29 - في بيان ما يحرم صومه من الأيام
اعلموا أنه يحرم صوم يومي العيدين بالإجماع ، عيد الفطر وعيد الأضحى ، لحديث أبي سعيد المتفق عليه نهي عن صيام يومين ، يوم الفطر ويوم النحر .
وفي لفظ البخاري : لا صوم في يومين وفي الصحيحين : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى العيد ثم انصرف فخطب الناس فقال إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم ، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم .
والحكمة من ذلك والله أعلم ، أن الصوم حرم في عيد الفطر لئلا يكون ذريعة إلى الزيادة في الواجب كما فعلت النصارى ، ولأجل تمييز وقت العبادة عن غيره ، ولهذا يستحب تعجيل الفطر وتأخير السحور حتى لا يزاد على الواجب .
وفي عيد النحر حرم الصوم لأجل أن يأكل من النسك المتقرب بذبحه ، فلو شرع صومه لم يكن لمشروعية الذبح فيه معنى ، كما دل على ذلك قوله : تأكل فيه من نسككم .
ولما في صوم يوم العيدين من الإعراض عن ضيافة الله تعالى لعباده ، ويحرم صوم أيام التشريق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل رواه مسلم ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ينادي أيام منى بأنها أيام أكل وشرب ولا صوم فيها رواه أحمد ، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم خمسة أيام من السنة : يوم الفطر ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق رواه الدارقطني وغيره ، وسميت أيام منى بأيام التشريق ، لتشريق لحوم الأضاحي فيها وهو تقديدها ونشرها في الشمس ، وتسمى بالأيام المعدودات ، وقوله صلى الله عليه وسلم : أيام أكل وشرب وذكر لله . يفي أنه لا يجوز الاستغراق في تناول الملذات ونسيان ذكر الله عز وجل - كالذين يجعلون أيام الأعياد موسمًا للهو واللعب والمرح وتنويع المآكل والمشارب مع الغفلة عن ذكر الله ، والمؤمن يجب أن يكون دائمًا مرتبطًا بذكر الله وطاعته لا يخلو وقت من أوقاته من ذلك .
ولا يجوز صوم أيام التشريق إلا عن دم متعة وقران في الحج لمن لم يجد الهدي ، لقول ابن عمر وعائشة : لم يرخص في أيام التشريق أن يصم إلا لمن لم يجد الهدي رواه البخاري ، قال تعالى : فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ فمن تمتع ولم يجد هديًا ولم يصم الثلاثة قبل أيام التشريق فإنه يصومها فيها ، وهذه رخصة له - للحديث وعموم الآية - وذلك يخصص النهي عن صوم هذه الأيام .
ومن الأيام التي يحرم صومها : أيام الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة كما في الحديث الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء : أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم . وعن معاذة قالت سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة . فقالت : كان يصيبنا ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ، ولا نؤمر بقضاء الصلاة رواه الجماعة .
قال الإمام النووي رحمه الله : قال العلماء الفرق بينهما أن الصلاة كثيرة متكررة . فيشق قضاؤها بخلاف الصوم فإنه يجب في السنة مرة واحدة . . والله أعلم . .
29 - في بيان ما يحرم صومه من الأيام
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة . لا نحصي ثناء عليه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ... . وبعد : -
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة . لا نحصي ثناء عليه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ... . وبعد : -
اعلموا أنه يحرم صوم يومي العيدين بالإجماع ، عيد الفطر وعيد الأضحى ، لحديث أبي سعيد المتفق عليه نهي عن صيام يومين ، يوم الفطر ويوم النحر .
وفي لفظ البخاري : لا صوم في يومين وفي الصحيحين : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى العيد ثم انصرف فخطب الناس فقال إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم ، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم .
والحكمة من ذلك والله أعلم ، أن الصوم حرم في عيد الفطر لئلا يكون ذريعة إلى الزيادة في الواجب كما فعلت النصارى ، ولأجل تمييز وقت العبادة عن غيره ، ولهذا يستحب تعجيل الفطر وتأخير السحور حتى لا يزاد على الواجب .
وفي عيد النحر حرم الصوم لأجل أن يأكل من النسك المتقرب بذبحه ، فلو شرع صومه لم يكن لمشروعية الذبح فيه معنى ، كما دل على ذلك قوله : تأكل فيه من نسككم .
ولما في صوم يوم العيدين من الإعراض عن ضيافة الله تعالى لعباده ، ويحرم صوم أيام التشريق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل رواه مسلم ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ينادي أيام منى بأنها أيام أكل وشرب ولا صوم فيها رواه أحمد ، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم خمسة أيام من السنة : يوم الفطر ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق رواه الدارقطني وغيره ، وسميت أيام منى بأيام التشريق ، لتشريق لحوم الأضاحي فيها وهو تقديدها ونشرها في الشمس ، وتسمى بالأيام المعدودات ، وقوله صلى الله عليه وسلم : أيام أكل وشرب وذكر لله . يفي أنه لا يجوز الاستغراق في تناول الملذات ونسيان ذكر الله عز وجل - كالذين يجعلون أيام الأعياد موسمًا للهو واللعب والمرح وتنويع المآكل والمشارب مع الغفلة عن ذكر الله ، والمؤمن يجب أن يكون دائمًا مرتبطًا بذكر الله وطاعته لا يخلو وقت من أوقاته من ذلك .
ولا يجوز صوم أيام التشريق إلا عن دم متعة وقران في الحج لمن لم يجد الهدي ، لقول ابن عمر وعائشة : لم يرخص في أيام التشريق أن يصم إلا لمن لم يجد الهدي رواه البخاري ، قال تعالى : فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ فمن تمتع ولم يجد هديًا ولم يصم الثلاثة قبل أيام التشريق فإنه يصومها فيها ، وهذه رخصة له - للحديث وعموم الآية - وذلك يخصص النهي عن صوم هذه الأيام .
ومن الأيام التي يحرم صومها : أيام الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة كما في الحديث الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء : أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم . وعن معاذة قالت سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة . فقالت : كان يصيبنا ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ، ولا نؤمر بقضاء الصلاة رواه الجماعة .
قال الإمام النووي رحمه الله : قال العلماء الفرق بينهما أن الصلاة كثيرة متكررة . فيشق قضاؤها بخلاف الصوم فإنه يجب في السنة مرة واحدة . . والله أعلم . .
والحمد لله رب العالمين . . والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ...
تعليق