صيام التطوع والأيام المنهي عنها
"الحلقة الأولى"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد :"الحلقة الأولى"
فهذه الحلقة السادسة فيها ذكر بعض الفوائد والأحكام المتعلقة بالصيام، وبيان الأيام التي أباح الشارع فيها الصيام واستحبه ، والأيام التي نهى عن صيامها أو كرهها ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
صيام التطوع:
الاثنين والخميس :
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين ؟ قال: ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت او أنزل علي فيه.[1]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم.[2]
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يصوم الاثنين والخميس فقيل يا رسول الله إنك تصوم الاثنين والخميس، فقال: إن يوم الاثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا مهتجرين يقول دعهما حتى يصطلحا .[3]
وعن مولى أسامة بن زيد: أنه انطلق مع أسامة رضي الله عنه إلى وادي القُرَى في طلب مال له، فكان يصوم يوم الاثنين والخميس.
فقال له مولاه: لمَ تصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير؟! فقال: إن نبيَّ اللهَ صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس، وسُئِلَ عن ذلك؟ فقال: إن أعمال العباد تعرض يوم الإثنين ويوم الخميس.[4]
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال أي يومين قلت يوم الاثنين والخميس قال ذلك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم.[5]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرّى صوم الاثنين والخميس.[6]
حرص السلف على هذه السنة :
عن أبي عقبة قال كان أبو هريرة رضي الله عنه يصوم الاثنين والخميس.[7]
وعن برد عن مكحول أيضا :أنه كان يصوم يوم الاثنين والخميس وكان يقول : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين وترفع أعمال بني آدم يوم الاثنين والخميس.[8]
وعن عاصم عن زر عن عبد الله ط: أنه كان يصوم الاثنين والخميس.[9]
قال ابن رجب رحمه الله : روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز و جل: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) قال : يكتب كل ما تكلم به من خير و شر حتى أنه ليكتب قوله : أكلت و شربت ، و ذهبت وجئت ورأيت ، حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله و عمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره ، فذلك قوله تعالى : يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب.
وقال رحمه الله: وكان إبراهيم النخعي يبكي إلى امرأته يوم الخميس و تبكي إليه و يقول : اليوم تعرض أعمالنا على الله عز و جل ،فهذا عرض خاص في هذين اليومين غير العرض العام كل يوم فإن ذلك عرض دائم بكرة و عشيا.[10]
صوم يوم وإفطار يوم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألم أحدث أنك تقول لأقومن الليل ولأصومن النهار؟ قال أحسبه قال: نعم يا رسول الله ،قد قلت ذاك قال قم ونم وصم وأفطر وصم من كل شهر ثلاثة أيام وذاك مثل صيام الدهر قال قلت يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وأفطر يومين قال فقلت إني أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وأفطر يوما وهو أعدل الصيام وهو صيام داود قلت إني أطيق أفضل من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أفضل من ذلك.[11]
وفي رواية : أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما.[12]
ثلاثة أيام من كل شهر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على الوتر .[13]
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت الذي تقول ذلك، فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين فقلت إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أفضل من ذلك قال عبد الله بن عمرو لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أهلي ومالي.
