم لحكم كثيرة منها ‏:‏

    الأولى‏:‏ زينة للسماء قال -تعالى - ‏:‏ ‏{‏ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين‏}‏ ولا يلزم من ذلك أن تكون النجوم مرصقة في السماء ‏.‏

    فإن قيل ‏:‏ فما الجواب عن قوله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ولقد زينا السماء الدنيا‏}‏ قلنا ‏:‏ إنه لا يلزم من تزيين الشيء بالشيء أن يكون ملاصقاً له ، أرأيت لو أن رجلاً عمر قصراً وجعل حوله ثريات من الكهرباء كبيرة وجميلة وهي حول القصر وليست على جدرانه فالناظر إلى القصر من بعد يرى أنها زينة له وإن لم تكن ملاصقة له‏.‏

    الثانية‏:‏ أنها رجوم للشياطين،أي لشياطين الجن الذين يسترقون السمع،فهم لهم قوة عظيمة نافذة قال- تعالى-عن عملهم لسليمان‏:‏ ‏{‏والشياطين كل بناء وغواص ‏.‏ وآخرين مقرنين في الأصفاد‏}‏ وقال - تعالى- ‏:‏‏{‏قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك‏}‏ أي من سبأ إلى الشام،وهوعرش عظيم لملكة سبأ فهذا يدل على قوته، وسرعته ونفوذه‏.‏قال -تعالى-عن الجن‏:‏ ‏{‏أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً‏}‏

    الثالثة ‏:‏ علامات يهتدى بها قال- تعالى - ‏:‏ ‏{‏وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون ‏.‏ وعلامات وبالنجم هم يهتدون‏}‏ ‏.‏ فالعلامات ‏:‏ تشمل كل ما جعل الله في الأرض من علامة كالجبال ، والأنهار والطرق وهن علامات أرضية ، ثم ذكر العلامة الأفقية في قوله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏وبالنجم هم يهتدون‏}‏‏.‏ والنجم اسم جنس يشمل كل ما يهتدى به ولا يختص بنجم معين ؛ لأن لكل قوم طريقة في الاستدلال بهذه النجوم على الجهات سواء جهة القبلة ، أو المكان براً أو بحراً ، وهذه نعمة من الله أن جعل أشياء علوية لا يحجب دونها شيئ لأنك في الليل لا تشاهد جبالاً ، ولا أودية ، ولا رملاً وهذا من تسخير الله -تعالى-‏.‏ قال- تعالى- ‏:‏ ‏{‏وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه‏}‏

    ما هو التنجيم‏؟‏ وما حكمه‏؟‏

    ‏(‏263‏)‏ وسئل فضيلته ‏:‏ عن التنجيم وحكمه ‏؟‏

    فأجاب بقوله ‏:‏ التنجيم مأخوذ من النجم ، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية ، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض ، أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها ، وطلوعها ، وغروبها ، واقترانها ، وافتراقها وما أشبه ذلك ، والتنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم ، لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها ، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء ، ولهذا كان من عقيدة أهل الجاهلية أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم ، فكسفت الشمس في عهد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم - رضي الله عنه - فقال الناس ‏:‏ كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فخطب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الناس حين صلى الكسوف وقال ‏:‏ ‏(‏إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ‏)‏ فأبطل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ارتباط الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية ، وكما أن التنجيم بهذا المعنى نوع من السحر والكهانة فهو أيضاً سبب للأوهام والانفعالات النفسية التي ليس لها حقيقة ولا أصل ، فيقع الإنسان في أوهام ، وتشاؤمات ، ومتاهات لا نهاية لها ‏.‏

    وهناك نوع آخر من التنجيم وهو أن الإنسان يستدل بطلوع النجوم على الأوقات ، والأزمنة ، والفصول ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه ، مثل أن نقول إذا دخل نجم فلان فإنه يكون قد دخل موسم الأمطار، أو قد دخل وقت نضوج الثمار وما أشبه ذلك ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه‏.‏

    ما العلاقة بين التنجيم والكهانة ‏؟‏ وأيهما أخطر ‏؟‏

    ‏(‏264‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ ما العلاقة بين التنجيم والكهانة ‏؟‏ وأيهما أخطر ‏؟‏

    فأجاب قائلاً ‏:‏ العلاقة بين التنجيم والكهانة أن الكل مبني على الوهم والدجل ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وإدخال الهموم والغموم عليهم وما أشبه ذلك‏.‏

    وبالنسبة لخطرهما على المسلمين فهذا ينبني على شيوع هذا الأمر بين الناس فقد يكون في بعض البلاد لا أثر للتنجيم عندهم إطلاقاً ولا يهتمون به ولا يصدقون به ، ولكن الكهانة منتشرة بينهم فتكون أخطر ، وقد يكون الأمر بالعكس ‏.‏ لكن من حيث واقع الكهانة والتنجيم فإن الكهانة أخطر‏.‏

    حكم الاستسقاء بالأنواء

    ‏(‏265‏)‏ سئل فضيلة الشيخ - رعاه الله - ‏:‏ عن حكم الاستسقاء بالأنواء ‏؟‏ ‏.‏

    فأجاب بقوله ‏:‏ الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين ‏:‏

    القسم الأول ‏:‏ شرك أكبر وله صورتان ‏.‏

    الصورة الأولى‏:‏ أن يدعو الأنواء بالسقيا ، كأن يقول‏:‏ يا نوء كذا اسقنا أو أغثنا وما أشبه ذلك، فهذا شرك أكبر قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏}‏ ‏.‏ وقال الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً‏}‏‏.‏ وقال - عز وجل -‏:‏ ‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين‏}‏ وهذا شرك في العبادة والربوبية‏.‏

    الصورة الثانية ‏:‏ أن ينسب حصول الأمطار إلى هذا النوء ولو لم يدعها على أنها هي الفاعلة لنفسها دون الله ، بأن يعتقد أنها هي التي تنزل المطر دون الله فهذا شرك أكبر في الربوبية‏.‏

    القسم الثاني ‏:‏ شرك أصغر وهو أن يجعل هذه الأنواء سبباً ، والله هو الخالق الفاعل ، وإنما كان شركاً أصغر لأن كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه ، ولا بقدره ، فهو مشرك شركاً أصغر‏.‏


    حكم ربط المطر بالضغط الجوي والمنخفض الجوي

    ‏(‏266‏)‏ وسئل - حفظه الله - ‏:‏ عن حكم ربط المطر بالضغط الجوي والمنخفض الجوي ‏؟‏ ‏.‏

    فأجاب قائلاً ‏:‏ تعليق المطر بالضغط الجوي ، والمنخفض الجوي - وهو وإن كان قد يكون سبباً حقيقياً - ولكن لا ينبغي فتح هذا الباب للناس ، بل يقال ‏:‏ هذا من رحمة الله ، هذا من فضله ونعمته ، قال الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله‏}‏ وقال - عز وجل -‏:‏ ‏{‏الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله‏}‏ فتعليق المطر بالمنخفضات الجوية من الأمور الجاهلية التي تصرف الإنسان عن تعلقه بربه‏.‏

    وليعلم أن النسبة تنقسم إلى ثلاثة أقسام‏:‏

    القسم الأول ‏:‏ نسبة إيجاد وهذه شرك أصغر ‏.‏

    القسم الثاني ‏:‏ نسبة سبب وهذه شرك أكبر ‏.‏

    القسم الثالث ‏:‏ نسبة وقت وهذه جائزة ‏.‏ والله أعلم‏.‏


    فتاوى ابن عثيمين
    المجلد الثاني
    ( 16 من 380 )

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم



    أرجو من فضيلتكم أن تبينوا حرمة استعمال وقراءة كتب السحر والتنجيم، حيث إنها موجودة بكثرة، وبعض زملائي يريدون شراءها ويقولون: إنها إذا لم تستعمل فيما لا يضر فليس في ذلك حرمه. نرجو الإفادة وفقكم الله

    بسم الله الرحمن الرحيم،
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه... أما بعد:
    هذا الذي قاله السائل حق، فيجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم، ويجب على من يجدها أن يتلفها؛ لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ((من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد))، والله يقول في كتابه العظيم عن الملكين: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ[1]، فدل على أن تعلم السحر والعمل به كفر، فيجب على أهل الإسلام أن يحاربوا الكتب التي تعلم السحر والتنجيم، وأن يتلفوها أينما كانت.
    هذا هو الواجب، ولا يجوز لطالب العلم ولا غيره أن يقرأها أو يتعلم ما فيها، وغير طالب العلم كذلك ليس له أن يقرأها ولا أن يتعلم مما فيها، ولا أن يقرها؛ لأنها تفضي إلى الكفر بالله، فالواجب إتلافها أينما كانت، وهكذا كل الكتب التي تعلم السحر والتنجيم يجب إتلافها.
    ________________________________________
    [1] البقرة: 102.
    المصدر موقع الشيخ بن باز رحمه الله
    ..............................................




    ما حكم تحضير الأرواح؟ وهل هو نوع من أنواع السحر‏؟‏
    نص الإجابة لا شك أن تحضير الأرواح نوع من أنواع السحر ، أو من الكهانة ، وهذه الأرواح ليست أرواح الموتى كما يقولون ، وإنما هي شياطين تتمثل بالموتى ، وتقول‏‏ : أنا روح فلان ، أو أنا فلان وهو من الشياطين فلا يجوز هذا‏‏ ، وأرواح الموتى لا يمكن تحضيرها ؛ لأنها في قبضة الله سبحانه وتعالى‏‏ : ‏( ‏اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) ‏ [‏الزمر :‏‏ 42‏] ‏‏ ، فالأرواح ليست كما يزعمون ، إنها تذهب وتجيء بتدبير الله عز وجل ، فتحضير الأرواح باطل ، وهو نوع من السحر والكهانة‏‏ .
    المصدر/ موقع الشيخ صالح الفوزان
    ............................

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مجموعة أسئلة عن الرقية والاوراد للشيخ ابن عثيمين


    سؤال : ما هي صفة "الورد" على الأطفال ؟
    فأجاب : يجمع كفيه ويقرأ وينفث فيهما ، ويمسح على الطفل . أما إن لم يكن الطفل عنده ، فيكون دعاءً لا قراءة .

    سؤال : ما حكم أن يرقى الكافر ؟ وهل يعارض ذلك قوله تعالى : "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" .
    فأجاب : لا مانع من رقية المؤمن للكافر . ولعله إن شُفي يكون سبباً في إسلامه . والآية تدل على أنه ينتفع به المؤمنون دون غيرهم .

    سؤال : ما حكم الكتابة على " الحزاة "(5) آيات قرآنية ، وما يترتب على ذلك من دخول المراحيض ؟
    فأجاب : كتابة آية (أَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) يقضي على الحزاة قضاءً تاماً ، كما ثبت بالتجربة ، وأما ما يترتب على ذلك فضرورة يعفى عنها إن شاء الله .

