الحمد لله شرع لنا النوافل والقيام، وعلى نبينا الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه على الدوام.
أما بعد:
فالذي يقرأ قول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]، يذهب ذهنه إلى أن الأمر بصلاة الفرض، والمتأمل يجد فيه أن الأمر يشمل أيضا صلاة النفل.
قال العلامة المفسر السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((أي: حث أهلك على الصلاة، وأزعجهم إليها من فرض ونفل. والأمر بالشيء، أمر بجميع ما لا يتم إلا به، فيكون أمرا بتعليمهم، ما يصلح الصلاة ويفسدها ويكملها)) اهـ.
فيكون الأمر بالفرض على الوجوب والأمر بالنفل يكون على الاستحباب.
وفي هذا تطبيق عملي لسلفنا الصالح.
أخرج مالك في ((الموطأ)) عن زيد بن أسلم عن أبيه :أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم الصلاة الصلاة ثم يتلو هذه الآية {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
وهذا الأثر رجاله ثقات رجال الشيخين ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) والبيهقي في ((شعب الإيمان)) وفي ((الصغرى)).
وأخرجه بنحوه الطبري في ((تفسيره)) ابن أبى حاتم في ((تفسيره)) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به.
ويتأكد هذا الأمر في العشر الأواخر من رمضان؛ فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر). متفق عليه.
أما أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) عن معمر عن محمد بن حمزة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: كان النبي إذا نزل بأهله الضيق أمرهم بالصلاة ثم قرأ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132] الآية.
فهذا ضعيف.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ((سير أعلام النبلاء)): ((هذا مرسل، قد انقطع فيه ما بين محمد وجد أبيه عبد الله)) اهـ.
وقال الحافظ العراقي رحمه الله في ((المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار)): ((ومحمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام إنما ذكروا له روايته عن أبيه عن جده فيبعد سماعه من جد أبيه)) اهـ.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) عن معمر عن رجل من قريش قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليه بعض الضيق في الرزق أمر أهله بالصلاة ثم قرأ هذه الآية {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].
وهذا الحديث ظاهر ضعفه في رجل مبهم والانقطاع.
قال العلامة الألوسي رحمه الله في ((تفسيره)): ((وحكى أنه عليه السلام كان يأمر أهله بالصلاة ليلاً والصدقة نهاراً)) اهـ.
وفي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } [التحريم: 6]، إشارة إلى أمرهم بالواجب والمستحب.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الجمعة 6 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 30 يونيو سنة 2017 ف
أما بعد:
فالذي يقرأ قول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]، يذهب ذهنه إلى أن الأمر بصلاة الفرض، والمتأمل يجد فيه أن الأمر يشمل أيضا صلاة النفل.
قال العلامة المفسر السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((أي: حث أهلك على الصلاة، وأزعجهم إليها من فرض ونفل. والأمر بالشيء، أمر بجميع ما لا يتم إلا به، فيكون أمرا بتعليمهم، ما يصلح الصلاة ويفسدها ويكملها)) اهـ.
فيكون الأمر بالفرض على الوجوب والأمر بالنفل يكون على الاستحباب.
وفي هذا تطبيق عملي لسلفنا الصالح.
أخرج مالك في ((الموطأ)) عن زيد بن أسلم عن أبيه :أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم الصلاة الصلاة ثم يتلو هذه الآية {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
وهذا الأثر رجاله ثقات رجال الشيخين ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) والبيهقي في ((شعب الإيمان)) وفي ((الصغرى)).
وأخرجه بنحوه الطبري في ((تفسيره)) ابن أبى حاتم في ((تفسيره)) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به.
ويتأكد هذا الأمر في العشر الأواخر من رمضان؛ فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر). متفق عليه.
أما أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) عن معمر عن محمد بن حمزة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: كان النبي إذا نزل بأهله الضيق أمرهم بالصلاة ثم قرأ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132] الآية.
فهذا ضعيف.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ((سير أعلام النبلاء)): ((هذا مرسل، قد انقطع فيه ما بين محمد وجد أبيه عبد الله)) اهـ.
وقال الحافظ العراقي رحمه الله في ((المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار)): ((ومحمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام إنما ذكروا له روايته عن أبيه عن جده فيبعد سماعه من جد أبيه)) اهـ.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) عن معمر عن رجل من قريش قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليه بعض الضيق في الرزق أمر أهله بالصلاة ثم قرأ هذه الآية {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].
وهذا الحديث ظاهر ضعفه في رجل مبهم والانقطاع.
قال العلامة الألوسي رحمه الله في ((تفسيره)): ((وحكى أنه عليه السلام كان يأمر أهله بالصلاة ليلاً والصدقة نهاراً)) اهـ.
وفي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } [التحريم: 6]، إشارة إلى أمرهم بالواجب والمستحب.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الجمعة 6 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 30 يونيو سنة 2017 ف