بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
أفتى الإمام ابن باز رحمه الله في هذه المسألة بصيام ثلاثة أيَّام عملاً بالأحوط وقطعًا للشكِّ
وقبل نقل نصَيْ فتويَيْن للإمام ابن باز رحمه اللهُ في هذه المسألة يحسنُ ذكرَ مسألةٍ أُخرى مُهمَّة قبلها وهي تحرِّي دُخول شهر المُحرَّم؛ فقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتحرَّاه كما قال ابن عبَّاس رضي اللهُ عنهما ـ كما هو مُخرَّجٌ في الصَّحيحيْن ـ: «ما رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتحرَّى صيامَ يومٍ فضَّله على غيره إلاَّ هذا اليوم: يوم عاشوراء، وهذا الشَّهر: يعني شهر رمضان » [البخاري: 2006/باب صيام يوم عاشوراء] وعند مُسلم بلفظ «ما علمتُ أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صام يوماً يطلبُ فضلَه على الأيَّام إلاَّ هذا اليوم، ولا شهراً إلاَّ هذا الشَّهر، يعني رمضان»[ح1132]، وقد استفدتُ هذا النَّقل من إحدى الرسائل الفقهيَّة.أفتى الإمام ابن باز رحمه الله في هذه المسألة بصيام ثلاثة أيَّام عملاً بالأحوط وقطعًا للشكِّ
155ـ الترغيب في صوم يوم عاشوراء(1)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم عاشوراء ويرغب الناس في صيامه؛ لأنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فيه فرعون وقومه؛ فيستحب لكل مسلم ومسلمة صيام هذا اليوم شكرا لله عز وجل، وهو اليوم العاشر من المحرم. ويستحب أن يصوم قبله يوما أو بعده يوما مخالفة لليهود في ذلك، وإن صام الثلاثة جميعا التاسع والعاشر والحادي عشر فلا بأس؛ لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده (2) » . وفي رواية أخرى: «صوموا يوما قبله أو يوما بعده (3) » . وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر الله به السنة التي قبله (4) » . والأحاديث في صوم يوم عاشوراء والترغيب في ذلك كثيرة. ونظرا إلى أن يوم السبت الموافق ثلاثين ذي الحجة من عام 1416 هـ حسب التقويم يحتمل أن يكون من ذي الحجة من جهة الرؤية وإكمال العدد، ويحتمل أن يكون هو أول يوم من شهر عاشوراء 1417 هـ إذا كان شهر ذي الحجة 29 يوما، فإن الأفضل للمؤمن في هذا العام أن يصوم الاثنين والثلاثاء احتياطا؛ لأن يوم الأحد يحتمل أن يكون التاسع إن كان شهر ذي الحجة ناقصا، ويحتمل أن يكون هو الثامن إن كان شهر ذي الحجة كاملا، ومن صام يوم الأحد والاثنين والثلاثاء فحسن؛ لما في ذلك من تمام الاحتياط لهذه السنة، ولأن صوم ثلاثة أيام من كل شهر سنة معلومة عن النبي صلى الله عليه وسلم وللبيان والإيضاح جرى تحريره. وأسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه، وأن يجعلنا جميعا من المسارعين إلى كل خير، إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ــــــــــــوصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
(1) بيان صدر من مكتب سماحته عندما كان مفتيا عاما للملكة ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية.
(2) رواه الإمام أحمد في (مسند بني هاشم) بداية مسند عبد الله بن العباس برقم (2155) ، ورواه البيهقي في (السنن الكبرى) باب صوم يوم التاسع برقم (841 .
(3) رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد) باب الصوم قبل يوم عاشوراء برقم (4315) .
(4) رواه مسلم في (الصيام) باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر برقم (1162).
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
م 15/ ص(397 ـ 39
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه (1) .
أما بعد: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم عاشوراء، ويرغب الناس في صيامه؛ لأنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فيه فرعون وقومه. فيستحب لكل مسلم ومسلمة صيام هذا اليوم شكرا لله عز وجل وهو اليوم العاشر من محرم ويستحب أن يصوم قبله يوما أو بعده يوما؛ مخالفة لليهود في ذلك، وإن صام الثلاثة جميعا التاسع والعاشر والحادي عشر فلا بأس؛ لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده (2) » .، وفي رواية أخرى: " صوموا يوما قبله أو يوما بعده (3) . وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر الله به السنة التي قبله (4) » . والأحاديث في صوم يوم عاشوراء والترغيب في ذلك كثيرة. ونظرا إلى أن يوم الاثنين الموافق 1 محرم من عام 1419 هـ حسب التقويم يحتمل أن يكون من ذي الحجة من جهة الرؤية وإكمال العدد، ويحتمل أن يكون هو أول يوم من شهر عاشوراء (محرم) 1419 هـ إذا كان شهر ذي الحجة 29 يوما، فإن الأفضل للمؤمن في هذا العام أن يصوم الأربعاء الموافق 10 \ 1 حسب التقويم، ويصوم معه الخميس أو يصوم الخميس والجمعة؛ لأن يوم الأربعاء يحتمل أن يكون العاشر إن كان شهر ذي الحجة ناقصا، ويحتمل أن يكون هو التاسع إن كان شهر ذي الحجة كاملا، ومن صام يوم الأربعاء أو الخميس والجمعة، أو صام الثلاثة، فقد وافق السنة؛ لما في ذلك من الاحتياط لهذه السنة، ولأن صوم ثلاثة أيام من كل شهر سنة معلومة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وللبيان والإيضاح جرى تحريره. وأسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه، وأن يجعلنا جميعا من المسارعين إلى كل خير إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــعبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
(1) كلمة وجهها سماحته ونشرت في جريدة (الجزيرة) العدد (9349) بتاريخ 8 \ 1 \ 1419 هـ.
(2) رواه الإمام أحمد في (مسند بني هاشم) بداية مسند عبد الله بن العباس برقم (2155) ، ورواه البيهقي في (السنن الكبرى) باب صوم يوم التاسع برقم (841 .
(3) رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد) باب الصوم قبل يوم عاشوراء برقم (4315) .
(4) رواه الترمذي في (الصوم) باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء برقم (752) ، وأبو داود في (الصوم) باب في صوم الدهر تطوعا برقم (2425) ، وابن ماجه في (الصيام) باب صيام يوم عاشوراء برقم (173 .
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
م 15/ ص(399 ـ 400)
م 15/ ص(399 ـ 400)