    سؤال : امرأة لم تلد ، وقد مضى على زواجها خمس سنوات ، فذهبت إلى قارئ يقرأ عليها القرآن عدة مرات ، وأعطاها أوراقاً فيها كتابات ذكر أنها من القرآن قد خيط عليها ، وطلب منها أن تجعلها تحت وسادتها طول عمرها ، وطلب منها إذا حملت ألا تأكل اللحم ، ولا يجامعها زوجها ، وطلب مالاً لقاء عمله ، ولم يطلب سوى ما ذكر ، فما الحكم ؟
    فأجاب : عليها ألا تستجيب له ، لعدم المناسبة بين أكل اللحم والجماع والحمل . كما أننا لو قدرنا أن المكتوب من القرآن فلا تحل إهانته بوضعه تحت الوسادة . فالظاهر أن الرجل مشعوذ

    سؤال : ما حكم الاغتسال بالماء المقروء فيه للاستشفاء ؟
    فأجاب : يذكر بعض الناس أنه جرب فنفع . وعليه ، فلا بأس بذلك من باب إثباته بالتجربة ، لا بالشرع .

    سؤال : بعض المبتلين بالسحر ونحوه ، يُذكر لهم شخص من المعالجين ، و يخفى أمره عليهم ؛ هل هو ممن يستخدم الجن على وجهٍ شركي أم لا ؟ ولا يطلب منهم أمراً محرماً كما يفعل بعض المشعوذين ، سوى المال ، ويسأل عن اسم المريض ، وربما طلب "أثراً" ثوباً ونحوه. فما حكم قصدهم ؟
    فأجاب : لا يجوز إلا لمن عُلم أنه من أهل الاستقامة . أما إن كان ممن يقع في بعض المحرمات الظاهرة ، كحلق اللحى ، والإسبال فلا . وكذلك لو سأل عن اسم أم المريض ، فهذا خلاف الشرع ، لأن الله تعالى يقول :
    )ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ)

    فسئل :ألسنا نقبل في الشهادات شهادة الحليق والمسبل ... إلخ ؟
    فأجاب : إن الله تعالى يقول : (ممن ترضون من الشهداء) والحليق والمسبل في هذا الوقت ممن يرضى الناس شهادتهم . لكن بالنسبة للراقي لا يرضى الناس أن يكون كذلك .

    المصدر/ ثمرات التدوين من مسائل الشيخ ابن عثيمين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم



      هل يجوز في الرقية أن يقرأ المسلم القرآن الكريم وبعض الأدعية النبوية على الماء أو الزيت, ويقوم المريض بشرب ذلك الماء والاغتسال به؟ وإذا كان لا يجوز فما الرقية الشرعية
      والشروط التي يجب أن تتوفر في الرقية ويجوز أن يستعملها المسلم بعد ذلك؟

      لا حرج في الرقية بالماء ثم يشرب منه المريض أو يغتسل به، كل هذا لا بأس به، الرقى تكون على المريض بالنفث عليه، وتكون في ماء يشربه المريض أو يتروَّش به، كل هذا لا بأس به، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى ثابت بن قيس بن شماس في ماء ثم صبه عليه، فإذا رقى الإنسان أخاه في ماء ثم شرب منه أو صبه عليه يرجى فيه العافية والشفاء، وإذا قرأ على نفسه على العضو المريض في يده أو رجله أو صدره ونفث عليه ودعا له بالشفاء هذا كله حسن.

      المصدر/موقع الشيخ بن باز رحمه الله
      .....................................

      بسم الله الرحمن الرحيم



      ما مدى علاقة الجني بالإنس، وكيف نعلم بوجود الجن في الإنس؟
      الجن جيلٌ مستقل خلقهم الله لعبادته كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فهم جنس مستقل وجيل مستقل من خلق الله، وهم أنواع في خلقتهم وهم مكلفون، وفيهم المسلم وفيهم الكافر، وفيهم الجهمي والشيعي وغيرهما من أصناف الفرق الكافرة والمبتدعة، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة الجن عنهم أنهم قالوا: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَفمنهم المسلم ومنهم القاسط الجائر، الخارج عن الإسلام ومنهم الصالح والطالح، وعلاقتهم بالإنس علاقة الإسلام والكفر، فمن أسلم منهم واتقى الله فهو أخو الإنس في دين الله، ومن كفر فهو عدو المسلم كالكافر من الإنس ومصير الجميع الجنة والنار، ومن أسلم من الجنسين فله الجنة وله الكرامة، ومن حاد عن الإسلام فله النار والخيبة سواءٌ كان من الجن أو من الإنس، وفيهم الفاسق الظالم الذي تعدى على الإنس بالملابسة للإنسي حتى يكون شبه مجنون، وفيهم الظالم الذي قد يتعدى على الإنس بالسرقة وأخذ بعض ماله وإيذاءه، وإيذاءه في أمواله فيهم الفساق والمجرمون والظلمة والمؤذون مثلما في الإنس سواء (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ) فهم أجناس وفرق وطوائف مختلفة، فمن اتبع الشرع المطهر الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو مؤمن سعيد كالإنسي المستقيم، ومن خالف شرع الله واتبع الهوى وأطاع الشيطان فهو من جنس الإنسي الكافر، كلهم إلى النار، ومن وحد الله واستقام على التوحيد ولكن عنده معاصي فهو مثل الإنسي الذي عنده معاصي، موعود بالجنة وإذا مات على معاصيه فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه، ثم مصيره بعد التطهير إلى الجنة، هكذا لا فرق بين الإنسي والجني، كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) هذا يعم الإنس والجن،من مات على التوحيد وعدم الشرك فله الجنة ومعاصيه تحت مشيئة الله كالذي يموت على الزنا أو السرقة ما تاب أو الغيبة أو النميمة ما تاب، أو الربا هذا تحت مشيئة الله إذا مات على التوحيد والإيمان، ومن مات على الاستقامة والتوبة الصادقة فله الجنة والكرامة من أول وهلة، ومن مات على الكفر بالله فله النار: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وقال في الكفار: أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ نسأل الله العافية والسلامة. تكملة سؤاله لو سمحت يقول: كيف نعلم بوجود الجني في الإنسي؟ يعلم بنطق الإنسي بما يدل على ذلك وأعماله التي تدل على ذلك، فإن الجني إذا خالط الإنسي قد ينطق ويقول أنا فلان، وأنا دخلت فيه بسبب كذا وكذا ويبين الأسباب، قد يبين قبيلته وقد يبين اسمه وقد يبين الأسباب وقد لا يبين بعض ذلك، فيعرف مما يجري منه على لسان الإنسي، ويعرف أيضاً بأعمال الإنسي واختلافها وتغيرها فإن المجنون لا يخفى أمره إذا أصيب بتخبط الجني، لا يخفى تصرفه، ولا تخفى أعماله، والجني ينطق على لسانه في الغالب بما يريد، يقول لابسته لأجل كذا فعل بي كذا، ضرب ولدي ضرب دابتي فعل كذا فعل كذا، قد يكون يلابس الجني الإنسية من باب العشق، والإنسية كذلك من باب العشق، قد يكون لأسباب أخرى قد يكون الإنسي آذاهم بضربٍ أو طرح شيء ثقيل عليهم أو ماءٍ حارٍ عليهم أو ما أشبه ذلك مما قد يؤذيهم فيحصل تلبسهم بأسباب ذلك، وفيهم الطيب الذي إذا نصح خرج بسهولة وفيهم الفاجر الذي يعاند، وفيهم الكافر الذي لا يبالي ولا يقبل النصيحة

      المصدر/موقع الشيخ بن باز رحمه

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم




        هناك من يحتج على ترك الأسباب بحديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فما هو الرد عليهم؟


        هؤلاء السبعون ما تركوا الأسباب، إنما تركوا شيئين وهما: الاسترقاء والكي، والاسترقاء: هو
        طلب الرقية من الناس.
        وهذا الحديث يدل على أن ترك الطلب أفضل وهكذا ترك الكي أفضل، لكن عند الحاجة إليهما لا بأس بالاسترقاء والكي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تسترقي من مرض أصابها وأمر أم أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهي أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن تسترقي لهم، فدل ذلك على أنه لا حرج في ذلك عند الحاجة إلى الاسترقاء، ولأنه صلى الله عليه وسلم قال: ((الشفاء في ثلاث: كية نار، أو شرطة محجم، أو شربة عسل، وما أحب أن أكتوي))[1] وقد كوى عليه الصلاة والسلام بعض أصحابه لمّا دعت الحاجة إلى الكي؛ لأنه سبب مباح عند الحاجة إليه، والاسترقاء: طلب الرقية أمّا إن رُقي من دون سؤال فهو من الأسباب المباحة كالأدوية المباحة من إبر وحبوب وشراب وغير ذلك، أما الطيرة المذكورة في حديث السبعين فهي التشاؤم ببعض المرئيات أو المسموعات وهي محرمة ومن الشرك الأصغر إذا ردت المتشائم عن حاجته، لقول الله سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[2]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى ولا طيرة))[3] وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: ((الطيرة شرك الطيرة شرك))[4] وقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكرت عنده الطيرة: ((أحسنها الفأل ولا تردّ مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك))[5] وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)) قالوا: فما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: ((أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك))[6] رواه أحمد، فعلم مما ذكرنا من الأدلة أن التوكل لا يمنع تعاطي الأسباب، فالإنسان يأكل ويشرب، فالأكل سبب للشبع ولقوام هذا البدن وسلامته، وهكذا الشرب، ولا يجوز للإنسان أن يقول: أنا لا آكل ولا أشرب وأتوكل على الله في حياتي وأبقى صحيحاً سليماً، فهذا لا يقوله عاقل وهكذا يلبس الثياب الثقيلة في الشتاء للدفء؛ لأنه يضره البرد، وهكذا يتعاطى الأسباب الأخرى من إغلاق الباب حذراً من السرّاق، ويحمل السلاح عند الحاجة وكل هذه أسباب مأمور بها الإنسان، والنبي صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين، في أُحد لبس السلاح وفي بدر كذلك، وفي أُحد ظاهر بن درعين ولبس اللاّمة، وعليه المغفر حين دخل مكة، وكل هذه أسباب فعلها صلى الله عليه وسلم وهكذا أصحابه رضي الله عنهم.

        .........................................
        [1] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الشفاء في ثلاث برقم 5681.
        [2] سورة الأنفال، الآية 2.
        [3] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا عدوى برقم 5772، ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة برقم 2222.
        [4] أخرجه أبو داود في كتاب الطب، باب في الطيرة برقم 3910.
        [5] أخرجه أبو داود في كتاب الطب، باب الطيرة، برقم 3919.
        [6] أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمرو ابن العاص برقم 7005.
        المصدر موقع الشيخ بن باز رحمه الله

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم


          السؤال:هل لمن يموت بسبب إصابته بعين فضل أو زيادة أجر؟

          الجواب:لا أعلم أنه له زيادة أجر أو فضل لأن هذا من الأمور التي يبتلي الله بها العبد اللهم إلا أن يقال هذا يشبه من مات بغرق أو حرق وعلى كل يرجى له الخير أما الجزم في ذلك فلا نستطيع الجزم به.


          المصدر: كتاب الدعوة الفتاوى للشيخ ـ بن عثيمين ج2 ص 184

          .....................................

