الســــــؤال : ما رأيك في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة؟ وما رأيك في تفسير الجلالين للمبتدئين ؟ ...أيضا مختصر ابن كثير؟
الجــــــواب:
قال الشيخ حفظه الله ومتع بعلمه: أما "الفقه على المذاهب" الأربعة للجزيري ففيه كل شيء إلا العلم. لأن الذي يقرأه يمرض قلبه والله. لماذا؟
قد تقولون لماذا؟. لأنه أورد المذاهب؛ وكأن الأئمة الأربعة مختلفون في كل شيء. الطريقة التي ساق بها المذاهب طريقة ما تصلح أبدا، وطريقة خطيرة جدا. أنتم تعلمون أنه قبل نحو ثمانين سنة أو قبل نحو سبعين سنة؛ كان المسجد الحرام فيه كم محراب؟ أربعة محاريب.كل أصحاب مذهب يصلون وحدهم. الحمد لله الآن توحدوا على محراب واحد. الآن لو ذهبتم إلى بعض البلاد الإسلامية الأخرى؛ في بعض دول إفريقيا؛ في بعض دول آسيا؛ توجد أربعة محاريب في المسجد الواحد؛ وأقربهم ...الجامع الأموي هنا عندك في دمشق. فيه أربعة محاريب؛ كل جماعة يصلون وحدهم.
اذهب إلى بلاد شبه القارة الهندية؛ تجد أن الناس أوزاعا في كل مكان؛ حتى في صلواتهم؛ يصلي جماعة الحديث في أول الوقت؛ يصلي الشافعية في أوسط الوقت؛ يصلي الحنفية قبيل غروب الشمس. الأئمة رحمهم الله بريئون من هذا العمل براءة الذئب من دم يوسف.
لا يفهمنا أحد خطأ! مثل واحد أخ سألنا مرة من الحجاج قال: كيف أطوف على مذهب الإمام مالك ؟ فبينت له جهود الأئمة رحمهم الله؛ وأثنيت عليهم؛ وبينت احترام بعضهم لبعض؛ ثم قلت: ينبغي أن تسال كيف طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال لي يعني: أنت شطبت على المذاهب الأربعة ؟!!. أنا لست في مقام أن أشطب على المذاهب ولا على الأئمة؛ أنا أحقر وأصغر من ذلك. لكن الأئمة رحمهم الله ما فرّقوا الأمة هذه التفرقة. فكتاب الجزيري ما أرى أنه يصلح لطلاب العلم؛ ولا للمبتدئين حتى. وإنما الذي هو أفضل منه في بيان الفقه المقارن - إن جاز التعبير عن كلمة المقارن لأنها أيضا قد تكون دخيلة علينا- وفي بيان أقوال الأئمة من أدق الكتب: كتاب "المجموع للنووي" رحمه الله، وكتاب "المغني لابن قدامه". هذان الكتابان من أفضل الكتب عناية بالأدلة. من أفضل الكتب بالنسبة للعناية بالأدلة. كتاب "الإفصاح لابن هبيرة " ذكر مذاهب الأئمة لكن بدون أدلة؛ وذكرها بطريقة لا بأس بها؛ لكن دون تعرض للأدلة .
-----------------------------------------
الخلاصة: أن طلاب العلم المبتدئين ينبغي أن يأخذوا من المختصرات مثل كتاب "العمدة في الفقه"،
وأرى أنه من أفضل الكتب، لكونه يعتمد الأدلة كثيرا. وأما بالنسبة لكتب التفسير ككتاب "الجلالين" هو أشعري من حيث العقيدة، سواء كان جلال الدين المحلي أو جلال الدين السيوطي رحمهما الله. لكن يعني لا ينبغي أن يدرس إلا على مدرس فاهم لتلك العقائد، أما أن يأخذها ...ابتداءً المبتدئ فلا. ولا "مختصر ابن كثير"، لأن مختصر ابن كثير ليس يعني – أو فيه من الانحراف المنهجي عما كان عليه ابن كثير. إذن أرى بالنسبة لطالب العلم المبتدئ، من أفضل الكتب كتاب "تفسير السعدي تفسير الكريم الرحمان" للشيخ عبد الرحمان ابن سعدي رحمه الله، هذا كتاب دعوة وكتاب عقيدة، وكتاب سهل في أسلوبه، وفي توجيهه، ومن أراد المطولات؛ فليأخذ كتاب "تفسير ابن كثير" نفسه أو "تفسير ابن جرير" أو في كتاب "أضواء البيان" لشيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله جميعا. أما الجلالين ما يصلح أبدا إلا لمدرس. لمدرس فاهم للعقيدة الصحيحة. نعم.
ا.هــ
انتهى من كلام الشيخ حفظه الله تعالى ومتع الأمة الإسلامية بعلمه وحكمته.