وعن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم فقال صم يوما من الشهر قلت يا رسول الله زدني زدني قال تقول يا رسول الله زدني زدني يومين من كل شهر قلت يا رسول الله زدني زدني إني أجدني قويا فقال زدني زدني أجدني قويا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت أنه ليردني قال صم ثلاثة أيام من كل شهر.[14]
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله.[15]
وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :صيام حسن ثلاثة أيام من الشهر.[16]
وعن قرة بن إياس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره.[17]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر.[18]
وعن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قيل للنبي صلى الله عليه وسلم رجل يصوم الدهر فقال وددت أنه لم يطعم الدهر قالوا فثلثيه قال أكثر قالوا فنصفه قال أكثر ثم قال ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر قال صوم ثلاثة أيام من كل شهر.[19]
وعن معاذة العدوية أنها سألت عائشة رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم فقلت لها : من أي أيام الشهر كان يصوم ؟ قالت : لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم.[20]
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر يوم الاثنين من أول الشهر والخميس الذي يليه ثم الخميس الذي يليه.[21]
وعن هنيدة الخزاعي قال: دخلت على أم المؤمنين سمعتها تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام أول اثنين من الشهر ثم الخميس ثم الخميس الذي يليه.[22]
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام الاثنين والخميس من هذه الجمعة والإثنين من المقبلة.[23]
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلمبثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وبأن لا أنام حتى أوتر.[24]
يستحب صومها في أيام البيض[25]:
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة .[26]
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة.[27]
وعن ابن ملحان القيسي عن أبيه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال وقال صلى الله عليه وسلم وهو كهيئة الدهر.[28]
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، هل لابد أن تكون في الأيام البيض فقط ؟ أم يجوز أن يصام منها ثلاثة أيام من أي يوم في الشهر ؟
فأجاب بقوله:
يجوز للإنسان أن يصوم في أول الشهر ، أو وسطه ، أو آخره ، متتابعة ، أو متفرقة ، لكن الأفضل أن تكون في الأيام البيض الثلاثة وهي : ثلاثة عشر ، وأربعة عشر ، وخمسة عشر ،
قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، لا يبالي أصامها من أوله ، أو آخر الشهر.[29]
صيام أكثر شعبان :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لايفطر ويفطر حتى نقول لايصوم ومارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهرا إلا رمضان ومارأيته أكثر صياما منه في شعبان.[30]
وفي رواية: قالت : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلميصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول ( خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ) . وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلمما دووم عليه وإن قلت وكان إذا صلى صلاة داوم عليها.[31]
عن أبي سلمة قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلمفقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا .[32]
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال :قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.[33]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ولا يفطر حتى نقول ما في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطر العام ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول ما في نفسه أن يصوم العام وكان أحب الصوم إليه في شعبان .[34]
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان.[35]
عن ابن عباس رضي الله عنهماقال : ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم.[36]
عن عبدالله بن شقيق قال قلت لعائشة رضي الله عنها : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلميصوم شهرا كله ؟ قالت ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان ولا أفطره كله حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله صلى الله عليه وسلم.[37]
صيام ستة أيام من شوال :
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر.[38]
وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام سنة.[39]
وعنه رضي الله عنه أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.[40]
هل يقدّم صيام الستة من الشوال على قضاء رمضان :
من كان عليه قضاء من رمضان وأراد أن يصوم ستا من شوال فلا يحصل له ثواب أجر الوارد في صيام الستة من شوال حتى يصوم ما عليه من قضاء رمضان لأن لفظ الحديث يقتضي ذلك ومقيد بمن صام رمضان،ولأن الأداء يحكي القضاء ، ولأن من كان عليه دين من شهر رمضان لا يصدق عليه أنه صام شهر رمضان لأن القضاء باقٍ في ذمته فهو مطالب بالفرض أولا لقوله : صلى الله عليه وسلم" من صام رمضان ، ثم أَتْبَعَه ستاً من شوال كان كصيام".
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عما إذا كان على المرأة دين من رمضان فهل يجوز أن تقدم الست على الدين أم الدين على الست ؟
فأجاب بقوله :
إذا كان على المرأة قضاء من رمضان فإنها لا تصوم الستة أيام من شوال إلا بعد القضاء ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال ) ومن عليها قضاء من رمضان لم تكن صامت رمضان فلا يحصل لها ثواب الأيام الست إلا بعد أن تنتهي من القضاء ، فلو فرض أن القضاء استوعب جميع شوال ، مثل أن تكون امرأة نفساء ولم تصم يوما من رمضان ، ثم شرعت في قضاء الصوم في شوال ولم تنته إلا بعد دخول شهر ذي القعدة فإنها تصوم الأيام الستة ، ويكون لها أجر من صامها في شوال ، لأن تأخيرها هنا للضرورة وهو ( أي صيامها للست في شوال) متعذر ، فصار لها الأجر.[41]
صوم عشر ذي الحجة :
عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين .[42]
وأما ما رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط [43]. فإنه يدل على مبلغ علمهال وعدم العلم بالشيء ليس علما بالعدم كما هو مقرّر عند أهل العلم، فهي لنفت ، والنصوص التي سبق ذكرها فيها إثبات صيام العشر ، والإثبات أقوى ومقدم على النفي ، فمن رأى وعلم حجةٌ على من لم ير ولم يعلم.
