بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
••=========••
فتاوى رمضانية
••=========••
[[ الشيخ الدكتور :: - صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ]]
•=========••=========••=========••=========•
فتاوى رمضانية
حال السلف الصالح في استقبال شهر رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 1 )
ما هو حال السلف الصالح - رضي الله عنهم ورحمهم- في استقبال هذا الشهر العظيم؟ كيف كان هديهم؟ وكيف كان سمتهم ودلهم؟ الأمر الثاني: معالي الشيخ كيف يكون استعداد المسلم لاغتنام هذه الليالي التي هو الآن يعيشها, وهذه الأيام؟ الاستعداد العلمي بمعرفة أحكام الصيام, ومعرفة المفطرات, ومعرفة أحكامه, وبعض الناس يغفل عن هذه الأشياء فلا يتفقه في أمر الصيام, وأيضًا لا يتفقه الفقه الواجب في أمر الصيام, فهل ينبه الشيخ - حفظه الله- على هذا الأمر؟
الجواب ::-
بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيك، حالة السلف في شهر رمضان، حالة السلف كما هو مدون في الكتب المروية بأسانيد الثقات عنهم ، أنهم كانوا يسألون الله عز وجل أن يبلغهم رمضان قبل أن يدخل يسألون الله أن يبلغهم شهر رمضان، لما يعلمون فيه من الخير العظيم والنفع العميم، ثم إذا دخل رمضان يسألون الله أن يعينهم على العمل الصالح فيه، ثم إذا انتهى رمضان يسألون الله أن يتقبله منهم، كما قال الله جل وعلا: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)، وكانوا يجتهدون في العمل، ثم يصيبهم الهم بعد العمل، هل يقبل أو لا يقبل؟ وذلك لعلمهم بعظمة الله عز وجل، وعلمهم بأن الله لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه، وصوابا على سنة رسوله من الأعمال، فكانوا لا يزكون أنفسهم، ويخشون من أن تبطل أعمالهم، فهم لها أن تقبل أشد منهم تعبا في أدائها، لأن الله جل وعلا يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، وكانوا يتفرغون في هذا الشهر، كما أسلفنا للعبادة، ويتقللون من أعمال الدنيا، وكانوا يوفرون الوقت للجلوس في بيوت الله عز وجل، ويقولون: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً ويحضرون المصاحف، ويتدارسون كتاب الله عز وجل، كانوا يحفظون أوقاتهم من الضياع، ما كانوا يهملون أو يفرطون كما عليه حال الكثير اليوم، بل كانوا يحفظون أوقاته ليل في القيام والنهار بالصيام وتلاوة القرآن وذكر الله وأعمال الخير، ما كانوا يفرطون في دقيقة منه، أو في لحظة منه إلا ويقدمون فيها عملا صالحا.
•=========••=========•
يستقبلون رمضان باللهو المحرم
السُّـــــــؤَالُ( 2 )
بعد أيام قلائل يا صاحب الفضيلة سوف نستقبل شهر رمضان المبارك، فما توجيه فضيلتكم للذين يستقبلونه بالتمثيليات والأغاني والسهر إلى ساعة متأخرة من الليل، والنوم عن بعض الصلوات، أو عنها جميعها؟
الجواب ::-
لا شك أن المسلمين يستقبلون شهر عظيما مباركا، وموسما من مواسم المغفرة، ومواسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والواجب على المسلمين أن يستقبلوه بالتوبة والاستغفار والفرح والسرور بهذه النعمة، هذا هو الواجب وأن يستغل أوقاته بالطاعات من الذكر وتلاوة القرآن وصلاة التراويح والتهجد في آخر الشهر، وأن يزيدوا من النوافل، ومن تمكن من الاعتكاف في العشر الأواخر، فإن هذا عمل عظيم وسنة نبوية هذا هو الواجب، لأنه فرصة للمسلم لا يضيعها بغير فائدة أو معصية، فيجب أن ينزه رمضان عن هذه التمثيليات وهذه المسرحيات والمضحكات التي تشغل الإنسان عن ذكر الله وتؤثمه، وما أظن هذا العمل إلا مخطط من الفساق أو من الكفار، لأجل أن يشغل المسلمين، وأن ينتهكوا حرمة هذا الشهر في هذه التراهات وهذه الأباطيل فيجب على المسلم ألا يلتفت في هذه التمثيليات وهذه المضحكات، وهذه الواجب أن تكون البرامج دائما، وأبدا برامج مسلمين يستفيدون منها في دينهم ودنياهم هذا هو الواجب، وفي رمضان بالخصوص يجب أن تكثف البرامج بالتوجيهات الدينية والإرشادات والتذكير والموعظة وما ينفع الناس هذا هو الواجب؛ نسأل الله أن يوفق القائمين على وسائل الإعلام يوفقهم للانتباه لهذه الأمور، وأن لا ينحدروا بما يمليه أهل الشر في هذه البرامج الضائعة المضيعة للناس، هذا الذي نطلبه من إعلاميين ومن إذاعاتنا ووسائل إعلامنا، أن تكون وسائل إعلام إسلامي لا تكون وسائل إعلام تتمشى مع وسائل الإعلام الخارجي الضايع الذي لا يحترم مواسم العبادات، فليتنبه المسلمون لمثل هذا هو الواجب، ويجب على الناس ألا يتابعوا هذه الأشياء ولا يسهروا عليها، لأنها مضرة وفتنة وشر، أن لا يتابعوها، وأن لا يلتفتوا إليها، وأن لا يتركوا نسائهم وأولادهم يتابعون هذه الأشياء، لأن هذه من الضرر البين الواضح، هذا ما يجب على الجميع سواء قول الحق كناصح، واحترام هذا الشهر والاستفادة من أوقاته بما يصلح الأحوال، وبما يكسب الأجور، وبما تغفر به الذنوب هذا هو الواجب.
•=========••=========•
الأعمال الخيرية في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 3 )
ما هي الأعمال الخيرية المرغوب فيها في شهر رمضان المبارك؟
الجواب ::-
الأعمال الخيرية المرغوب فيها في رمضان كثيرة، أهمها: المحافظة على أداء ما فرضه الله في رمضان وغيره من الصلاة والصيام، ثم الإكثار بعد ذلك من النوافل؛ من تلاوة القرآن، وصلاة التراويح، والتهجد، والصدقة، والاعتكاف، والإكثار من الذكر والتسبيح والتهليل والتبكير، والجلوس في المساجد للعبادة فيها، وحفظ الصوم عما يبطله أو يخل به من الأقوال والأعمال المحرمة والمكروهة.
•=========••=========•
من صام رمضان ونوى معه صيام نذر
السُّـــــــؤَالُ( 4 )
ما لحكم في الرجل الذي يصوم رمضان وينوي معه صيام النذر؟
الجواب ::-
لا يجوز هذا, صيام النذر على حِده وصيام رمضان على حِده , يصوم رمضان أولاً ثم يصوم النذر، إلا إذا نذر قال: لله عليَّ نذرٌ أن أصوم رمضان، فهذا نذر شيئاً واجباً بأصل الشرع وليس بالنذر، وإنما بأصل الشرع ركنٌ من أركان الإسلام.
•=========••=========•
صلاة التراويح
السُّـــــــؤَالُ( 5 )
هناك ظاهرة منتشرة بين بعض الناس، وهي أنه في صلاة التراويح ينتقلون إلى مساجد بعيدة عن بيوتهم ، وذلك طلباً للأئمة أصحاب الأصوات الحسنة؛ فما رأيكم بهذه الظاهرة؟
الجواب ::-
ينبغي للإِمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن ، ويعتني بإجادة القراءة على الوجه المطلوب ؛ محتسباً الأجر عند الله ، لا من أجل الرياء والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته، وينتفع به من يسمعه .
والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه، ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة، لاسيما النساء؛ فإن في تجوالها وذهابها بعيداً عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقرب مسجد؛ تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها؛ لأن فيها تعطيلاً للمَسَاجد الأخرى، وهي مَدْعَاة للرياء، وفيها تكلفات غير مشروعة ومُبالغات.
•=========••=========•
كلمة توجيهية للنساء
السُّـــــــؤَالُ( 6 )
هل من كلمة توجيهية للنساء في استغلال شهر رمضان؟
الجواب ::-
تكملة للجواب القريب هذا أنا أرى أنه واجب على خطباء الجوامع أنه يحذرون المسلمين من هذه المسلسلات، وهذه التمثيليات بنهار رمضان، يعينونها بالذات، التمثيلية الفلانية، المسرحية الفلانية، لأن بعض الناس يقول هذا بعض التمثيليات إنها جادة وفيها كذا وفيها كذا، فحذروهم من هذه ولو حتى ولو كانت جادة، فرمضان أشرف من التمثيليات ويضيع عليكم الوقت، فكيف إذا كانت هابطة تمثيليات هابطة، فعلى أئمة خطباء المساجد يذكروا الناس في هذا الأمر، وأن يحذروهم من هذه المسلسلات وهذه البرامج التي يتسلطون فيها في شهر رمضان، يعدونها بمدة قبل رمضان لأن الشيطان جندهم لهذا الأمر وزاد الأمر شرا ، هذه الفضائيات الحادثة التي حدثت وهذا الإنترنت الذي حدث، فعلى خطباء المساجد واجب عظيم أنهم يحذرون الناس من هذه الأمور، أما ما ينبغي للمرأة في نهار رمضان أن تتق الله في شهر رمضان وفي غيره، لكن في شهر رمضان لأنها تخرج إلى المساجد عليها أن تخرج متسترة عليها أن تخرج غير متجملة عليها ألا تتطيب عند الخروج، عليها أن لا تخالط الرجال في الطرقات أو في الأمكنة أو على الأبواب، عليها أن تتحصن في نفسها لأنها خرجت للعبادة، فلا يكون همها الزينة والتبرج والطيب والمباهات والنظر جاءت فلانة كذا وراحت فلانة كذا، فعليها أنها تتجنب هذه الأمور وتنشغل بالعبادة وبتقوى الله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ"، ويخرجن كفيلات: يعني غير متجملات، غير متطيبات، غير متبرجات.
•=========••=========•
فضل قراءة القرآن في الليل
السُّـــــــؤَالُ( 7 )
هل الأفضل قراءة القرآن في الليل أم ينام ويقرأ بالنهار بعد الصلوات؟
الجواب ::-
يقرأ حسب ما يتيسر له من الليل أو بالنهار تلاوة الليل أفضل تلاوة الليل أفضل لأن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه والسلام القرآن ليلا تلاوته بالليل أفضل.
•=========••=========•
من يرخص لهم الفطر
السُّـــــــؤَالُ( 8 )
من هم الذي يرخص لهم الإفطار في رمضان؟
الجواب ::-
الحمد لله: الذين يرخص لهم بالإفطار في رمضان هم أهل الأعذار الشرعية وهم: أولاً: المسافر سفرًا يجوز فيه قصر الصلاة بأن يبلغ ثمانين كيلو فأكثر. ثانيًا: المريض الذي يلحقه مشقة إذا صام أو يسبب تضاعف المرض عليه ، أو تأخر البرء ، فهذا يرخص له في الإفطار. ثالثًا: الحائض والنفساء ، لا يجوز لهما الصيام في حال الحيض والنفاس ، ويحرم عليهما الصيام ، وكذلك الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو خافتا على ولديهما أبيح لهما الإفطار . وكذلك المريض مرضًا مزمنًا لا يُرجى له شفاء وكذلك الكبير الهرم . كل هؤلاء من أهل الأعذار الذين رخص لهم الشارع بالإفطار ومنهم من يؤمر بالقضاء كالمسافر والمريض مرضًا يرجى شفاؤه ، والحائض والنفساء والحامل والمرضع كل هؤلاء يجب عليهم القضاء لقوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، أما من لم يستطع القضاء ويعجز عنه عجزًا مستمرًا كالكبير الهرم والمريض المزمن فهذان ليس عليهما قضاء، وإنما يطعمان عن كل يوم مسكينًا لقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
•=========••=========•
التطيب والتبخر للصائم
السُّـــــــؤَالُ( 9 )
قمت إلى صلاة الجمعة تطيبت وتبخرت في ثيابي وغترتي، فهل أفطرت في هذا اليوم، علما بأني قضيته؟
الجواب ::-
لا ما أفطرت، يجوز للصائم أنه يتطيب، لكن ما يقصد شم البخور، ما يقصد إدخال دخان في البخور في أنفه، وإذا طار الدخان إلى أنفه بدون قصد فلا حرج عليه، إذا طار الدخان دخان البخور أو غيره إلى أنفه بدون قصد فلا حرج عليه، إنما لا يجوز له أن يقصد شمه، وإدخاله في أنفه كونه يتطيب بالاطياب سائلة أو بالبخور الذي لا يجعله في أنفه، وإنما يجعله حوله، لا بأس في ذلك، أو في ثيابه، يعني يبخر ثيابه بالبخور.
•=========••=========•
صيام أهل البلد
السُّـــــــؤَالُ( 10 )
نحن نصوم شهر رمضان مع السعودية لأننا لا نثق في لجنة التي تقيم رؤية شهر رمضان؟
الجواب ::-
المسلم يصوم مع المسلمين في بلده ولا يشق عن أهل بلده من المسلمين يصوم معهم والحمد لله.
•=========••=========•
حكم الأكل والشرب عند أذان المؤذن
السُّـــــــؤَالُ( 11 )
هل يجوز الأكل والشرب أثناء الأذان المؤذن؟
الجواب ::-
إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر فلا يجوز الأكل والشرب إذا بدأ في الآذان وأما إذا كان المؤذن يقدم الأذان قبل الفجر فلا بأس قال صلى الله عليه وسلم: "أن بلالاً يؤذن بليل وكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"، وكان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقال له أصبحت لأنه رجل أعمى فلا يؤذن حتى يقال له أصبحت أي على بداية الصباح.
•=========••=========•
فضل قراءة القرآن في الليل
السُّـــــــؤَالُ( 12 )
هل الأفضل قراءة القرآن في الليل أم ينام ويقرأ بالنهار بعد الصلوات؟
الجواب ::-
يقرأ حسب ما يتيسر له من الليل أو بالنهار تلاوة الليل أفضل تلاوة الليل أفضل لأن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه والسلام القرآن ليلا تلاوته بالليل أفضل.
•=========••=========•
ضوابط للمرأة
السُّـــــــؤَالُ( 13 )
ما الضوابط التي يجب أن تلتزم بها نساء المسلمين في هذا الشهر الكريم؟
الجواب ::-
الضوابط التي يجب أن تلتزم بها النساء المسلمات في هذا الشهر الكريم هي:
1- أداء الصيام فيه على الوجه الأكمل باعتباره أحد أركان الإسلام وإذا طرأ عليها ما يمنع الصيام من حيض أو نفاس أو ما يشق عليها معه الصيام من مرض أو سفر أو حمل أو رضاع فإنها تفطر مع وجود أحد هذه الأعذار مع عزمها على قضائها من أيام أخر.
2- ملازمة ذكر الله من تلاوة قرآن وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها والإكثار من صلوات النوافل في غير أوقات النهي.
3- حفظ الَّلسان عن الكلام المحرّم من غيبة ونميمة وقول زور وشتم وسب وغض البصر عن النظر المحرم فيما يعرض من الأفلام الخليعة والصور الماجنة والنظر إلى الرجال بشهوة.
