بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: كثير من الناس يرى أنه لابد من ختم القرآن في التراويح و قيام الليل فما مدى صحة هذا؟
الشيخ: هذا مفهوم خطأ، وليس واجب على الإنسان أن يختم القرآن كله في رمضان، لكنه من الأمر المستحسن ليسمع الناس كلام الله سبحانه وتعالى من أوله إلى أخره،
وأما كون ذلك أمراً لازماً فليس بلازم،
ثم إنك قلت التراويح وقيام رمضان،
السائل : لا أنا أقصد القيام آخر الليل .
التراويح في الحقيقة هي من قيام رمضان، وكثير من الناس يظنون أن التراويح شيء وقيام رمضان شيء آخر، والواقع أن التراويح من قيام رمضان
ومن أجل المفهوم الخطأ الذي أشرت إليه أن التراويح غير القيام، صار كثير من الأئمة مع الأسف الشديد لا يعتنون بصلاة التراويح من حيث الطمأنينة، فتجدهم يسرعون فيها إسراعاً بالغاً يخل بالطمأنينة بالنسبة للمأمومين، ويشقون عليهم أيضاً، وهذا أمر حرام عليهم لأن ترك الطمأنينة إذا كان الإنسان يصلي لنفسه، هو حر بمعنى أنه لا بأس أن يسرع إسراعاً لكنه لا يخل بالطمأنينة،
أما إذا كان خلفه أحد فإنه لا يجوز أن يسرع بهم ذلك الإسراع لأنه الآن مؤتمن عليهم،
فالواجب عليه أن يتأنى بحيث يؤدي المأمومون أدنىالكمال ففرق بين من يصلي لنفسه ومن يصلي لغيره،
وقد ذكر العلماء أنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يسن،
والذي أرى أنه يحرم عليه أن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يسن، لماذا؟
لأنه أمين يتصرف لنفسه ولغيره، فالواجب لمن يتصرف لغيره أن يتبع ما هو أحسن لقوله تعالى ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ) فيجب على هذا الإمام على الأقل أن يتأنى بحيث أن يأتي المأمومون بأقل ما يسن، أما أن يسرع تلك السرعة فهذا حرام عليه .
وقد حدثني من أثق به أنه ذات يوم بل ذات ليلة دخل إلى مسجد فوجدهم يصلون صلاة التراويح على الوجه الذي عرف عند الناس من السرعة يقول فلما كان في الليل رأيت في المنام أني دخلت على أهل هذا المسجد فإذا هم يرقصون رقصاً , كأن هذا والله أعلم إشارة إلى أن صلاتهم أشبه باللعب منها بالجد .
فأحذر إخواني الأئمة من هذه السرعة التي اعتادها كثير من الناس وأقول لهم ليحافظوا على العدد المشروع في التراويح وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة بالطمأنينة والتأني ليؤدوا الصلاة على ما ينبغي، وإن زادوا إلى ثلاث وعشرين فلا حرج، لا نقول بالمنع، لكن الحرج هو السرعة التي تمنع المأمومين فعل ما يسن.
فتاوى نور على الدرب للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
- شريط رقم 26 - الوجه الأول