          بسم الله الرحمن الرحيم

          سئل فضيلة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين‏:‏
          هل الرقية تنافي التوكل‏؟‏‏

          فأجاب بقوله‏:‏ التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب التي أمر الله بها، وليس التوكل أن تعتمد على الله بدون فعل الأسباب، فإن الاعتماد على الله بدون فعل الأسباب طعن في الله عز وجل وفي حكمته تبارك وتعالى لأن الله تعالى ربط المسببات بأسبابها،

          ....................................

          بسم الله الرحمن الرحيم

          سئل فضلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله :
          عن السحر وحكم تعلمه ؟

          فـأجــأب : السحر، قال العلماء هو في اللغة " عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه " بحيث يكون له تأثير خفي لا يطلع عليه الناس ، وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم ، والكهانة ، بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة كما قال عليه الصلاة والسلام :" إن من البيان لسحرا " فكل شئ له أثر بطريق خفي فهو من السحر ، وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه : عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والعقول والأبدان فتسلب العقل ، وتوجد الحب والبغض فتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره .

          وتعلم السحر محرم ، بل هو كفر إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين قال الله تبارك وتعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّياطينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ ولَكِنَّ الشَّياطينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السِحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبابِلَ هَاروتَ وَمَاروتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلا تكفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ وَيتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرَّهُم وَلا ينفَعُهُم وَلَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ مَا لَهُ فِى الأَخِرةِ مِن خَالقٍ ) { البقرة 102 } فتعلم هذا النوع من السحر وهو الذي يكون بواسطة الإشراك بالشياطين كفر ، واستعماله أيضاً كفر ، واستعماله أيضاً كفر وظلم وعدوان على الخلق ولهذا يقتل الساحر إما ردة وإما حداً ، فإن كان سحره على وجه يكفر به فإن يقتل ردة وكفراً ، وإن كان سحره لا يصل الى درجة الكفر فإنه يقتل حداً دفعاً لشره وأذاه عن المسلمين .

          { مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين }


          ......................................
          بسم الله الرحمن الرحيم

          سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله:

          ما حكم من يستخرج السحر بطريقة الأرقام مثل : 21 ، 31 ، 137 ، 121 ، 25 . وينظر في هذه الأرقام بطريقة يدعي أنها طريقة سيدنا يونس عليه السلام وأنه كان يستعملها ، علماً بأن هذا الرجل لا يعرف كيف يخرج السحر ، ويدعي أنه يجلب الأرواح ويستدل بهذه الطريقة على نجم الشخص وإن كان غير مسحور يقول نجمك صفر بعد أن يأخذ اسم والدة المسحور واسم المسحور . فهل هذا العمل مشروع ومأثور عن سيدنا يونس عليه السلام ؟ أم أنه غير موافق لكتاب الله وسنة رسوله ولم يؤثر عن السلف والخلف ؟ وما حكم من يذهب الى هؤلاء الذين يخرجون السحر بهذه الطريقة ويعتقد صحة هذا العمل مع الدليل ؟

          الـجــواب : إذا كان الواقع من حال ذلك الشخص ما ذكر ، فهو كاهن ، وليس هناك دليل على أن هذه الطريقة طريقة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام ، وليس ذلك العمل مشروعاً ، ولا يجوز الاتيان إليه بل يجب الإنكار عليه ، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم في صحيحه .

          وقوله :" من أتى عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " رواه الأمام أحمد والأربعة بإسناد صحيح .

          وقوله :" من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس من النجوم شعبة من السحر زاد ما زاد ".

          { فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 9548 }

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله :
            هل للسحر حقيقة ؟

            فـأجــاب : للسحر حقيقة ولا شك وهو مؤثر حقيقة ، لكن كونه يقلب الشئ أو يحرك الساكن أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة ، انظر الى قول الله تعالى في قصة السحرة من آل فرعون ، يقول الله تعالى : ( يُخَيَّلُ إِليهِ مِن سِحرِهِم أَنَّهَا تَسعَى ) { طه 66 } ، فالسحر في قلب الأشياء ، وتحريك الساكن ، أو تسكين المتحرك ليس له أثر ، لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركاً ، والمتحرك ساكناً أثره ظاهر جداً إذن فله حقيقة ويؤثر على بدن المسحور وحواسه وربما يهلكه .

            { مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين }

            ......................................
            بسم الله الرحمن الرحيم

            سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله :
            كثيراً ما نقرأ سورة الفلق وفيها قوله تعالى : ( وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) {الفلق 3} فما معنى هذه الآية ؟ وما معنى قوله سبحانه وتعالى : ( مِن شَرِ الوَسوَاسِ الخَنَّاسِ ) { الفلق 4 } ولماذا نسب النفث الى النساء ؟ أهو فعل خاص بهن أن يفعله حتى الرجال ؟

            الـجــواب : الغاسق إذا وقب هو الليل كما قال سبحانه وتعالى : ( أَقِمِ الَّصلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمس الى غَسَقِ الَّليلِ وَقُرءَانَ الفَجرِ ) { الإسراء 78 } وإنما أمر بالاستعاذة منه لأن الهوام والسباع وغيرها تنتشر في الليل أكثر من انتشارها في النهار فلذلك استعاذ الإنسان بربه من هذا الغاسق إذا وقب أي إذا دخل .

            وأما النفاثات في العقد ، فهي النساء اللاتي ينفثن في العقد سحراً يسحرن به الناس وخُصت النساء بذلك لأن الغالب أنه يقع منهن ، وإلا فالرجال مثلهن ، ولكن الخطاب قد يخص أحياناً بما يغلب الوقوع منه وليس معنى ذلك أنه لا يتعدى الى غيره ممن يشاركه في العلة .

            { فتاوى نور على الدرب }


            ........................................

            بسم الله الرحمن الرحيم

            سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحةالشيخ ابن باز – رحمه الله:

            هل يجوز للمسلم أن يذهب لأحد الناس فيسأله عن مرضه فيخبره الآخر بأنه مسحور ثم يطلب المريض منه أن يحل السحر عنه فيقوم بصب الرصاص على رأس المريض في إناء فيه ماء ثم يخبره أن فلاناً قد سحره؟ وهل يجوزأن تسأل الأم عن ابنها من سيتزوج وتسأل عن ابنها المتزوج هل تحبنا زوجته أو تكن لنا العداوة ؟

            الـجــواب : يجوز للمسلم أن يذهب الى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية غير المحرمة شرعاً حسب ما يعلمه في علم الطب لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية وقد أنزل الله تعالى الداء وأنزل الدواء عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله .

            ولا يجوز أن يذهب الى الكهنة الذين يزعمون معرفة الغيب ليعرف منهم مرضه ، ولا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجماً بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون وهؤلاء شأنهم الكفر والاستعانة بهم شرك وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل صلاته أربعين" رواه مسلم وفي السنن أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال :" من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وسلم)" ، رواه البزار بإسناد جيد .

            ولا يجوز له أن يخضع لما يزعمون علاجاً من صب رصاصاً ونحوه على رأسه فإن هذا من الكهانة ورضاه بذلك مساعدة لهم على الكهانة والاستعانة بشياطين الجن ، كما لا يجوز لأحد أن يذهب الى من يسأله من الكهان من سيتزوجه ابنه أو عما يكون من الزوجين أو أسرتيهما من المحبة والعداوة والوفاق أو الفراق فإن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .


            .................................................. ...
            بسم الله الرحمن الرحيم

            سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله :
            ما هي الطريقة الشرعية للوقاية من السحر ؟

            الـجــواب : أن يسأل الله جل وعلا العافية ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، وأن يقول : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ( ثلاث مرات ) في اليوم والليلة ، لقول النبي ص : " من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم " ثلاث مرات لم يضره شئ .


            وكذلك إذا نزل بيتاً فقال : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك " .
            ويكرر في الصباح والمساء : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " ثلاث مرات .
            " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم " ثلاث مرات .
            كذلك يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم .
            ومن أسباب السلامة أيضاً قراءة : ( قل هو الله أحد ) و ( المعوذتين)

            بعد كل صلاة فهي من أسباب السلامة ، وبعد الفجر والمغرب ( ثلاث مرات ) ، هذه من أسباب السلامة ، وبعد الفجر والمغرب ( ثلاث مرات ) ، هذه من أسباب السلامة أيضاً مع الإكثار من ذكر الله جل وعلا ، والإكثار من قراءة كتابه العظيم ، وسؤاله سبحانه وتعالى : أن يكفيك شر كل ذي شر.

            ومن أسباب السلامة أيضاً أن يقول : " أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ، اعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر طوارق الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن " هذه من التعوذات التي يقي الله بها العبد الشر .

            { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله:

              إذا اتضح لنا إنساناً سحر لإنسان آخر كيف نبطل مفعوله في الشرع ؟

              الـجــواب : تعاطي السحر حرام بل كفر أكبر فلا يجوز أن يستعمل السحر لإبطال السحر ولكن يعالج المبتلي بالسحر بالرقى والأدعية الشرعية الواردة في القرآن والثابتة في السنة . وبالله التوفيق .

              { فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 4228 }

              .....................................

              بسم الله الرحمن الرحيم



              وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله


              يقول السائل : سمعت من أحد العلماء قوله : إن من يظن أنه قد عمل له سحر عليه أن يأخذ سبع ورقات من السدر ثم يضعها في دلو به ماء ويقرأ عليه المعوذات وآية الكرسي وسورة ( قل يأيها الكافرون ) وقوله تعالى : ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِل هَارُوت ومَاروت ) { البقرة 102 } ، وسورة الفاتحة فما صحة هذا ؟ وماذا يفعل من يظن أنه قد سحر ؟ أفيدونا أفادكم الله ؟


              الـجــواب : فلا شك أن السحر امر واقع من كثير من الناس وأنه يؤثر بإذن الله عز وجل ، كما قال سبحانه وتعالى في حق السحرة : ( وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ ) يعني الملكين ( حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تَكفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِ لاَّ بِإِذنِ اللهِ) {البقرة 102 } .


              فالسحر له تأثير ولكنه بإذن الله في الكوني القدري إذ لا يقع في الوجود شئ إلا بقضائه وقدره سبحانه وتعالى ، ولكن هذا السحر له علاج ، وله دواء وقد وقع على النبي ص وخلصه الله منه وأنجاه الله من شره ، ووجدوا ما فعله الساحر فأخذ وأتلف فأبرأ الله نبيه من ذلك عليه الصلاة والسلام .


              وهكذا إذا وجد ما فعله الساحر من تعقيد خيوط أو ربط بعضها ببعض أو غير ذلك ، فإن ذلك يتلف لأن السحرة من شأنهم أن ينفثوا في العقد ، ويضربون عليها وينفثون فيها لمقاصدهم الخبيثة ، فقد يتم ما أرادوا بإذن الله ، وقد يبطل ، فربنا على كل شئ قدير سبحانه وتعالى . وقد أمر سبحانه بالاستعاذة بالله من شر النفاثات في العقد وهن السواحر اللاتي ينفثن في العقد لإتمام مقاصدهن الخبيثة .


