14 - فيما يكره للصائم
اعلموا أن الصائم في عبادة عظيمة لا يليق به أن يعكر صفوها بما يخل بها من الأقوال والأفعال غير المناسبة لأنه في عبادة ما دام صائمًا . حتى في حالة نومه إذا قصد به التقوى على الصيام وصلاة الليل فإن نومه يكون عبادة . فلا ينبغي له أن يتلبس بحالة لا تتناسب مع هذه العبادة . وهذا الجو الطيب ، ولهذا كان السلف الصالح إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا حرصًا منهم على صيانة صيامهم ، . .
والمسلم الصائم لا يتعين عليه أن يكون دائمًا في المسجد ، لأنه يحتاج إلى مزاولة أعمال يحتاج إليها في معيشته . لكن يجب عليه المحافظة على حرمة صيامه أينما كان ، فيحرم عليه التفوه بالرديء من الكلام كالسب والشتم ولو سبه أحد أو شتمه فلا يرد عليه بالمثل . لقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم وروى الحاكم والبيهقي عنه : ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم فدلت هذه الأحاديث على أن مما يتأكد على الصائم الاعتناء بصيامه والمحافظة عليه ، وأنه لو تعدى عليه أحد بالضرب والشتم لم يجز له الرد عليه بالمثل - وإن كان القصاص جائزًا ، لكن في حالة الصيام يمتنع من ذلك ويقول : إني صائم وإذا كان ذلك لا يجوز قصاصًا فالابتداء به أشد تحريمًا وأعظم إثمًا ، لأن الاعتداء يحرم في كل وقت كما قال تعالى : وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ .
والاعتداء في حالة الصيام أشد شناعة وأعظم إثمًا ، فيجب على الصائم أن يكف لسانه عما لا خير فيه من الكلام . كالكذب والنميمة والغيبة والمشاتمة وكل كلام قبيح ، وكذا كف نفسه وبدنه عن سائر الشهوات والمحرمات . لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : من لم يترك قول الزور والعمل به فلي لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه وقوله صلى الله عليه وسلم : فلا يرفث ولا يفسق وسر الصوم ومقصوده كسر النفس عن الهوى . والقوة على التحفظ من الشيطان وأعوانه ، قال بعض العلماء ينبغي له أن يصوم بجميع جوارحه ببشرته وبعينه وبلسانه وبقلبه . فلا يغتب ولا يشتم ولا يخاصم ولا يكذب ، ولا يضيع زمانه بإنشاد الأشعار ، ورواية الأسمار والمضحكات والمدح والذم بغير حق ، ولا يمد يده إلى باطل . ولا يمشي برجله إلى باطل . وقد قال العلماء : إن الغيبة كما تكون باللسان تكون بغيره كالغمز بالعين واليد والشفة .
والصوم ينقص ثوابه بالمعاصي وإن لم يبطل بها ، فقد لا يحصل الصائم على ثواب ، مع تحمله التعب بالجوع والعطش ، لأنه لم يصم الصوم المطلوب شرعًا بترك المحرمات .
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم للصائم إذا شتم بأن يقول : ( إني صائم ) ظاهرة أنه يقول ذلك بلسانه إعلانًا منه بما يمنعه من الرد على الشاتم وهو الصيام ، وفي ذلك قطع للشر وتذكير لنفسه وللشاتم بحرمة الصيام ليندفع عنه خصمه بالتي هي أحسن . .
هذا ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على حفظ صومنا من المناقضات والمنقصات وأن يوفقنا لفعل الخيرات ، وترك المنكرات . .
14 - فيما يكره للصائم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . . أما بعد : -
اعلموا أن الصائم في عبادة عظيمة لا يليق به أن يعكر صفوها بما يخل بها من الأقوال والأفعال غير المناسبة لأنه في عبادة ما دام صائمًا . حتى في حالة نومه إذا قصد به التقوى على الصيام وصلاة الليل فإن نومه يكون عبادة . فلا ينبغي له أن يتلبس بحالة لا تتناسب مع هذه العبادة . وهذا الجو الطيب ، ولهذا كان السلف الصالح إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا حرصًا منهم على صيانة صيامهم ، . .
والمسلم الصائم لا يتعين عليه أن يكون دائمًا في المسجد ، لأنه يحتاج إلى مزاولة أعمال يحتاج إليها في معيشته . لكن يجب عليه المحافظة على حرمة صيامه أينما كان ، فيحرم عليه التفوه بالرديء من الكلام كالسب والشتم ولو سبه أحد أو شتمه فلا يرد عليه بالمثل . لقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم وروى الحاكم والبيهقي عنه : ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم فدلت هذه الأحاديث على أن مما يتأكد على الصائم الاعتناء بصيامه والمحافظة عليه ، وأنه لو تعدى عليه أحد بالضرب والشتم لم يجز له الرد عليه بالمثل - وإن كان القصاص جائزًا ، لكن في حالة الصيام يمتنع من ذلك ويقول : إني صائم وإذا كان ذلك لا يجوز قصاصًا فالابتداء به أشد تحريمًا وأعظم إثمًا ، لأن الاعتداء يحرم في كل وقت كما قال تعالى : وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ .
والاعتداء في حالة الصيام أشد شناعة وأعظم إثمًا ، فيجب على الصائم أن يكف لسانه عما لا خير فيه من الكلام . كالكذب والنميمة والغيبة والمشاتمة وكل كلام قبيح ، وكذا كف نفسه وبدنه عن سائر الشهوات والمحرمات . لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : من لم يترك قول الزور والعمل به فلي لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه وقوله صلى الله عليه وسلم : فلا يرفث ولا يفسق وسر الصوم ومقصوده كسر النفس عن الهوى . والقوة على التحفظ من الشيطان وأعوانه ، قال بعض العلماء ينبغي له أن يصوم بجميع جوارحه ببشرته وبعينه وبلسانه وبقلبه . فلا يغتب ولا يشتم ولا يخاصم ولا يكذب ، ولا يضيع زمانه بإنشاد الأشعار ، ورواية الأسمار والمضحكات والمدح والذم بغير حق ، ولا يمد يده إلى باطل . ولا يمشي برجله إلى باطل . وقد قال العلماء : إن الغيبة كما تكون باللسان تكون بغيره كالغمز بالعين واليد والشفة .
والصوم ينقص ثوابه بالمعاصي وإن لم يبطل بها ، فقد لا يحصل الصائم على ثواب ، مع تحمله التعب بالجوع والعطش ، لأنه لم يصم الصوم المطلوب شرعًا بترك المحرمات .
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم للصائم إذا شتم بأن يقول : ( إني صائم ) ظاهرة أنه يقول ذلك بلسانه إعلانًا منه بما يمنعه من الرد على الشاتم وهو الصيام ، وفي ذلك قطع للشر وتذكير لنفسه وللشاتم بحرمة الصيام ليندفع عنه خصمه بالتي هي أحسن . .
هذا ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على حفظ صومنا من المناقضات والمنقصات وأن يوفقنا لفعل الخيرات ، وترك المنكرات . .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . .
التوثيق
التوثيق
تعليق