السؤال:
هذا يسأل يقول: الذين يصلون في الفندق هل يأخذون أجر من يصلي في الحرم المكي؟
الجواب:
إذا كان مع وقت الزِّحام والصفوف متواصلة، أو في الساحة، تحته الساحة، ودعت الحاجة إلى ذلك لا يُحرم الأجر –إن شاء الله تبارك وتعالى-، أما جاء من بلده البعيد ومعتمِر، وكل وقته في الشُّرفة، في الفندق، إذًا ما قيمة هذا المجيء، أتعب نفسه، وبذل ماله، وترك أهله وعياله، وجاء بعد ذلك يصلي في الشُّرفة، هذا والله العجز والكسل، نعوذ بالله من العجز والكسل.
فالعجز هو ترك الشيء مع عدم القدرة على فعله، أما الكسل فهو ترك الشيء مع القدرة على فعله، فإذا كان لك عذر فنرجو أن لا يحرمك الله الأجر، وأما إذا لم يكن لك عذر، فيا أخي انزل إلى المسجد.
هذا المسجد الحرام، كن أمام هذه البَنيَّة المعظَّمة، التي قطعت مئات الكيلوات، أو آلاف الكيلومترات وجئت لتراها، فإن صلاتك في بلدك وأنت لا تراها، ما فرقت عن الصلاة في هذا الفندق أو في هذه الشرفة إذا كنت لا تراها، ولكن من وصل إلى البيت الحرام، فعليه أن يحرص على الصلاة أمام هذه الكعبة المعظَّمة، يحرص الإنسان.
النبي –صلى الله عليه وسلم- أول ما فُرضت عليه الصلاة، كان مأمورًا بالتوجُّه إلى بيت المقدِس، ومع هذا ما كان يحب أن يغادر بصره الكعبة، فكان يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ويتجِّه إلى بيت المقدس.
والمحل الذي يصلي فيه الأئمة اليوم، هو المحل الذي كان يصلي فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا أصله، الأئمة اختير لهم هذا المكان ليس اعتباطًا، ولكن كان المكان الذي يقف فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-، إذ كان يصلي بين الركنين، بين الركن اليماني وبين الحجر الأسود، بما يسمونه اليوم في منطقة جهة المكبِّريه التي فيها المؤذنون، هي ما بين الحجر الأسود والركن اليماني في هذه الجهة، فإذا صلى في هذا الموضع فالكعبة أمامه، والمسجد الأقصى في جهته.
فكان يجمع بين أن يصلي إلى المسجد الأقصى والكعبة أمامه ما زالت عن ناظريه –صلى الله عليه وسلم-، فلما حصل ما حصل وبعُد عنها، جاء تطييب نفسه –صلى الله عليه وسلم- بتوليته القبلة التي يرضاها، {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]، الآيات.
فأمره الله –جلَّ وعلا- أن يتجه إلى الكعبة المعظَّمة، فإذا كان هذا يا ناس في أول الأمر، النبي –صلى الله عليه وسلم- عند الكعبة، ومأمور بأن يتجه إلى بيت المقدس، أرأيتم لو جاء عند الحِجر، واتجه إلى بيت المقدس، صحَّت صلاته وإلا لا؟
أسألكم، أرأيتم لو جاء ووقف عند الحِجْر وترك الكعبة خلفه واتجه إلى بيت المقدس، صحَّت صلاته ولا لا؟ صحَّت، أليس كذلك؟! لكنه ما أراد أن تغيب الكعبة عن ناظريه، فكان يجعلها بينه –صلى الله عليه وسلم- وبين بيت المقدس، فجمع بين رؤيته للكعبة، وبين استقباله وامتثاله لأمر ربه، باستقباله بيت المقدس.
فيا معشر الأحبة، إذا كنت أنا بجلس في الفندق أجلس في بيتي أحسن، وبشوف الكعبة في التلفزيون، ولا بشوف الكعبة في الأجهزة الجوالات، هذا ما هو صحيح، العبد يحرص على اغتنام المكث في الأماكن الفاضلة، والمسجد الحرام أفضل بقعة على وجه الأرض، فكيف إذا زاد وهو يرى الكعبة أمامه يتلذّذ برؤية هذه البنية المشرَّفة المعظَّمة، نسأل الله أن يزيدها تعظيمًا وتشريفًا، وتكريما.
فالذي أوصي به أخي السائل أن يحرص على الصلاة في المسجد، وأمام الكعبة المعظَّمة، حتى يحصل له الخير.
الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي
mp3
هذا يسأل يقول: الذين يصلون في الفندق هل يأخذون أجر من يصلي في الحرم المكي؟
الجواب:
إذا كان مع وقت الزِّحام والصفوف متواصلة، أو في الساحة، تحته الساحة، ودعت الحاجة إلى ذلك لا يُحرم الأجر –إن شاء الله تبارك وتعالى-، أما جاء من بلده البعيد ومعتمِر، وكل وقته في الشُّرفة، في الفندق، إذًا ما قيمة هذا المجيء، أتعب نفسه، وبذل ماله، وترك أهله وعياله، وجاء بعد ذلك يصلي في الشُّرفة، هذا والله العجز والكسل، نعوذ بالله من العجز والكسل.
فالعجز هو ترك الشيء مع عدم القدرة على فعله، أما الكسل فهو ترك الشيء مع القدرة على فعله، فإذا كان لك عذر فنرجو أن لا يحرمك الله الأجر، وأما إذا لم يكن لك عذر، فيا أخي انزل إلى المسجد.
هذا المسجد الحرام، كن أمام هذه البَنيَّة المعظَّمة، التي قطعت مئات الكيلوات، أو آلاف الكيلومترات وجئت لتراها، فإن صلاتك في بلدك وأنت لا تراها، ما فرقت عن الصلاة في هذا الفندق أو في هذه الشرفة إذا كنت لا تراها، ولكن من وصل إلى البيت الحرام، فعليه أن يحرص على الصلاة أمام هذه الكعبة المعظَّمة، يحرص الإنسان.
النبي –صلى الله عليه وسلم- أول ما فُرضت عليه الصلاة، كان مأمورًا بالتوجُّه إلى بيت المقدِس، ومع هذا ما كان يحب أن يغادر بصره الكعبة، فكان يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ويتجِّه إلى بيت المقدس.
والمحل الذي يصلي فيه الأئمة اليوم، هو المحل الذي كان يصلي فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا أصله، الأئمة اختير لهم هذا المكان ليس اعتباطًا، ولكن كان المكان الذي يقف فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-، إذ كان يصلي بين الركنين، بين الركن اليماني وبين الحجر الأسود، بما يسمونه اليوم في منطقة جهة المكبِّريه التي فيها المؤذنون، هي ما بين الحجر الأسود والركن اليماني في هذه الجهة، فإذا صلى في هذا الموضع فالكعبة أمامه، والمسجد الأقصى في جهته.
فكان يجمع بين أن يصلي إلى المسجد الأقصى والكعبة أمامه ما زالت عن ناظريه –صلى الله عليه وسلم-، فلما حصل ما حصل وبعُد عنها، جاء تطييب نفسه –صلى الله عليه وسلم- بتوليته القبلة التي يرضاها، {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]، الآيات.
فأمره الله –جلَّ وعلا- أن يتجه إلى الكعبة المعظَّمة، فإذا كان هذا يا ناس في أول الأمر، النبي –صلى الله عليه وسلم- عند الكعبة، ومأمور بأن يتجه إلى بيت المقدس، أرأيتم لو جاء عند الحِجر، واتجه إلى بيت المقدس، صحَّت صلاته وإلا لا؟
أسألكم، أرأيتم لو جاء ووقف عند الحِجْر وترك الكعبة خلفه واتجه إلى بيت المقدس، صحَّت صلاته ولا لا؟ صحَّت، أليس كذلك؟! لكنه ما أراد أن تغيب الكعبة عن ناظريه، فكان يجعلها بينه –صلى الله عليه وسلم- وبين بيت المقدس، فجمع بين رؤيته للكعبة، وبين استقباله وامتثاله لأمر ربه، باستقباله بيت المقدس.
فيا معشر الأحبة، إذا كنت أنا بجلس في الفندق أجلس في بيتي أحسن، وبشوف الكعبة في التلفزيون، ولا بشوف الكعبة في الأجهزة الجوالات، هذا ما هو صحيح، العبد يحرص على اغتنام المكث في الأماكن الفاضلة، والمسجد الحرام أفضل بقعة على وجه الأرض، فكيف إذا زاد وهو يرى الكعبة أمامه يتلذّذ برؤية هذه البنية المشرَّفة المعظَّمة، نسأل الله أن يزيدها تعظيمًا وتشريفًا، وتكريما.
فالذي أوصي به أخي السائل أن يحرص على الصلاة في المسجد، وأمام الكعبة المعظَّمة، حتى يحصل له الخير.
الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي
mp3
تعليق