بيان في حكم أعياد ميلاد الأشخاص
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد :
فقد انتشر في هذا الزمن لدى بعض المسلمين عادات وفدت إلى بلاد المسلمين من غيرهم , وهي عادات غير إسلامية استحسنها بعض المسلمين مع أنها مذمومة , منها ما يسمى بعيد الميلاد – أي عيد ميلاد كل شخص – فهذه العادة مذمومة لما يترتب عليها من المفاسد الكثيرة , هذا إن قلنا أنها ليست من التشبه المحرم الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم :" من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أحمد وأبو داود, فمن المفاسد المترتبة على هذا الفعل :
أولاً:استمراء التشبه بغير المسلمين والتساهل فيه .
ثانياً : تسمية ذلك عيداً ,يتنافى مع حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – حيث قال : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال :"إن الله تبارك وتعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الفطر ,ويوم الأضحى " حديث صحيح , أخرجه أحمد 3/103 و 178و235 و250 , وأبو داود (1134) , والنسائي 3/ 179,وأبو يعلى(3820)و(3841) ,والطحاوي في((شرح مشكل الآثار))(148 و (1489), والبيهقي3/277.
ثالثاً: إشغال الناس بكثرة المناسبات التي تثقل كواهل متوسطي الحال , فضلاً عن الفقراء , فمن له عدة أولاد , سوف يتحمل كل عام تكاليف عيد ميلاد كل ولد من أولاده وتتوسع الدائرة فيدعى إلى تلك المناسبة العدد الكثير من الأصدقاء والأقارب والجيران ويكبر حجم التكاليف عاماً بعد عام , وتصبح كمناسبة الزواج , فكم من شخص تحمل ديون كثيرة بمناسبة زواجه , فكيف إذا أصبحت المناسبات متكررة ,ثم إن متوسط الحال أو الفقير قد يجاري الأغنياء في حجم هذه المناسبات إرضاء لأولاده وتفادياً لكسر قلوبهم كما هو الحال في مناسبات الأعراس , وهذه طبيعة مجتمعنا لا مفر لنا من ذلك , بخلاف غير المسلمين الذين يقتصرون في عيد الميلاد على هدية متواضعة ووجبة خفيفة عبارة عن كيكة ونحوها في إطار عائلة محدودة العدد , بينما الأسرة السعودية مثلاً , قد يبلغ أعداد الأولاد فيها من الذكور والإناث إلى العشرة والعشرين , فهل ستكون العائلة طوال العام في مناسبات تشغلهم عن واجباتهم وتثقل ميزانيتهم بكثرة النفقات .
فنصيحتي لأخواني المسلمين أن يحذروا كل الحذر من التقليد الأعمى لأعداء الله , كما قال -صلى الله عليه وسلم- في رواية البخاري « لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه »وفي رواية مسلم : «حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري ومسلم , وأن يبتعدوا عن كل ما يفسد أخلاقهم و يؤثر على عقيدتهم وتقاليدهم الإسلامية الحميدة , واسأل الله أن يوفق جميع المسلمين لما فيه رفعة دينهم واستقامة أحوالهم , وأن ينصرهم على أعدائهم وأن يجعلهم الأمة القائدة الرائدة المتبوعة لا التابعة والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أملاه الفقير إلي ربه المنان
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
حررفي 25/6/1430 هـ
------
المصدر
موقع معالي الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
www.al-obeikan.com
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
حررفي 25/6/1430 هـ
------
المصدر
موقع معالي الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
www.al-obeikan.com
تعليق