              وتارة يعالج السحر بالقرآن سواء قرأ المسحور على نفسه إذا كان عقله معه سليماً ، أو قرأ غيره عليه فينفث عليه في صدره أو في أي عضو من أعضائه ، يقرأ عليه بالفاتحة وآية الكرسي ( قل هو اله أحد ) والمعوذتين وآيات السحر المعروفة من سورة الأعراف ، وسورة يونس ، وسورة طه .


              فمن سورة الأعراف قوله عز وجل : ( وَأَوحَينَا إِلى مُوسَى أَن أَلقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ * فَغُلِبُوا هَنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ) { الأعراف 117-119 } .


              ومن سورة يونس قوله سبحانه : ( وَقَالَ فِرعَونُ ائتُونِى بِكُلِ سَاحرٍ عَليمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُوسَى أَلقُوا مَا أَنتُم مُّلقُونَ * فَلَمَّا أَلَقُوا قَالَ مُوسَى مَا جِئتُم بِهِ السِحرُ إِنَّ اللهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَتِهِ وَلَو كِرِهَ المُجرِمُونَ ) . { يونس 79-82}


              ومن سورة طه قوله سبحانه وتعالى : ( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَن تُلقِى وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَن أَلقَىَ * قَالَ بَل ألقُوا فَإِذّا حِبَالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّهَا تَسعَى * فَأَوجَسَ فِى نَفسِهِ خِيفَةً مُوسَى * فُلنَا لاَ تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلَى * وَأَلِق مَا فِى يَمِينِكَ تَلقَف مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيدُ سَاحِرٍ وَلا يُفلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتى ) . { طه 65-69 } .


              ويقرأ أيضاً سورة الكافرون : ( قل يا أيها الكافرون ) الى آخرها ، وسورة ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) .


              والأولى أن يكرر سورة ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين ثلاث مرات ، ثم يدعو له بالشفاء : اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ، ثم يكرر ذلك ثلاث مرات ، وهكذا يرقيه يقول : ( بسم الله ارقيك ، من كل شئ يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) . ويكررها ثلاثاً ويدعو له بالشفاء والعافية .


              وإن قال في رقيته : أعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق وكررها ثلاثاً فحسن كل هذا ، ومن العلاج المفيد ، أن يقرأ هذه الآيات والسور والدعاء في ماء ثم يشرب منه المسحور ويغتسل بباقيه وهذا أيضاً من أسباب الشفاء والعافية ، وإن جعل في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر ودقها وجعلها في الماء كان هذا أيضاً من أسباب الشفاء ، وجرب هذا كثيراً ونفع الله به ، وقد فعلناه مع كثير من الناس فنفعهم الله بذلك ، فهذا دوا ء مفيد ونافع للمسحورين .


              وهكذا ينفع هذا الدواء لمن حبس عن زوجته فإن بعض الناس يحبس عن زوجته لأسباب ، ولا يستطيع جماعها ، فإذا أتى بهذه الآيات وهذا الدعاء ، فقرأه على نفسه أو قرأه عليه غيره ، أو قرأه في ماء ثم شرب منه واغتسل بالباقي أو جعل فيه سبع ورقات سدر وقرأ فيه ما تقدم ، ثم اغتسل به .



              كل هذا نافع بإذن الله للمسحور والمحبوس عن زوجته ، والشفاء بيد الله إنما هي أسباب والله الموفق سبحانه وتعالى ، وكل شئ بيده جل وعلا ، الدواء والداء كل بقضائه وقدره سبحانه وتعالى ، وما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ، فضلاً منه سبحانه وتعالى . والله الموفق .


              { فتاوى نور على الدرب }

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز – رحمه الله :
                هل سُحر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ وهل نفذ فيه السحر ؟

                الـجــواب : الرسول من البشر ، فيجوز أن يصيبه ما يصيب البشر من الأوجاع والأمراض وتعدي الخلق عليه وظلمهم إياه كسائر البشر الى أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها ، فغير بعيد أن يصاب بمرض أو اعتداء أحد عليه بسحر ونحوه يخيل إليه بسببه في أمور الدنيا ما لا حقيقة له ، كأن يخيل إليه أنه وطئ زوجاته وهو لم يطأهن ، أو أنه يقوى على وطئهن ، حتى إذا جاء إحداهن فتر ولم يقو على ذلك ، لكن الإصابة أو المرض أو السحر لا يتجاوز ذلك الى تلقي الوحي عن الله تعالى ولا الى البلاغ عن ربه الى العالمين لقيام الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على عصمته (صلى الله عليه وسلم) في تلقي الوحي وبلاغه وسائر ما يتعلق بشؤون الدين ، والسحر نوع من الأمراض التي أصيب بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سحر رسول الله رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشئ وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم دعا ثم دعا ثم قال : " يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب . قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم . قال : في أي شئ ؟ قال : في مشط ومشاطة . قال : وجف طلعة ذكر ، قال : أين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان " ، قالت : فأتاها رسول الله في أناس من أصحابه ثم قال : " يا عائشة كان ماءها نقاعة الحناء ، وكان نخلها رؤوس الشياطين " قالت : فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته ، قال : " لا أما أنا فقد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس شراً" فأمر بها فدفنت . { رواه البخاري ومسلم }.

                ومن أنكر وقوع ذلك فقد خالف الأدلة وإجماع الصحابة وسلف الأمة متشبثاً بشبه وأوهام ، لا أساس لها من الصحة ، فلا يعول عليها ، وقد بسط القول في ذلك العلامة ابن القيم في كتاب زاد المعاد والحافظ ابن حجر في فتح الباري .

                { اللجنة الدائمة فتوى رقم 4015 }

                ...............................................

                بسم الله الرحمن الرحيم

                سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله:

                إنني متزوج من امرأة ولي مدة ثلاث سنين ولم تنجب أطفالاً وأرغب في عرضها على الطبيب ولا يوجد عندنا إلا طبيب رجل ، فهل يجوز له الكشف عليها وإنها رفضت الكشف ، إن أهل زوجتي منعوا من إعطائي إياها أبداً إلا بغير الحياء وإنهم أناس لا يخافون الله إلا قليلاً ويرغبون الفراق بيني وبين زوجتي ونحن كارهون وإذا اشتكيتهم للشرع يجبرون زوجتي بعدم قبولي زوجاً ، وهي مجبورة على أمرها ، أرشدني للحل الصحيح . وإن بعض الناس يقول لي اسحرهم وأنا أعرف أن من أتى ساحراً فصدقه فقد أشرك بالله . وأنني محتار في هذا الأمر ، هل أروح لبعض السحرة أم ماذا أفعل ، أرشدوني وفقكم الله للحل ؟

                الـجــواب : أولاً : يجوز أن تعرض نفسها على الطبيب المختص لمعرفة موانع الحمل إن لم يتيسر وجود طبيبة مختصة بشرط ألا يخلو بها .

                ثانيا : ما بينك وبين أهلها من خلاف على نقلك لها منهم الى مقر عملك فهذه من مسائل الخصومات التي يرجع فيها الى المحاكم .

                ثالثاً : قولك إن بعض الناس يقول لي اسحرهم .. إلخ ، فهذا القول منكر فظيع لأن السحر حرام تعاطيه وحرام طلبه وحرام تصديق أهله بل هو من أنواع الكفر الأكبر لما ورد في ذلك من الأدلة الشرعية المبنية أن فعله وتعلمه كفر ومن ذلك قوله تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الَّشيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السّحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلى المَلَكَينِ بِبَابِل هَارَوتَ ومَارَوتَ ومَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تَكفُرفَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ ) { البقرة 102} . الآية . والله أعلم .

                { فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 3598 }
                ....................................

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله :
                  عن أقسام السحر ؟ وهل الساحر كافر ؟

                  الـجــواب : السحر ينقسم الى قسمين :

                  الأول : عقد ورقي ، أي قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر الى الإشراك بالشياطين فيما يريد لضرر المسحور ، قال الله تعالى : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الَّشيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السِحرَ ) { البقرة 102 } .

                  الثاني : أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور ، وعقله ، وإرادته، وميله وهو ما يسمى عندهم بالعطف والصرف ، فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو أمرأة أخرى حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء . والصرف بالعكس من ذلك ، فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئاً فشيئاً حتى يهلك ، وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه .

                  وكفر الساحر اختلف فيه أهل العلم : فمنهم من قال يكفر ، ومنهم من قال لا يكفر . ولكن التقسيم السابق الذي ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة فمن كان سحره بواسطة الشياطين فإنه يكفر ، ومن كان سحره بالأدوية والعقاقير فإنه لا يكفر ولكنه يعتبر عاصياً .

                  { مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين }

                  ..........................

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  { سحر المحبة أو التوله}
                  سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله:

                  هل السحر حرام ؟ هذا مع العلم بأن الأكثرية من سكان جزيرة كوادلوب حيث أقيم هناك يعتقد بالسحر وعلى سبيل المثال تأتي الفتاة بقطعة من ثياب شاب تحبه وتعطيها للساحر الذي يجعل الشاب يقع في حب هذه الفتاة أو بإمكان الساحر الماهر إن يمنعك عن لعب القمارأوالتدخين . فهل هذا صحيح ؟ وهل يستطيع الساحر القيام بهذه الأعمال ؟

                  الـجــواب : السحر هو كل ما دق ولطف وخفي سببه وهو أنواع مختلفة وحكم الإقدام عليه يختلف باختلاف هذه الأنواع كما يختلف الحكم بوجود حقيقة له في الواقع وعدم وجودها باختلاف أنواعه فيطلق السحر على الفصاحة وقوة البيان ، فإن استعمل ذلك في إظهار الحق وإبطال الباطل فهو مشروع محمود وله تأثير في نفوس كل من ألقى السمع وهو شهيد وإن استعمل في التمويه على الناس وقلب الحقائق فهو ممنوع وقد يبلغ درجة الكفر وله تأثير في كل من أعرض عن دينه واستكبر عن سماع الحق وقبوله ويطلق على النميمة وهي من كبائر الذنوب إلا إذا نمى خيراً ليصلح بين الناس .

                  ولها واقع وتأثير في نفس من أصغى إليه ويطلق السحر أيضاً على التخيل وإيهام الناظر الى الشئ أنه يتحرك مثلاً مع أنه لا يتحرك حتى يراه الحاضر رؤية وهمية تختلف عن حقيقته ويعتقد على خلاف واقعه مثال ذلك ما فعله السحرة بمشهد من موسى عليه السلام وفرعون لعنه الله ورميهم بالحبال والعصي حتى خيل للحاضرين أنها تسعى مع أنها ثابتة لم تتحرك ، فهذا لا حقيقة له بل هو إيهام وتدجيل فالحبال والعصي لم تتحول عن حقيقتها وإن رآها الناظرون في مرأى العين حيات تسعى قال الله تعالى في ذلك : ( يُخيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعَى ) { طه 66 } . وقال ( سَحَرُوا أَعيُنَ النَّاسِ واستَرهَبُوهُم ) { الأعراف 116 } وهذا النوع من السحر حرام لما فيه من التمويه والتلبيس واللعب بالعقول وقد يتخذ مهنة يكسب منها من يستغل بها ويبتز أموال الناس بالباطل وهو من أنواع الكفر الأكبر وهو سحر سحرة فرعون .