4- البقاء في البيوت وعدم الخروج منها إلا لحاجة مع التستر والحشمة والحياء وعدم مخالطة الرجال والكلام المريب معهم مباشرة أو بواسطة الهاتف. قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً).
فإن بعض النساء أو كثيراً منهن يخالفن الآداب الشرعية في رمضان وغيره حيث يخرجن إلى الأسواق التجارية بكامل زينتهن متطيبات وغير متسترات كما ينبغي فَيُمَازِحْن أصحاب المحلات ويكشفن عن وجوههن أو يضعن عليهم غطاء غير ساتر ويكشفن عن أذرعهن وهذا محرم ومدعاة للفتنة وإثمه في رمضان أشد لحرمة الشهر.
•=========••=========•
حكم قراءة القرآن في المصحف في صلاة التراويح
السُّـــــــؤَالُ( 14 )
هل تصح القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟
الجواب ::-
الذي يعجز عن القراءة حفظاً لا بأس أن يقرأه من المصحف في صلاة التراويح لأنه سيقرأ القرآن كله من أوله إلى آخره فإذا لم يكن حافظا للقرآن فإنه يقرأ من المصحف كان بعض السلف يفعل هذا.
•=========••=========•
معنى قوله تعالى: (وَلا تُبَاشِرُوهُنََّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ)
السُّـــــــؤَالُ( 15 )
ما معنى قوله تعالى: (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)؟
الجواب ::-
الله سبحانه وتعالى نَهَى عن مباشرة النساء في حال الاعتكاف في المسجد بعدما أباح مباشرة النساء في ليلة الصيام فإنه استثنى المعتكفين في المساجد فلا يجوز لهم مباشرة النساء بالوطء أو المباشرة وهم معتكفون لا في ليل ولا في نهار ولو لم يكونوا صَائِمين لأن الاعتكاف معناه ترك أمور كثيرة ومنها مباشرة النساء والتفرغ لعبادة الله تعالى .
وإذا جامع المعتكف زوجته فإنه يبطل اعتكافه فالجماع مبطل للاعتكاف. وكذلك إذا خرج الإنسان من الاعتكاف لغير حاجة إلى السوق أو إلى أي مكان من غير حاجة فهذا يُؤَثِّر على اعتكافه أو يُبْطِله لأن الاعتكاف معناه لزوم المَسْجد والمكث فيه بحيث لا يخرج إلا لحاجة الإنسان الضَّرورية وبقدرها.
وفي هذه الآية: أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد فلا يعتكف الإنسان في بيته أو في أي مصلى ينفرد فيه أو في مسجد مهجور لا يُصَلّى فيه كالمسجد الذي ارتحل أهله ولا يوجد له جيران يُصَلُّون فيه، هذا لا يعتكف فيه وإن كان في الأصل مَسْجدا لأنه يشترط في الاعتكاف أن يكون في مسجد تقام فيه الجماعة لأجل أن يجمع بين الاعتكاف والصلاة مع الجماعة .
أما إذا كان المسجد لا تقام فيه الجماعة لأنه مسجد متروك وقد ارتحل أهله فهذا لا يصح الاعتكاف فيه. لأن المعتكف في هذا الحالة بين أمرين إما أن يبقى على اعتكافه ويترك صلاة الجماعة؛ وصلاة الجماعة واجبة؛ وإما أن يخرج لصلاة الجماعة ويكرر ذلك وهذا يتنافى مع الاعتكاف.
فلابد أن يكون الاعتكاف في مسجد يجمع فيه أي تُصَلَّى فيه الجماعة . ولهذا قال تعالى (فِي الْمَسَاجِدِ) وذكر الله تعالى الاعتكاف في ختام آيات الصيام لأن المعتكف الغالب والأحسن أن يكون صَائماًَ يجمع بين الصيام والاعتكاف ولأن اعتكاف الرسول صلى الله إنما يكون في رمضان.
•=========••=========•
قضاء رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 16 )
امرأة عليها أيام كثيرة من رمضان، فهل لها أن تبدأ بالست من شوال، لكي لا يخرج شوال عنها؟
الجواب ::-
لا، عليها أن تكمل رمضان، لقوله صلى الله عليه وسلم :"مَن صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ"، فهي ما صامت رمضان، مدام عليها شيء من رمضان فهي ما صامته.
•=========••=========•
يكثر السب والشتم في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 17 )
أثناء قيادة بعض الناس لسياراتهم وهم صائمون في رمضان ، ومع اشتداد الازدحام يتلفظون بألفاظ نابية تصل إلى حد السباب والشتيمة لغيرهم، فما حكم صيام هؤلاء؟
الجواب ::-
الحمد لله: أما الصيام فهو صحيح، وذلك لأن الأقوال المحرمة والأفعال المحرَّمة لا تبطل الصوم ، ولكنها لا شك تنقصه وتضيع فائدته وثمرته، فإن المقصود من الصوم تقوى الله عز وجل ، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فبيَّن الله الحكمة من فرض الصيام علينا وهي حصول تقوى الله عز وجل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"؛ بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا شاتمه أحد أو قاتله أن يقول: "إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" حتى يرتدع الساب والشاتم، وحتى يعلم أن هذا الصائم لم يترك الرد عليه عجزًا عنه ولكن ورعًا وتقوى لله عز وجل؛ لأنه صائم والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمُّل وألا تثيره الأمور المخالفة لما تشتهيه نفسه. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلًا قال: يا رسول الله أوصني، قال: "لاَ تَغْضَبُ"، فردد مرارًا قال: "لاَ تَغْضَبُ"، وما أكثر من يندم على ما يصدر منه عند الغضب ويتمنى أنه لم يكن قال أو فعل شيئًا كان بسبب غضبه، ولكن الشيء بعد نفوذه لا يمكن استرداده.
•=========••=========•
فعل العادة السرية
السُّـــــــؤَالُ( 18 )
ما حكم من عمل العادة السرية في نهار رمضان، وماذا عليه إذا كان مر على ذلك أكثر من رمضان وهو لم يقضه إلى الآن؟
الجواب ::-
إذا كان يعمل العادة السرية، هذا حرام في رمضان وغيره، إذا كان حصل معه الإنزال يبطل صيامه، يبطل صيامه، لأنه استخرج شهوته بالعادة السرية، فيبطل صيامه، ويأثم فعليه المبادرة في التوبة، وعليه القضاء، وعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا عن التأخير كما سبق.
•=========••=========•
مغفرة الذنوب في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 19 )
أثابكم الله، فضيلة الشيخ وبالنسبة لقول المصطفي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، فهل هذه الذنوب تشمل الكبائر؟
الجواب ::-
هذه محل خلاف بين العلماء، الصحيح أنها ما تشمل الكبائر، الكبائر لازم من التوبة، لكن الصغائر، قال- صلى الله عليه وسلم-: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ"، والله جل وعلا يقول: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)، فواضح من الأدلة أن التكفير السيئات إنما هو للصغائر، هي التي تكفر بالأعمال الصالحة، وأما الكبائر فلا بد من التوبة منها.
•=========••=========•
محاسبة النفس
السُّـــــــؤَالُ( 20 )
كيف تتم محاسبة النفس في رمضان؟
الجواب ::-
تتم محاسبة النفس، كل يحاسب نفسه يتذكر أعماله، ويتذكر ما صدر منه من الذنوب، ومن المخالفات، فيتوب إلى الله، وكل يعرف نفسه، كل يعرف عمله.
