الإذاعة في بيان خطأ من جعل في قبلة المسجد ساعة (خاصة الإلكترونية)
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد كثرت الملهيات والمشغلات في المساجد من قديم الزمن، ومما ظهر في هذا العصر (ساعة التوقيت الإلكترونية) وجعلها في قبلة المسجد، وإشغال المصلين بها، فتجد من يصلي تحية المسجد وربما يلحظ كم بقي على وقت إقامة الصلاة، أو يحسب وهو في صلاته للإمام كم مكث في الصلاة، ويختلس النظر مرة بعد مرة.
وهذا الخطأ المشاهد لم يسلم منه حتى المساجد التي يحرص أهلها والقائمون عليها على السنة، فكيف بغيرها؟
ومن النصوص التي دلت على كراهة التشويش على المصليين:
أخرج البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان قرام لعائشة رضي الله عنها سترت به جانب بيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أميطي عنا قرامك هذا فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي)).
القرام بكسر القاف وتخفيف الراء: ستر رقيق من صوف ذو ألوان.
وأميطي: أزيلي.
قال العلامة ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): (( دليلاً عَلَى كراهة أن يصلي إلى مَا يلهي النظر إليه)) اهـ.
وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: ((اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي)).
الخميصة: كساء مربع من صوف.
والأنبجانية: كساء يتخذ من صوف، وله خمل، ولا علم له.
قال ابن بطال رحمه الله في ((شرح صحيح البخارى)): ((وفى ردّه صلى الله عليه وسلم الخميصة تنبيه منه وإعلام أنه يجب على أبى جهم من اجتنابها فى الصلاة مثلما وجب على النبى ؛ لأن أبا جهم أحرى أن يعرض له من الشغل بها أكثر مما خشى الرسول)) اهـ.
كذلك على المصلي أن يجتنب الوقوف أمام الساعة التي قبالة القبلة كي لا تلهيه عن صلاته.
قال المهلب رحمه الله كما في ((شرح صحيح البخارى)) لابن بطال: ((إنما أمر باجتناب مثل هذا لإحضار الخشوع في الصلاة وقطع دواعى الشغل)) اهـ.
فالأرقام التي في الساعة وإضاءتها وما يكتب عليها من اليوم والتاريخ والزمن المتبقي على إقامة الصلاة وهي على لوحة الساعة الإلكترونية في جهة القبلة، مما يشغل المصلي ويلهيه عن صلاته وخاصة الذين عندهم مواعيد، فيذهب بخشوعهم وتلهيهم عن صلاتهم.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 26 ربيع الآخر سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 13 يناير سنة 2018 ف
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد كثرت الملهيات والمشغلات في المساجد من قديم الزمن، ومما ظهر في هذا العصر (ساعة التوقيت الإلكترونية) وجعلها في قبلة المسجد، وإشغال المصلين بها، فتجد من يصلي تحية المسجد وربما يلحظ كم بقي على وقت إقامة الصلاة، أو يحسب وهو في صلاته للإمام كم مكث في الصلاة، ويختلس النظر مرة بعد مرة.
وهذا الخطأ المشاهد لم يسلم منه حتى المساجد التي يحرص أهلها والقائمون عليها على السنة، فكيف بغيرها؟
ومن النصوص التي دلت على كراهة التشويش على المصليين:
أخرج البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان قرام لعائشة رضي الله عنها سترت به جانب بيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أميطي عنا قرامك هذا فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي)).
القرام بكسر القاف وتخفيف الراء: ستر رقيق من صوف ذو ألوان.
وأميطي: أزيلي.
قال العلامة ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): (( دليلاً عَلَى كراهة أن يصلي إلى مَا يلهي النظر إليه)) اهـ.
وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: ((اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي)).
الخميصة: كساء مربع من صوف.
والأنبجانية: كساء يتخذ من صوف، وله خمل، ولا علم له.
قال ابن بطال رحمه الله في ((شرح صحيح البخارى)): ((وفى ردّه صلى الله عليه وسلم الخميصة تنبيه منه وإعلام أنه يجب على أبى جهم من اجتنابها فى الصلاة مثلما وجب على النبى ؛ لأن أبا جهم أحرى أن يعرض له من الشغل بها أكثر مما خشى الرسول)) اهـ.
كذلك على المصلي أن يجتنب الوقوف أمام الساعة التي قبالة القبلة كي لا تلهيه عن صلاته.
قال المهلب رحمه الله كما في ((شرح صحيح البخارى)) لابن بطال: ((إنما أمر باجتناب مثل هذا لإحضار الخشوع في الصلاة وقطع دواعى الشغل)) اهـ.
فالأرقام التي في الساعة وإضاءتها وما يكتب عليها من اليوم والتاريخ والزمن المتبقي على إقامة الصلاة وهي على لوحة الساعة الإلكترونية في جهة القبلة، مما يشغل المصلي ويلهيه عن صلاته وخاصة الذين عندهم مواعيد، فيذهب بخشوعهم وتلهيهم عن صلاتهم.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 26 ربيع الآخر سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 13 يناير سنة 2018 ف