                  ويطلق السحر أيضاً على التعوذ بالجن والاستعانة بهم على نفع إنسان أو إصابته بضر من مرض أو تفريق أو بغض أو حب أو فك سحر ونحو ذلك وما ذكره السائل من هذا النوع ، وحكمه أنه كفر أكبر لما فيه من اللجوء والاستعانة بغير الله والتقرب الى الجن ليحققوا الرغبة ومن ذهب الى من يفعل ذلك من الكهان وصدقه فهو كافر . قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الَّشيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السّحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلى المَلَكَينِ بِبَابِل هَارَوتَ ومَارَوتَ ومَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تَكفُرفَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ) { البقرة 102} . ولا تأثير لهذا النوع إلا بإذن الله ، الكوني القدري لقوله تعالى : ( وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلا بِإِذنِ اللهِ) {البقرة 102 } .

                  { فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 845 }
                  ....................................

                  الكهانة والتنجيم

                  حكم سؤال العراف

                  ‏(‏258‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن حكم سؤال العراف‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ سؤال العراف ينقسم إلى ثلاثة أقسام‏:‏

                  القسم الأول‏:‏ أن يسأله فيصدقه ويعتبر قوله فهذا حرام بل كفر ؛ لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن‏.‏

                  القسم الثاني‏:‏ أن يسأله ليختبره هل هو صادق أو كاذب ، لا لأجل أن يأخذ بقوله فهذا جائز ، وقد سأل النبي ، صلى الله عليه وسلم ابن صياد قال‏:‏ ‏(‏ماذا خبأت لك‏)‏ ‏؟‏ قال‏:‏الدخ‏.‏ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏اخسأ فلن تعدو قدرك‏)‏ ‏.‏ فالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، سأله عن شيء أضمره له لأجل أن يختبره لا ليصدقه ويعتبر قوله‏.‏

                  القسم الثالث‏:‏ أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه، وهذا أمر مطلوب واجباً ‏.‏

                  حكم الكهانة وحكم إتيان الكهان

                  ‏(‏259‏)‏ وسئل - جزاه الله خيراً - ‏:‏ عن الكهانة‏؟‏ وحكم إتيان الكهان‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن ، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها ، وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به ، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول ، ثم يحدثون بها الناس ، فإذا وقع الشيء مطابقاً لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعاً في الحكم بينهم ، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل ، ولهذا نقول ‏:‏ الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل‏.‏

                  والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام‏:‏

                  القسم الأول‏:‏ أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه، فهذا محرم ، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً ، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال‏:‏ ‏(‏من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً أو أربعين ليلة‏)‏ ‏.‏

                  القسم الثاني‏:‏ أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به، فهذا كفر بالله-عز وجل- لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشري دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله -تعالى-‏:‏ ‏{‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله‏}‏ ‏.‏ ولهذا جاء في الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏من أتى كاهناً فصدقه بما يقول ‏:‏ فقد كفر بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏)‏ ‏.‏

                  القسم الثالث‏:‏ أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس ، وإنها كهانة وتمويه وتضليل ، وهذا لا بأس به ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أتاه ابن صياد ، فأضمر له النبي صلى الله عليه وسلم ، شيئاً في نفسه فسأله النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ماذا خبأ له‏؟‏ فقال‏:‏ الدخ يريد الدخان ‏.‏ فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏اخسأ فلن تعدو قدرك‏)‏ ‏.‏ هذه أحوال من يأتي إلى الكاهن ثلاثة‏:‏

                  الأولى ‏:‏ أن يأتي فيسأله بدون أن يصدقه، وبدون أن يقصد بيان حاله فهذا محرم ، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين ليلة‏.‏

                  الثانية ‏:‏ أن يسأله فيصدقه وهذا كفر بالله - عز وجل -على الإنسان أن يتوب منه ويرجع إلى الله -عز وجل - وإلا مات على الكفر‏.‏

                  الثالثة‏:‏ أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس فهذا لا بأس به ‏.‏

                  حكم قول البعض‏:‏ تكهنت مصادر مطلعة بوقوع كذا وكذا‏؟‏ أو أتكهن أن فلاناً سيحضر‏؟‏

                  ‏(‏260‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن قول بعض الناس ‏:‏ تكهنت مصادر مطلعة بوقوع كذا وكذا‏؟‏ أو أتكهن أن فلاناً سيحضر‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ لا ينبغي إطلاق هذا اللفظ الدال على عمل محرم على أمر مباح ، فلا ينبغي أن يقول ‏:‏ أتكهن بكذا ونحوه ، ولكن يقول ‏:‏ أظن كذا ؛ لأن العامي الذي لا يفرق بين الأمور يظن أن الكهانة كلها مباحة بدليل إطلاق هذا اللفظ على شيء مباح معلوم إباحته‏.‏




                  فتاوى ابن عثيمين
                  المجلد الثاني
                  ( 16 من 380 )

                  ............................................
                  حكم السحر وحكم تعلمه

                  ‏(‏250‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن السحر وحكم تعلمه ‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ السحر قال العلماء ‏:‏ هو في اللغة ‏"‏عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه‏"‏ بحيث يكون له تأثير خفي لا يطلع عليه الناس ، وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم ، والكهانة ، بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة كما قال عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏إن من البيان لسحراً‏)‏ ‏.‏ فكل شيء له أثر بطريق خفي فهو من السحر‏.‏

                  وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه ‏:‏ ‏"‏عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والعقول والأبدان فتسلب العقل ، وتوجد الحب والبغض وتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره ‏"‏ ‏.‏

                  وتعلم السحر محرم ، بل هو كفر إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين قال الله - تبارك وتعالى -‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق‏}‏ فتعلم هذا النوع من السحر وهو الذي يكون بواسطة الإشراك بالشياطين كفر ، واستعماله أيضاً كفر وظلم وعدوان على الخلق ، ولهذا يقتل الساحر إما ردة وإما حداً فإن كان سحره على وجه يكفر به فإنه يقتل ردة وكفراً ، وإن كان سحره لا يصل إلى درجة الكفر فإنه يقتل حداً دفعاً لشره وأذاه عن المسلمين‏.‏

                  هل للسحر حقيقة‏؟‏

                  ‏(‏251‏)‏ سئل - حفظه الله ورعاه - ‏:‏ هل للسحر حقيقة‏؟‏

                  فأجاب قائلاً بقوله ‏:‏ للسحر حقيقة ولا شك وهو مؤثر حقيقة ، لكن كونه يقلب الشيء أو يحرك الساكن ، أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة انظر إلى قول الله- تعالى- في قصة السحرة من آل فرعون يقول الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءو بسحر عظيم‏}‏قال‏:‏ ‏{‏سحروا أعين الناس واسترهبوهم‏}‏ كيف سحروا أعين الناس ‏؟‏ سحروا أعين الناس حين صار الناس ينظرون إلى حبال السحرة وعصيهم كأنها ثعابين تمشي كما قال الله - تعالى- ‏:‏ ‏{‏يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى‏}‏ فالسحر في قلب الأشياء ، وتحريك الساكن ، أو تسكين المتحرك ليس له أثر ، لكن في كونه يسحر أو يؤثر على المسحور حتى يرى الساكن متحركاً والمتحرك ساكناً ، أثره ظاهر جداً ، إذاً فله حقيقة ويؤثر على بدن المسحور وحواسه وربما يهلكه‏.‏

                  هل سحر النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏؟‏

                  ‏(‏252‏)‏ وسئل فضيلته ‏:‏ هل للسحر حقيقة ‏؟‏ وهل سحر النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ السحر ثابت ولا مرية فيه وهو حقيقة ، وذلك بدلالة القرآن الكريم ، والسنة ‏.‏

                  أما القرآن الكريم فإن الله- تعالى - ذكر عن سحرة فرعون الذين ألقوا حبالهم وعصيهم ، وسحروا أعين الناس ، واسترهبوهم حتى إن موسى ، عليه الصلاة والسلام ، كان يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى وحتى أوجس في نفسه خيفة فأمره الله - تعالى - أن يلقي عصاه فألقاها فإذا هي حية تسعى تلقف ما يأفكون،كما حكى الله -عز وجل ذلك عنه فقال ‏:‏ ‏{‏قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن تكون أول من ألقى ‏.‏ قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ‏.‏ فأوجس في نفسه خيفة موسى ‏.‏ قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألقِ ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى‏}‏ وهذا أمر لا إشكال فيه ، وأما السنة ففيها أحاديث متعددة في ثبوت السحر وتأثيره ‏.‏ وأما أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر فنعم فقد ثبت من حديث عائشة وغيرها أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سحر وأنه كان يخيل إليه أنه أتى الشيء وهو لم يأته ولكن الله - تعالى - أنزل عليه سورتي ‏:‏ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فشفاه الله بهما ‏.‏

                  حكم حل السحر عن المسحور ‏(‏النشرة‏)‏

                  ‏(‏253‏)‏ وسئل ‏:‏ عن حكم حل السحر عن المسحور ‏(‏النشرة‏)‏ ‏؟‏

                  فأجاب بقوله قائلاً ‏:‏ حل السحر عن المسحور ‏"‏النشرة‏"‏ الأصح فيها أنها تنقسم إلى قسمين‏:‏

                  القسم الأول‏:‏ أن تكون بالقرآن الكريم ، والأدعية الشرعية ، والأدوية المباحة فهذه لا بأس بها لما فيها من المصلحة وعدم المفسدة ، بل ربما تكون مطلوبة ؛ لأنها مصلحة بلا مضرة‏.‏

                  القسم الثاني ‏:‏ إذا كانت النشرة بشيء محرم كنقض السحر بسحر مثله فهذا موضع خلاف بين أهل العلم‏:‏

                  فمن العلماء من أجازه للضرورة‏.‏

                  ومنهم من منعه لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سئل عن النشرة فقال ‏:‏ ‏(‏هي من عمل الشيطان‏)‏ ‏.‏ وإسناده جيد رواه أبو داود ، وعلى هذا يكون حل السحر بالسحر محرماً ، وعلى المرء أن يلجأ إلى الله - سبحانه وتعالى - بالدعاء والتضرع لإزالة ضرره ، والله - سبحانه وتعالى - يقول ‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏

                  ويقول ‏:‏ الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون‏}‏ ‏.‏ والله الموفق ‏.‏

                  حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر

                  ‏(‏254‏)‏ وسئل ‏:‏ عن حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ هذا محرم ولا يجوز ، وهذا يسمى بالعطف ، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضاً محرم وقد يكون كفراً وشركاً قال الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق‏}‏ ‏.‏

