رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات
قال: "وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: كُلُّ مُجْتَهِدٍ فِي الْأُصُولِ الْكَلَامِيَّةِ مُصِيبٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى تَصْوِيبِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنَ النَّصَارَى، وَالْمَجُوسِ، وَالْكُفَّارِ، وَالْمُلْحِدِينَ".
والمراد بـ (الأصول الكلامية) مسائل الاعتقاد كالشهادتين وصفات الباري عز وجل ونحوها
و(المجوس): هم عباد النار والقائلين بأن للكون إلهين: إله الظلمة وإله النور.
و(الملحدين): جمع ملحد وهو من كفر بالأديان كلها
والمعنى: أنه لا يجوز أن يقال: إن كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيبٌ؛ لأن هذا يؤدي إلى تصويب أهل الضلالة والباطل من النصارى القائلين بالتثليث وأن الله ثالث ثلاثة: فالآب إله، والابن إله، والروح القدس إله.
كما يؤدي إلى تصويب مذهب المجوس الذين يعبدون النار والقائلين بأن للكون إلهين اثنين: إله النور وإله الظلمة.
كما يؤدي هذا القول كذلك إلى تصويب مذهب الكفار.
واعلم أن الكفر نوعان:
أ- كفر أكبر مخرج من الملة وهو:
وكذلك يؤدي إلى تصويب مذهب الملحدين الذين لا يؤمنون بإله موجود.
فالحاصل أن قولَ: (كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيب) قولٌ باطل ظاهر البطلان
ثم ذكر المصنفُ دليل قولِ مَنْ قال: "ليس كل مجتهد في الفروع مصيبا" وهو حديثُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»[2]. وهذا لفظ البخاري ومسلم وقد ذكره المصنف بلفظ مختلف.
ووجه الدليل من الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم خَطَّأَ المجتهدَ تارةً وصوَّبَهُ أخرى فدلَّ على أن المجتهد قد يصيب وقد يخطيءُ وإذا أخطأ لم يكن مصيبا وهو المطلوب فدل على المطلوب وهو: (ليس كل مجتهد في الفروع مصيبا) وهذا هو الصحيح، والله أعلم.
______________________________
[1] شرح الورقات لعبد الله الفوزان 137.
[2] صحيح: رواه البخاري (6919)، ومسلم (1716)
_____________________________
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية ما أردناه من التعليق والشرح والتوضيح لهذا المتن المبارك بعد نحو ستة أعوام متتابعة
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيه وأن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم لا رياء فيه ولا سمعه.
والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّمَ تسليما كثيرا
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
قال: "وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: كُلُّ مُجْتَهِدٍ فِي الْأُصُولِ الْكَلَامِيَّةِ مُصِيبٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى تَصْوِيبِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنَ النَّصَارَى، وَالْمَجُوسِ، وَالْكُفَّارِ، وَالْمُلْحِدِينَ".
والمراد بـ (الأصول الكلامية) مسائل الاعتقاد كالشهادتين وصفات الباري عز وجل ونحوها
و(المجوس): هم عباد النار والقائلين بأن للكون إلهين: إله الظلمة وإله النور.
و(الملحدين): جمع ملحد وهو من كفر بالأديان كلها
والمعنى: أنه لا يجوز أن يقال: إن كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيبٌ؛ لأن هذا يؤدي إلى تصويب أهل الضلالة والباطل من النصارى القائلين بالتثليث وأن الله ثالث ثلاثة: فالآب إله، والابن إله، والروح القدس إله.
كما يؤدي إلى تصويب مذهب المجوس الذين يعبدون النار والقائلين بأن للكون إلهين اثنين: إله النور وإله الظلمة.
كما يؤدي هذا القول كذلك إلى تصويب مذهب الكفار.
واعلم أن الكفر نوعان:
أ- كفر أكبر مخرج من الملة وهو:
- كفر الإعراض عن الحق وعدم قبوله،
- وكفر العناد والاستكبار يعني يعرفون الحق ثم يتكبرون عن قبوله ككفر إبليس،
- وكفر التكذيب،
- وكفر النفاق الأكبر.
ب- وكفر أصغر غيرُ مخرج من الملة: ويشمل جميع المعاصي[1]. - وكفر العناد والاستكبار يعني يعرفون الحق ثم يتكبرون عن قبوله ككفر إبليس،
- وكفر التكذيب،
- وكفر النفاق الأكبر.
وكذلك يؤدي إلى تصويب مذهب الملحدين الذين لا يؤمنون بإله موجود.
فالحاصل أن قولَ: (كل مجتهد في الأصول الكلامية مصيب) قولٌ باطل ظاهر البطلان
ثم ذكر المصنفُ دليل قولِ مَنْ قال: "ليس كل مجتهد في الفروع مصيبا" وهو حديثُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»[2]. وهذا لفظ البخاري ومسلم وقد ذكره المصنف بلفظ مختلف.
ووجه الدليل من الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم خَطَّأَ المجتهدَ تارةً وصوَّبَهُ أخرى فدلَّ على أن المجتهد قد يصيب وقد يخطيءُ وإذا أخطأ لم يكن مصيبا وهو المطلوب فدل على المطلوب وهو: (ليس كل مجتهد في الفروع مصيبا) وهذا هو الصحيح، والله أعلم.
______________________________
[1] شرح الورقات لعبد الله الفوزان 137.
[2] صحيح: رواه البخاري (6919)، ومسلم (1716)
_____________________________
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية ما أردناه من التعليق والشرح والتوضيح لهذا المتن المبارك بعد نحو ستة أعوام متتابعة
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيه وأن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم لا رياء فيه ولا سمعه.
والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّمَ تسليما كثيرا
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
تعليق