قال النووي رحمه الله : قال العلماء : هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر ، والمراد بالعشر هنا : الأيام التسعة من أول ذي الحجة . قالوا : وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة ، وقد سبقت الأحاديث في فضله وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه . يعنى العشر الأوائل من ذي الحجة " فيتأول قولها " لم يصم العشر " أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم تره صائما فيه ، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر ، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر الاثنين من الشهر والخميس " ورواه أبو داود وهذا لفظه وأحمد والنسائي وفي روايتهما " وخميسين "[44]
صيام يوم عرفة لغير الحاج :
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف تصوم ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه . فقال عمر : يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله ؟ قال : لا صام ولا أفطر أو قال :لم يصم ولم يفطر . قال : كيف من يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال : ويطيق ذلك أحد . قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال : ذاك صوم داود عليه السلام قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يومين ؟ قال : وددت أني طوقت ذلك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله ، وصيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله.[45]
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ قال :يكفر السنة الماضية والباقية.[46]
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين.[47]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة.[48]
وعن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده.[49]
وعن سعيد بن جبير قال: سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن صوم يوم عرفة فقال كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدله بصوم سنتين.[50]
استحباب الفطر للحاج بعرفة :
اختلف أهل العلم في صيام الحاج يوم عرفة من عدمه والراجح من ذلك أن الفطر هو المستحب في حقه.
فعن أم الفضل رضي الله عنها قالت : شك ناسٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عرفة ونحن بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلتُ إليه بقَعْبٍ فيه لبنٌ وهو بعرفة فشربه.[51]
وفي لفظ: أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه .[52]
وعن ميمونة لأن الناس شكّوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت بحلاب وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون .[53]
وعن أبي نَجِيح قال : سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن صوم عرفة ؟ قال : حججتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه ، ومع أبي بكر فلم يصمه ، ومع عمر فلم يصمه ، ومع عثمان فلم يصمه ، وأنا لا أصومه ولا آمُرُ به ولا أنهى عنه.[54]
وعن ابن عباس رضي الله عنهماأنه دعا أخاه عبيدَ الله يوم عرفة إلى طعام ، قال : إني صائم ، قال : إنكم أئمةٌ يُقتَدى بكم ، قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بحِلابٍ في هذا اليوم ، فشرب -وقال يحيى مرّة- أهلُ بيتٍ يُقتَدى بكم.[55]
صيام أكثر شهر المحرم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه قال : سُئل : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة ؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال : أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل ، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم.[56]
وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم.[57]
وعن نافع : أن ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يكاد أن يفطر في أشهر الحرم ولا غيرها.[58]
صيام عاشوراء كان واجبا ثم نسخ :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى . قال : فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم يوم عاشوراء فأمره أن يؤذن في الناس : من كان لم يصم فليصم ومن كان أكل فليتم صيامه إلي الليل.
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلمصامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه.[59]
وعن الربيّع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها قالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه . فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم إياه عند الإفطار.[60]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه.[61]
وعنها رضي الله عنها قالت: أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلمبصيامه حتى فرض رمضان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاء فليصمه ومن شاء أفطر.[62]
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلميأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده[63]
وعن حميد بن عبدالرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان خطيبا بالمدينة خطبهم يوم عاشوراء فقال أين علماؤكم ؟ يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب منكم أن يصوم فليصم ومن أحب أن يفطر فليفطر.[64]
فضل صوم عاشوراء ويوم قبلها أو يوم بعدها :
عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهماقال: حين صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.[65]
وعن ابن عباس رضي الله عنهماقال : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان.[66]
وعنه رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع وفي رواية أبي بكر قال يعني يوم عاشوراء.[67]
وعن ابن عباس رضي الله عنهماأيضا قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون ونحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم وأمر بصيامه.[68]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم .
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله.
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: يكفر السنة الماضية.[69]
وعنه رضي الله عنه أيضا: أنه سئل عن صيام يوم عاشوراء ؟ فقال: ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان.[70]
وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلمصامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان
فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه.[71]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه.
وعن حميد بن عبدالرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان خطيبا بالمدينة خطبهم يوم عاشوراء فقال أين علماؤكم ؟ يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب منكم أن يصوم فليصم ومن أحب أن يفطر فليفطر.
وعن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء وتسعا من ذي الحجة وثلاثة أيام من الشهر أول اثنين من الشهر وخميسين.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة.
