السؤال:
هذه رسالة وردتنا من طالب العلم أحمد شرهان مزهري من جيزان يقول في رسالته بعد الدعاء بطول العمر لمن يجيبون عن الأسئلة، وأن ينفع بإجابتهم: وبعد، فأنا أعرف أن أتوضأ جيداً فيما أعتقد، لا بل إنني أعلِّم الكثير من الناس، والوضوء كما أعرفه هو أبدأ بغسل القبل والدبر، ثم أتمضمض، وأستنشق، ثم أغسل وجهي جيداً، ثم أغسل يدي إلى المرفقين، ثم آخذ قليلاً من الماء وأضعه على رأسي كله، ثم أضع يدي في الماء وأمسح أذنيَّ، ثم أمسح رقبتي، وكل ذلك ثلاث مرات، ثم أغسل الرجل اليمنى ثم اليسرى. وهذا العمل أخذته من عائلتي، أليس هذا العمل صحيحاً؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. تكرر من الإخوان الذين يقدمون الأسئلة الدعاء بطول العمر لمقدمي البرنامج، وأحب أن يقيد طول العمر على طاعة الله، فيقال: أطال الله بقاءك على طاعته، أو أطال الله عمرك على طاعته. لأن مجرد طول العمر قد يكون خيراً وقد يكون شراً، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله. وعمر الإنسان في الحقيقة ما أمضاه في طاعة الله عز وجل، أما ما لم يمضه في طاعة الله فإنه خسران، فإما أن يكون عليه وإما أنه لا له ولا عليه. وهذه النقطة -أقصد الذين يدعونها في ذلك- إنما يريدون البقاء في الدنيا فقط، ولهذا أرجو من إخواننا الذين يقدمون مثل هذه العبارة لنا أو لغيرنا أن يقيدوها بطول العمر على طاعة الله سبحانه وتعالى. وأما ما ذكره الأخ كيف يتوضأ، ثم وصف كيف يتوضأ، فإن ما ذكره فيه خطأ وصواب. أما الخطأ فإنه يقول أنه كان إذا أراد أن يتوضأ يغسل فرجه ودبره -يعني يغسل الفرجين- هذا ليس بصحيح، وليس من الوضوء غسل الفرجين، وإنما غسل الفرجين سببه البول أو الغائط، فإذا بال الإنسان غسل فرجه المقدم، وإذا تغوط غسل دبره، وإذا لم يكن منه بول ولا غائط فلا حاجة لغسلهما. ثم إنه ذكر بعد ذلك أنه يغسل وجهه، ولكنه سقط عنه غسل الكفين قبل غسل الوجه. ثم ذكر أيضاً أنه يأخذ ماء ويصبه على رأسه، وأنه يأخذ ماء بأذنيه فيمسحهما، وأنه يفعل ذلك ثلاث مرات. وكل هذا ليس بصحيح، فإن الرأس لا يبل بالماء، وإنما يمسح ببلل اليد فقط؛ فتغمس يدك في الماء ثم تمسح رأسك مرة واحدة، لكن تبدأ به من مقدم الرأس إلى أن تنتهي إلى منابت الشعر من الخلف، ثم تردهما، وتمسح الأذنين بما بقي من بلل اليدين بعد مسح الرأس، ولا تأخذ لهما ماءً جديداً إلا إذا يبست اليد، فخذ لهما ماء جديداً. ثم إنه ذكر أنه يمسح الرقبة، وليس مسح الرقبة بمشروط، بل هو من البدع؛ لأنه لم يذكر في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه هي الأخطاء التي ذكرها السائل في كيفية الوضوء، وهي تقديم غسل الفرجين، وإسقاط غسل الكفين قبل الوجه، وغسل الرأس بدل المسح مع أخذ ماء جديد للأذنين، ومسح الرقبة. خمسة أشياء. والآن نصوغ كيفية الوضوء على الوجه المشروع، فنقول: أولاً تقول بسم الله، والتسمية على الوضوء سنة مؤكدة، بل قال بعض العلماء أنها واجبة، وأنه لا يصلح الوضوء بدون تسمية، ثم تغسل كفيك ثلاث مرات، ثم تتمضمض وتستنشق ثلاث مرات، وتستنثر بعد الاستنشاق، ثم تغسل وجهك ثلاث مرات، ثم تغسل يدك اليمنى من أطراف الأصابع إلى المرفق ثلاث مرات، ثم اليسرى كذلك، ثم تمسح رأسك بيديك من مقدمه إلى مؤخره ثم ترجع، ثم تمسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما؛ تُدخل السبابتين في السماخين وتمسح بالإبهامين ظاهر الأذنين، ثم تغسل رجلك اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم اليسرى كذلك، ثم تقول بعد هذا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. وإن اختصرت في المضمضة وغسل الوجه وغسل اليدين وغسل الرجلين على واحدة فلا حرج عليك، وإن اقتصرت على اثنتين فلا حرج عليك، وإن غسلت بعض الأعضاء مرة وبعضها مرتين فلا حرج عليك، لكن الرأس لا يكرر مسحه بل هو مرة واحدة في كل حال. هذه صفة الوضوء المشروعة، وأرجو من الأخ أن ينتبه لها وأن يحرص على تطبيقها.
السؤال: قلتم لو اقتصر بأخذ غرفة واحدة أو باثنتين على بعض الأعضاء، لكن لو زاد عن الثلاثة؟
الشيخ: الزيادة عن الثلاثة غير مشروعة، بل هي إما مكروهة أو محرمة، فلا ينبغي أن يزيد عن ذلك.