•=========••=========•
ترك إمامة الفرائض
السُّـــــــؤَالُ( 21 )
إمام مسجدنا في شهر رمضان لا يصلي بالجماعة في المسجد إلا في صلاة العشاء والتراويح، وبقية الفروض لا يصليها، وذلك لأجل الاستعداد لصلاة التراويح، يقول: وذكرت ذلك بعد مناصحته، وهذه أصبحت ظاهرة في هذه الأزمنة في بعض المساجد في شهر رمضان، ورأيناها تكررت في المساجد الذي يؤمها إمام صوته حسن وجميل، فما حكم هذا؟
الجواب ::-
قلنا أنه يجب على الإمام أن يتقي الله سبحانه وتعالى، الإمامة في الفروض أهم من الإمامة في التراويح، الإمامة في الفروض أهم من الإمامة في التراويح، ثم أيضا ما يتعارض إمامته الفروض مع استعداده للتراويح، هذا ما يتعارض، بل يعينه، هذا يعينه على صلاة التراويح، الاستعداد لصلاة التراويح، لكن هذا يظهر أنه كسلان، أنه هذا الإمام أنه كسلان، وعليه أن يتقي الله، وأن يحافظ على صلاة الفروض بالناس وعلى صلاة التراويح، كل مسئول عنه كله مسئول عنه صلاة التهجد في العشر الأخيرة، ومسئول إمام فعليه أنه يتقيد بهذه الأمور ويقوم بإمامة المسجد على الوجه المطلوب، وإلا يتخلى عنه يتخلى عنه يتولاه غيره من يقوم بالإمامة على الوجه المطلوب، وأنا قلت لكم أنه بعض الأئمة خصوصا من الشباب لهم اجتهادات واختيارات وأمور وشذوذات، نسأل الله أن يهديهم ويردهم للصواب، وأن يعودوا إلى صوابهم ويتركوا هذه الأمور، لأنهم شباب وهم أبناؤنا وإخواننا، ولا نريد لهم إلا الخير، وننصحهم، ونحبهم أن يتركوا هذه الأمور، وأن يكون الإمام قدوة صالحة محافظا على عمله على إمامته على وظيفته الدينية، ما يخل بالإمامة ويتأخر، أو يقول أوكل لا توكل إلا عند المرض، الرسول صلى الله عليه وسلم ما وكل إلا عند المرض، أو عند السفر، كان -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر وكل عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه، وإذا مرض وكل أبو بكر الصديق، فالإمام ما يوكل إلا إذا مرض أو سافر، أما انه يوكل وهو جالس في البلد، هذا أمر لا يجوز.
•=========••=========•
كفارة الجماع
السُّـــــــؤَالُ( 22 )
رجل جامع زوجته في نهار رمضان في يومين منفصلين وهو لا يستطيع الصوم أربعة أشهر، أي شهرين لكل جماع ، وسبب عدم المقدرة في الصوم هو عجزه عن الصيام لطول المدة؟
الجواب ::-
ما هو بطول المدة عذر، طول المدة ما هو بعذر، إذا كان أنه صحيح الجسم وقوي يقدر على الصيام يلزمه الصيام، لكن ما يصوم أربعة أشهر جميع صوم شهرين أول، ثم يرتاح مدة، ثم يصوم الشهرين الباقيين ما يوالي بين الأربع الجميع، أما إذا كان ما يستطيع الصيام من ناحية جسمه، أو من ناحية أنه ما يستطيع من ناحية أن صحيحة ما هو بكسل، لكن هو ما يستطيع من ناحية جسمه، أو من ناحية استطاعته، فإنه يطعم ستين مسكينا يطعم ستين مسكينا بدل الصيام؛ فكفارة الجماع في رمضان ورد ذكره أول عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، لكن ما يوصل إلى الإطعام إلا إذا عجز عجزا حقيقيا، ما هو بكسل.
•=========••=========•
أفطر عدة سنوات
السُّـــــــؤَالُ( 23 )
رجل لم يصم رمضان لعدة سنوات، ولم يكن تاركا للصلاة، فماذا عليه، هل يقضي، أم تكفيه الكفارة؟
الجواب ::-
لا، ما تكفيه الكفارة، عليه القضاء، يقضي الأشهر التي عليه، لأنه مسلم وصوم رمضان ركن من أركان الإسلام لو تركه لعذر كالمرض والسفر يقضيه؛ فكيف لا يقضيه إذا تركه تكاسلا؟ يقضيه من باب أولى، لكن لو تركه إنكار لوجوبه ، فهذا مرتد، ولو صلى يرتد فيتوب إلى الله ويدخل في الإسلام من جديد، أما إذا تركه تكاسلا مع اعترافه بوجود الصيام، فيجب عليه القضاء مع الكفارة عن كل يوم إطعام مسكين.
•=========••=========•
كفارة الزنا في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 24 )
أثابكم الله، إذا وقع إنسان على امرأة زنا في شهر رمضان، فهل عليه الكفارة، أم عليه القضاء؟
الجواب ::-
كلا الأمرين: عليه القضاء، وعليه الكفارة، وعليه التوبة إلى الله عز وجل.
•=========••=========•
الاحتلام في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 25 )
يقول: من احتلم في نهار رمضان بدون قصد، هل يفسد صومه، وذلك بسبب التفكير؟
الجواب ::-
من احتلم فليس عليه شي، لأن الاحتلام ليس باختياره، ولا يفسد صيامه، والمحرم كذلك لا يفسد إحرامه، لأن الاحتلام من غير قصد الإنسان واختياره يجري عليه بدون اختياره، لكن يجب عليه الاغتسال من الجنابة.
•=========••=========•
قراءة القرآن في رمضان فقط
السُّـــــــؤَالُ( 26 )
ما حكم من لم يقرأ القرآن إلا في رمضان، وهل يأثم على ذلك؟
الجواب ::-
هذا مقصر مع القرآن، لكنه لا يأثم على ذلك، لكن يكون مقصرا ومحروما من أجر كثير، وهذا من هجر القرآن، هجر التلاوة يعد من هجر القرآن.
•=========••=========•
التساهل في قضاء رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 27 )
امرأة تساهلت في قضاء رمضان خمسة أيام لدورة شهرية، فدخل رمضان الآخر، فماذا تفعل؟
الجواب ::-
إذا أخر في القضاء إلى رمضان الآخر من غير عذر، إنما هو من باب التساهل، فإنها يلزمها شيئان القضاء، و إطعام مسكين عن كل يوم عن التأخير .
•=========••=========•
أفطرت ودخل عليها رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 28 )
امرأة أفطرت، ولم تصم شهر رمضان قبل الماضي، ولم تستطع قضاء الشهر حتى دخل عليها رمضان آخر، فماذا يجب عليها؟
الجواب ::-
يبقى الصيام في ذمتها، فإذا قدرت تقضيه وليس عليها كفارة، لأنه معذورة في التأخير معذورة بالتأخير، فيبقى القضاء في ذمتها متى ما استطاعت تقضي، وليس عليها إلا القضاء فقط ، لأنها معذورة بالتأخير، إذا كانت أخرت بدون عذر، فيلزمها القضاء والكفارة عن كل يوم إطعام مسكين.
•=========••=========•
الاستمناء في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 29 )
من استمنى نهار رمضان فهل عليه كفارة مع القضاء؟
الجواب ::-
سمعتم الجواب، هذا حرام يجب عليه التوبة، ويجب عليه القضاء، وليس عليه كفارة، لأن هذا ليس جماعا وإنما شهوة فقط .
•=========••=========•
القراءة أم الحفظ؟
السُّـــــــؤَالُ( 30 )
هل الأفضل في شهر رمضان قراءة القرآن، أم القراءة والحفظ، والتأكد مما تم حفظه من القرآن قبل شهر رمضان؟
الجواب ::-
كونه يمر على القرآن كله، ويقرأ القرآن كله أفضل من أنه يحفظ بعض آيات ويرددها، ولا يكثر من التلاوة الحفظ يجعل له وقت آخر، ويجعل رمضان لدراسة القرآن من أوله إلى آخره، هذا أفضل.
