باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه .
تشرع صلاة التراويح جماعة في ليالي شهر رمضان خاصة يجهر الإمام فيها بالقراءة ويزيد فيها الدعاء في النصف الثاني من الشهر
وعدد ركعاتها أحدى عشرة ركعة ومن صلى مع الإمام صلى بصلاته حتى ينصرف فإن الخلاف شر وله أن يصلي وحده ويقوم ولو بركعة واحدة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . البخاري ومسلم
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول
ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح قال وكنا ندعو السحور الفلاح . أحمد والنسائي
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت :
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة . البخاري ومسلم
وعلى ذلك جمع الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه الذين كانوا يصلون أوزاعاً متفرقين من الصحابة والتابعين .
عن عروة بن الزبير أن عبد الرحمن بن عبد القاري ، وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال
أن عمر ، خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القارئ ، فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون
يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل ، فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل
ثم عزم عمر على ذلك ، وأمر أبي بن كعب أن يقوم لهم في رمضان ، فخرج عمر عليهم ، والناس يصلون بصلاة قارئهم
فقال عمر : نعم البدعة هي ، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون ، - يريد آخر الليل - فكان الناس يقومون أوله
وكانوا يلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ، ولا يؤمنون بوعدك ، وخالف بين كلمتهم
وألق في قلوبهم الرعب ، وألق عليهم رجزك وعذابك ، إله الحق ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير
ثم يستغفر للمؤمنين قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة ، وصلاته على النبي ، واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ، ومسألته :
اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ربنا ، ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك لمن عاديت ملحق ، ثم يكبر ويهوي ساجداً .
ابن خزيمة وأصله في البخاري .
وكان ذلك على أحدى عشرة ركعة .
فعن السائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة .
مالك في الموطأ
قال السيوطي رحمه الله :
" وقال الجوري - من أصحابنا - عن مالك أنه قال : الذي جمع عليه الناس عمر بن الخطاب أحب إلي وهو إحدى عشرة ركعة
وهي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له إحدى عشرة ركعة بالوتر ؟ قال : نعم وثلاث عشرة قريب
قال : ولا أدري من أين أُحدث هذا الركوع الكثير ؟ "
قال العيني : وهو اختيار مالك لنفسه لنفسه واختاره أبو بكر بن العربي .
قال الإمام ابن العربي رحمه الله :
مازاد النبي عليه السلام في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة وهذه الصلاة هي قيام الليل فوجب أن يقتدى فيها بالنبي عليه الصلاة والسلام .
شرح الترمذي 4 /19 .
قال المباركفوري رحمه الله :
قلت القول الراجح المختار الأقوى من حيث الدليل هو هذا القول الأخير الذي اختاره مالك لنفسه أعني إحدى عشرة ركعة
وهو الثابت عن رسول الله بالسند الصحيح بها أمر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
وأما الأقوال الباقية فلم يثبت واحد منها عن رسول الله بسند صحيح ولا ثبت الأمر به عن أحد من الخلفاء الراشدين بسند صحيح خال عن الكلام .
تحفة الأحوذي ج3 ص440 .
قال العلامة ابن العثيمين رحمه الله (1) :
والذي صَحَّ عنه ما روته عائشةُ أمُّ المؤمنين رضي الله عنها أنه كان لا يزيدُ على إحدى عشرة رَكعةً.
فقد سُئلت: كيف كانت صلاةُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في رمضان؟ فقالت: كان لا يزيدُ في رمضانَ ولا غيره على إحدى عشرة ركعة .
وهذا نصٌّ صريحٌ مِن عائشةَ، وهي مِن أعلم النَّاس به فيما يفعله ليلاً.
وقال رحمه الله :
... ولكن روى مالكٌ في «الموطأ» بإسنادٍ مِن أصحِّ الأسانيد أن عُمرَ بن الخطاب رضي الله عنه أَمَرَ تَميماً الدَّاريَّ وأُبيَّ بنَ كعب أنْ يقوما بالنَّاس بإحدى عشرةَ ركعةً .