هذه رسالة وردتنا من طالب العلم أحمد شرهان مزهري من جيزان يقول في رسالته بعد الدعاء بطول العمر لمن يجيبون عن الأسئلة، وأن ينفع بإجابتهم: وبعد، فأنا أعرف أن أتوضأ جيداً فيما أعتقد، لا بل إنني أعلِّم الكثير من الناس، والوضوء كما أعرفه هو أبدأ بغسل القبل والدبر، ثم أتمضمض، وأستنشق، ثم أغسل وجهي جيداً، ثم أغسل يدي إلى المرفقين، ثم آخذ قليلاً من الماء وأضعه على رأسي كله، ثم أضع يدي في الماء وأمسح أذنيَّ، ثم أمسح رقبتي، وكل ذلك ثلاث مرات، ثم أغسل الرجل اليمنى ثم اليسرى. وهذا العمل أخذته من عائلتي، أليس هذا العمل صحيحاً؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. تكرر من الإخوان الذين يقدمون الأسئلة الدعاء بطول العمر لمقدمي البرنامج، وأحب أن يقيد طول العمر على طاعة الله، فيقال: أطال الله بقاءك على طاعته، أو أطال الله عمرك على طاعته. لأن مجرد طول العمر قد يكون خيراً وقد يكون شراً، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله. وعمر الإنسان في الحقيقة ما أمضاه في طاعة الله عز وجل، أما ما لم يمضه في طاعة الله فإنه خسران، فإما أن يكون عليه وإما أنه لا له ولا عليه. وهذه النقطة -أقصد الذين يدعونها في ذلك- إنما يريدون البقاء في الدنيا فقط، ولهذا أرجو من إخواننا الذين يقدمون مثل هذه العبارة لنا أو لغيرنا أن يقيدوها بطول العمر على طاعة الله سبحانه وتعالى. وأما ما ذكره الأخ كيف يتوضأ، ثم وصف كيف يتوضأ، فإن ما ذكره فيه خطأ وصواب. أما الخطأ فإنه يقول أنه كان إذا أراد أن يتوضأ يغسل فرجه ودبره -يعني يغسل الفرجين- هذا ليس بصحيح، وليس من الوضوء غسل الفرجين، وإنما غسل الفرجين سببه البول أو الغائط، فإذا بال الإنسان غسل فرجه المقدم، وإذا تغوط غسل دبره، وإذا لم يكن منه بول ولا غائط فلا حاجة لغسلهما. ثم إنه ذكر بعد ذلك أنه يغسل وجهه، ولكنه سقط عنه غسل الكفين قبل غسل الوجه. ثم ذكر أيضاً أنه يأخذ ماء ويصبه على رأسه، وأنه يأخذ ماء بأذنيه فيمسحهما، وأنه يفعل ذلك ثلاث مرات. وكل هذا ليس بصحيح، فإن الرأس لا يبل بالماء، وإنما يمسح ببلل اليد فقط؛ فتغمس يدك في الماء ثم تمسح رأسك مرة واحدة، لكن تبدأ به من مقدم الرأس إلى أن تنتهي إلى منابت الشعر من الخلف، ثم تردهما، وتمسح الأذنين بما بقي من بلل اليدين بعد مسح الرأس، ولا تأخذ لهما ماءً جديداً إلا إذا يبست اليد، فخذ لهما ماء جديداً. ثم إنه ذكر أنه يمسح الرقبة، وليس مسح الرقبة بمشروط، بل هو من البدع؛ لأنه لم يذكر في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه هي الأخطاء التي ذكرها السائل في كيفية الوضوء، وهي تقديم غسل الفرجين، وإسقاط غسل الكفين قبل الوجه، وغسل الرأس بدل المسح مع أخذ ماء جديد للأذنين، ومسح الرقبة. خمسة أشياء. والآن نصوغ كيفية الوضوء على الوجه المشروع، فنقول: أولاً تقول بسم الله، والتسمية على الوضوء سنة مؤكدة، بل قال بعض العلماء أنها واجبة، وأنه لا يصلح الوضوء بدون تسمية، ثم تغسل كفيك ثلاث مرات، ثم تتمضمض وتستنشق ثلاث مرات، وتستنثر بعد الاستنشاق، ثم تغسل وجهك ثلاث مرات، ثم تغسل يدك اليمنى من أطراف الأصابع إلى المرفق ثلاث مرات، ثم اليسرى كذلك، ثم تمسح رأسك بيديك من مقدمه إلى مؤخره ثم ترجع، ثم تمسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما؛ تُدخل السبابتين في السماخين وتمسح بالإبهامين ظاهر الأذنين، ثم تغسل رجلك اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم اليسرى كذلك، ثم تقول بعد هذا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. وإن اختصرت في المضمضة وغسل الوجه وغسل اليدين وغسل الرجلين على واحدة فلا حرج عليك، وإن اقتصرت على اثنتين فلا حرج عليك، وإن غسلت بعض الأعضاء مرة وبعضها مرتين فلا حرج عليك، لكن الرأس لا يكرر مسحه بل هو مرة واحدة في كل حال. هذه صفة الوضوء المشروعة، وأرجو من الأخ أن ينتبه لها وأن يحرص على تطبيقها.
السؤال: قلتم لو اقتصر بأخذ غرفة واحدة أو باثنتين على بعض الأعضاء، لكن لو زاد عن الثلاثة؟
الشيخ: الزيادة عن الثلاثة غير مشروعة، بل هي إما مكروهة أو محرمة، فلا ينبغي أن يزيد عن ذلك.