•=========••=========•
يتبع بإذن الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
••=========••
فتاوى رمضانية
••=========••
[[ الشيخ الدكتور :: - صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ]]
•=========••=========••=========••=========•
فتاوى رمضانية
حال السلف الصالح في استقبال شهر رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 1 )
ما هو حال السلف الصالح - رضي الله عنهم ورحمهم- في استقبال هذا الشهر العظيم؟ كيف كان هديهم؟ وكيف كان سمتهم ودلهم؟ الأمر الثاني: معالي الشيخ كيف يكون استعداد المسلم لاغتنام هذه الليالي التي هو الآن يعيشها, وهذه الأيام؟ الاستعداد العلمي بمعرفة أحكام الصيام, ومعرفة المفطرات, ومعرفة أحكامه, وبعض الناس يغفل عن هذه الأشياء فلا يتفقه في أمر الصيام, وأيضًا لا يتفقه الفقه الواجب في أمر الصيام, فهل ينبه الشيخ - حفظه الله- على هذا الأمر؟
الجواب ::-
بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيك، حالة السلف في شهر رمضان، حالة السلف كما هو مدون في الكتب المروية بأسانيد الثقات عنهم ، أنهم كانوا يسألون الله عز وجل أن يبلغهم رمضان قبل أن يدخل يسألون الله أن يبلغهم شهر رمضان، لما يعلمون فيه من الخير العظيم والنفع العميم، ثم إذا دخل رمضان يسألون الله أن يعينهم على العمل الصالح فيه، ثم إذا انتهى رمضان يسألون الله أن يتقبله منهم، كما قال الله جل وعلا: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)، وكانوا يجتهدون في العمل، ثم يصيبهم الهم بعد العمل، هل يقبل أو لا يقبل؟ وذلك لعلمهم بعظمة الله عز وجل، وعلمهم بأن الله لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه، وصوابا على سنة رسوله من الأعمال، فكانوا لا يزكون أنفسهم، ويخشون من أن تبطل أعمالهم، فهم لها أن تقبل أشد منهم تعبا في أدائها، لأن الله جل وعلا يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، وكانوا يتفرغون في هذا الشهر، كما أسلفنا للعبادة، ويتقللون من أعمال الدنيا، وكانوا يوفرون الوقت للجلوس في بيوت الله عز وجل، ويقولون: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً ويحضرون المصاحف، ويتدارسون كتاب الله عز وجل، كانوا يحفظون أوقاتهم من الضياع، ما كانوا يهملون أو يفرطون كما عليه حال الكثير اليوم، بل كانوا يحفظون أوقاته ليل في القيام والنهار بالصيام وتلاوة القرآن وذكر الله وأعمال الخير، ما كانوا يفرطون في دقيقة منه، أو في لحظة منه إلا ويقدمون فيها عملا صالحا.
•=========••=========•
يستقبلون رمضان باللهو المحرم
السُّـــــــؤَالُ( 2 )
بعد أيام قلائل يا صاحب الفضيلة سوف نستقبل شهر رمضان المبارك، فما توجيه فضيلتكم للذين يستقبلونه بالتمثيليات والأغاني والسهر إلى ساعة متأخرة من الليل، والنوم عن بعض الصلوات، أو عنها جميعها؟
الجواب ::-
لا شك أن المسلمين يستقبلون شهر عظيما مباركا، وموسما من مواسم المغفرة، ومواسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والواجب على المسلمين أن يستقبلوه بالتوبة والاستغفار والفرح والسرور بهذه النعمة، هذا هو الواجب وأن يستغل أوقاته بالطاعات من الذكر وتلاوة القرآن وصلاة التراويح والتهجد في آخر الشهر، وأن يزيدوا من النوافل، ومن تمكن من الاعتكاف في العشر الأواخر، فإن هذا عمل عظيم وسنة نبوية هذا هو الواجب، لأنه فرصة للمسلم لا يضيعها بغير فائدة أو معصية، فيجب أن ينزه رمضان عن هذه التمثيليات وهذه المسرحيات والمضحكات التي تشغل الإنسان عن ذكر الله وتؤثمه، وما أظن هذا العمل إلا مخطط من الفساق أو من الكفار، لأجل أن يشغل المسلمين، وأن ينتهكوا حرمة هذا الشهر في هذه التراهات وهذه الأباطيل فيجب على المسلم ألا يلتفت في هذه التمثيليات وهذه المضحكات، وهذه الواجب أن تكون البرامج دائما، وأبدا برامج مسلمين يستفيدون منها في دينهم ودنياهم هذا هو الواجب، وفي رمضان بالخصوص يجب أن تكثف البرامج بالتوجيهات الدينية والإرشادات والتذكير والموعظة وما ينفع الناس هذا هو الواجب؛ نسأل الله أن يوفق القائمين على وسائل الإعلام يوفقهم للانتباه لهذه الأمور، وأن لا ينحدروا بما يمليه أهل الشر في هذه البرامج الضائعة المضيعة للناس، هذا الذي نطلبه من إعلاميين ومن إذاعاتنا ووسائل إعلامنا، أن تكون وسائل إعلام إسلامي لا تكون وسائل إعلام تتمشى مع وسائل الإعلام الخارجي الضايع الذي لا يحترم مواسم العبادات، فليتنبه المسلمون لمثل هذا هو الواجب، ويجب على الناس ألا يتابعوا هذه الأشياء ولا يسهروا عليها، لأنها مضرة وفتنة وشر، أن لا يتابعوها، وأن لا يلتفتوا إليها، وأن لا يتركوا نسائهم وأولادهم يتابعون هذه الأشياء، لأن هذه من الضرر البين الواضح، هذا ما يجب على الجميع سواء قول الحق كناصح، واحترام هذا الشهر والاستفادة من أوقاته بما يصلح الأحوال، وبما يكسب الأجور، وبما تغفر به الذنوب هذا هو الواجب.
•=========••=========•
الأعمال الخيرية في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 3 )
ما هي الأعمال الخيرية المرغوب فيها في شهر رمضان المبارك؟
الجواب ::-
الأعمال الخيرية المرغوب فيها في رمضان كثيرة، أهمها: المحافظة على أداء ما فرضه الله في رمضان وغيره من الصلاة والصيام، ثم الإكثار بعد ذلك من النوافل؛ من تلاوة القرآن، وصلاة التراويح، والتهجد، والصدقة، والاعتكاف، والإكثار من الذكر والتسبيح والتهليل والتبكير، والجلوس في المساجد للعبادة فيها، وحفظ الصوم عما يبطله أو يخل به من الأقوال والأعمال المحرمة والمكروهة.
•=========••=========•
من صام رمضان ونوى معه صيام نذر
السُّـــــــؤَالُ( 4 )
ما لحكم في الرجل الذي يصوم رمضان وينوي معه صيام النذر؟
الجواب ::-
لا يجوز هذا, صيام النذر على حِده وصيام رمضان على حِده , يصوم رمضان أولاً ثم يصوم النذر، إلا إذا نذر قال: لله عليَّ نذرٌ أن أصوم رمضان، فهذا نذر شيئاً واجباً بأصل الشرع وليس بالنذر، وإنما بأصل الشرع ركنٌ من أركان الإسلام.
•=========••=========•
صلاة التراويح
السُّـــــــؤَالُ( 5 )
هناك ظاهرة منتشرة بين بعض الناس، وهي أنه في صلاة التراويح ينتقلون إلى مساجد بعيدة عن بيوتهم ، وذلك طلباً للأئمة أصحاب الأصوات الحسنة؛ فما رأيكم بهذه الظاهرة؟
الجواب ::-
ينبغي للإِمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن ، ويعتني بإجادة القراءة على الوجه المطلوب ؛ محتسباً الأجر عند الله ، لا من أجل الرياء والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته، وينتفع به من يسمعه .
والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه، ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة، لاسيما النساء؛ فإن في تجوالها وذهابها بعيداً عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقرب مسجد؛ تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها؛ لأن فيها تعطيلاً للمَسَاجد الأخرى، وهي مَدْعَاة للرياء، وفيها تكلفات غير مشروعة ومُبالغات.
•=========••=========•
كلمة توجيهية للنساء
السُّـــــــؤَالُ( 6 )
هل من كلمة توجيهية للنساء في استغلال شهر رمضان؟
الجواب ::-
تكملة للجواب القريب هذا أنا أرى أنه واجب على خطباء الجوامع أنه يحذرون المسلمين من هذه المسلسلات، وهذه التمثيليات بنهار رمضان، يعينونها بالذات، التمثيلية الفلانية، المسرحية الفلانية، لأن بعض الناس يقول هذا بعض التمثيليات إنها جادة وفيها كذا وفيها كذا، فحذروهم من هذه ولو حتى ولو كانت جادة، فرمضان أشرف من التمثيليات ويضيع عليكم الوقت، فكيف إذا كانت هابطة تمثيليات هابطة، فعلى أئمة خطباء المساجد يذكروا الناس في هذا الأمر، وأن يحذروهم من هذه المسلسلات وهذه البرامج التي يتسلطون فيها في شهر رمضان، يعدونها بمدة قبل رمضان لأن الشيطان جندهم لهذا الأمر وزاد الأمر شرا ، هذه الفضائيات الحادثة التي حدثت وهذا الإنترنت الذي حدث، فعلى خطباء المساجد واجب عظيم أنهم يحذرون الناس من هذه الأمور، أما ما ينبغي للمرأة في نهار رمضان أن تتق الله في شهر رمضان وفي غيره، لكن في شهر رمضان لأنها تخرج إلى المساجد عليها أن تخرج متسترة عليها أن تخرج غير متجملة عليها ألا تتطيب عند الخروج، عليها أن لا تخالط الرجال في الطرقات أو في الأمكنة أو على الأبواب، عليها أن تتحصن في نفسها لأنها خرجت للعبادة، فلا يكون همها الزينة والتبرج والطيب والمباهات والنظر جاءت فلانة كذا وراحت فلانة كذا، فعليها أنها تتجنب هذه الأمور وتنشغل بالعبادة وبتقوى الله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ"، ويخرجن كفيلات: يعني غير متجملات، غير متطيبات، غير متبرجات.
•=========••=========•
فضل قراءة القرآن في الليل
السُّـــــــؤَالُ( 7 )
هل الأفضل قراءة القرآن في الليل أم ينام ويقرأ بالنهار بعد الصلوات؟
الجواب ::-
يقرأ حسب ما يتيسر له من الليل أو بالنهار تلاوة الليل أفضل تلاوة الليل أفضل لأن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه والسلام القرآن ليلا تلاوته بالليل أفضل.
•=========••=========•
من يرخص لهم الفطر
السُّـــــــؤَالُ( 8 )
من هم الذي يرخص لهم الإفطار في رمضان؟
الجواب ::-
الحمد لله: الذين يرخص لهم بالإفطار في رمضان هم أهل الأعذار الشرعية وهم: أولاً: المسافر سفرًا يجوز فيه قصر الصلاة بأن يبلغ ثمانين كيلو فأكثر. ثانيًا: المريض الذي يلحقه مشقة إذا صام أو يسبب تضاعف المرض عليه ، أو تأخر البرء ، فهذا يرخص له في الإفطار. ثالثًا: الحائض والنفساء ، لا يجوز لهما الصيام في حال الحيض والنفاس ، ويحرم عليهما الصيام ، وكذلك الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو خافتا على ولديهما أبيح لهما الإفطار . وكذلك المريض مرضًا مزمنًا لا يُرجى له شفاء وكذلك الكبير الهرم . كل هؤلاء من أهل الأعذار الذين رخص لهم الشارع بالإفطار ومنهم من يؤمر بالقضاء كالمسافر والمريض مرضًا يرجى شفاؤه ، والحائض والنفساء والحامل والمرضع كل هؤلاء يجب عليهم القضاء لقوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، أما من لم يستطع القضاء ويعجز عنه عجزًا مستمرًا كالكبير الهرم والمريض المزمن فهذان ليس عليهما قضاء، وإنما يطعمان عن كل يوم مسكينًا لقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
•=========••=========•
التطيب والتبخر للصائم
السُّـــــــؤَالُ( 9 )
قمت إلى صلاة الجمعة تطيبت وتبخرت في ثيابي وغترتي، فهل أفطرت في هذا اليوم، علما بأني قضيته؟
الجواب ::-
لا ما أفطرت، يجوز للصائم أنه يتطيب، لكن ما يقصد شم البخور، ما يقصد إدخال دخان في البخور في أنفه، وإذا طار الدخان إلى أنفه بدون قصد فلا حرج عليه، إذا طار الدخان دخان البخور أو غيره إلى أنفه بدون قصد فلا حرج عليه، إنما لا يجوز له أن يقصد شمه، وإدخاله في أنفه كونه يتطيب بالاطياب سائلة أو بالبخور الذي لا يجعله في أنفه، وإنما يجعله حوله، لا بأس في ذلك، أو في ثيابه، يعني يبخر ثيابه بالبخور.
•=========••=========•
صيام أهل البلد
السُّـــــــؤَالُ( 10 )
نحن نصوم شهر رمضان مع السعودية لأننا لا نثق في لجنة التي تقيم رؤية شهر رمضان؟
الجواب ::-
المسلم يصوم مع المسلمين في بلده ولا يشق عن أهل بلده من المسلمين يصوم معهم والحمد لله.
•=========••=========•
حكم الأكل والشرب عند أذان المؤذن
السُّـــــــؤَالُ( 11 )
هل يجوز الأكل والشرب أثناء الأذان المؤذن؟
الجواب ::-
إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر فلا يجوز الأكل والشرب إذا بدأ في الآذان وأما إذا كان المؤذن يقدم الأذان قبل الفجر فلا بأس قال صلى الله عليه وسلم: "أن بلالاً يؤذن بليل وكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"، وكان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقال له أصبحت لأنه رجل أعمى فلا يؤذن حتى يقال له أصبحت أي على بداية الصباح.
•=========••=========•
فضل قراءة القرآن في الليل
السُّـــــــؤَالُ( 12 )
هل الأفضل قراءة القرآن في الليل أم ينام ويقرأ بالنهار بعد الصلوات؟
الجواب ::-
يقرأ حسب ما يتيسر له من الليل أو بالنهار تلاوة الليل أفضل تلاوة الليل أفضل لأن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي صلى الله عليه والسلام القرآن ليلا تلاوته بالليل أفضل.
•=========••=========•
ضوابط للمرأة
السُّـــــــؤَالُ( 13 )
ما الضوابط التي يجب أن تلتزم بها نساء المسلمين في هذا الشهر الكريم؟
الجواب ::-
الضوابط التي يجب أن تلتزم بها النساء المسلمات في هذا الشهر الكريم هي:
1- أداء الصيام فيه على الوجه الأكمل باعتباره أحد أركان الإسلام وإذا طرأ عليها ما يمنع الصيام من حيض أو نفاس أو ما يشق عليها معه الصيام من مرض أو سفر أو حمل أو رضاع فإنها تفطر مع وجود أحد هذه الأعذار مع عزمها على قضائها من أيام أخر.
2- ملازمة ذكر الله من تلاوة قرآن وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها والإكثار من صلوات النوافل في غير أوقات النهي.
3- حفظ الَّلسان عن الكلام المحرّم من غيبة ونميمة وقول زور وشتم وسب وغض البصر عن النظر المحرم فيما يعرض من الأفلام الخليعة والصور الماجنة والنظر إلى الرجال بشهوة.