وهذا نصٌّ صريحٌ، وأَمْرٌ مِن عُمرَ رضي الله عنه، وهو اللائقُ به رضي الله عنه، لأنَّه مِن أشدِّ النَّاسِ تمسُّكاً بالسُّنَّةِ
وإذا كان الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم لم يَزِدْ على إحدى عشرةَ ركعةً، فإنَّنا نعتقد بأن عُمرَ بنَ الخطَّاب رضي الله عنه سوف يتمسَّك بهذا العدد .
وعلى هذا؛ فيكون الصحيح في هذه المسألة: أنَّ السُّنَّة في التَّراويح أن تكون إحدى عشرة ركعة .
الشرح الممتع : (ج4 ص50 ، 51 )
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تحل له أن يدعها لقول أحد .
توجيه النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاده لمن أراد الزيادة .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : صمنا فلم يصل صلى الله عليه وسلم بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل
ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلنا : يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال :
" إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " .
أصحاب السنن وغيرهم
قَالَ أَبُو دَاوُد : سَمِعْت أَحْمَدَ يَقُولُ : يُعْجِبُنِي أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ الْإِمَامِ ، وَيُوتِرَ مَعَهُ .
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّ الرَّجُلَ إذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ ، حَتَّى يَنْصَرِفَ ، كُتِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ } .
قَالَ : وَكَانَ أَحْمَدُ يَقُومُ مَعَ النَّاسِ ، وَيُوتِرُ مَعَهُمْ .
قَالَ الْأَثْرَمُ : وَأَخْبَرَنِي الَّذِي كَانَ يَؤُمُّهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مَعَهُمْ التَّرَاوِيحَ كُلَّهَا وَالْوِتْرَ .
قَالَ : وَيَنْتَظِرُنِي بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى أَقُومَ ثُمَّ يَقُومَ ، كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إلَى حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ { إذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ }
تحذيره عليه الصلاة والسلام لمن لم يكتف بعبادته ورغب عن سنته .
عن أنس بن مالك قال : " جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يسألون عن عبادة النبي ( صلى الله عليه وسلم )
فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا : وأين نحن من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
فقال أحدهم : أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا وقال آخر : أصوم الدهر ولا أفطر . وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا !
فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليهم فقال : أنتم الذين قلتم كذاوكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له
ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " . البخاري
قال ابن حزم رحمه الله :
..... لكن من أراد الزيادة فليطول القراءة والركوع والسجود ما شاء
فإني أخاف عليه ما خافه مالك بن أنس إذ سأله سائل عن رجل أحرم قبل الميقات، فكره ذلك وقال:
لعله يتوهم أنه يأتي بأحسن مما أتى به نبيه عليه السلام فيهلك !
وأنا لكل أحد أن يزيد على عدد ما كان ينتفل به نبيه محمد لوجهين :
أحدهما قول الله عز وجل: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .
والثاني: أن يخطر الشيطان في قلبه فيوسوس أنه قد فعل من الخير أكثر مما كان محمد يفعله، فيهلك في الأبد ويحبط عمله
ويجد صلاته وصيامه في ميزان سيئاته
فيا لها مصيبة ما أعظمها، أن يحصل في جملة من قال الله تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة* عاملة ناصية* تصلى ناراً حامية} .
فلا دنيا ولا آخرة، على أن مداواة هذا البلاء لمن امتحن به سهلة، وهي أننا نقول له :
ليعلم العاقل أن تكبيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم عند الله وأجل من كل عمل خير يعمله جميعنا، لو عمر العالم كله .
رسالة التلخيص لوجوه التخليص ج2 ص 160 من الشاملة .
روى أبو داود بإسناد صحيح أن عثمان رضي الله عنه
صلى بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله
عليه وسلم ركعتين ، و مع أبي بكر ركعتين ، و مع عمر ركعتين ، و مع عثمان صدرا
من إمارته ثم أتمها ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتيـــــــــــــــــن متقبلتيـــــــــــــــــــن
ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا ؟ !
قال : الخــــــــــــــــلاف شـــــــــــــــــــــر .
انظر الصحيحة ج1 ص444 .
