[فوائد مستخلصة] من أعذار ترك الجماعة السمنة المفرطة

[أم عبد الله بنت عبد الكريم]

قال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه :

بَابُ فَرْضِ الْجَمَاعَةِ، وَالْأَعْذَارِ الَّتِي تُبِيحُ تَرْكَهَا ........ ذِكْرُ الْعُذْرِ الرَّابِعِ وَهُوَ السِّمَنُ الْمُفْرِطُ الَّذِي يَمْنَعُ الْمَرْءَ مِنْ حُضُورِ الْجَمَاعَاتِ


أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَ ضَخْمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ الصَّلَاةَ مَعَكَ، فَلَوْ أَتَيْتَ مَنْزِلِي فَصَلَّيْتَ فِيهِ فَأَقْتَدِيَ بِكَ، فَصَنَعَ الرَّجُلُ لَهُ طَعَامًا وَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ، فَبَسَطَ لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ لَهُمْ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ قَالَ: فَقَالَ فُلَانُ بْنُ الْجَارُودِ لِأَنَسٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: «مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهَا غَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ».

[أبو عائشة محمد عواد]

رد: من أعذار ترك الجماعة السمنة المفرطة

بارك الله فيكم على هذه الفائدة إلا أنه وجب التنبيه على أن الحديث المذكور يحتاج تحقيقا -بغض النظر عن صحت الحديث بالطبع - فالمعروف عند المحدثين أن أصحاب السنن و المسندات و غيرهم لا تخلوا كتبهم من أحاديث ضعيفة أو موضوعة تحتاج متابعة و تحقيق و من تلكم الكتب كتاب ابن حبان المعروف بـ" المسند الصحيح على التقاسيم و الأنواع "و لست أتكلم عن سند الحديث و لا متنه فلست أهلا لذلك مع أن الحديث هذا قد ذكره البخاري في صحيحه ، و ابن حبان رحمه الله مع مكانته في الحديث إلا أنه عُرف بتساهله في التوثيق -كما قال ذلك شيخنا الألباني في- تمام المنة في التعليق على فقه السنة - لذلك أحببنا التنبيه و الله الموفق .
كما أنه وجب التنبيه على مسألة مهمة جدا و هي أن إطلاق إسم الصحيح على غير الصحيحين فيه تساهل كبير.

يقول العراقي رحمه الله :

و من عليها أطلق الصحيحا /// فقد أتى تساهلاً صريحا

وقد علق على كلام العراقي الشيخ الكبير و المحدث الفقيه عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فقال :

لا شك في ذلك ، فالسنن الأربعة جميعها تحتوي على بعض الأحاديث الضعيفة ، و من أطلق على النسائي أو على غيره من السنن اسم الصحيح ، فقد تساهل في الكلام .أنظر شرح اختصار علوم الحديث للحافظ الكبير ابن كثير-

و الله أعلم