هل إظهار السرور يوم عاشوراء والاكتحال والطبخ ونحو ذلك من السنة :
جاء في "مجموع الفتاوى" (25/299)مانصه : وسئل شيخ الإسلام : عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة وطبخ الحبوب وإظهار السرور وغير ذلك إلى الشارع : فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح ؟ أم لا ؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا ؟ وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش وغير ذلك من الندب والنياحة وقراءة المصروع وشق الجيوب . هل لذلك أصل ؟ أم لا ؟.
فأجاب :الحمد لله رب العالمين ، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين . لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم . ولا روى أهل الكتب المعتمدة . في ذلك شيئا لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة..
ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم: أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة.اهـ
هل في الأشهر الحرم صوم :
لم يثبت في تخصيص صيام الأشهر الحرم شيء وقد ورد في ذلك حديث ضعيف لم يثبت ،وكذلك ليس في صيام رجب دليل ثابت ولافضيلة خاصة ،ويبقى ماورد فيه النصوص كصيام الاثنين والخميس وأيام البيض.
عن خرشة بن الحر قال :رأيت عمر رضي الله عنه يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية.[72]
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: كان إذا رأى الناس وما يعدونه لرجب كرهه.[73]
قال ابن تيمية رحمه الله :وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة لايعتمد أهل العلم على شيء منها.[74]
وقال ابن القيم رحمه الله : ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سردا -أي: رجب وشعبان ورمضان- كما يفعله بعض الناس ولا صام رجبا قط ولا استحب صيامه.[75]
وقال : وكل حديث في ذكر صوم رجب، وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى".[76]
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "تبين العجب بما ورد في فضل رجب" (ص23): لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن غيره.اهـ
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" ( 2608 )مانصه : أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع.اهـ
استحباب إخفاء صيام التطوع وغيره من الأعمال الصالحة:
كان السلف يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم عنها زوجة ولاصاحب ولا غيرهما.
عن أبي هريرة قال :إذا كان أحدكم صائما فليدهن حتى لا يُرى عليه أثر صومه ، وإذا بزق فليستتر ببزاقه ، وأشار يزيد بيده كأنه يغطي بها فاه.[77]
عن مسروق عن عبد الله :قال إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهنين.[78]
وقال الحسن البصري :لقد أدركنا أقواما لا يستطيعون أن يسروا من العمل شيئا إلا أسروه.
عن الخريبى قال :كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها.[79]
وعن قتادة قال : يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصائم.[80]
وعن زائدة رحمه الله أن منصورا صام أربعين سنة وقام ليلها ، وكان يبكي فتقول له أمه : يا بني قتلت قتيلا ؟ فيقول : أنا أعلم بما صنعت بنفسي ، فإذا كان الصبح كحل عينيه ودهن رأسه وبرق شفتيه وخرج إلى الناس.[81]
وعن أبي حازم قال : اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك.[82]
قال ابن رجب رحمه الله : و لما كان الصيام سرا بين العبد و بين ربه اجتهد المخلصون في إخفائه بكل طريق حتى لا يطلع عليه أحد ...وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا أصبح أحدكم صائما فليترجل ـ يعني يسرح شعره ـ و يدهنه و إذا تصدق بصدقة عن يمينه فليخفها عن شماله و إذا صلى تطوعا فليصل داخل بيته و قال أبو التياح : أدركت أبي وشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن و لبس صالح ثيابه.
وصام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد كان له دكان فكان كل يوم يأخذ من بيته رغيفين و يخرج إلى دكانه فيتصدق بهما في طريقه فيظن أهله أنه يأكلهما في السوق و يظن أهل السوق أنه أكل في بيته قبل أن يجيء واشتهر بعض الصالحين بكثرة الصيام فكان يقوم يوم الجمعة في مسجد الجامع فيأخذ إبريق الماء فيضع بلبلته في فيه و يمتصها و الناس ينظرون إليه و لا يدخل حلقه منه شيء لينفي عن نفسه ما اشتهر به من الصوم كم يستر الصادقون أحوالهم و ريح الصدق ينم عليهم ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية
كم اكتم حبكم عن الأغيار ... و الدمع يذيع في الهوى أسرارى
كم أستركم هتكتمو أسرارى ... من يخفي في الهوى لهيب النار[83]
مسألة :
ومن كان لا يخشى من الرياء أو رغب في غيره اتباعه في العمل الصالح من التطوع من الصيام وغيره وأظهره فهذا هو الأفضل في حقه.