وروى السراج بسند صحيح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى ركعتين وأبوبكر وعمر وعثمان صدراً
من إمارته ركعتين ثم أن عثمان صلى بمنى أربعاً فكان ابن عمر إذا صلى معهم صلى أربعاً وإذا صلى وحده صلى ركعتين .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في كتابه : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ? وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
قال عليه الصلاة والسلام : " ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " رواه البخاري
عَنْ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى
فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى . البخاري ومسلم
فسره الصاحبي راوي الحديث وبين المراد منه بقوله وفعله :
قيل لابن عمر رضي الله عنه : ما مثنى مثنى ؟ قال : أن تسلم في كل ركعتين . رواه مسلم
وَعَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُسَلِّمُ بَيْنَ الرَّكْعَةِ وَالرَّكْعَتَيْنِ فِي الْوِتْرِ حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ . رواه البخاري .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : ومما ينبغي أن يعلم : أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد منها
من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى الإستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم . ج7ص180
قال الشيخ العلامة علي محفوظ في " الإبداع " ص25 :
أن التمسك بالعمومات مع الغفلة عن بيان الرسول بفعله وتركه هو اتباع المتشابه الذي نهى الله عنه
ولو عوّلنا على العمومات وصرفنا النظر عن البيان لا نفتح باب كبير من أبواب البدعة لا يمكن سده ولا يقف الاختراع في الدين عند حد .
قال الشيخ ملا أحمد رومي الحنفي صاحب " مجالس الأبرار " ما ملخصه :
لأن عدم وقوع الفعل في الصدر الأول إما لعدم الحاجة إليه أو لوجود مانع أو لعدم تنبه أو لتكاسل أو لكراهة أو لعدم مشروعيته
والأولان منفيان في العبادات البدنية المحضة لأن الحاجة في التقرب إلى الله تعالى لا تنقطع وبعد ظهور الإسلام لم يكن منها مانع
ولا يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم عدم التنبه والتكاسل فذاك أسوأ الظن المؤدي إلى الكفر فلم يبق إلا كونها سيئة غير مشروعة
وكذلك يقال لمن أتى في العبادات البدنية المحضة بصفة لم تكن في زمن الصحابة .
من صلاة التراويح ص28
قال الإمام أحمد رحمه الله :
أصول السنة عندنا : التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقتداء بهم ....
قال الشيخ ربيع حفظه الله : فالذي عليه أصحاب رسول الله هو المقياس للمحقين الذين يتمسكون بهذا الأصل .
" والاقتداء بهم " الاقتداء بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم القدوة وهم الأسوة .
ويشير إلى الحديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور " .
وكذلك حديث الفرقة الناجية حينما أخبر الرسول أن " هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " .
قالوا : من هي ؟ قال : " ما أنا عليه وأصحابي " . ...
الشاهد : أن الاقتداء بالصحابة فيه النجاة هو سفينة النجاة لأنهم شاهدوا نزول الوحي وتلقوا فقه القرآن والسنة
وتـــطــــبــــيـــــق ذلك من رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ فهم قدوة ولهذا يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ :
" ما أنا عليه وأصحابي " . ويقول : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " . أهـ باختصار .
ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
السنة تحكم بين الناس لاعمل أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وبالله التوفيق .
4761ـ عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال قلت له : أنقتصر على وتر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بل زيادة الخير أحب إلى .
