التفريق بين الذكر و الأنثى في دعاء صلاة الجنازة "و زوجا خيرا من زوجه"
الحمد لله و صلى الله و سلم على رسوله الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
أما بعد، فمن المعلوم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو للميت في صلاة الجنازة بالدعاء المعروف الذي رواه مسلم و النسائي و غيرهما عن عوف بن مالك الأشجعي، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وصلى على جنازة يقول : "اللهم، اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر -أو من عذاب النار-".
و من المسائل المتعلقة بهذا الدعاء : التفريق بين الذكر و الأنثى في قوله صلى الله عليه و سلم : "وزوجا خيرا من زوجه".
قال السندي رحمه الله في شرحه على سنن النسائي (2/515) : "قوله (زوجا خيرا من زوجه) هذا عطف الخاص على العام، على أن المراد بالأهل ما يعم الخدم أيضا. و فيه إطلاق الزوج على المرأة، قيل : هو أفصح من الزوجة فيها، قال السيوطي : قال طائفة من الفقهاء : هذا خاص بالرجل، لا يقال في الصلاة على المرأة : أبدلها زوجا خيرا من زوجها، لجواز أن تكون لزوجها في الجنة؛ فإن المرأة لا يمكن الاشتراك فيها، و الرجل يقبل ذلك".
تمت الفائدة، و الحمد لله، و صلى الله و سلم على رسول الله.
يوسف صفصاف
01 ذو القعدة 1436
16 أوت 2015