الأيام المنهيّ عن صيامها:
يوما العيدين :
عن قزعة عن أبى سعيد رضي الله عنه قال سمعت منه حديثا فأعجبني فقلت له آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال فأقول على رسول الله صلى الله عليه وسلمما لم أسمع ؟ قال سمعته يقول : لا يصلح الصيام في يومين يوم الأضحى ويوم الفطر من رمضان.[84]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يومين يوم الفطر ويوم الأضحى.[85]
وعن أبي عبيد قال شهدت العيد مع عمر رضي الله عنه فقال: هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامها :يوم فطركم من صيامكم واليوم الاخر تاكلون فيه من نسككم .[86]
وعقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب.[87]
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمنهى عن صيام يومين يوم الأضحى ويوم الفطر.[88]
عن زياد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال إنى نذرت أن أصوم يوما فوافق يوم أضحى أوفطر فقال ابن عمر رضي الله عنهما أمر الله تعالى بوفاء النذر ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلمعن صوم هذا اليوم.[89]
عن عائشة رضي الله عنها قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلمعن صومين يوم الفطر ويوم الأضحى[90]
قال الشوكاني رحمه الله:وقد أجمع المسلمون على ذلك.[91]
أيام التشريق[92] :
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم اليوم الحادي عشر من ذي الحجة والثاني عشر والثالث عشر ، ولم يرخص في صومها إلا للمتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي .
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب.
عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق ، فنادى : إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وأيام مِنى أيام أكل وشرب.[93]
وعن أبي مرة مولى أم هانئ أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص فقرب إليهما طعاما فقال كل فقال إني صائم فقال عمرو كل فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإفطارها وينهانا عن صيامها قال مالك وهي أيام التشريق.[94]
عن أم مسعود بن الحكم رضي الله عنها قالت :كأني أنظر إلى علي بن أبي طالب على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء يقول :يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أيام التشريق أيام أكل وشرب ليس بأيام صيام.[95]
وعن بيشة الهذلي قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيام التشريق أيام أكل وشرب .[96]
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي أيام مِنى : إنها أيام أكل وشرب فلا صومَ فيها ، يعني أيام التشريق.[97]
عن أبي الشعثاء قال : أتينا ابن عمر رضي الله عنهما في اليوم الأوسط من أيام التشريق ، قال : فأُتي بطعام ، فدنا القوم وتنحَّى ابنٌ له ، قال : فقال له : ادن فاطْعَمْ ، قال : فقال : إني صائم ، قال : فقال : أما علمتَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنها أيام طُعْمٍ وذِكْرٍ.[98]
لكنه يرخص للحاج الذي لم يجد الهدي ان يصوم فيها ,فعن عائشة وابن عمر ب قالا : لم يُرخَّص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي.[99]
عن ابن عمر رضي الله عنهماقال : لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي.[100]
وعنه رضي الله عنه قال : الصيام لمن تمتع بالعمرة إلى الحج إلى يوم عرفة ، فإن لم يجد هَدْياً ولم يصم ، صام أيام منى.[101]
قال النووي رحمه الله :واعلم أن الأصح عند الأصحاب هو القول الجديد أنها لا يصح فيها صوم أصلا , لا للمتمتع ولا لغيره . والأرجح في الدليل صحتها للمتمتع وجوازها له ؛ لأن الحديث في الترخيص له صحيح كما بيناه ، وهو صريح في ذلك فلا عدول عنه.[102]
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : لا يجوز صيام اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لا تطوعا ولا فرضا ، لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامها ولم يرخص في ذلك لأحد إلا لمن لم يجد هدي التمتع [103].
