يجب على المسلم أن يراعيَ صومَه باجتنابِ المُفطرات، وكذلك -أيضا- باجتنابِ المحرّمات؛ فإنه لَمّا ترك ما أحلّ اللهُ له في غيرِ وقت الصيام؛ طاعةً لله وابتغاءً لِمرضاته؛ فحقيقٌ به أن يتركَ ما حرّم اللهُ عليه كلّ وقت مِن أنواعِ المعاصي؛ وأعظمُها دعوةُ غيرِ الله وهي شركٌ بالله فما دونه من المعاصي والآثام. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"؛ فلْيكفّ المسلمُ يدَه ولسانَه عن إيذاءِ الناس، ولْيحرصْ على صَوْنِ صيامِه مِن المُنقصاتِ مِن غِيبةٍ ونميمةٍ وكذِبٍ أو فُحْشٍ في القول والعمل. كما يجبُ على المسلمين الاهتمامُ بأمر الصلاة والمحافظة عليها كلّ وقت في رمضان وغيره، وكذلك العنايةُ بأمرِ الزكاة وإخراجِها في وقتها ودفعِها لِمُستحقّيها طاعةً لله. ويشرعُ للمسلم الحرصُ على بذل الخير، وتفطيرِ الصُّوّام، والإكثارُ مِن ذكرِ الله وشكرِه واستغفارِه وتلاوةِ كتابه، وصلاة التراويح، ولتكن له في هذا الشهرِ ختماتٌ لكتابِ الله عن تدبّرٍ وفهمٍ وضراعةٍ إلى الله بأنْ يُعلِّمَه مِن تأويلِه ويرزقَه العمل به؛ فإنَّ رمضانَ زمنٌ فاضل يُرجى فيه قبولُ الأعمال، واستجابةُ الدعاء. ولْيدْعُ اللهَ عند فِطره بأن يُعِزّ الإسلامَ وأهله، ويذِلّ الشركَ وأهله، وبأن يتقبلَ الله منه ومِن سائرِ إخوانِه المسلمين، ويجعلَهم مِن عتقائِه مِن النار الفائزين برضا الرب الغفار، ويدعو لنفسِه ولوالديه وذريّتِه وسائر إخوانه المسلمين بما أحبّ. هذا وإني - في ختام هذه الكلمة - لأدعو إخواني المسلمين - ونحن في هذا الشهر الكريم - إلى نبذِ الغِلِّ والحسَدِ والحقدِ مِن قلوبنا على إخوانِنا المسلمين، وأنْ نكونَ إخوةً متحابّين متصافِين، وأن نحرصَ كَّل الحرص على اتحادِ صفوفِنا، وجَمْعِ كلمتِنا، وألا ننخدعَ بما يُروِّجُه أعداؤنا مِن أكاذيبَ وإرجافاتٍ لِشَقِّ صفوفِ الأمة، وصدعِ كلماتِها، وتفريقِ شملِها؛ فلْيحذرِ الواحدُ منا أنْ يكونَ مطيةً لهم مِن حيث يشعر أو لا يشعر، ولنحذر جميعًا أنْ يُؤتَى الإسلامُ مِن قِبَلِنا، ولنكنْ أحرصَ ما نكونُ على هذا الدين بالعقل والحزم والحكمة، ولنكنْ أبعدَ ما نكون عن الطيشِ والتهور؛ فإن هذه هي أمنيةُ أعداءِ الله؛ ليَنْفُذُوا منها إلى أمّتِنا، ولنْ يتحقق هذا لهم باذن الله، فالحرص.. الحرص على وحدةِ الصف، واجتماع الكلمة؛ طاعةً لله، وإغاظةً لأعداء الله.
أسالُ الله العظيمَ أنْ يجعلَ هذا الشهر هالًّا علينا بالإيمانِ والأمن والعزِّ والتمكين والنصر لأمة الإسلام، كما أسأله سبحانه أنْ يَكبِتَ عدوَّنا، وأنْ يَكفيَنا إياهم بما يشاء.
وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من
نصائح رمضانية
مِن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانِه المسلمين
أسالُ الله العظيمَ أنْ يجعلَ هذا الشهر هالًّا علينا بالإيمانِ والأمن والعزِّ والتمكين والنصر لأمة الإسلام، كما أسأله سبحانه أنْ يَكبِتَ عدوَّنا، وأنْ يَكفيَنا إياهم بما يشاء.
وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من
نصائح رمضانية
مِن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانِه المسلمين