بسم الله الرحمن الرحيم .
قال الإمام ابن قدامة في الروضة .
اعلم أن مدارك العقول تنحصر في الحد والبرهان .
وذلك لأن العلوم على ضربين : إدراك الذوات المفردة كعلمك بمعنى العالم و الحادث و القديم .
و الثاني إدراك نسبة هذه المفردات بعضها إلى بعض نفيا أو إثباتا ..... إلخ .قال الإمام ابن قدامة في الروضة .
اعلم أن مدارك العقول تنحصر في الحد والبرهان .
وذلك لأن العلوم على ضربين : إدراك الذوات المفردة كعلمك بمعنى العالم و الحادث و القديم .
-------------------------------------
قوله –رحمه الله- { مدارك العقول } هذه تسمية من تسميات المنطق فعلم المنطق له عدت تسميات منها :
1: فن الميزان .
2: فن النظر.
3: كتاب الجدل .
و المدارك جمع مدرك يقال : أدرك الشيء بالشيء .بمعنى : أحاط وبلغ وقته وانتهى إلى العلم به و الإحاطة به .
وهذه المدارك تنحصر في الحد و البرهان .
وإدراك العلوم على ضربين :
الأولى : التصور وهو مايتعلق بالمفرد أي –الذوات المفردة فقط- كأن تعلم معنى {العالم } بفتح اللام وتعرف معنى { الحادث } و{ القديم } نعلم معاني تلك الكلمات ونفهمها كل واحدة على حدة بدون إضافتها إلى غيرها ,وهذا يسمى بالتصور .
{ أي : إدراك وفهم وعلم ماهية الشيء بلا حكم عليها بنفي أو إثبات فلم يحصل سوى صورة الشيء في الذهن فقط } أنظر : المهذب في علم أصول الفقه المقارن للنملة {1/69}.
قال ابن بدران { فإنه يتعلق بالمفرد و النسبة نفسها }.
والتصور لا يمكن أن يدخله التصديق أو التكذيب لأمرين .
أولهما : أن إدراك الذوات المفردة وعلمها فقط هو : إدراك ماهية الشيء بلا حكم عليها بنفي أو إثبات فأين الذي يصدق و أين الذي يكذب ؟.
ثانيهما : أن التصديق و التكذيب لا يتطرق إلا إلى الخبر و الذوات المفردة ,مثل { العالم } و { الإنسان } و { السماء } ليست أخبارا ,لأن أقل مايتركب منه الخبر مفردان أحدهما إلى الآخر .
فالتصور هو : إدراك الحقائق مجردة عن الأحكام .
وسمي تصورا ,لأنه لم يحصل سوى صورة الشيء في الذهن .
ويسميه النحاة : مفردا .
نكمل غدا إن شاء الله .
و الله المستعان .
---------------------------------
أنظرتفصيل هذه المقدمات بشكل سهل في كتاب : المهذب في علم أصول الفقه المقارن المجلد الأول .
للدكتور : عبد الكريم النملة .
أستاذ مشارك بكلية الشريعة بجامعة أم القرى .
تعليق