قَالَ الإمام مَالِكٌ رحمه الله : بَعَثَ إلَيَّ الْأَمِيرُ وَأَرَادَ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ قِيَامِ رَمَضَانَ الَّذِي كَانَ يَقُومُهُ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ ،
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : وَهُوَ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَكْعَةً بِالْوِتْرِ سِتٌّ وَثَلَاثُونَ رَكْعَةً وَالْوِتْرُ ثَلَاثٌ ،
قَالَ مَالِكٌ : فَنَهَيْته أَنْ يُنْقِصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ، وَقُلْتُ لَهُ : هَذَا مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ عَلَيْهِ وَهَذَا الْأَمْرُ الْقَدِيمُ الَّذِي لَمْ تَزَلْ النَّاسُ عَلَيْهِ . المدونة ج2 ص51
فِي قُنُوتِ رَمَضَانَ وَوِتْرِهِ قَالَ :
وَقَالَ مَالِكٌ فِي الْحَدَثِ الَّذِي يَذْكُرُهُ : مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ إلَّا وَهُمْ يَلْعَنُونَ الْكَفَرَةَ فِي رَمَضَانَ ،
قَالَ : لَيْسَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ وَلَا أَرَى أَنْ يَعْمَلَ بِهِ وَلَا يَقْنُتَ فِي رَمَضَانَ لَا فِي أَوَّلِهِ وَلَا فِي آخِرِهِ ، وَلَا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ وَلَا فِي الْوِتْرِ أَصْلًا . ص59
قال ابن القيم رحمه الله :
والسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدفع ولا ترد بعمل أهل بلد كائنا من كان
وقد أحدث الأمراء بالمدينة وغيرها في الصلاة أمورا استمر عليها العمل ولم يلتفت إلى إستمراره
وعمل أهل المدينة الذي يحتج به ما كان في زمن الخلفاء الراشدين
وأما عملهم بعد موتهم وبعد انقراض عصر من كان بها من الصحابة فلا فرق بينهم وبين عمل غيرهم
والسنة تحكم بين الناس لاعمل أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وبالله التوفيق " .الزاد ص 261 .
وَقَالَ صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ : أَدْرَكْت النَّاسَ قَبْلَ الْحَرَّةِ يَقُومُونَ بِإِحْدَى وَأَرْبَعِينَ رَكْعَةً وَيُوتِرُونَ بِخَمْسٍ ،
يُسَلِّمُونَ بَيْنَ كُلِّ اثْنَتَيْنِ ، وَيُوتِرُونَ بِوَاحِدَةٍ ، وَيُصَلُّونَ الْخَمْسَ جَمِيعًا رَوَاهُ الْأَثْرَمُ . المغني
وعلى الصحيح الثابت ينبغي أن ينزل قول ابن قدامة قال رحمه الله تعالى :
فَأَمَّا مَا رَوَاهُ صَالِحٌ ، فَإِنَّ صَالِحًا ضَعِيفٌ ، ثُمَّ لَا نَدْرِي مَنْ النَّاسُ الَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ ؟ فَلَعَلَّهُ قَدْ أَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنْ النَّاسِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ ،
ثُمَّ لَوْ ثَبَتَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ فَعَلُوهُ لَكَانَ مَا فَعَلَهُ عُمَرُ ، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ فِي عَصْرِهِ ، أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ ،
........وَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى وَأَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ . المغني ج2 ص389 .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في قصة مناظرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في قتال مانعي الزكاة :
وفي القصة دليل على أن السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة ويطلع عليها آحادهم
ولهذا لا يُلتفت إلى الآراء ـ ولو قويت ـ مع وجود سنة تخالفها ولا يقال : كيف خفي ذا على فلان ؟! .
الفتح ( 1 / 76 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
والصلاة في أول الشهر كآخره قال العلامة ابن العثيمين رحمه الله تعالى (2) :
ولا فَرْقَ في هذا العدد بين أوَّلِ الشَّهرِ وآخره. وعلى هذا؛ فيكون قيامُ العشرِ الأخيرة كالقيام في أوَّل الشَّهر.
فإذا قلنا: إنَّ الأفضل إحدى عشرةَ في العشرين الأُولى، قلنا: إنَّ الأفضل إحدى عشرة في العشر الأخيرة ولا فَرْقَ؛ لأنَّ عائشة رضي الله عنها تقول:
«ما كان يزيد في رمضان ولا غيره» ولم تَسْتَثْنِ العشرَ الأواخرَ، لكن تختصُّ العشر الأواخر بالإطالة فإن الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يقومُ فيها الليلَ كلَّه .
وعلى هذا؛ فيطيل. ص52
وقال العلامة الألباني رحمه الله :
بدعة
الهدى والنور / ش719 د40 .
ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ الإمام مَالِكٌ رحمه الله : لَيْسَ خَتْمُ الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ بِسُنَّةٍ لِلْقِيَامِ . ج2 ص54المدونة
ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1 ، 2 ـ ومع هذا التقرير الحسن للعلامة ابن عثيمين رحمه الله فهو لا يرى ما نع من الزيادة .
وللتوسع والتفصيل ينظر كتاب صلاة التراويح للعلامة الألباني رحمه الله رحمة واسعة .
