قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معرض محاججة القائلين بالمجاز في كتابه (الإيمان ص86-87) مبينا أن ما خص بمتصل لا يقال فيه أنه عام مخصوص :
" ...ومما يدل على ذلك أن الناس اختلفوا في " العام " إذا خص هل يكون استعماله فيما بقي حقيقة أو مجازا ؟ وكذلك لفظ " الأمر " إذا أريد به الندب هل يكون حقيقة أو مجازا ؟ وفي ذلك قولان لأكثر الطوائف: لأصحاب أحمد قولان ولأصحاب الشافعي قولان ولأصحاب مالك قولان.
ومن الناس من ظن أن هذا الخلاف يطرد في التخصيص المتصل كالصفة والشرط والغاية والبدل وجعل يحكي في ذلك أقوال من يفصل كما يوجد في كلام طائفة من المصنفين في أصول الفقه، وهذا مما لم يعرف أن أحدا قاله فجعل اللفظ العام المقيد في الصفات والغايات والشروط مجازا بل لما أطلق بعض المصنفين أن اللفظ العام إذا خص يصير مجازا ; ظن هذا الناقل أنه عنى التخصيص المتصل وأولئك لم يكن في اصطلاحهم عام مخصوص إلا إذا خص بمنفصل.
وأما المتصل ; فلا يسمون اللفظ عاما مخصوصا البتة، فإنه لم يدل إلا متصلا والاتصال منعه العموم، وهذا اصطلاح كثير من الأصوليين وهو الصواب.
لا يقال لما قيد بالشرط والصفة ونحوهما: أنه داخل فيما خص من العموم ولا في العام المخصوص ; لكن يقيد فيقال: تخصيص متصل وهذا المقيد لا يدخل في التخصيص المطلق " انتهى.
" ...ومما يدل على ذلك أن الناس اختلفوا في " العام " إذا خص هل يكون استعماله فيما بقي حقيقة أو مجازا ؟ وكذلك لفظ " الأمر " إذا أريد به الندب هل يكون حقيقة أو مجازا ؟ وفي ذلك قولان لأكثر الطوائف: لأصحاب أحمد قولان ولأصحاب الشافعي قولان ولأصحاب مالك قولان.
ومن الناس من ظن أن هذا الخلاف يطرد في التخصيص المتصل كالصفة والشرط والغاية والبدل وجعل يحكي في ذلك أقوال من يفصل كما يوجد في كلام طائفة من المصنفين في أصول الفقه، وهذا مما لم يعرف أن أحدا قاله فجعل اللفظ العام المقيد في الصفات والغايات والشروط مجازا بل لما أطلق بعض المصنفين أن اللفظ العام إذا خص يصير مجازا ; ظن هذا الناقل أنه عنى التخصيص المتصل وأولئك لم يكن في اصطلاحهم عام مخصوص إلا إذا خص بمنفصل.
وأما المتصل ; فلا يسمون اللفظ عاما مخصوصا البتة، فإنه لم يدل إلا متصلا والاتصال منعه العموم، وهذا اصطلاح كثير من الأصوليين وهو الصواب.
لا يقال لما قيد بالشرط والصفة ونحوهما: أنه داخل فيما خص من العموم ولا في العام المخصوص ; لكن يقيد فيقال: تخصيص متصل وهذا المقيد لا يدخل في التخصيص المطلق " انتهى.