4- البقاء في البيوت وعدم الخروج منها إلا لحاجة مع التستر والحشمة والحياء وعدم مخالطة الرجال والكلام المريب معهم مباشرة أو بواسطة الهاتف. قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً).
فإن بعض النساء أو كثيراً منهن يخالفن الآداب الشرعية في رمضان وغيره حيث يخرجن إلى الأسواق التجارية بكامل زينتهن متطيبات وغير متسترات كما ينبغي فَيُمَازِحْن أصحاب المحلات ويكشفن عن وجوههن أو يضعن عليهم غطاء غير ساتر ويكشفن عن أذرعهن وهذا محرم ومدعاة للفتنة وإثمه في رمضان أشد لحرمة الشهر.
•=========••=========•
حكم قراءة القرآن في المصحف في صلاة التراويح
السُّـــــــؤَالُ( 14 )
هل تصح القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟
الجواب ::-
الذي يعجز عن القراءة حفظاً لا بأس أن يقرأه من المصحف في صلاة التراويح لأنه سيقرأ القرآن كله من أوله إلى آخره فإذا لم يكن حافظا للقرآن فإنه يقرأ من المصحف كان بعض السلف يفعل هذا.
•=========••=========•
معنى قوله تعالى: (وَلا تُبَاشِرُوهُنََّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ)
السُّـــــــؤَالُ( 15 )
ما معنى قوله تعالى: (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)؟
الجواب ::-
الله سبحانه وتعالى نَهَى عن مباشرة النساء في حال الاعتكاف في المسجد بعدما أباح مباشرة النساء في ليلة الصيام فإنه استثنى المعتكفين في المساجد فلا يجوز لهم مباشرة النساء بالوطء أو المباشرة وهم معتكفون لا في ليل ولا في نهار ولو لم يكونوا صَائِمين لأن الاعتكاف معناه ترك أمور كثيرة ومنها مباشرة النساء والتفرغ لعبادة الله تعالى .
وإذا جامع المعتكف زوجته فإنه يبطل اعتكافه فالجماع مبطل للاعتكاف. وكذلك إذا خرج الإنسان من الاعتكاف لغير حاجة إلى السوق أو إلى أي مكان من غير حاجة فهذا يُؤَثِّر على اعتكافه أو يُبْطِله لأن الاعتكاف معناه لزوم المَسْجد والمكث فيه بحيث لا يخرج إلا لحاجة الإنسان الضَّرورية وبقدرها.
وفي هذه الآية: أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد فلا يعتكف الإنسان في بيته أو في أي مصلى ينفرد فيه أو في مسجد مهجور لا يُصَلّى فيه كالمسجد الذي ارتحل أهله ولا يوجد له جيران يُصَلُّون فيه، هذا لا يعتكف فيه وإن كان في الأصل مَسْجدا لأنه يشترط في الاعتكاف أن يكون في مسجد تقام فيه الجماعة لأجل أن يجمع بين الاعتكاف والصلاة مع الجماعة .
أما إذا كان المسجد لا تقام فيه الجماعة لأنه مسجد متروك وقد ارتحل أهله فهذا لا يصح الاعتكاف فيه. لأن المعتكف في هذا الحالة بين أمرين إما أن يبقى على اعتكافه ويترك صلاة الجماعة؛ وصلاة الجماعة واجبة؛ وإما أن يخرج لصلاة الجماعة ويكرر ذلك وهذا يتنافى مع الاعتكاف.
فلابد أن يكون الاعتكاف في مسجد يجمع فيه أي تُصَلَّى فيه الجماعة . ولهذا قال تعالى (فِي الْمَسَاجِدِ) وذكر الله تعالى الاعتكاف في ختام آيات الصيام لأن المعتكف الغالب والأحسن أن يكون صَائماًَ يجمع بين الصيام والاعتكاف ولأن اعتكاف الرسول صلى الله إنما يكون في رمضان.
•=========••=========•
قضاء رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 16 )
امرأة عليها أيام كثيرة من رمضان، فهل لها أن تبدأ بالست من شوال، لكي لا يخرج شوال عنها؟
الجواب ::-
لا، عليها أن تكمل رمضان، لقوله صلى الله عليه وسلم :"مَن صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ"، فهي ما صامت رمضان، مدام عليها شيء من رمضان فهي ما صامته.
•=========••=========•
يكثر السب والشتم في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 17 )
أثناء قيادة بعض الناس لسياراتهم وهم صائمون في رمضان ، ومع اشتداد الازدحام يتلفظون بألفاظ نابية تصل إلى حد السباب والشتيمة لغيرهم، فما حكم صيام هؤلاء؟
الجواب ::-
الحمد لله: أما الصيام فهو صحيح، وذلك لأن الأقوال المحرمة والأفعال المحرَّمة لا تبطل الصوم ، ولكنها لا شك تنقصه وتضيع فائدته وثمرته، فإن المقصود من الصوم تقوى الله عز وجل ، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فبيَّن الله الحكمة من فرض الصيام علينا وهي حصول تقوى الله عز وجل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"؛ بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا شاتمه أحد أو قاتله أن يقول: "إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" حتى يرتدع الساب والشاتم، وحتى يعلم أن هذا الصائم لم يترك الرد عليه عجزًا عنه ولكن ورعًا وتقوى لله عز وجل؛ لأنه صائم والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمُّل وألا تثيره الأمور المخالفة لما تشتهيه نفسه. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلًا قال: يا رسول الله أوصني، قال: "لاَ تَغْضَبُ"، فردد مرارًا قال: "لاَ تَغْضَبُ"، وما أكثر من يندم على ما يصدر منه عند الغضب ويتمنى أنه لم يكن قال أو فعل شيئًا كان بسبب غضبه، ولكن الشيء بعد نفوذه لا يمكن استرداده.
•=========••=========•
فعل العادة السرية
السُّـــــــؤَالُ( 18 )
ما حكم من عمل العادة السرية في نهار رمضان، وماذا عليه إذا كان مر على ذلك أكثر من رمضان وهو لم يقضه إلى الآن؟
الجواب ::-
إذا كان يعمل العادة السرية، هذا حرام في رمضان وغيره، إذا كان حصل معه الإنزال يبطل صيامه، يبطل صيامه، لأنه استخرج شهوته بالعادة السرية، فيبطل صيامه، ويأثم فعليه المبادرة في التوبة، وعليه القضاء، وعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا عن التأخير كما سبق.
•=========••=========•
مغفرة الذنوب في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 19 )
أثابكم الله، فضيلة الشيخ وبالنسبة لقول المصطفي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، فهل هذه الذنوب تشمل الكبائر؟
الجواب ::-
هذه محل خلاف بين العلماء، الصحيح أنها ما تشمل الكبائر، الكبائر لازم من التوبة، لكن الصغائر، قال- صلى الله عليه وسلم-: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ"، والله جل وعلا يقول: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)، فواضح من الأدلة أن التكفير السيئات إنما هو للصغائر، هي التي تكفر بالأعمال الصالحة، وأما الكبائر فلا بد من التوبة منها.
•=========••=========•
محاسبة النفس
السُّـــــــؤَالُ( 20 )
كيف تتم محاسبة النفس في رمضان؟
الجواب ::-
تتم محاسبة النفس، كل يحاسب نفسه يتذكر أعماله، ويتذكر ما صدر منه من الذنوب، ومن المخالفات، فيتوب إلى الله، وكل يعرف نفسه، كل يعرف عمله.