                  ما أقسام السحر ‏؟‏ وهل الساحر كافر‏؟‏

                  ‏(‏255‏)‏سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن أقسام السحر ‏؟‏ وهل الساحر كافر‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ السحر ينقسم إلى قسمين ‏:‏

                  الأول‏:‏ عقد ورقى ، أي قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى الإشراك بالشياطين فيما يريد لضرر المسحور ، قال الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر‏}‏‏.‏ الآية ‏.‏

                  الثاني ‏:‏ أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور ، وعقله ، وإرادته ، وميله وهو ما يسمى عندهم بالعطف ، والصرف ، فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء والصرف بالعكس من ذلك ، فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئاً فشيئاً حتى يهلك ، وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه ‏.‏‏"‏

                  وكفر الساحر‏"‏ اختلف فيه أهل العلم ‏:‏ فمنهم من قال ‏:‏ يكفر ‏.‏ ومنهم من قال ‏:‏ لا يكفر ‏.‏

                  ولكن التقسيم السابق الذي ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة‏:‏ فمن كان سحره بواسطة الشياطين فإنه يكفر ، ومن كان سحره بالأدوية والعقاقير فإنه لا يكفر ولكنه يعتبر عاصياً‏.‏

                  هل يقتل الساحر ردة أو حدًّا

                  256- سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ هل قتل الساحر ردة أو حد‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ قتل الساحر قد يكون حداً ، وقد يكون ردة بناء على التفصيل السابق في كفر الساحر فمتى حكمنا بكفره فقتله ردة ، وإذا لم نحكم بكفره فقتله حد‏.‏

                  والسحرة يجب قتلهم سواء قلنا بكفرهم أم لا ، لعظم ضررهم وفظاعة أمرهم ، فهم يفرقون بين المرء وزوجه ، وكذلك العكس فهم قد يعطفون فيؤلفون بين الأعداء ويتوصلون بذلك إلى أغراضهم ، كما لو سحر امرأة ليزني بها ، فيجب على ولي الأمر قتلهم بدون استتابة ، ما دام أنه حد ؛ لأن الحد إذا بلغ الإمام ، لا يستتاب صاحبه ، بل يقام بكل حال ، أما الكفر فإنه يستتاب صاحبه ، وبهذا نعرف خطأ من أدخل حكم المرتد في الحدود ، وذكروا من الحدود حد الردة ؛ لأن قتل المرتد ليس من الحدود لأنه إذا تاب انتفى عنه القتل ، ثم إن الحدود كفارة لصاحبها وليس بكافر ، والقتل بالردة ليس بكفارة وصاحبه كافر لا يصلى عليه ، ولا يغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين‏.‏

                  فالقول بقتل السحرة موافق للقواعد الشرعية ؛ لأنهم يسعون في الأرض فساداً ، وفسادهم من أعظم الفساد ، وإذا قتلوا سلم الناس من شرهم ، وارتدع الناس عن تعاطي السحر‏.‏

                  هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ، سُحِر‏؟‏

                  ‏(‏257‏)‏ وسئل فضيلته ‏:‏ هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ، سحر‏؟‏

                  فأجاب بقوله ‏:‏ نعم ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي ، صلى الله عليه وسلم سحر ، لكن لم يؤثر عليه من الناحية التشريعية أو الوحي ، إنما غاية ما هنالك أنه وصل إلى درجة يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن فعله ، وهذا السحر الذي وضع كان من يهودي يقال له‏:‏ لبيد بن الأعصم وضعه له ، ولكن الله - تعالى - أنجاه منه حتى جاءه الوحي بذلك وعوذ بالمعوذتين عليه الصلاة والسلام ،ولا يؤثر هذا السحر على مقام النبوة ؛ لأنه لم يؤثر في تصرف النبي، صلى الله عليه وسلم ، فيما يتعلق بالوحي والعبادات ‏.‏

                  وقد أنكر بعض الناس أن يكون النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سحر ، بحجة أن هذا القول يستلزم تصديق الظالمين الذين قالوا ‏:‏ ‏{‏إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً‏}‏ ‏.‏ ولكن هذا لا شك أنه لا يستلزم موافقة هؤلاء الظالمين فيما وصفوا به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأن أولئك يدعون أن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، مسحور فيما يتكلم به من الوحي ، وأن ما جاء به هذيان كهذيان المسحور ، وأما السحر الذي وقع للرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فلم يؤثر عليه في شيء من الوحي ولا في شيء من العبادات ، ولا يجوز لنا أن نكذب الأخبار الصحيحة بمجرد فهم شيء فهمه من فهمه‏


                  فتاوى ابن عثيمين
                  المجلد الثاني
                  ( 16 من 380 )

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    يحدث عندنا في مصر أن كل إنسان حينما يتزوج في أول ليلة زواجه لا يقوم بواجبه نحو زوجته ، بحجة أن هناك سحراً ويسمونه رباط أو مربوط أو ربط ، يعني : أنه مربوط عن زوجته ولابد من شئ ليفكه ، هل هذا صحيح ؟

                    الـجــواب : ليس ذلك بلازم ولكنه قد يقع ، فقد يبتلى بعض الناس بأن يسحره غيره بما يمنعه عن زوجته ، لقول الله عز وجل : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ). الآية من سورة البقرة ، ولكنه إذا استعمل التعوذات الشرعية كفاه الله شر السحرة وغيرهم ، وأزال الله ذلك عنه متى وجد .

                    وعليه أن يقرأ على نفسه آية الكرسي ، والفاتحة ، وآيات السحر ، وقل هو الله أحد ، والمعوذتين ، ويزول بإذن الله ، وقد جُرَّب هذا كثيراً ، قد يقرأ له قارئ طيب من أهل الخير والصلاح الذين يرجى فيهم الخير ، يقرأ هذا في ماء فيشرب منه ويغتسل منه فيذهب عنه الأذى ، أو يقرأ عليه وينفث عليه بذلك فيشفيه الله من ذلك ، وكل هذا من أسباب العافية .

                    { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }

                    .......................................

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    سمعت من أحد العلماء قوله : إن من يظن أنه عُمل له سحر عليه أن يأخذ سبع ورقات من السدر ثم يضعها في إناء به ماء ويقرأ عليها المعوذتين وآية الكرسي وسورة ( قُل يَأَيُّهَا الكَافِرُون ) وقوله تعالى : ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَرُوتَ وَمَرُوتَ ) وسورة الفاتحة ، فما صحة هذا؟ وماذا يفعل من يظن أنه قد سُحر ؟ افيدونا افادكم الله .

                    الـجــواب : لا شك أن السحر موجود ، وبعضه تخييل ، وأنه يقع ويؤثر بإذن الله عز وجل ، كما قال الله سبحانه وتعالى في حق السحرة : ( وَاتَّبعُوا مَا تَتلُوا الشَّيَاطينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السِحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تَكفُر فَيَتَعَلَّمُ نَ مِنهُمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ ) {البقرة 102 } .

                    فالسحر له تأثير ، ولكنه بإذن الله الكوني القدري ، إذ ما في الوجود من شئ إلا بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى ، ولكن هذا السحر له علاج وله دواء ، وقد وقع على النبي (صلى الله عليه وسلم) فخلصه الله منه وانجاه من شره ، ووجدوا ما فعله الساحر ، فأُخذ وأُتلف ، فأبرأ الله نبيه من ذلك عليه الصلاة والسلام وهكذا إذا وجد ما فعله الساحر من تعقيد الخيوط أو ربط المسامير بعضها ببعض أو غير ذلك فإن يتلف ، لأن السحرة من شأنهم أن ينفثوا في العقد ويضربوا عليها لمقاصدهم الخبيثة ، فقد يتم ما ارادوا بإذن الله ، وقد يبطل ، فربنا على كل شئ قدير سبحانه وتعالى .

                    وتارة يعالج السحر بالقراءة سواء كان ذلك بقراءة المسحور نفسه إذا كان عقله سليماً ، وتارة بقراءة غيره عليه ، فينفث عليه في صدره أو في أي عضو من أعضائه ويقرأ عليه الفاتحة ، وآية الكرسي ، و ( قُل هُوَ اللهُ أَحَد) والمعوذتين وآيات السحر المعروفة من سورة الأعراف وسورة يونس وسورة طه .


                    فمن سورة الأعراف قوله تعالى : ( وَأَوحَينَا إِلى مُوسَى أَن أَلِق عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ) { الأعراف 117-119 }

                    ويقرأ ايضاً سورة ( قُل يَأَيُّهَا الكَفِرُونَ ) الى آخرها ، وسورة ( قُل هُوَ اللهُ أَحَد ) و ( قُل أَعُوذُ بِرَبِ الفَلقِ ) و ( قُل أَعُوذُ بِرَبِ النَّاس ) . والاولى أن يكرر سورة ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين ثلاث مرات ، ثم يدعو له بالشفاء : " اللهم رب الناس ، أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً " ويكرر هذا ثلاثاً وهكذا يرقيه بقوله " بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك " ويكررها ثلاثاً ويدعو له بالشفاء والعافية وإن قال في رقيته : " أعيذكما بكلمات الله التامات من شر ما خلق " وإن كررها ثلاثاً فحسن .

                    كل هذا من الدواء المفيد ، وإن قرأ هذه الرقية والدعاء في ماء ثم شرب منه المسحور واغتسل بباقيه كان هذا من أسباب الشفاء والعافية بإذن الله ، وإن جعل في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان هذا أيضاً من أسباب الشفاء ، وقد جرب هذا كثيراً ونفع الله به ، وقد فعلناه مع كثير من الناس فنفعهم الله بذلك . فهذا دوا ء مفيد ونافع للمسحورين وهكذا ينفع هذا الدواء لمن حبس عن زوجته ، لأن بعض الناس قد يحبس عن زوجته فلا يستطيع جماعها ، فإذا استعملت هذه الرقية وهذا الدعاء نفعه بإذن الله ، سواء قرأه على نفسه أو قرأه عليه غيره أو قرأه في ماء ثم شرب منه واغتسل بالباقي . كل هذا نافع بإذن الله للمسحور والمحبوس عن زوجته ، وهذه من الأسباب ، والله سبحانه وتعالى هو الشافي وحده ، وهو على كل شئ قدير ، بيده جل وعلا الدواء والداء ، وكل شئ بقضائه وقدره سبحانه ، وقد صح عن رسول الله ص أنه قال : " ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله " وهذا فضل منه سبحانه وتعالى. والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .

                    { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }
                    .............................................

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    هل يجوز تعلم حل وفك السحر عن المسحور ؟

                    الـجــواب : إذا كان بالشئ المباح ، من الأدعية الشرعية ، أو الأدوية المباحة ، أو الرقية الشرعية ، فلا باس ، أما أن يتعلم السحر ليحل به السحر أو لمقاصد أخرى فذلك لا يجوز ، بل هو من نواقض الإسلام ، لأنه لايمكن تعلمه إلا بالوقوع في الشرك ، وذلك بعبادة الشياطين من الذبح لهم ، والنذر لهم ونحو ذلك من أنواع العبادة ، والذبح والتقرب إليهم بما يحبون حتى يخدموه بما يحب ، وهذا هو الاستمتاع الذي ذكره الله سبحانه بقوله تعالى : ( وَيَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً يَامَعشَرَ الجِنِ قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنسِ وَقَالَ أَولِيَاؤُهُم مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا استَمتَعَ بَعضُنَا بِبعضٍ وَبَلَغنَا أَجَلَنَا الَّذى أَجَّلتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثوَاكُم خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمُُ ) .