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي بعد عيد الأضحى ، وسميت بأيام التشريق ، لأن الناس يشرقون فيها اللحم ـ أي ينشرونه في الشمس ، لييبس حتى لا يتعفن إذا ادخروه ـ وهذه الأيام الثلاثة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) فإذا كانت كذلك ، أي كان موضوعها الشرعي الأكل والشرب والذكر لله ، فإنها لا تكون وقتا للصيام ، ولهذا قال ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم : ( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ) يعني للمتمتع والقارن فإنهما يصومان ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعا إلى أهلهما ، فيجوز للقارن والمتمتع إذا لم يجدا الهدي أن يصوما هذه الأيام الثلاثة ، حتى لا يفوت موسم الحج قبل صيامهما . وما سوى ذلك فإنه لا يجوز صومها ، حتى ولو كان على الإنسان صيام شهرين متتابعين فإنه يفطر يوم العيد والأيام الثلاثة التي بعده ، ثم يواصل صومه.[104]
صوم يوم الجمعة منفردا :
عن محمد بن عباد قال سأَلت جابرا رضي الله عنه قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال نعم .[105]
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو بعده .[106]
و عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال أصمت أمس ؟ قالت لا قال تريدين أن تصومي غدا قالت لا قال فأفطري .[107]
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم[108].[109]
عن جنادة بن أبى أمية الأزدى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تصوموا يوم الجمعة مفردا.[110]
الحكمة في تحريم صيامها :
من العلل في تحريم تخصيص يوم الجمعة بالصّيام عن سائر الأيام لأن الذي يصومه قد يعتقد أن في صيامه أجرا خاصا لكونه خير يوم طلعت فيه الشمس و لما له من الفضائل الأخرى ، وليتقوّى بالفطر على العبادات في ذلك اليوم العظيم ونحو ذلك ، ويزول هذا المحذور إذا صام يوما قبله أو يوما بعده.
قال النووي رحمه الله : الحكمة في كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم أن الدعاء فيه مستحب وهو أرجى فهو يوم دعاء وذكر وعبادة من الغسل والتبكير إلى الصلاة وانتظارها واستماع الخطبة وإكثار الذكر بعدها لقوله تعالى:{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا}،و يستحب فيه أيضا الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من العبادات في يومها فاستحب له الفطر فيه ليكون أعون على هذه الطاعات وأدائها بنشاط وانشراح والتذاذ بها من غير ملل ولا سآمة وهو نظير الحاج بعرفات فإن الأولى له الفطر كما سبق لهذه الحكمة.
فإن قيل : لو كان كذلك لم تزل الكراهة بصيام قبله أو بعده لبقاء المعنى الذى نهى بسببه ؟
فالجواب: أنه يحصل له بفضيلة الصوم الذى قبله أو بعده ما يجبر ما قد يحصل من فتور أو تقصير في وظائف يوم الجمعة بسبب صومه فهذا هو المعتمد في كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم.[111]
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه : عبد الحميد الهضابي.
[1] ـ أخرجه مسلم (1162)
[2] ـ أخرجه الترمذي (747) ، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1041) .
[3] ـ أخرجه أحمد (21865)،وابن ماجه (1740) ، قال البوصيرى (2/77) : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ،وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه"( 1740).
[4] ـ أخرجه أبو داود (2436)،وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(2436).
[5] ـ أخرجه أحمد (21801) ، والنسائي (235 ، والضياء (1356)،وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي"(235.
[6] ـ أخرجه الترمذي (745)،وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي (745).
[7] ـ أخرجه ابن أبي شيبة (9230)
[8] ـ"لطائف المعارف"(1/13
[9] ـ أخرجه ابن أبي شيبة (9236)
[10] ـ "لطائف المعارف"(1/13
[11] ـ أخرجه البخارى (187 .
[12] ـ أخرجه البخاري ( 1131) ومسلم ( 1159 )
[13] ـ أخرجه البخاري (1124)،ومسلم ( 721 ).
[14] ـ أخرجه النسائي (2433)،وفي "الكبرى"(2740)، وصحح إسناده الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2433)
[15] ـ أخرجه مسلم ( 1162 )
[16] ـ أخرجه أحمد (16322) ، والنسائي (2411) ، وابن حبان (3649) ، والطبراني (8360) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (3573) . وأخرجه أيضا : ابن خزيمة (1891) ، والرويانى (1522) . وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2411)
[17] ـ أخرجه أحمد (15632) ، والطبراني (53) بمعناه . قال الهيثمي (3/196) : رواه أحمد والبزار والطبراني فى الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح ، وابن حبان (3652) . وصححه الألباني في "صحيح الجامع"( 384.