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تشرع صلاة التراويح جماعة في ليالي شهر رمضان خاصة يجهر الإمام فيها بالقراءة ويزيد فيها الدعاء في النصف الثاني من الشهر
وعدد ركعاتها أحدى عشرة ركعة ومن صلى مع الإمام صلى بصلاته حتى ينصرف فإن الخلاف شر وله أن يصلي وحده ويقوم ولو بركعة واحدة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . البخاري ومسلم
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول
ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح قال وكنا ندعو السحور الفلاح . أحمد والنسائي
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت :
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة . البخاري ومسلم
وعلى ذلك جمع الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه الذين كانوا يصلون أوزاعاً متفرقين من الصحابة والتابعين .
عن عروة بن الزبير أن عبد الرحمن بن عبد القاري ، وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال
أن عمر ، خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القارئ ، فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون
يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل ، فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل
ثم عزم عمر على ذلك ، وأمر أبي بن كعب أن يقوم لهم في رمضان ، فخرج عمر عليهم ، والناس يصلون بصلاة قارئهم
فقال عمر : نعم البدعة هي ، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون ، - يريد آخر الليل - فكان الناس يقومون أوله
وكانوا يلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ، ولا يؤمنون بوعدك ، وخالف بين كلمتهم
وألق في قلوبهم الرعب ، وألق عليهم رجزك وعذابك ، إله الحق ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير
ثم يستغفر للمؤمنين قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة ، وصلاته على النبي ، واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ، ومسألته :
اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ربنا ، ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك لمن عاديت ملحق ، ثم يكبر ويهوي ساجداً .
ابن خزيمة وأصله في البخاري .
وكان ذلك على أحدى عشرة ركعة .
فعن السائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة .
مالك في الموطأ
قال السيوطي رحمه الله :
" وقال الجوري - من أصحابنا - عن مالك أنه قال : الذي جمع عليه الناس عمر بن الخطاب أحب إلي وهو إحدى عشرة ركعة
وهي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له إحدى عشرة ركعة بالوتر ؟ قال : نعم وثلاث عشرة قريب
قال : ولا أدري من أين أُحدث هذا الركوع الكثير ؟ "
قال العيني : وهو اختيار مالك لنفسه لنفسه واختاره أبو بكر بن العربي .
قال الإمام ابن العربي رحمه الله :
مازاد النبي عليه السلام في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة وهذه الصلاة هي قيام الليل فوجب أن يقتدى فيها بالنبي عليه الصلاة والسلام .
شرح الترمذي 4 /19 .
قال المباركفوري رحمه الله :
قلت القول الراجح المختار الأقوى من حيث الدليل هو هذا القول الأخير الذي اختاره مالك لنفسه أعني إحدى عشرة ركعة
وهو الثابت عن رسول الله بالسند الصحيح بها أمر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
وأما الأقوال الباقية فلم يثبت واحد منها عن رسول الله بسند صحيح ولا ثبت الأمر به عن أحد من الخلفاء الراشدين بسند صحيح خال عن الكلام .
تحفة الأحوذي ج3 ص440 .
قال العلامة ابن العثيمين رحمه الله (1) :
والذي صَحَّ عنه ما روته عائشةُ أمُّ المؤمنين رضي الله عنها أنه كان لا يزيدُ على إحدى عشرة رَكعةً.
فقد سُئلت: كيف كانت صلاةُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في رمضان؟ فقالت: كان لا يزيدُ في رمضانَ ولا غيره على إحدى عشرة ركعة .
وهذا نصٌّ صريحٌ مِن عائشةَ، وهي مِن أعلم النَّاس به فيما يفعله ليلاً.
وقال رحمه الله :
... ولكن روى مالكٌ في «الموطأ» بإسنادٍ مِن أصحِّ الأسانيد أن عُمرَ بن الخطاب رضي الله عنه أَمَرَ تَميماً الدَّاريَّ وأُبيَّ بنَ كعب أنْ يقوما بالنَّاس بإحدى عشرةَ ركعةً .