                    {مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      حكم توبة الساحر وحكم دفنه في مقابر المسلمين؟


                      الـجــواب : إذا تاب الساحر توبة صادقة فيما بينه وبين الله نفعه ذلك عند الله فالله يقبل التوبة من المشركين وغيرهم ، كما قال جل وعلا : ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) وقال جل وعلا : ( وتوبوا الى الله جميعا أية المؤمنون لعلكم تفلحون ) .

                      لكن في الدنيا لا تقبل .

                      الصحيح : أنه يقتل ، فإذا ثبت عند حاكم المحكمة أنه ساحر يقتل ، ولو قال إنه تائب ، فالتوبة فيما بينه وبين الله صحيحة إن كان صادقاً تنفعه عندالله ، أما في الحكم الشرعي فيقتل ، كما أمر عمر بقتل السحرة ، لأن شرهم عظيم ، قد يقولون : تُبْنا . وهم يكذبون ، يضرون الناس ، فلا يسلم من شرهم بتوبتهم التي أظهروها ولكن يقتلون ، وتوبتهم إن كانوا صادقين تنفعهم عند الله .

                      وفي سؤال آخر :

                      وما حكم الصلاة على الساحر ودفنه في مقابر المسلمين بعد قتله ؟

                      فأجاب سماحته : إذا قتل لا يصلى عليه ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ، يدفن في مقابر الكفرة ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ولا يصلى عليه ، ولا يغسل ولا يكفن ، نسأل الله العافية .

                      { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }

                      .........................................
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      سئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله :
                      ما هي أشكال الأذى التي يتعرض له الإنسان الذي يبتلى بالسحر ، وهل يمكن بواسطة السحر التأثير على عضو الرجل ؟

                      الـجــواب : قد يترتب عليه آثار : منها الخبل ، ومنها بغضه لإخوانه أو لزوجته ، أو فلان أو فلانه ، ومنه : حبسه عن زوجته ، ومنها أشياء غير ذلك ، ومنها أنه يخيل إليه أنه يفعل الشئ ولم يفعله .. الى غير ذلك من أنواع الضرر .

                      { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }

                      ...............................
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ عبدالرزاق عفيفي – رحمه الله :
                      أنا مسلم كنت مريضاً وذهبت عند رجل ساحر وشرح لي أسباب المرض وقال لي أنا أداوي من هذه العلة بشرط أن تذبح أو تخلط الخمر بغصن شجرة وإلا تموت . وأنا مريض قد اشتد عليَّ ، فماذا أفعل ؟

                      الـجــواب : أولا : إذا كان الأمر كما ذكر يحرم الذهاب الى السحرة والمشعوذين ممن يدعي معرفة الأمراض وأسبابها بطرق غير عادية لأن ما أمرك به من الذبح لغير الله شرك أكبر والعلاج بالخمر محرم لأن الله لم يجعل شفاء الأمة فيما حرم عليها .

                      ثانيا : يشرع لك العلاج بالأدعية الشرعية والأدوية المباحة التي لا محذور فيها . شفاك الله من مرضك ووقاك كل مكروه . وبالله التوفيق .

                      { فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 10672 }

                      ..........................................
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      حكم من يرى أن السحر لا يضر
                      ما دام أنه لم يسبب شيئاً من المشاكل

                      ما رأي سماحتكم في رجل استعمل الرقية ، ولم ير أنها تنفعه فتحول الى السحر ، ويقول : إنه لا يضر ما دام أنه لا يسبب شيئاً من المشاكل ؟

                      الـجــواب : السحر منكر وكفر وإذا كان المريض لم يشف بالقراءة فالطب أيضاً لا يلزم منه الشفاء ، لأنه ليس كل علاج ينفع ويحصل به المقصود ، فقد يؤجل الله الشفاء الى مدة طويلة ، وقد يموت الإنسان بهذا المرض ، وليس من شرط العلاج أن يشفى الإنسان ، وليس ذلك بعذر إذا عالج عند إنسان بالقراءة ولم يظهر الأسباب الشرعية والمباحة ، وممنوع من تعاطي الأسباب المحرمة ، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :" عباد الله ، تداووا ولا تداووا بحرام " وروى عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " .

                      فالأمور كلها بيد الله سبحانه ، فهو الذي يشفي من يشاء ، ويقدَّر الموت والمرض على من يشاء ، كما قال سبحانه : ( وَإِن يَمسَسكَ اللهُ بِضُرٍ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إَلاَّ هُوَ وَإِن يَمسَسكَ بِخَيرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِ شَئٍ قَدِيرُُ ) وقال تعالى ( وَإَن يَمسَسكَ اللهُ بِضُرٍ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخيرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضلِهِ ) الآية .

                      فعلى المسلم الصبر والاحتساب والتقيد بما أباح الله له من الأسباب ، والحذر مما حرم الله عليه ، مع الإيمان بأن قدر الله نافذ وأمره سبحانه لا راد له ، كما قال عز وجل : ( إِنَّمَا أَمرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) وقال سبحانه : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العالَمِينَ ) . والآيات في هذا المعنى كثيرة .

                      { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }

                      تعليق


                      • #12
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                        هذه بعض فتاوى أهل العلم في بيان صحة الحديث من ضعفه :


                        يحرم تعلم السحر

                        السؤال الأول من الفتوى رقم (6289):
                        س1: ما المقصود بقوله: تعلموا السحر ولا تعملوا به لأن بعض الناس يقول: إنه حديث ضعيف؟
                        ج1: يحرم تعلم السحر سواء للعمل به أو ليتقه، وقد نص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أن تعلمه كفر، فقال تعالى: يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن السحر أحد الكبائر وأمر باجتنابه فقال: اجتنبوا السبع الموبقات. فذكر منها السحر. وفي السنن عند النسائي: من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك
                        وأما ما ذكرت من قول: (تعلموا السحر ولا تعملوا به) فليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف فيما نعلم.
                        وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
                        اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
                        عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
                        عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                        (تعلموا السحر ولا تعملوا به) ليس بحديث

                        السؤال الثالث من الفتوى رقم (6970):
                        س3: سمعت إنسانا يقول: قال صلى الله عليه وسلم: تعلموا السحر ولا تعملوا به فهل هذا حديث صحيح؟
                        ج3: لم يصح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، بل هو خبر موضوع.
                        وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
                        اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
                        عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
                        عبد الله بن قعود، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                        أبمغنم أم بمغرم .. يا شيخ (العبيكان)؟!
                        " تساؤلات هادئة حول فتوى فكّ السحر بالسحر "

                        ثامناً .. البعض يحتّج بالقول: (تعلموا السحر ولا تعملوا به)، ويقول بأنه حديث، وهذا كذب على الرسول الكريم عليه الصلوات، وليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف، وقد بحثتُ عنه في الكتب الستة، والمعجم، وصحيح الجامع وضعيفه، ومفتاح كنوز السنة، ثم وقعتُ على فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى تقول ببطلان هذا الحديث وأنه من الموضوعات مع تحذير كبيرمنه –رحمه الله- من تعلّم السحر.

                        موضوع الفتوى العقيدة
                        عنوان الفتوى السحر والكهانة
                        اسم المفتى الشيخ / صلاح الدين عبد الموجود
                        رقم الفتوى 10
                        تاريخ استلام الفتوي 2005-08-21
                        تاريخ نشر الفتوى 2005-08-31

                        نص السؤال
                        ما المقصود بقوله: تعلموا السحر ولا تعملوا به لأن بعض الناس يقول: إنه حديث ضعيف؟

                        نص الفتوى
                        يحرم تعلم السحر سواء للعمل به أو ليتقه، وقد نص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أن تعلمه كفر، فقال تعالى: يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن السحر أحد الكبائر وأمر باجتنابه فقال: اجتنبوا السبع الموبقات. فذكر منها السحر. وفي السنن عند النسائي: من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك وأما ما ذكرت من قول: (تعلموا السحر ولا تعملوا به) فليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف فيما نعلم. وبالله التوفيق،
                        لا تنسونا من دعوة خالصة بظهر الغيب

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          سحرت زوجته من قبل أناس له ولأهله ، وحاول أن يعالجها بشتى الطرق مثل الكّي وغيره ولكن دون فائدة . ودلنا رجل على إنسان يعالج السحر بالسحر فهل عليه إثم لاستخدامه السحر في نفع الناس من السحرة الآخرين ولم يضر به أحداً ؟ وهل على صديقي هذا إثم لأنه ذهب الى هذا الساحر لعلاج زوجته مما أصابها من السحر ؟؟

                          الـجــواب : قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين أن السحر ن أكبر المحرمات ، بل هو من الكفر إن كان الساحر يستعمل الأحوال الشيطانية على سحره ، أو يتوصل به الى الشرك . وقد قال الله تبارك وتعالى : ( وَاتَّبعُوا مَا تَتلُوا الشَّيَاطينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السِحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تَكفُر) {البقرة 102} .

                          فهذا دليل على أن تعلم السحر كفر ، السحر المتلقى من الشياطين ، وعلى هذا فيجب الحذر منه ، والبعد عنه حتى لا يقع الإنسان في الكفر المخرج من الملة والعياذ بالله .



                          وأما حل السحر عن المسحور فإنه ينقسم الى قسمين :

                          الأول : أن يكون بالأدعية والأدوية المباحة وبالقرآن ، فهذا جائز لا بأس به . ومن أحسن ما يقرأ به على المسحور : ( قُل أَعُوذُ بِرَبِ الفَلقِ ) { الفلق 1 } ( قُل أَعُوذُ بِرَبِ النَّاس ) { الناس 1 } ، فإنه ما تعوذ متعوذ بمثلهما .

                          الثاني : حل السحر بالسحر وهذا مختلف فيه سلفاً وخلفاً ، فمن العلماء من رخص فيه لما فيه لإزالة الشر عن المسحور ، ومنهم من منعه وقال : إنه لا يحل السحر إلا ساحر . وهذا شرك لأن النبي ص سئل عن النشرة فقال : " هي من عمل الشيطان " وعمل الشيطان هو ما كان بالسحر .

                          أما ما كان بالقرآن أو بالأدعية المباحة أو بالأدوية المباحة فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه ، وعلى من ابتلى بهذا الأمر أن يصبر وأن يكثر من القراءة والأدوية والأدعية المباحة حتى يشفيه الله سبحانه وتعالى من ذلك .

                          وأما من يزاول السحر فإن كان سحره بواسطة الشياطين أو لا يتوصل إليهم إلا بشرك ، فهذا شرك مخرج من الملة .

                          والتصديق بالسحر نوعان :

                          أحدهما : بأن يصدق بأثره أن له تأثيراً هذا لا بأس به ، لأن هذا هو الواقع .

