سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ:
نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيه قسم يسمى «الإمساك» وهو يجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق، أو ربع ساعة فهل هذا له أصل من السنة أم هو من البدع؟ أفتونا مأجورين؟
فأجاب فضيلته بقوله:
( هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه، لأن الله قال في كتابه العزيز:
{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }.وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر». وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله ـ عز وجل ـ فيكون باطلاً، وهو من التنطع في دين الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون")اهـ.
ـــــــــــ
فتاوى العقيدة / ص 657 و658
فتوى مهمة للعلامة الفقيه العثيمين :
السؤال:
هل يجوز للصائم أن يؤخر الإمساك إلى أن يؤذن لصلاة الفجر أم عليه أن يتحرز ويمسك قبل الأذان بدقيقتين أو ثلاث؟
الجواب:
(الشيخ: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين يقول الله سبحانه وتعالى:
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فلا تُعَتْدوَهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} والله -سبحانه وتعالى- قد حدد للصائم وقتاً لإمساكه ووقتاً لإفطاره ، أما وقت الإمساك فقد قال الله تعالى:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر}.
فجعل الله حد الإمساك طلوع الفجر؛ وليس من السنة أبداً أن يُمسك الإنسان قبل طلوع الفجر على سبيل الاحتياط أو التقرب إلى الله عز وجل ، لأن هذا تقرب إلى الله سبحانه وتعالى فيما لم يشرعه ، واحتياط في غير محله ؛ والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لأصحابه:
(إن بلالا يؤذن بليل فكلوا وأشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) ، وقد روي أنه ليس بينهما بين أذانيهما إلا أن هذا يصعد وهذا ينزل ، وإن كان في هذه الرواية ما فيها من النظر ، لكن على كل حال النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر أصحابه أن يأكلوا ويشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، قال صلى الله عليه وسلم:
(فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر) ، فهذه هي السنة.
وما يفعله بعض الناس حيث يجعلون في إمساكية رمضان مِدفع الإمساك يقولون ، أو وقت الإمساك ، ثم وقت طلوع الفجر ، لا شك أن هذا خطأ وليس بصواب .
إذن فالإنسان يأكل ويشرب حتى يتبين له طلوع الفجر ، إما بمشاهدته إن كان في بر ، وإما بسماع أذان الثقة الذي لا يؤذن حتى يطلع الفجر .
وكذلك أيضاً بالنسبة للغروب ، فإن الناس مأمورون بتعجيل الفطر من حين تحقق غروب الشمس أو غلبة الظن في غروبها ، فإذا غربت الشمس وإن لم يؤذن ، فإنك تفطر ، فإذا قُدّر أنك في البر أو في مكان مرتفع يتبين به غروب الشمس ، فإنك تفطر وإن لم تسمع المؤذن ، وإذا لم تكن في مكان كذلك ، فإنك تعتمد على أذان الثقة الذي لا يؤذن حتى تغرب الشمس ، وإذا قُدِّر أن أحداً من المؤذنين أذن قبل أن تغرب الشمس وأنت تشاهد الشمس ، فإنه لا يجوز لك الإفطار حتى تغرب الشمس)اهـ.
(نور على الدرب) شريط(74)وجه أ.
الصورة هنا في المرفقات :
المصدر
نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيه قسم يسمى «الإمساك» وهو يجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق، أو ربع ساعة فهل هذا له أصل من السنة أم هو من البدع؟ أفتونا مأجورين؟
فأجاب فضيلته بقوله:
( هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه، لأن الله قال في كتابه العزيز:
{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }.وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر». وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله ـ عز وجل ـ فيكون باطلاً، وهو من التنطع في دين الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون")اهـ.
ـــــــــــ
فتاوى العقيدة / ص 657 و658
فتوى مهمة للعلامة الفقيه العثيمين :
السؤال:
هل يجوز للصائم أن يؤخر الإمساك إلى أن يؤذن لصلاة الفجر أم عليه أن يتحرز ويمسك قبل الأذان بدقيقتين أو ثلاث؟
الجواب:
(الشيخ: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين يقول الله سبحانه وتعالى:
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فلا تُعَتْدوَهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} والله -سبحانه وتعالى- قد حدد للصائم وقتاً لإمساكه ووقتاً لإفطاره ، أما وقت الإمساك فقد قال الله تعالى:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر}.
فجعل الله حد الإمساك طلوع الفجر؛ وليس من السنة أبداً أن يُمسك الإنسان قبل طلوع الفجر على سبيل الاحتياط أو التقرب إلى الله عز وجل ، لأن هذا تقرب إلى الله سبحانه وتعالى فيما لم يشرعه ، واحتياط في غير محله ؛ والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لأصحابه:
(إن بلالا يؤذن بليل فكلوا وأشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) ، وقد روي أنه ليس بينهما بين أذانيهما إلا أن هذا يصعد وهذا ينزل ، وإن كان في هذه الرواية ما فيها من النظر ، لكن على كل حال النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر أصحابه أن يأكلوا ويشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، قال صلى الله عليه وسلم:
(فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر) ، فهذه هي السنة.
وما يفعله بعض الناس حيث يجعلون في إمساكية رمضان مِدفع الإمساك يقولون ، أو وقت الإمساك ، ثم وقت طلوع الفجر ، لا شك أن هذا خطأ وليس بصواب .
إذن فالإنسان يأكل ويشرب حتى يتبين له طلوع الفجر ، إما بمشاهدته إن كان في بر ، وإما بسماع أذان الثقة الذي لا يؤذن حتى يطلع الفجر .
وكذلك أيضاً بالنسبة للغروب ، فإن الناس مأمورون بتعجيل الفطر من حين تحقق غروب الشمس أو غلبة الظن في غروبها ، فإذا غربت الشمس وإن لم يؤذن ، فإنك تفطر ، فإذا قُدّر أنك في البر أو في مكان مرتفع يتبين به غروب الشمس ، فإنك تفطر وإن لم تسمع المؤذن ، وإذا لم تكن في مكان كذلك ، فإنك تعتمد على أذان الثقة الذي لا يؤذن حتى تغرب الشمس ، وإذا قُدِّر أن أحداً من المؤذنين أذن قبل أن تغرب الشمس وأنت تشاهد الشمس ، فإنه لا يجوز لك الإفطار حتى تغرب الشمس)اهـ.
(نور على الدرب) شريط(74)وجه أ.
الصورة هنا في المرفقات :
المصدر