ملئ الكف على مشروعية إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد بوب الإمام البخاري رحمه الله في ((صحيحه)) (باب: إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف).
وساق حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري، وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه)).
ففعل الصحابة رضي الله عنهم إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم فيه إقرار من النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو ما أخدوه عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -قال: ((أقيموا الصُفوفَ، وحاذُوا بين المناكِبِ، وسُدُّوا الخَلَلَ، ولينُوا بأيدي إخوانِكم- لم يقل عيسى: بأيدي إخوانِكم-، ولا تَذَروا فُرُجاتِ للشَّيطان، ومَن وصلَ صفاً وصلَه اللهُ، ومَن قطعَ صفاً قطعَه الله)).
أخرجه أبو داود في ((السنن)) وصححه الألباني.
وعلق البخاري في ((صحيحه)) قال النعمان بن بشير: (رأيت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((تغليق التعليق)): ((رواه أبو داود وابن خريمة من حديث وكيع عن زكريا به وإسناده حسن واصل الحديث دون الزيادة في آخره من حديث النعمان في صحيح مسلم وغيره من غير هذا الوجه والله أعلم)) اهـ.
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) تحت حديث (رقم 32): ((وسنده صحيح، وعلقه البخاري مجزوما به، ووصله ابن خزيمة أيضا في "صحيحه" كما في "الترغيب" (1 / 176) و "الفتح" (2 / 176).
ثم رواه الدولابي من طريق بقية بن الوليد، حدثنا حريز قال: سمعت غيلان المقرىء يحدث عن أبي قتيلة مرثد بن وداعة (قال: سمعت) النعمان بن بشير يقول: فذكره.
وهذا سند لا بأس به في المتابعات، ورجاله ثقات غير غيلان المقرىء)) اهـ.
إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف سنة فعلها الصحابة الكرام وأقرهم عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)): ((التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب بالمنكب، وحافة القدم بالقدم، لأن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم حين أمروا بإقامة الصفوف)) اهـ.
فكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأثنين 6 شوال سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 10 يونيو سنة 2019 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأثنين 6 شوال سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 10 يونيو سنة 2019 ف