                          والثاني : أن يصدق به إقراراً أي مقراً له وراضياً به وهذا محرم ولا يجوز.

                          { فتاوى نور على الدرب }




                          .................................................. ...
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          سئل سماحةالشيخ عبدالعزيز بان باز – رحمه الله :
                          سمعنا أن من السحر الخداع ، كالذي يقوم بسحب السيارة بشعرة من شعره ، فهل الساحر يقوم بسحر أعين الجالسين معه فقط ، أم يتعدى سحره الى أعين الحاضرين معه وغير الحاضرين ؟ ذلك لأننا نشاهد في منازلنا وعبر شاشات التلفاز من يقوم بسحب سيارة بشعره أو بفمه ، ونحن لم نكن بجواره حتى يسحر أعيننا فعلى أي شئ يدل ذلك جزاك الله خيراً .

                          الـجــواب : الساحر يسحر المشاهدين الذين يشهدون عمله ، وقد يكون هناك من يساعده في هذهالعملية ولا يراه المشاهدون من الشياطين الذين يساعدونه ، فهم يروننا ولا نراهم ، وقد يكون سحر العين بما فعل من الشعوذة مثل من يخرج من جيبه أو فمه طائراً أو بيضة أو غير ذلك في اعين الناس ، والأمر بخلاف ذلك ، كما قال الله عز وجل في سحرة فرعون في سورة الأعراف : ( قَالَ أَلقُوا فلَمَّا أَلقَوا سَحَرُوا أَعُينَ النَّاسِ وَاستَرهَبُوهُم وَجَاءُو بِسِحرٍ عَظِيمٍ ) { الاعراف 116 } ، وقال في سورة طه : ( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَن تُلقِىَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَن أَلقَى * قَالَ بَل أَلقُوا فَإِذَا حِبَالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِليهِ مِن سِحرِهِم أَنَّهَا تَسعَى ) { طه 65-66 } .

                          وقد يكون ذلك فيما يجره من الأثقال بشعرة أو شعرتين مما ساعده فيه الشياطين ، وهم لا يُرَون أولياءهم ، ولكنهم يجرونها معه ويساعدونه وهم لا يُرَون . بل لهم طرق أخرى مكنهم الله منها بحيث لا نراهم ، وهم يفعلون الشئ الذي يساعد أولياءهم من الإنس ، كما قال الله سبحانه وتعالى : ( يَابَنى أدَمَ لاَ يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطَانُ كَمَا أَخرَجَ أَبَويكُم مِنَ الجنَّةِ يَنزِعُ عَنهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُم هُوَ وَقَبِيلُهُ مِن حَيثُ لاَ تَرَونَهُم إِنَّا جَعَلنَا الشَّيَاطِينَ أَولِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ ) { الأعراف 27 } . نسأل الله العافية.

                          { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
                          .....................................

                          بسم اله الرحمن الرحيم




                          سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان :

                          قبل أن أهتدي وأداوم على الصلوات في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم ذهبت الى إحدى الساحرات وطلبت مني أن أخنق دجاجة لكي تعمل لي حجابا تربطني بزوجي لأنه كان يوجد دائماً مشكلات بيني وبينه وقد خنقت الدجاجة فعلاً بيدي فهل عليَّ في فعل هذا إثم وماذا أفعل حتى أخلص من هذا الخوف الذي يراودني والقلق ؟

                          الـجــواب : أولاً : الذهاب الى الساحرات حرام شديد التحريم لأن السحر كفر وإضرار بعباد الله عز وجل ، فالذهاب إليهم جريمة كبيرة .
                          .................................
                          بسم الله الرحمن الرحيم


                          من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى حضرة الأخ المكرم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
                          وصلني كتابكم المؤرخ .. وصلك الله بهداه وما تضمنه من الإفادة عما أصابكم عندما اردت جماع زوجتك الجديدة وعن ذهابك للشيخ وما أفتاك به وعما عملته الزوجة القديمة من العمل الذي كان سبباً لمنعك من جماع زوجتك الجديدة وسؤالك عن الحكم في ذلك كان معلوما .

                          الـجــواب : إذا كانت الزوجة القديمة قد أقرت بهذا العمل أو ثبت عليها ذلك بالبينة فقد فعلت منكراً عظيماً بل كفراً وضلالاً ن لأن عملها هذا هو السحر المحرم ، والساحر كافر كما قال الله سبحانه : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الَّشيَاطِينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِمُونَ النَّاسَ الِسحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تًكُفر فَيتَعَلَّمُونَ مِنهَمَا مَا يُفَرِقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ وَيتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُم وَلاَ يَنفَعُهُم وَلَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَرَاهُ مَا لَهُ فِى الأَخِرةِ مِن خَالَقٍ وَلَبِئسَ مَا شَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم لَو كَانُوا يَعلَمُون ) {البقرة 102 } فهذه الآية الكريمة تدل على أن السحر كفر وأن الساحر كافر والسحرة يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم وأن من مقاصدهم التفريق بين المرء وزوجه وأنه لا خلاق لهم عند الله يوم القيامة – يعني لا حظ لهم في النجاة – وفي الحديث الصحيح عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أنه قال : " اجتنبوا السبع الموبقات " قيل وما هن يارسول الله ؟ قال : " الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " . أما الشيخ الذي أعطاك الدواء فالظاهر أنه ساحر كالمرأة ، لأنه لا يطلع على أعمال السحر إلا السحرة وهو أيضاً من العرافين والكهنة المعروفين بادعاء الغيب في كثير من الأمور ، والواجب على المسلم أن يحذرهم وألا يصدقهم فيما يدّعون من الغيب لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " أخرجه مسلم في صحيحه قال (صلى الله عليه وسلم) أيضاً : " من أتى عارفاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " .

                          فالواجب عليك التوبة والندم على ما قد حصل منك وإخبار رئيس الهيئة ورئيس المحكمة بالشيخ المذكور وزوجتك القديمة حتى تعمل المحكمة والهيئة ما يردعهم ، وإذا عرض لك مثل هذا الحادث فاسأل علماء الشرع حتى يخبروك بالعلاج الشرعي، وإذا كان الذي أصابك قد زال فالحمد لله وإلا فأخبرنا حتى نخبرك بالعلاج الشرعي . رزقنا الله وإياك الفقه في الدين والثبات عليه والسلامة مما يخالفه إنه جواد كريم .

                          { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }

                          ......................................

                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله :

                          يوجد في بعض جهات اليمن أناس يسمون (السادة) وهؤلاء يأتون بأشياء منافية للدين مثل الشعوذة وغيرها ، ويدّعون أنهم يقدرون على شفاء الناس من الأمراض المستعصية ويبرهنون على ذلك بطعن أنفسهم بالخناجر ، أو قطع السنتهم ثم إعادتها دون ضرر يلحق بهم ، وهؤلاء منهم من يصلي ومنهم من لا يصلي ، وكذلك يحلون لأنفسهم الزواج من غير فصيلتهم ولا يحلون لأحد الزواج من فصيلتهم وعند دعائهم للمرضى يقولون : ( يا الله يا فلان ) ) أحد أجدادهم .

                          وفي القديم كان الناس يكبرونهم ويعتبرونهم أناساً غير عاديين وأنهم مقربون الى الله ، بل يسمونهم رجال الله ، والآن انقسم الناس فيهم : فمنهم من يعارضهم وهم فئة الشباب وبعض المتعلمين . ومنهم من لا يزال متمسكاً بهم وهم كبار السن وغير المتعلمين ، نرجو من فضيلتكم بيان الحقيقة في هذا الموضوع ؟

                          الـجــواب : هؤلاء وأشباههم من جملة المتصوفة الذين لهم أعمال منكرة وتصرفات باطلة وهم أيضاً من جملة العرافين الذي قال فيهم النبي (صلى الله عليه وسلم): " من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين يوماً " وذلك بدعواهم علم الغيب وخدمتهم للجن وعبادتهم إياهم وتلبيسهم على الناس بما يفعلون من أنواع السحر الذي قال الله فيه في قصة موسى وفرعون : ( قَالَ أَلقُوا فَلَمَّا أَلقَوا سَحَرُوا أَعيُنَ النَّاسِ وَاستَرهَبُوهُم وَجَاءُو بِسِحرٍ عَظِيمٍ ) {الأعراف 116 } فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم لهذا الحديث الشريف ولقوله (صلى الله عليه وسلم) :" من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " وفي لفظ آخر : " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) " . وأما دعاؤهم غير الله واستغاثتهم بغير الله أو زعمهم أن أباءهم وأسلافهم يتصرفون في الكون أو يشفون المرضى أو يجيبون الدعاء مع موتهم أو غيبتهم فهذا كله من الكفر بالله عز وجل ومن الشرك الأكبر ، فالواجب الإنكار عليهم وعدم إتيانهم وعدم سؤالهم وعدم تصديقهم ، لأنهم قد جمعوا في هذه الأعمال بين عمل الكهنة والعرافين وبين عمل المشركين عباد غير الله والمستغيثين بغير الله والمستعينين بغير الله من الجن والأموات وغيرهم ممن ينتسبون إليهم ويزعمون أنهم آباؤهم وأسلافهم أو من أناس آخرون يزعمون أن لهم ولاية أو لهم كرامة ، بل كل هذا من أعمال الشعودة ومن أعمال الكهانة والعرافة المنكرة في الشرع المطهر .

                          وأما ما يقع منهم من التصرفات المنكرة من طعنهم أنفسهم بالخناجر أو قطعهم ألسنتهم فكل هذا تمويه على الناس وكله من أنواع السحر المحرم الذي جاءت النصوص من الكتاب والسنة بتحريمه والتحذير منه كما تقدم ، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بذلك وهذا من جنس ما قاله الله سبحانه وتعالى عن سحرة فرعون : ( يُخَيَّلُ إِليهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعَى ) { طه 66 } فهؤلاء قد جمعوا بين السحر وبين الشعوذة والكهانة والعرافة وبين الشرك الأكبر والاستعانة بغير الله والاستغاثة بغير الله وبين دعوى علم الغيب والتصرف في علم الكون ، وهذه أنواع كثيرة من الشرك الأكبر والكفر البواح ومن أعمال الشعوذة التي حرمها الله عز وجل ومن دعوى علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله كما قال سبحانه : ( قُل لا يَعلَمُ مَن فِى السَّمَواتِ والأَرضِ الغَيبَ إِلاَّ اللهُ ) { النمل 65 } .

                          فالواجب على جميع المسلمين العرافين بحالهم الإنكار عليهم وبيان سوء تصرفاتهم وأنها منكرة ورفع أمرهم الى ولاة الأمور إذا كانوا في بلاد إسلامية حتى يعاقبوهم بما يستحقون شرعاً حسماً لشرهم وحماية للمسلمين من أباطيلهم وتلبيسهم . والله ولي التوفيق .
                          { مجموع فتاوى ومقالات متنوعة }
                          ...........................................
                          ............................................
                          .....................................
                          ..............................
                          هذا ماتيسر لى جمعه

                          تعليق

                          يعمل...
                          X