وهذا نصٌّ صريحٌ، وأَمْرٌ مِن عُمرَ رضي الله عنه، وهو اللائقُ به رضي الله عنه، لأنَّه مِن أشدِّ النَّاسِ تمسُّكاً بالسُّنَّةِ
وإذا كان الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم لم يَزِدْ على إحدى عشرةَ ركعةً، فإنَّنا نعتقد بأن عُمرَ بنَ الخطَّاب رضي الله عنه سوف يتمسَّك بهذا العدد .
وعلى هذا؛ فيكون الصحيح في هذه المسألة: أنَّ السُّنَّة في التَّراويح أن تكون إحدى عشرة ركعة .
الشرح الممتع : (ج4 ص50 ، 51 )
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تحل له أن يدعها لقول أحد .
توجيه النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاده لمن أراد الزيادة .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : صمنا فلم يصل صلى الله عليه وسلم بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل
ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلنا : يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال :
" إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " .
أصحاب السنن وغيرهم
قَالَ أَبُو دَاوُد : سَمِعْت أَحْمَدَ يَقُولُ : يُعْجِبُنِي أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ الْإِمَامِ ، وَيُوتِرَ مَعَهُ .
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّ الرَّجُلَ إذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ ، حَتَّى يَنْصَرِفَ ، كُتِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ } .
قَالَ : وَكَانَ أَحْمَدُ يَقُومُ مَعَ النَّاسِ ، وَيُوتِرُ مَعَهُمْ .
قَالَ الْأَثْرَمُ : وَأَخْبَرَنِي الَّذِي كَانَ يَؤُمُّهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مَعَهُمْ التَّرَاوِيحَ كُلَّهَا وَالْوِتْرَ .
قَالَ : وَيَنْتَظِرُنِي بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى أَقُومَ ثُمَّ يَقُومَ ، كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إلَى حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ { إذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ }
تحذيره عليه الصلاة والسلام لمن لم يكتف بعبادته ورغب عن سنته .
عن أنس بن مالك قال : " جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يسألون عن عبادة النبي ( صلى الله عليه وسلم )
فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا : وأين نحن من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
فقال أحدهم : أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا وقال آخر : أصوم الدهر ولا أفطر . وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا !
فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليهم فقال : أنتم الذين قلتم كذاوكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له
ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " . البخاري
قال ابن حزم رحمه الله :
..... لكن من أراد الزيادة فليطول القراءة والركوع والسجود ما شاء
فإني أخاف عليه ما خافه مالك بن أنس إذ سأله سائل عن رجل أحرم قبل الميقات، فكره ذلك وقال:
لعله يتوهم أنه يأتي بأحسن مما أتى به نبيه عليه السلام فيهلك !
وأنا لكل أحد أن يزيد على عدد ما كان ينتفل به نبيه محمد لوجهين :
أحدهما قول الله عز وجل: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .
والثاني: أن يخطر الشيطان في قلبه فيوسوس أنه قد فعل من الخير أكثر مما كان محمد يفعله، فيهلك في الأبد ويحبط عمله
ويجد صلاته وصيامه في ميزان سيئاته
فيا لها مصيبة ما أعظمها، أن يحصل في جملة من قال الله تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة* عاملة ناصية* تصلى ناراً حامية} .
فلا دنيا ولا آخرة، على أن مداواة هذا البلاء لمن امتحن به سهلة، وهي أننا نقول له :
ليعلم العاقل أن تكبيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم عند الله وأجل من كل عمل خير يعمله جميعنا، لو عمر العالم كله .
رسالة التلخيص لوجوه التخليص ج2 ص 160 من الشاملة .
روى أبو داود بإسناد صحيح أن عثمان رضي الله عنه
صلى بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله
عليه وسلم ركعتين ، و مع أبي بكر ركعتين ، و مع عمر ركعتين ، و مع عثمان صدرا
من إمارته ثم أتمها ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتيـــــــــــــــــن متقبلتيـــــــــــــــــــن
ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا ؟ !
قال : الخــــــــــــــــلاف شـــــــــــــــــــــر .
انظر الصحيحة ج1 ص444 .
