بسم الله الرحمن الرحيم
الانزعاج من الأذان مشابهة للشيطان
الانزعاج من الأذان مشابهة للشيطان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالانزعاج من الأذان صفة من صفات الشيطان.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له ضراط حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس)).
أخرجه مسلم.
قال محمد المختار بن محمد بن أحمد مزيد الجكني الشنقيطي رحمه الله في ((شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية)): ((بل الواجب حمله على ظاهره وأنه يدبر وله ضراط كما قال - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أن يكون ذلك يحصل له من شدة الانزعاج، وأن يكون يتعمده لئلا يسمع ذكر الله)) اهـ.
فالانزعاج الذي نسمعه من بعض الكفرة في بلاد الكفر من الأذان ورفعهم القضايا في المحاكم فحالهم حال الشياطين من انزعاجهم من الأذان، حتى وصل الحال إلى بلاد المسلمين، بل وصل الحال من أحد المؤلفين الليبيين ممن يقرر أن الأذان الأول لصلاة الفجر عند ظهور الفجر الصادق، وأخذ يقرر هذا ويحشد بعض النصوص التي يدعم قوله الباطل، واستشهد بقصة انزعاج امرأة من الأذان الأول الذي يرفع في الليل قبل الأذان الثاني الذي عند ظهور الفجر الصادق.
قال عبد الحميد عبد الله الهرامة في ((حكم الأذان الأول لصلاة الفجر)): ((وذكرني ذلك بما قالته سيدة مجاورة للمسجد من أنها ترى سكانها بجوار المسجد نعمة، لولا الأذان الأول من الفجر الذي يفزع رضيعها بصوت مكبر الصوت العالي في سكون الليل، فلا تكاد تعيدها إلى النوم حتى يرتفع أذان الفجر الصادق، وقل مثل ذلك في الضرر الحاصل للمريض والعامل)) اهـ.
هل بمثل هذا الانزعاج من الأذان يستشهد لتقرير تلك الأحكام؟
فلنكن على حذر من مشابهة الشيطان من الانزعاج من الأذان.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: ليلة الجمعة 6 جمادي الآخر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 31 يناير سنة 2020 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: ليلة الجمعة 6 جمادي الآخر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 31 يناير سنة 2020 ف
تعليق