•=========••=========•
ترك إمامة الفرائض
السُّـــــــؤَالُ( 21 )
إمام مسجدنا في شهر رمضان لا يصلي بالجماعة في المسجد إلا في صلاة العشاء والتراويح، وبقية الفروض لا يصليها، وذلك لأجل الاستعداد لصلاة التراويح، يقول: وذكرت ذلك بعد مناصحته، وهذه أصبحت ظاهرة في هذه الأزمنة في بعض المساجد في شهر رمضان، ورأيناها تكررت في المساجد الذي يؤمها إمام صوته حسن وجميل، فما حكم هذا؟
الجواب ::-
قلنا أنه يجب على الإمام أن يتقي الله سبحانه وتعالى، الإمامة في الفروض أهم من الإمامة في التراويح، الإمامة في الفروض أهم من الإمامة في التراويح، ثم أيضا ما يتعارض إمامته الفروض مع استعداده للتراويح، هذا ما يتعارض، بل يعينه، هذا يعينه على صلاة التراويح، الاستعداد لصلاة التراويح، لكن هذا يظهر أنه كسلان، أنه هذا الإمام أنه كسلان، وعليه أن يتقي الله، وأن يحافظ على صلاة الفروض بالناس وعلى صلاة التراويح، كل مسئول عنه كله مسئول عنه صلاة التهجد في العشر الأخيرة، ومسئول إمام فعليه أنه يتقيد بهذه الأمور ويقوم بإمامة المسجد على الوجه المطلوب، وإلا يتخلى عنه يتخلى عنه يتولاه غيره من يقوم بالإمامة على الوجه المطلوب، وأنا قلت لكم أنه بعض الأئمة خصوصا من الشباب لهم اجتهادات واختيارات وأمور وشذوذات، نسأل الله أن يهديهم ويردهم للصواب، وأن يعودوا إلى صوابهم ويتركوا هذه الأمور، لأنهم شباب وهم أبناؤنا وإخواننا، ولا نريد لهم إلا الخير، وننصحهم، ونحبهم أن يتركوا هذه الأمور، وأن يكون الإمام قدوة صالحة محافظا على عمله على إمامته على وظيفته الدينية، ما يخل بالإمامة ويتأخر، أو يقول أوكل لا توكل إلا عند المرض، الرسول صلى الله عليه وسلم ما وكل إلا عند المرض، أو عند السفر، كان -صلى الله عليه وسلم- إذا سافر وكل عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه، وإذا مرض وكل أبو بكر الصديق، فالإمام ما يوكل إلا إذا مرض أو سافر، أما انه يوكل وهو جالس في البلد، هذا أمر لا يجوز.
•=========••=========•
كفارة الجماع
السُّـــــــؤَالُ( 22 )
رجل جامع زوجته في نهار رمضان في يومين منفصلين وهو لا يستطيع الصوم أربعة أشهر، أي شهرين لكل جماع ، وسبب عدم المقدرة في الصوم هو عجزه عن الصيام لطول المدة؟
الجواب ::-
ما هو بطول المدة عذر، طول المدة ما هو بعذر، إذا كان أنه صحيح الجسم وقوي يقدر على الصيام يلزمه الصيام، لكن ما يصوم أربعة أشهر جميع صوم شهرين أول، ثم يرتاح مدة، ثم يصوم الشهرين الباقيين ما يوالي بين الأربع الجميع، أما إذا كان ما يستطيع الصيام من ناحية جسمه، أو من ناحية أنه ما يستطيع من ناحية أن صحيحة ما هو بكسل، لكن هو ما يستطيع من ناحية جسمه، أو من ناحية استطاعته، فإنه يطعم ستين مسكينا يطعم ستين مسكينا بدل الصيام؛ فكفارة الجماع في رمضان ورد ذكره أول عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، لكن ما يوصل إلى الإطعام إلا إذا عجز عجزا حقيقيا، ما هو بكسل.
•=========••=========•
أفطر عدة سنوات
السُّـــــــؤَالُ( 23 )
رجل لم يصم رمضان لعدة سنوات، ولم يكن تاركا للصلاة، فماذا عليه، هل يقضي، أم تكفيه الكفارة؟
الجواب ::-
لا، ما تكفيه الكفارة، عليه القضاء، يقضي الأشهر التي عليه، لأنه مسلم وصوم رمضان ركن من أركان الإسلام لو تركه لعذر كالمرض والسفر يقضيه؛ فكيف لا يقضيه إذا تركه تكاسلا؟ يقضيه من باب أولى، لكن لو تركه إنكار لوجوبه ، فهذا مرتد، ولو صلى يرتد فيتوب إلى الله ويدخل في الإسلام من جديد، أما إذا تركه تكاسلا مع اعترافه بوجود الصيام، فيجب عليه القضاء مع الكفارة عن كل يوم إطعام مسكين.
•=========••=========•
كفارة الزنا في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 24 )
أثابكم الله، إذا وقع إنسان على امرأة زنا في شهر رمضان، فهل عليه الكفارة، أم عليه القضاء؟
الجواب ::-
كلا الأمرين: عليه القضاء، وعليه الكفارة، وعليه التوبة إلى الله عز وجل.
•=========••=========•
الاحتلام في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 25 )
يقول: من احتلم في نهار رمضان بدون قصد، هل يفسد صومه، وذلك بسبب التفكير؟
الجواب ::-
من احتلم فليس عليه شي، لأن الاحتلام ليس باختياره، ولا يفسد صيامه، والمحرم كذلك لا يفسد إحرامه، لأن الاحتلام من غير قصد الإنسان واختياره يجري عليه بدون اختياره، لكن يجب عليه الاغتسال من الجنابة.
•=========••=========•
قراءة القرآن في رمضان فقط
السُّـــــــؤَالُ( 26 )
ما حكم من لم يقرأ القرآن إلا في رمضان، وهل يأثم على ذلك؟
الجواب ::-
هذا مقصر مع القرآن، لكنه لا يأثم على ذلك، لكن يكون مقصرا ومحروما من أجر كثير، وهذا من هجر القرآن، هجر التلاوة يعد من هجر القرآن.
•=========••=========•
التساهل في قضاء رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 27 )
امرأة تساهلت في قضاء رمضان خمسة أيام لدورة شهرية، فدخل رمضان الآخر، فماذا تفعل؟
الجواب ::-
إذا أخر في القضاء إلى رمضان الآخر من غير عذر، إنما هو من باب التساهل، فإنها يلزمها شيئان القضاء، و إطعام مسكين عن كل يوم عن التأخير .
•=========••=========•
أفطرت ودخل عليها رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 28 )
امرأة أفطرت، ولم تصم شهر رمضان قبل الماضي، ولم تستطع قضاء الشهر حتى دخل عليها رمضان آخر، فماذا يجب عليها؟
الجواب ::-
يبقى الصيام في ذمتها، فإذا قدرت تقضيه وليس عليها كفارة، لأنه معذورة في التأخير معذورة بالتأخير، فيبقى القضاء في ذمتها متى ما استطاعت تقضي، وليس عليها إلا القضاء فقط ، لأنها معذورة بالتأخير، إذا كانت أخرت بدون عذر، فيلزمها القضاء والكفارة عن كل يوم إطعام مسكين.
•=========••=========•
الاستمناء في رمضان
السُّـــــــؤَالُ( 29 )
من استمنى نهار رمضان فهل عليه كفارة مع القضاء؟
الجواب ::-
سمعتم الجواب، هذا حرام يجب عليه التوبة، ويجب عليه القضاء، وليس عليه كفارة، لأن هذا ليس جماعا وإنما شهوة فقط .
•=========••=========•
القراءة أم الحفظ؟
السُّـــــــؤَالُ( 30 )
هل الأفضل في شهر رمضان قراءة القرآن، أم القراءة والحفظ، والتأكد مما تم حفظه من القرآن قبل شهر رمضان؟
الجواب ::-
كونه يمر على القرآن كله، ويقرأ القرآن كله أفضل من أنه يحفظ بعض آيات ويرددها، ولا يكثر من التلاوة الحفظ يجعل له وقت آخر، ويجعل رمضان لدراسة القرآن من أوله إلى آخره، هذا أفضل.
•=========••=========•
يتبع بإذن الله
تعليق