ملاحـــظة:
قام بنقل المقطع الصوتي في سحاب الأخ أبو عبد الرحمان الجزائري جزاه الله خيرا وقامت الأخت أم ياسر الجزائرية جزاها الله خيرا بتفريغه وستجد موضوعها الذي نقلت منه في الرابط التالي:
الجــــــواب:
قال الشيخ حفظه الله ومتع بعلمه: أما "الفقه على المذاهب" الأربعة للجزيري ففيه كل شيء إلا العلم. لأن الذي يقرأه يمرض قلبه والله. لماذا؟
قد تقولون لماذا؟. لأنه أورد المذاهب؛ وكأن الأئمة الأربعة مختلفون في كل شيء. الطريقة التي ساق بها المذاهب طريقة ما تصلح أبدا، وطريقة خطيرة جدا. أنتم تعلمون أنه قبل نحو ثمانين سنة أو قبل نحو سبعين سنة؛ كان المسجد الحرام فيه كم محراب؟ أربعة محاريب.كل أصحاب مذهب يصلون وحدهم. الحمد لله الآن توحدوا على محراب واحد. الآن لو ذهبتم إلى بعض البلاد الإسلامية الأخرى؛ في بعض دول إفريقيا؛ في بعض دول آسيا؛ توجد أربعة محاريب في المسجد الواحد؛ وأقربهم ...الجامع الأموي هنا عندك في دمشق. فيه أربعة محاريب؛ كل جماعة يصلون وحدهم.
اذهب إلى بلاد شبه القارة الهندية؛ تجد أن الناس أوزاعا في كل مكان؛ حتى في صلواتهم؛ يصلي جماعة الحديث في أول الوقت؛ يصلي الشافعية في أوسط الوقت؛ يصلي الحنفية قبيل غروب الشمس. الأئمة رحمهم الله بريئون من هذا العمل براءة الذئب من دم يوسف.
لا يفهمنا أحد خطأ! مثل واحد أخ سألنا مرة من الحجاج قال: كيف أطوف على مذهب الإمام مالك ؟ فبينت له جهود الأئمة رحمهم الله؛ وأثنيت عليهم؛ وبينت احترام بعضهم لبعض؛ ثم قلت: ينبغي أن تسال كيف طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال لي يعني: أنت شطبت على المذاهب الأربعة ؟!!. أنا لست في مقام أن أشطب على المذاهب ولا على الأئمة؛ أنا أحقر وأصغر من ذلك. لكن الأئمة رحمهم الله ما فرّقوا الأمة هذه التفرقة. فكتاب الجزيري ما أرى أنه يصلح لطلاب العلم؛ ولا للمبتدئين حتى. وإنما الذي هو أفضل منه في بيان الفقه المقارن - إن جاز التعبير عن كلمة المقارن لأنها أيضا قد تكون دخيلة علينا- وفي بيان أقوال الأئمة من أدق الكتب: كتاب "المجموع للنووي" رحمه الله، وكتاب "المغني لابن قدامه". هذان الكتابان من أفضل الكتب عناية بالأدلة. من أفضل الكتب بالنسبة للعناية بالأدلة. كتاب "الإفصاح لابن هبيرة " ذكر مذاهب الأئمة لكن بدون أدلة؛ وذكرها بطريقة لا بأس بها؛ لكن دون تعرض للأدلة .
-----------------------------------------
الخلاصة: أن طلاب العلم المبتدئين ينبغي أن يأخذوا من المختصرات مثل كتاب "العمدة في الفقه"،
وأرى أنه من أفضل الكتب، لكونه يعتمد الأدلة كثيرا. وأما بالنسبة لكتب التفسير ككتاب "الجلالين" هو أشعري من حيث العقيدة، سواء كان جلال الدين المحلي أو جلال الدين السيوطي رحمهما الله. لكن يعني لا ينبغي أن يدرس إلا على مدرس فاهم لتلك العقائد، أما أن يأخذها ...ابتداءً المبتدئ فلا. ولا "مختصر ابن كثير"، لأن مختصر ابن كثير ليس يعني – أو فيه من الانحراف المنهجي عما كان عليه ابن كثير. إذن أرى بالنسبة لطالب العلم المبتدئ، من أفضل الكتب كتاب "تفسير السعدي تفسير الكريم الرحمان" للشيخ عبد الرحمان ابن سعدي رحمه الله، هذا كتاب دعوة وكتاب عقيدة، وكتاب سهل في أسلوبه، وفي توجيهه، ومن أراد المطولات؛ فليأخذ كتاب "تفسير ابن كثير" نفسه أو "تفسير ابن جرير" أو في كتاب "أضواء البيان" لشيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله جميعا. أما الجلالين ما يصلح أبدا إلا لمدرس. لمدرس فاهم للعقيدة الصحيحة. نعم.
ا.هــ
انتهى من كلام الشيخ حفظه الله تعالى ومتع الأمة الإسلامية بعلمه وحكمته.
ملاحـــظة:
قام بنقل المقطع الصوتي في سحاب الأخ أبو عبد الرحمان الجزائري جزاه الله خيرا وقامت الأخت أم ياسر الجزائرية جزاها الله خيرا بتفريغه وستجد موضوعها الذي نقلت منه في الرابط التالي:
تعليق