تأصيل جميل وتفصيل
في مسألة
خدمة المرأة لزوجها
في مسألة
خدمة المرأة لزوجها
للشيخ الفاضل
سليمان الرحيلي
حفظه الله
سليمان الرحيلي
حفظه الله
تحميل الصّوتيّة مِن المُرفقات
التفــريغ
السائل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، هل صحيح أن يقال بأن الزوجة ليست من واجباتها الطبخ والغسيل وغيره في بيت زوجها، وان ما تفعله من خدمة لزوجها هو فقط من المعروف منها للزوج، وهل تأثم في حالة عدم طاعتها لزوجها إن رفضت أعمال البيت . جزاكم الله خيرا .
الشيخ: الحمد لله أما ما ذكر في السؤال، فقد قاله بعض الفقهاء، ولكنه مرجوح، وذلك لأمرين:
الأمر الأول أن الله عز وجل قال: "وعاشروهن بالمعروف". وقال: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" . والمقصود بالعرف ما جرت به العادة بين المسلمين مما لا يخالف شرع الله سبحانه وتعالى، فيجب على الزوجة أن تعاشر زوجها بما جرت به العادة، مما لا يخالف شرع الله، وقد جرت عادة المسلمين قديما وحديثا، أن المرأة تخدم زوجها، وأن المرأة تقوم بكامل خدمة زوجها في بيتها، وكيف تطيب العشرة؟ وكيف تكون العشرة بالمعروف إن لم تقم المرأة بخدمة زوجها فقول الله عز وجل " فعاشروهن بالمعروف"، "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، دليل على أن المرأة يجب عليها أن تفعل لزوجها ما جرت العادة بفعله من غير إسراف ولا تقتير، أعني من غير إفراط ولا تفريط، وقد ذكرنا أن عرف المسلمين من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن المرأة تخدم زوجها .
والوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المرأة بطاعة زوجها وشدد في هذا وقال: " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " لعظيم حقه عليها، ولو أمر الرجل امرأته بأمر فلم تفعل فغضب عليها، تغضب عليها ملائكة الرحمن. فالزوج يأمرها بخدمته، فواجب عليها أن تطيعه، هذا من حيث الحكم الشرعي وهو قول الجمهور، وهو الصواب.
ويستثنى هذا من حالة واحدة، إذا كانت المرأة مما جرت العادة أنهن لا يخدمن فهذا يستثنى لأنه خرج من العادة، فإذا كانت المرأة من بيت جرت العادة في البلد أن أهل هذا البيت أو النساء من هذا البيت لشرفه أو نحو ذلك لا يخدمن، فإنها تخرج من هذا.
ثم إني أقول أن المتحدث مع الناس يجب أن يكون فقيها فليس كل ما علم يقال، وإنما ينبغي لمن يتحدث مع الناس أن يبحث عما يطيب حياتهم وينشر السعادة في الأسر فإن سعادة الأسر مطلوبة. كيف تكون السعادة في الزوج وزوجته وتسمع من يتكلم في العلم أو يظهر أنه من أهل العلم يقول لها لا يلزمك ان تخدمي زوجك، فيأتي الزوج يريد الطعام، تقول الشيخ والله يقول: ما يلزمني أن أخدمك؟، أين ستكون المحبة والود المطلوبة شرعا بين الزوجين؟ أين ستكون العشرة بالمعروف؟ هذا يخالف مقاصد الشريعة.
ولذلك يا إخوة من الفقه ألا تنشر كل ما تعلم، وإنما تنشر ما يحقق مقاصد الشارع، فبعض الناس، الله المستعان لقلة علمه أو قلة حذقه يذهب يقرأ في الكتب، فإذا وجد شيئا غريبا أظهره للناس، ويقول قاله العلماء. نعم قاله بعض العلماء، لكنه لا يثمر خيرا بين الناس، ولذلك هناك مسألة يا إخوة دائما أذكرها للإخوة، أن الإنسان إذا أراد أن يتكلم بكلام لا بد أن ينظر إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن يكون الكلام حقا، فلا بد أن يكون ثابتا موافقا للشرع، وليس كل ما قاله الفقهاء، أعني بعض الفقهاء موافقا للدليل.
الأمر الثاني: أن يكون القصد حقا، أن يكون قصدك من الكلام وجه الله سبحانه وتعالى، لا يكون قصدك أن تكسب النساء، أن تكسب الناس، لأنك تأتي بأشياء غريبة ما يعرفها الناس، إنما قصدك وجه الله سبحانه وتعالى.
والأمر الثالث: أن يكون الكلام حقا في أثره فيثمر حقا، وينشر خيرا، ويدل على خير، فإذا كان الكلام تترتب عليه مفسدة أعظم من مصلحته فلا يجوز أن تتلكم به، ولا يجوز أن تنشره.
فهذا أمر ينبغي بيانه، فأقول أيها الأزواج والزوجات ليكن مبدأكم العشرة بالمعروف وسعادة البيت وطمأنينته فوالله لا يستقر قلب حتى يستقر البيت، ولن يستقر البيت إلا بأن تجتمع الأسرة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى المحبة وعلى العشرة بالمعروف.
ولي رسالتان مطبوعتان إحداهما اسمها " أسباب سعادة الأسر" والأخرى " حقوق الزوجين" بنيتها على الأدلة من الكتاب والسنة، وأرجو أن يكون فيها خيرا للأسر. والله أعلم
قام بالتفريــغ : أبو عبد الله مهدي حميدان السلفي
منقول للفائدة
يُمكن تحميل الرِّسالتيْن مِن هذين الرّابطيْن:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=36373
منقول للفائدة
يُمكن تحميل الرِّسالتيْن مِن هذين الرّابطيْن:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=36373