ردُّ الوالدِ الْعَالِمِ
مُحَمَّدٍ نَاصِرِ الدِّينِ الألْبَانيِّ
عَلىٰ شُبْهَةِ:
(البِنْطالُ) مثلُ (السِّروَالِ)!
والرَّسُولُ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلَامُ لَبِسَ (السِّروالَ)!
بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلامُ علىٰ رسولِ اللهِ، وبعدُ:
هَٰذَا مقطعٌ تضمَّنَ ردَّ والدِي -رحمةُ اللهِ عليهِ- علىٰ شبهةِ (السّروالُ يُشْبِهُ البنطالَ! ورسولُنَا عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لَبِسَ السِّروالَ)! فقيَّدتُّهُ -كتابيًّا- من شريطِ "سلسلةِ الهدىٰ والنّور"، رقم (1014)، ابتداءً من (د9و ثا 42) تقريبًا.
راجيةً اللهَ -عزَّ وجلَّ- أنْ نَفْقَهَ الرَّدَّ! لنتخلَّصَ من هَٰذَا البلاءِ (لبس البنطالِ)! الَّذي شاعَ وماعَ! والَّذي تشمئزُّ منهُ النُّفوسُ؛ لِبُعدِهِ -جُملةً وتفصيلًا- عنِ الاتِّباعِ!
• المقطعُ:
السَّائلُ: يقولونَ بالنّسبةِ (لِلْبنطالِ) هَٰذَا مثلُ (السِّروالِ)، والرّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَبِسَ (السِّروالَ)!
الوالدُ: كيفَ مثلُ السِّروالِ! نحنُ نعكسُ عليهمْ! هلْ تعرفونَ السّروالَ اللُّبنانيَّ؟
السَّائلُ: الواسعُ هَٰذَا
منَ الحضورِ: الشِّروال.
الوالدُ: الفَضفاضُ.. نعم الشِّروالُ.
السَّائلُ: عندنَا يُسمَّونَهُ: (بَلْطيميّ).
الوالدُ: بَلْيطم؟
السَّائلُ: أهلُ (بَلْطيمَ) يَلْبِسُونَ هَٰذَا. (1)
الوالدُ: أنا أرىٰ هَٰذَا الاسمَ أَلْيقَ باللِّباسِ هَٰذَا!.. فَخْمٌ يَعْنِي..
المقصودُ: نحنُ نقولُ لهؤلاءِ -سبحانَ اللهِ!- : هلِ الكفَّارُ يلبسونَ هَٰذَا (البَلْطيم)؟!
ما دامَ أنَّ هَٰذَا مثلُ البنطلون؛ فهلْ هُمْ يلبسونَ هَٰذَا (السِّروالَ) أوِ (الشّروال)؟ لَا!
إِذًا؛ هَٰذَا يختلفُ عن هَٰذَا! هَٰذَا (لِباسُ الكفّارِ)، وهَٰذَا (لباسُ الإسلامِ)!
ثُمَّ: كَيفَ يُقالُ؟!
هلِ الرَّسولُ لبسَ بنطالًا يُحَجِّمُ فخذَيهِ؟! يُحَجِّمُ أَليَتَيْهِ؟!
تعالَىٰ اللهُ عمَّا يقولُونَ عُلُوَّا كبيرًا!
هَٰذَا هُوَ يَعنِي كمَا جاءَ في الحديثِ الصَّحيحِ؛ لـمَّا وَصَفَ بعضَ الفِرَقِ الإسلاميَّةِ:
((تَتَجَارَىٰ فِيهِمُ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَىٰ الْكَلَبُ فِي صَاحِبِهِ))!(2)
يعنِي: داءُ الكَلْبِ يَمشِي في صاحِبِهِ حتَّىٰ إيش؟ يُمِيتَهُ ويُهْلِكَهُ!..
أحدُ الحضورِ: شيخنَا! الحديثُ الَّذي أنتَ ذكرْتَهُ في كتابِ "حجاب المرأة المسلمة"(3) حولَ التَّشَبُّهِ، وذكَرْتَ -منْ خلَالِ الحديثِ- أنَّ اليهودَ تَتَسَرْوَلُ؛ قالَ: ((تَسَرْوَلُوا وَائْتَزِرُوا))؛فهلْ هَٰذَا المَعْنَى في هَٰذَا الْـبابِ؟
الوالدُ: إِي نعمْ، مخالفةُ اليهودِ؛ اليهودُ يتسَرْوَلُونَ؛ فأنتُمْ زيدُوا عليهِمْ: ((ائْتَزِرُوا))؛نعمْ؛ لِنَفْيِ المشابِهَةِ؛ لَٰكِنْ! ذَاكَ (السِّرْوالُ) غيرُ (البنطلون)!
أحدُ الحضورِ: معَ هَٰذَا؟!
الوالدُ: نعمْ..
أحدُ الحضورِ: أيضًا زيادةً؟!
الوالدُ: هَٰذَا هوَ!
أحدُ الحضورِ: يَعْني إذَا كانُوا هُمْ يَلْبِسُونَ (بلطيم) كمَا يقولُ أبُو [أحمدَ]، أيضًا زيُدوا علىٰ بلطيمهمْ!
الوالدُ: إي نعمْ". انتهىٰ.
تقييدُ ابنتِهِ: حسّانة، بتاريخ: الأحد 3 شعبان 1435هـ.
بتصرّف يسيرٍ.
- هامش:
(1) بلطيم: إحدىٰ المدن في بلاد مصر.
(2) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ؛ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ! وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَىٰ بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ؛ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ، لَا يَبْقَىٰ مِنْهُ مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ!)). يُنظر: "مشكاة المصابيح" (172-33.)، و"صحيح التّرغيب والتّرهيب"، (51).
(3) غيَّر الوالدُ عنوانَهُ إلى "جلباب المرأة المسلمة". والحديث (ص: 185)، ط1 للطّبعة 3، (1413هـ)، المكتبة الإسلاميّة.
- - -
المصدر