وروى السراج بسند صحيح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى ركعتين وأبوبكر وعمر وعثمان صدراً
من إمارته ركعتين ثم أن عثمان صلى بمنى أربعاً فكان ابن عمر إذا صلى معهم صلى أربعاً وإذا صلى وحده صلى ركعتين .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في كتابه : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ? وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
قال عليه الصلاة والسلام : " ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " رواه البخاري
عَنْ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى
فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى . البخاري ومسلم
فسره الصاحبي راوي الحديث وبين المراد منه بقوله وفعله :
قيل لابن عمر رضي الله عنه : ما مثنى مثنى ؟ قال : أن تسلم في كل ركعتين . رواه مسلم
وَعَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُسَلِّمُ بَيْنَ الرَّكْعَةِ وَالرَّكْعَتَيْنِ فِي الْوِتْرِ حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ . رواه البخاري .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : ومما ينبغي أن يعلم : أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد منها
من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى الإستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم . ج7ص180
قال الشيخ العلامة علي محفوظ في " الإبداع " ص25 :
أن التمسك بالعمومات مع الغفلة عن بيان الرسول بفعله وتركه هو اتباع المتشابه الذي نهى الله عنه
ولو عوّلنا على العمومات وصرفنا النظر عن البيان لا نفتح باب كبير من أبواب البدعة لا يمكن سده ولا يقف الاختراع في الدين عند حد .
قال الشيخ ملا أحمد رومي الحنفي صاحب " مجالس الأبرار " ما ملخصه :
لأن عدم وقوع الفعل في الصدر الأول إما لعدم الحاجة إليه أو لوجود مانع أو لعدم تنبه أو لتكاسل أو لكراهة أو لعدم مشروعيته
والأولان منفيان في العبادات البدنية المحضة لأن الحاجة في التقرب إلى الله تعالى لا تنقطع وبعد ظهور الإسلام لم يكن منها مانع
ولا يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم عدم التنبه والتكاسل فذاك أسوأ الظن المؤدي إلى الكفر فلم يبق إلا كونها سيئة غير مشروعة
وكذلك يقال لمن أتى في العبادات البدنية المحضة بصفة لم تكن في زمن الصحابة .
من صلاة التراويح ص28
قال الإمام أحمد رحمه الله :
أصول السنة عندنا : التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقتداء بهم ....
قال الشيخ ربيع حفظه الله : فالذي عليه أصحاب رسول الله هو المقياس للمحقين الذين يتمسكون بهذا الأصل .
" والاقتداء بهم " الاقتداء بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم القدوة وهم الأسوة .
ويشير إلى الحديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور " .
وكذلك حديث الفرقة الناجية حينما أخبر الرسول أن " هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " .
قالوا : من هي ؟ قال : " ما أنا عليه وأصحابي " . ...
الشاهد : أن الاقتداء بالصحابة فيه النجاة هو سفينة النجاة لأنهم شاهدوا نزول الوحي وتلقوا فقه القرآن والسنة
وتـــطــــبــــيـــــق ذلك من رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ فهم قدوة ولهذا يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ :
" ما أنا عليه وأصحابي " . ويقول : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " . أهـ باختصار .
ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
السنة تحكم بين الناس لاعمل أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وبالله التوفيق .
4761ـ عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال قلت له : أنقتصر على وتر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بل زيادة الخير أحب إلى .