[18] ـ أخرجه أحمد (974) ، والبيهقي فى الكبرى (8220) ، وفى شعب الإيمان (3574) . وأخرجه أيضا : الطيالسى (ص 2393) .وصححه الألباني في "الإرواء"( 4/99)
[19] ـ أخرجه النسائي (2385) . وعبد الرزاق (7867) . وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2385)
[20] ـ أخرجه مسلم ( 1160 )
[21] ـ أخرجه النسائي (2414)،وفي "الكبرى"( 2722)،وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2414)
[22] ـ أخرجه النسائي (2415)،وفي "الكبرى"( 2723)،وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2415)
[23] ـ أخرجه النسائي (2365)،وفي "الكبرى"( 2674)،وحسنه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2365) وقال :لكن الأصح بلفظ " وخميس "
[24] ـ أخرجه مسلم ( 722 )
[25] ـ وما ذهب إليه الإمام مالك : من كراهية تعمد صيام أيام البيض وعلل بذلك قوله "ما هذا ببلدنا" فهو غير صحيح وترده الأحايث التي عينت بأيام البيض في ذلك ،ولعلها لم تصله .
[26] ـ أخرجه النسائي (2420) ، وأبو يعلى (7504) ، والطبراني (2499) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (3853) . وحسنه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2420)
[27] ـ أخرجه أحمد (21373) ، والنسائي (2426) ، والبزار (4064) ، والطحاوى (2/80) ، وأبو نعيم فى الحلية (8/38 . وحسنه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2426)
[28] ـ أخرجه أحمد (20335) ،وأبوداود(2449)، ، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"( 2449)
[29] ـ "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (20 /12) .
[30] ـ أخرجه البخاري (186،ومسلم (1156).
[31] ـ أخرجه البخاري (1869)،ومسلم (782).
[32] ـ أخرجه مسلم ( 1156 )
[33] ـ أخرجه أحمد (21801)،والنسائي (2357)،و ابن أبى شيبة (9765) ،) والضياء (1320) . وحسنه الألباني في "صحيح سنن النسائي"( 2357)
[34] ـ أخرجه أحمد (13427)، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"( 1023).
[35] ـ أخرجه الترمذي (736)،والنسائي (2352)،وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي(2352).
[36] ـ أخرجه مسلم ( 1157 )
[37] ـ أخرجه مسلم ( 1156 )
[38] ـ أخرجه مسلم ( 1164 ).
[39] ـ أخرجه أحمد (22465) ، والنسائي فى الكبرى (2860) ، والدارمي (1755) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (3736) ، والبيهقي (8216 ) . والطبراني فى الشاميين (903) ، والخطيب (2/362) ، والديلمى (3753) .
[40] ـ أخرجه ابن ماجه (1715) . وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه"( 1715).
[41] ـ "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (20/19)
[42] ـ أخرجه أحمد (2238،أبو داود (2437)،وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"( 2437)
[43] ـ أخرجه مسلم ( 1176 )
[44] ـ "شرح النووي"(8/71 ـ 72)
[45] ـ أخرجه مسلم (1162)
[46] ـ أخرجه مسلم ( 1162 )
[47] ـ أخرجه عبد بن حميد (464) ، والطبراني (5923) .وابن ماجه (1731)، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"( 1012).
[48] ـ أخرجه عبد بن حميد (967) ، وابن عساكر (43/230) . وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"( 1021).
[49] ـ أخرجه ابن ماجه (1731). والطبراني(6) . وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه"( 1731).
[50] ـ أخرجه الطبراني في "الأوسط"(751)،وفي "الكبير"( 866)،وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"( 1014).
[51] ـ أخرجه مسلم ( 1123 )
[52] ـ أخرجه مسلم ( 1123 )
[53] ـ أخرجه مسلم ( 1124 )
[54] ـ أخرجه أحمد(5080)،والدارمي (1765)، ،وابن أبي شيبة (13380)،وعبد الرزاق (7829)، وابن حبان (3604)،والترمذي (751)،وصحح إسناده الألباني كما في "صحيح سنن الترمذي (751).
[55] ـ اخرجه أحمد (3239)،قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
[56] ـ أخرجه مسلم ( 2756 )
[57] ـ أخرجه النسائي فى "الكبرى" (2904) . والطبراني (1695) . والبيهقي (4847)،وصححه الألباني في "صحيح الجامع"( 1121).
[58] ـ أخرجه عبد الرزاق (7857)، بإسناد صحيح.
[59] ـ أخرجه مسلم ( 1126 )
[60] ـ أخرجه مسلم ( 1136 )
[61] ـ أخرجه البخاري (189.
[62] ـ أخرجه البخاري (1794)،ومسلم (1125).
[63] ـ أخرجه مسلم ( 1128 )
[64] ـ أخرجه مسلم ( 1129 )
[65] ـ أخرجه مسلم ( 1134 )
[66] ـ أخرجه مسلم ( 1132 )
[67] ـ أخرجه مسلم ( 1134 )
[68] ـ أخرجه البخاري (3727)،ومسلم ( 1130 )
[69] ـ أخرجه مسلم ( 1162 )
[70] ـ أخرجه مسلم ( 1132 )
[71] ـ أخرجه مسلم ( 1126 )
[72] ـ أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (3/102) ومن طريقه: ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/ 285) وقال: هذا إسناد جيد. وصححه الألباني في "الإرواء"(4/114).
[73] ـ أورده ابن قدامة في "المغني "(3/106) ،وصححه الألباني في "الإرواء"(4/114).
[74] ـ "مجموع الفتاوى"(25/290)
[75] ـ "زاد المعاد"(2/61)
[76] ـ "المنار المنيف" (ص151)
[77] ـ أخرجه ابن أبي شيبة (9755)وسنده حسن.
[78] أ خرجه ابن أبي شيبة (9757).
[79] ـ "السير" (9/349)
[80] ـ أخرجه عبد الرزاق(7912) وسنده صحيح.
[81] ـ "السير "(5/402)
[82] ـ أخرجه ابن أبي شيبة (35276)
[83] ـ "لطائف المعارف"
[84] ـ أخرجه مسلم ( 827 )
[85] ـ أخرجه مسلم ( 1138 )
[86] ـ أخرجه مسلم ( 1137 )
[87] ـ أخرجه أحمد (17417) ، وأبو داود (2419) ، والترمذى (773) وقال : حسن صحيح . والنسائي (3004) ، والحاكم (1586) وقال : صحيح على شرط مسلم . والبيهقي (8245) ، والدارمي (1764) ، والرويانى (200) .وصححه الألباني في "صحيح الجامع"( 8192).
[88] ـ أخرجه مسلم ( 1138 )
[89] ـ أخرجه مسلم ( 1139 )
[90] ـ أخرجه مسلم ( 1140 )
[91] ـ "الروضة الندية"(1/566)
[92] ـ هي ثلاثة أيام تلي عيد النحر سميت بذلك من تشريق اللحم وهو تقديده وبسطه في الشمس ليجف لأن لحوم الأضاحي كانت تشرق فيها بمنى
وقيل : سميت به لأن الهدى والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس أي تطلع .كذا في "النهاية" ( 2 / 464 )
[93] ـ أخرجه مسلم (1142) .
[94] ـ أخرجه البيهقي (8511)،والحاكم (1589)،وأبو داود(241 وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود(241
[95] ـ أخرجه النسائي فى "الكبرى" (2886) ، وأبو يعلى (461) ، وابن جرير (2/305) ، والطحاوى (2/246) ، والحاكم (158
[96] ـ أخرجه مسلم (1141) .
[97] ـ أخرجه أحمد (1456) قال الهيثمي (3/202) : رواه أحمد والبزار ، ورجال الجميع رجال الصحيح . وأخرجه أيضا : الطحاوى (2/244) .
[98] ـ أخرجه أحمد (4970) قال الهيثمي (3/203) : رجاله رجال الصحيح .وصححه الألباني في "الإرواء"(4/131)
[99] ـ أخرجه البخاري (1894).
[100] ـ أخرجه البخاري (1894)
[101] ـ أخرجه البخاري (1895)
[102] ـ "المجموع" (6/486)
[103] ـ "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (15/381) .
[104] ـ "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (20/60 ـ 61).
[105] ـ أخرجه البخارى (1883) ،ومسلم (1143)
[106] ـ أخرجه البخارى (1884) ، ومسلم (1144)
[107] ـ أخرجه البخارى (1885)
[108] ـ ، أما ما ورد عن الإمام مالك أنه قال "لم أسمع أحدا من أهل العلم والفقه ومن يقتدى به ينهى عن صيام يوم الجمعة وصيامه حسن وقد رأيت بعض أهل العلم يصومه وأراه كان يتحراه " الموطأ ( 1/311)، فالعبرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد رد ابن حجر و غيره على ذلك فقال "قال الداودي : لعل النهي ما بلغ مالكا "انظر "الفتح " ( 4 / 234 ) .
[109] ـ أخرجه مسلم (1144)
[110] ـ أخرجه النسائي (2773) ، وابن قانع (1/155) ، والطبراني (2173) ، والحاكم (6557) وقال : صحيح على شرط مسلم .وصححه الألباني في "صحيح الجامع"( 7357).
[111] ـ " المجموع " (6 / 438 ) .