بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمَّا بعد:
فقد شاع عند بعض أهل العلم أنَّ السلام -إلقاء التحية- على المصلين لا يكون إلاَّ بعد تحية المسجد؛ بل واعتبر بعضهم أنَّ إلقاءه قبل تحية المسجد من التطبيقات الخاطئة لبعض السنن(!)
وهم في ذلك كله يستدلون بحديث المسيئ صلاته .
وإني اليوم بصدد عرض أحد النقول عن أحد الحفاظ، تبيِّن أن الأصل في السلام أن يكون حال دخول المسجد على من يقابل من الجالسين .
قال الحافظ ابن رجب في الفتح (6/23): " استدل بعضهم بهذا الحديث على أن من دخل المسجد وفيه قوم جلوس، فإنه يبدأ فيصلي تحية المسجد، ثم يسلم على من فيه، فيبدأ بتحية المسجد قبل تحية الناس .
وفي هذا نظر، وهذه واقعة عين، فيحتمل أنه لما دخل المسجد صلى في مؤخره قريباً من الباب، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في صدر المسجد، فلم يكن قد مر عليهم قبل صلاته، أو أنه لما دخل المسجد مشى إلى قريبٍ من قبلة المسجد، بالبعد من الجالسين في المسجد، فصلى فيه، ثم أنصرف إلى الناس .
يدل على ذلك: أنه روي في هذا الحديث: أن رجلاً دخل المسجد، فصلى، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ناحية المسجد، فجاء فسلم -وذكر الحديث -.
خرَّجه ابن ماجه .
فأما من دخل المسجد فمر على قوم فيه، فإنه يسلم عليهم ثم يصلى" اهـ .
والحمد لله رب العالمين .
وفي انتظار إثراء الإخوة .
تعليق