بسم الله الرحمن الرحيم
الأولى أن تزوج المرأة من يقاربها في السن = العمر
قال الإمام النسائي رحمه الله [باب]:الأولى أن تزوج المرأة من يقاربها في السن = العمر
تزوج المرأة مثلها في السن
3222- أخبرنا الحسين بن حريث, قال: حدثنا الفضل بن موسى, عن الحسين بن واقد, عن عبد الله بن بريدة, عن أبيه, قال: خطب أبو بكر, وعمر - رضي الله عنهما - فاطمة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنها صغيرة» ، فخطبها علي, فزوجها منه.
قال العلامة المحدث محمد بن علي بن آدم الإثيوبي - حفظه الله - :
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها صغيرة) أي وكل منكما لا يوافقها في السن، والمقصود من النكاح دوام الألفة، وبقاء العشرة، فإذا كان أحد الزوجين في غير سن الآخر لم يحصل الغرض كاملا، فربما أدى إلى الفرقة المنافية لمقصود النكاح (فخطبها علي، فزوجها منه) قال السندي -رحمه الله تعالى-: ما معناه: أي خطبها عقب ذلك بلا مهلة، كما تدل عليه الفاء، فعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - لاحظ الصغر بالنظر إليهما، وما بقي ذاك بالنظر إلى علي - رضي الله عنه -، فزوجها منه، ففيه أن الموافقة في السن، أو المقاربة مرعية؛ لكونها أقرب إلى المؤالفة. نعم قد يترك ذاك لما هو أعلى منه، كما في تزويج عائشة - رضي الله تعالى عنها -. والله تعالى أعلم انتهى (¬1).
قال الجامع - عفا الله تعالى عنه -: قد أشار السندي -رحمه الله تعالى- في كلامه المذكور إلى جواب استشكال وارد على حديث الباب، وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - تزوج عائشة، وهي صغيرة، فكيف قال لأبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما -: "إنها صغيرة"؟.
وحاصل الجواب أن الموافقة في السنن، أو المقاربة فيه إنما يعتبر فيما إذا لم يكن للزوج فضل يجبر ذلك، وإلا فلا بأس بالتفاوت فيه؛ ولذلك تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة - رضي الله تعالى عنها -، وهي بنت ست سنين، وهو فوق خمسين سنة؛ لما ذكرنا.
[ فإن قيل]
: قد كان لأبي بكر وعمر فضل يؤدي الغرض؛ فلماذا لم يعتبر؟.
[ قلنا]
: نعم لا ينكر فضلهما، وشرفهما - رضي الله تعالى عنهما -، إلا أن لعلي - رضي الله تعالى عنه - زيادة فضل عليهما بالنسبة لفاطمة - رضي الله تعالى عنها -، وهو كونه مقاربا لها في السن، وهو الذي يحصل به الغرض من النكاح، وهو دوام الألفة والمحبة بين الزوجين، كما ذكرنا، فلذا قدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهما؛ لذلك. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان. ا. هـ [ذخيرة العقبى 27/ 58 ]
* سلسلة مشاركاتي في الوتس.