قَالَ الإمام مَالِكٌ رحمه الله : بَعَثَ إلَيَّ الْأَمِيرُ وَأَرَادَ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ قِيَامِ رَمَضَانَ الَّذِي كَانَ يَقُومُهُ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ ،
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ : وَهُوَ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَكْعَةً بِالْوِتْرِ سِتٌّ وَثَلَاثُونَ رَكْعَةً وَالْوِتْرُ ثَلَاثٌ ،
قَالَ مَالِكٌ : فَنَهَيْته أَنْ يُنْقِصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ، وَقُلْتُ لَهُ : هَذَا مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ عَلَيْهِ وَهَذَا الْأَمْرُ الْقَدِيمُ الَّذِي لَمْ تَزَلْ النَّاسُ عَلَيْهِ . المدونة ج2 ص51
فِي قُنُوتِ رَمَضَانَ وَوِتْرِهِ قَالَ :
وَقَالَ مَالِكٌ فِي الْحَدَثِ الَّذِي يَذْكُرُهُ : مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ إلَّا وَهُمْ يَلْعَنُونَ الْكَفَرَةَ فِي رَمَضَانَ ،
قَالَ : لَيْسَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ وَلَا أَرَى أَنْ يَعْمَلَ بِهِ وَلَا يَقْنُتَ فِي رَمَضَانَ لَا فِي أَوَّلِهِ وَلَا فِي آخِرِهِ ، وَلَا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ وَلَا فِي الْوِتْرِ أَصْلًا . ص59
قال ابن القيم رحمه الله :
والسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدفع ولا ترد بعمل أهل بلد كائنا من كان
وقد أحدث الأمراء بالمدينة وغيرها في الصلاة أمورا استمر عليها العمل ولم يلتفت إلى إستمراره
وعمل أهل المدينة الذي يحتج به ما كان في زمن الخلفاء الراشدين
وأما عملهم بعد موتهم وبعد انقراض عصر من كان بها من الصحابة فلا فرق بينهم وبين عمل غيرهم
والسنة تحكم بين الناس لاعمل أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وبالله التوفيق " .الزاد ص 261 .
وَقَالَ صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ : أَدْرَكْت النَّاسَ قَبْلَ الْحَرَّةِ يَقُومُونَ بِإِحْدَى وَأَرْبَعِينَ رَكْعَةً وَيُوتِرُونَ بِخَمْسٍ ،
يُسَلِّمُونَ بَيْنَ كُلِّ اثْنَتَيْنِ ، وَيُوتِرُونَ بِوَاحِدَةٍ ، وَيُصَلُّونَ الْخَمْسَ جَمِيعًا رَوَاهُ الْأَثْرَمُ . المغني
وعلى الصحيح الثابت ينبغي أن ينزل قول ابن قدامة قال رحمه الله تعالى :
فَأَمَّا مَا رَوَاهُ صَالِحٌ ، فَإِنَّ صَالِحًا ضَعِيفٌ ، ثُمَّ لَا نَدْرِي مَنْ النَّاسُ الَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ ؟ فَلَعَلَّهُ قَدْ أَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنْ النَّاسِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ ،
ثُمَّ لَوْ ثَبَتَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ فَعَلُوهُ لَكَانَ مَا فَعَلَهُ عُمَرُ ، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ فِي عَصْرِهِ ، أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ ،
........وَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى وَأَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ . المغني ج2 ص389 .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في قصة مناظرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في قتال مانعي الزكاة :
وفي القصة دليل على أن السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة ويطلع عليها آحادهم
ولهذا لا يُلتفت إلى الآراء ـ ولو قويت ـ مع وجود سنة تخالفها ولا يقال : كيف خفي ذا على فلان ؟! .
الفتح ( 1 / 76 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
والصلاة في أول الشهر كآخره قال العلامة ابن العثيمين رحمه الله تعالى (2) :
ولا فَرْقَ في هذا العدد بين أوَّلِ الشَّهرِ وآخره. وعلى هذا؛ فيكون قيامُ العشرِ الأخيرة كالقيام في أوَّل الشَّهر.
فإذا قلنا: إنَّ الأفضل إحدى عشرةَ في العشرين الأُولى، قلنا: إنَّ الأفضل إحدى عشرة في العشر الأخيرة ولا فَرْقَ؛ لأنَّ عائشة رضي الله عنها تقول:
«ما كان يزيد في رمضان ولا غيره» ولم تَسْتَثْنِ العشرَ الأواخرَ، لكن تختصُّ العشر الأواخر بالإطالة فإن الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يقومُ فيها الليلَ كلَّه .
وعلى هذا؛ فيطيل. ص52
وقال العلامة الألباني رحمه الله :
بدعة
الهدى والنور / ش719 د40 .
ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ الإمام مَالِكٌ رحمه الله : لَيْسَ خَتْمُ الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ بِسُنَّةٍ لِلْقِيَامِ . ج2 ص54المدونة
ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1 ، 2 ـ ومع هذا التقرير الحسن للعلامة ابن عثيمين رحمه الله فهو لا يرى ما نع من الزيادة .
وللتوسع والتفصيل ينظر كتاب صلاة التراويح للعلامة الألباني رحمه الله رحمة واسعة .
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .